اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
فاطمة ربيع
التاريخ
1/13/2003 5:37:00 AM
  مقالة مصطفى بكرى      

اتقرأوا يأخوانى ماذا تريد منا الشقيقة الكبرى امريكا تريدنا مسخا مشوها

فاطمة ربيع
خطة أمركة الخطاب الديني للمسلمين!! تقرير يكتبه: مصطفي بكري
انتهت الإدارة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية من إعداد مشروع يحمل عنوان 'تطوير الخطاب الديني' في ضوء المبادرة التي أعلنها مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي كولن باول والتي أطلق عليها 'مشروع الشراكة من أجل الديمقراطية والتنمية'.
ويطالب المشروع بتطوير 'الخطاب الديني' في اتجاه ما يسميه بلغة التواصل والحوار بين الإسلام وغيره من الديانات الأخري وبين الشعبين المصري والأمريكي تحديدا.
وسوف يجري ربط المشروع المقترح بالمعونة الأمريكية المقدمة إلي مصر حيث يتوقع أن يخصص الكونجرس الأمريكي الاعتمادات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وكانت المعلومات قد أشارت إلي أنه جري بالفعل تشكيل لجنة داخل الخارجية الأمريكية أطلق عليها 'لجنة تطوير الخطاب الديني في الدول العربية والإسلامية'، وأن هذه اللجنة انتهت من إعداد تقريرها النهائي، وأن الإدارة الأمريكية ستبلغ الدول العربية بمضمون هذه التوصيات في نشر الدعوة الدينية، أو كل ما يتعلق بأمور الدين الإسلامي.
وتشير المعلومات إلي أن تقرير اللجنة أكد أهمية أن يتم التركيز علي تقليل الاهتمام بالجانب الديني في الحياة الاجتماعية العامة، وأن يبرز الدور الديني كمعيار ثانوي في أساليب الحياة الاجتماعية للمواطنين، حيث يري أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إلي انتشار الموجات الإرهابية هو الاهتمام بالجانب الديني في فترة السبعينيات.
ويري التقرير أن إحدي الوسائل الأساسية للقضاء علي الجانب الديني يجب أن تتضمن اغراق الشعوب العربية والإسلامية بأنماط مختلفة من الحياة العصرية الغربية، وأن نقنع شعوب هذه المنطقة بالتسابق إلي حيازة أنواع مختلفة من أدوات التكنولوجيا الحديثة، وأن يتم نشر أنماط جديدة من التنمية في هذه المجتمعات تعتمد بالأساس علي الأسلوب الغربي.
ويقول تقرير اللجنة: إن هناك مشكلة أساسية تواجههم في مصر وهي أنه مع زيادة معدلات الفقر وانتشار البطالة فإن هناك تفكيرا تلقائيا ينشأ لدي الأفراد في اللجوء إلي الدين كوسيلة للخلاص من متاعب وأزمات الحياة الاجتماعية، وأنه لذلك يجب التركيز علي تطوير الخطاب الديني في مصر تحديدا.
وحسب المشروع الأمريكي فقد تم التركيز علي مصر في برنامج المعونة الأمريكية الجديدة بعد أن جري التوصل إلي نتيجة مفادها أن الدعاة المصريين ورجال الدين المصريين هم الأكثر شهرة وتأثيرا في بقية الدول العربية والإسلامية، في حين احتل رجال الدين السعوديون المرتبة الثانية.
ويري المشروع أن خطة تطوير الخطاب الديني في مصر سيجري تنفيذها من خلال دورات تدريبية مكثفة، وهذه الدورات ستنعقد بين القاهرة وواشنطن وأن مدة كل دورة تدريبية ستكون ستة أشهر، ويلتحق بها من 500 600 من الدعاة ورجال الدين المصريين يمكثون منها ثلاثة أشهر في واشنطن وبقية المدن الأمريكية، وثلاثة أخري في القاهرة.
وسيتم اختيار عدد من رجال الدين الكبار الذين يرفضون الإرهاب ولديهم تفسير عقلاني للدين، وذلك ليكونوا محاضرين رئيسيين في هذه الدورات التدريبية، كما يحصل رجال الدين هؤلاء أيضا علي دورات تدريبية مدتها شهر واحد في واشنطن تتضمن كيفية إلقاء المحاضرات والتركيز علي الجوانب المعنية من هذه الخطة.. وتشمل خطة 'تطوير' الخطاب الديني 'التركيز علي مفردات هذا الخطاب وليس موضوعاته فقط، خاصة ما ورد في الكتاب المقدس 'القرآن' أو في أقوال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم 'الحديث' لأنه وفق رؤيتهم فإن هذه المفردات هي التي تشكل السلوك العام والتفصيلي الذي يلتزم به الأفراد، بل إن هذه المفردات هي التي تؤدي إلي 'الإرهاب' كما يرون.
وعلي سبيل المثال يقول المشروع: إنه بعد أن تشاور أعضاء اللجنة مع عدد كبير من أبناء 'الجالية الإسلامية' في أمريكا رأوا أن لفظة 'الجهاد' يجب أن يتم قصر معناها علي جهاد النفس مع الالتزام بالعبادات فقط، وبالتالي يجب ألا يمتد معناها إلي القتال أو التحريض عليه أو أية تفسيرات أخري.
أما لفظة 'اليهود' فيجب أن يكون التفسير هو أنه لا يقصد بهم اليهود أو الإسرائيليون الذين يعيشون في عصرنا حاليا، وإنما المقصود بهم قوم من البدو المتنقلين الذين عاشوا في الماضي السحيق، وأن أسباب الخلافات بين هؤلاء اليهود وأصحاب الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) في ذلك الماضي غير معروفة علي وجه الدقة حتي الآن، وأنه لا يجوز أن يمتد العداء مع اليهود الذين يعيشون حاليا بسبب عداء غير مفهوم تم في الماضي القديم'!!
وهكذا تسعي اللجنة إلي تمرير هذه الأفكار من خلال خطة 'تطوير الخطاب الديني' الذي يوصي برفع شعار 'العالم الأفضل' والذي من خلاله تتشكل لجنة دينية عليا من 'المحمديين والمسيحيين واليهود' تهدف ­كما يقول المشروع ­إلي تبصير كل شعوب العالم بالتقاء وجهات النظر والتقارب بين الديانات الثلاث.
وتقترح الخطة الأمريكية أن يمثل 'المحمديون' في هذه اللجنة من خلال الأزهر، وبالتعاون مع نخبة من رجال الدين السعودي، وأن يمثل 'المسيحيون' من خلال لجنة من الفاتيكان، و'اليهود' عبر رجال الدين في 'إسرائيل' وأوربا، وأن تعقد هذه اللجنة 4 اجتماعات كل عام في الأماكن المقدسة في القدس ومكة والمدينة ومقر الفاتيكان!
وتشير الخطة إلي أن التوجيهات التي تصدرها هذه اللجنة العليا يجب أن تكون ملزمة لكل الدعاة في شتي أنحاء الدول الإسلامية، وأن يتم إعداد كتيبات عن أعمال هذه اللجنة يتم توزيعها علي الدعاة.
وتركز خطة 'تطوير الخطاب الديني' علي الموضوعات التي يتم تناولها في الخطب العامة ويقصد 'خطبة الجمعة' حيث تشير اللجنة إلي أنه لا يجوز بأي حال تسييس هذه الخطب العامة، خاصة بعد أن ثبت أن تسييس هذه الخطب هو الذي أدي إلي زيادة أعداد 'المتطرفين' و'الإرهابيين' في دول المنطقة، كما أن هذا التسييس يتم دائما بهدف الهجوم علي السياسات الغربية والإسرائيلية تحديدا. وتطالب الخطة الأمريكية بأن يلتزم الدعاة بالتركيز في خطتهم علي شعائرهم الدينية بعيدا عن أي تعصب أو إثارة للكراهية ضد الآخرين، بل وتطالب الخطة بفرض جزاءات فورية علي كل رجل دين يحاول أن يقوم بتسييس الخطب العامة أو حتي في أحاديثه الإعلامية.
وتشدد 'الخطة' علي ضرورة وضع رجال الدين المسئولين عن الدعوة تحت رقابة أجهزة الدولة وذلك لضمان قيامهم بالتوجيه الديني المناسب الذي يقضي علي نزعات التطرف والعدوان.
وتري الخطة أهمية أن تكون هناك خطة إعلامية متدرجة تبدأ بإزالة الحقد والبغضاء والاختلاف بين 'المحمديين' وغيرهم من أصحاب الديانات الأخري، وفي مرحلة تالية فإن الخطة الإعلامية يجب أن تعمل علي طرح أحاديث مشتركة ولقاءات حوارية يشارك فيها رجال الدين الإسلامي والمسيحي معا حول كافة جوانب الاتفاق الممكنة، وفي المراحل الثلاث الأخيرة سينضم إلي هؤلاء رجال الدين اليهودي، علي أن يجري تطبيق هذه الخطة الإعلامية أيضا علي نطاق التجمعات الأخري داخل المجتمع، ونفس الأمر بالنسبة للكتب والمقررات الدينية وبعض الصحف التي يجب أن تركز علي هذا الاتجاه وذلك من أجل 'عالم أفضل'!!
وتري الخطة الأمريكية ضرورة أن يأخذ 'المحمديون' بأحكام وشرائع المسيحيين واليهود في بعض المسائل الفقهية أو العبادات، لأن ذلك سيقرب وفقا لما تري من نقاط الالتقاء بين هذه الأطراف وبعضها. وتشير الخطة إلي أن هذا لن يخل بخصوصية الدين المحمدي، لأنه علي حد علمهم فإن الدين المحمدي في الكتاب المقدس يعترف بأنبياء الديانات الأخري، خاصة أن التوحد الديني سيظل هدفا مثاليا وسنسعي إلي تحقيقه بكل الطرق والخطوات اللازمة.
دور المسجد
أما عن دور المسجد فقد حاز علي اهتمام كبير في إطار خطة تطوير الخطاب الديني حيث تهدف الخطة إلي أهمية أن يتحول المسجد إلي مؤسسة اجتماعية تربوية بدلا من كونه أداة للتحريض وبث الكراهية في مواجهة الآخرين.
وتري الخطة ضرورة ألا يقتصر دور المسجد علي الجوانب الدينية فقط، بل يجب أن تلحق به حدائق للأطفال والسيدات، وأن يمارس الشباب بجواره مختلف الألعاب الرياضية، وأن تلحق به برامج كاملة لمحو الأمية وزيادة نسبة التعليم!!
أما إمام المسجد فتري الخطة أنه يجب ألا يكون هو القائد المتحكم في كل هذه المؤسسة وإنما يجب أن تديرها إحدي الشخصيات الناجحة وذلك لضمان ألا تتحول هذه المؤسسة مستقبلا إلي مؤسسة دينية.
وتقترح الخطة أن يلحق بهذه المؤسسة الاجتماعية أيضا إدارة كاملة لتلقي التبرعات الخيرية وأن ممثلا من الدولة سيكون هو المسئول الأول عن هذه الإدارة، وأنه هو الذي سيقوم بنقل هذه الأموال إلي الجهات العليا في الدولة التي سيتم الاتفاق معها علي أوجه الانفاق.
وسيضمن تحويل المسجد إلي مؤسسة اجتماعية انشاء هيئة خاصة في كل مؤسسة لتنشيط دور المرأة اجتماعيا لأنه ووفقا لما توصلت إليه اللجنة الأمريكية فإن إحدي المشاكل الأساسية التي تواجه المرأة في ممارسة أدوارها السياسية والاجتماعية هو عدم وجود مؤسسات تدعم عمل وأنشطة المرأة، في حين أن ذلك يتوافر للرجال بشكل أساسي.
وتقول الخطة :إن المساجد تلعب دورا كبيرا في الانتخابات بجميع أنواعها، وأن المرأة يجب أن تمارس دورها في الدعاية الانتخابية من خلال المسجد بعد أن جري الحظر عليها كثيرا في أوقات سابقة، وأن تحويل المسجد من مؤسسة دينية إلي مؤسسة اجتماعية سوف يساعد في تحقيق المد الديمقراطي وممارسة المرأة لدورها.
وتري الخطة أن أحد المتطلبات الجديدة لإنشاء المسجد هو أن يلحق به ما يضمن للمرأة أن تمارس فيه نشاطها السياسي والاجتماعي، وبالتالي الاختلاط مع الرجال في داخل هذه المؤسسة الاجتماعية، فذلك فقط هو الذي سيضمن أن تتحول هذه المؤسسة إلي إحدي المؤسسات الداعمة للمد الديمقراطي، وهذا هو أحد الأهداف الأساسية التي ستسعي الخطة إلي تحقيقها في السنوات المقبلة بتحويل دور المسجد من كونه أداة ساعدت علي تجمع 'الإرهابيين' وطرح الأفكار 'الإرهابية' إلي مؤسسة ديمقراطية تتم فيها ممارسة كافة الأنشطة علي أن يبقي النشاط الديني هو أحد هذه الأنشطة.
وتقول الخطة: 'إنه بعد الاطلاع والزيارات واللقاءات المختلفة مع المحمديين سواء في الأراضي الأمريكية أو خارجها رأينا ظاهرة هامة يجب أن يتخلص منها المحمديون وهي تتعلق بأنه في خطبة الجمعة دائما يكون المحاضر هو الذي يتكلم وحده، وأن الآخرين لا يجوز لهم الحديث نهائيا أو التعليق علي كلامه أو توجيه أية انتقادات إليه، مما يكرس من مفهوم الاقتناع الذي يقوم به المحاضر تجاه كل الأفراد الذين يسمعونه، وهذا الأسلوب لابد من تغييره بأن يتم تحويل الخطب العامة إلي جلسات للنقاش والحوار بين مختلف الأطراف'.
وتطالب الخطة بضرورة التشاور مع القيادات الدينية في مصر وبعض البلدان العربية لاقناعهم بالمزايا الديمقراطية الجديدة إذا ما تم تحويل خطبة الجمعة إلي منتديات للحوار والنقاش تشارك فيها كل الأطراف، وتقترح الخطة ألا يكون موضوع الخطبة دينيا بالضرورة حيث يتوجب أن تكون هذه الخطب العامة ذات أهداف اجتماعية، وأن يتم حل بعض المشكلات الاجتماعية من خلالها وأن يتم إلغاء الطابع الحماسي الانشائي في هذه الخطب العامة.
وتري الخطة أن تطوير الخطاب الديني يستوجب أن يكون للفتيات والمرأة دور هام في ممارسة الخطابة الدينية وألا تكون هذه الخطابة مقتصرة فقط علي الرجال، بل يجب أن يكون للمرأة دورها في خطبة الجمعة، مما يكرس مفهوم إزالة التفرقة غير المبررة بين الرجال والنساء، حيث لا توجد نصوص دينية كما تري الخطة تحرم علي المرأة أن تتولي خطبة الجمعة وقيادة الرجال في الصلاة!!
المدارس والخطاب الديني
أما بالنسبة لدور المدارس في تطوير الخطاب الديني فإن الخطة تقترح أن يتم إلغاء مقررات التربية الدينية، وأن تخصص المدارس يوما كاملا للقيم الأخلاقية والمباديء بديلا عنه، حيث يقوم التلاميذ في هذا اليوم ببعض الأعمال الصالحة للمجتمع، علي أن يجري التركيز في ندوات هذا اليوم علي ادانة عمليات القتل والإرهاب، والتأكيد علي قيم التسامح والسلام مع الآخرين، اضافة إلي المباديء الحديثة للعلم والتكنولوجيا.
ومن المهم وفقا للخطة أن يحوي هذا اليوم المدرسي صورة من صور التآلف بين التلاميذ من أصحاب الديانات المختلفة، وذلك لإزالة أية حساسية في العلاقات بين أبناء هذه الأطراف خاصة في المستقبل، مما يستوجب التركيز علي صناعة المستقبل الديني لهؤلاء الأطفال من خلال ربطهم بقيم حياتية وأهداف يعيشون بها.
أما فيما يتعلق بالكتاب المقدس 'القرآن' أو أقوال الرسول محمد 'صلي الله عليه وسلم' 'الحديث' فتري الخطة أن التلاميذ يجب أن يكونوا أحرارا في أن يتعلموها خارج المدرسة، لأن المسجد سيكون له دوره الاجتماعي، ومن أحد هذه الأدوار هو تلقين هؤلاء الأطفال والتلاميذ ما يتعلق بأمور دينهم الصحيحة، وأن يستمعوا إلي كتابهم المقدس.
وتقول الخطة في هذا الصدد: 'إن التنشئة الاجتماعية للطلاب والتلاميذ في البلدان العربية والإسلامية لابد أن تتميز بالقدرة علي اكتساب مهارات التسامح مع الآخرين والقضاء نهائيا علي التعصب الديني تجاههم، وأن يتقين الجميع أن الأديان التي يؤمنون بها هي نتيجة طبيعية للتنشئة والأفكار السابقة التي اكتسبوها، وأن هذه الدلالة تجعل الجميع يشعرون بأنهم ينتمون لبني الإنسان، وأن كلا منا له الحرية الكاملة في معتقداته وأفكاره بشرط ألا يمثل ذلك اعتداء علي حريات الآخرين أو التقليل من شأنهم'.
وتقول الخطة: 'إن إحدي المشكلات الكبري التي نجمت عن الإرهاب في السنوات الماضية التي أدت إلي تصعيد موجات التطرف من مجموعة تجاه الأخري هو نمط التنشئة التمييزية في المدارس والمجتمعات العربية للطلاب والتلاميذ، وأن هذا النمط من التنشئة يقوم أساسا علي فكرة أن المسلمين لهم الأفضلية الأولي في العالم الآخر، وأن أتباع محمد (صلي الله عليه وسلم) هؤلاء هم المبشرون بالنعيم والراحة، في حين أن كل اتباع الديانات الأخري هم علي خطأ وسيكون لهم عذاب كبير في الآخرة، كما نشأت أفكار تمييز ضد أصحاب الديانات الأخري مما أدي لانتشار العنف والأفكار الخاطئة'.
وتري الخطة أنه يجب التركيز أيضا علي نوعية الدعاة الجدد لأن الأفكار الأمريكية تري أهمية مراجعة كل الأفكار التي يتلقاها الطلاب في الكليات والجامعات والمعاهد الدينية، لأن هؤلاء سيكونون هم المسئولين بالدرجة الأولي عن مجالات الدعوة للدين.
في هذا الشأن تقترح الخطة أن تكون هناك لجنة مشتركة بين مصر والولايات المتحدة لدراسة أنسب الأوضاع الممكنة في المقررات الدراسية للكليات الدينية أو الكليات المعنية بتخريج الدعاة، وقد توصلت الخطة مبكرا إلي هذا الاقتراح فادعت أن هذه اللجنة لا تعني التدخل الأمريكي المباشر في الاشراف علي الأزهر وهو ما كان محل مطالبات سابقة من حوالي 50 عضوا بالكونجرس ولكن الاقتراح المقدم يقضي بأن تتولي هذه اللجنة المشتركة بحث سبل تطوير مناهج الأزهر ودوره الداخلي والخارجي، وأن واشنطن ستقدم في مقابل ذلك مساعدات مالية سنوية لتطوير أبنية الأزهر وأنشطته الاجتماعية ودعم دوره الخارجي!!
ووفقا للخطة الأمريكية فإن الدور الخارجي للأزهر سيجري بالاتفاق بين الطرفين المصري والأمريكي، حيث تطالب الخطة بأن تكون هناك شعارات مشتركة يتم رفعها بين الأزهر والولايات المتحدة، وأن هذه الشعارات ستكون بمثابة برامج عمل يتم تنفيذها سنويا وأن تنفق الولايات المتحدة كل ما هو ضروري من أموال لانجاح هذه البرامج.
واقترحت الخطة أن تكون الأعوام القادمة مخصصة 'لعالم خالي من العنف والإرهاب'، وأن تقوم مؤسسة الأزهر بعقد الندوات والمؤتمرات في كل أو غالبية دول العالم الإسلامي، وأن تكون هناك مطبوعات صادرة من الأزهر يقوم الجانب الأمريكي بتسويقها في الدول العربية والإسلامية الأخري، بالاضافة إلي توفير الدعم المادي لقيام الأزهر بإعداد موسوعة دينية كبري هدفها الأساسي الحض علي التسامح والتعاون مع الآخرين، علي أن تتضمن هذه الموسوعة الأفكار الثابتة في الدين الإسلامي بالاضافة إلي الأفكار المشتركة مع أصحاب الديانات الأخري.
وتقترح الخطة الأمريكية في هذا الصدد أن يكون هناك فريق عمل مشترك بين الأزهر والفاتيكان ورجال الدين اليهودي لتطوير هذه الموسوعة سنويا بما يحقق أكبر قدر ممكن من الاتفاق بين الأطراف الثلاثة لمواكبة التطورات الجارية.
توصي الخطة في نهايتها بضرورة وضع إطارها العام موضع التنفيذ مع بدايات هذا العام 2003 بما يمكنها من تحقيق أهدافها مع التوصية بتشكيل اللجنة المصرية الأمريكية علي الفور تحت مسمي 'اللجنة الدينية لمكافحة الإرهاب' بما يمكنها من الاشراف الكامل ليس علي مؤسسة الأزهر فقط، وإنما علي كافة المؤسسات الدينية الأخري في مصر والشرق الأوسط.
إذن بعد كل ذلك يبقي السؤال: هل ستنجح واشنطن حقا في أمركة الدين والعقيدة وفقا للنهج المطروح ؟ وهل ستنجح فعلا في اجبار حكومات الدول العربية والإسلامية علي الالتزام بالأجندة المطروحة؟.. والسؤال الأهم: إذا حدث ذلك.. فماذا يتبقي لنا؟


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1106 / عدد الاعضاء 62