اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
مجدى عبد الحليم
التاريخ
10/24/2008 1:32:55 PM
  هل من مشمر عن الهلباوى؟؟؟      

نشرت جريدة المصرى اليوم مقالا تحت عنوان محطة أتوبيس الهلباوى تحمل الاساءة الكاملة لاحد رموز المحاماة والمحامين،حتى يقضوا على ماتبقى لنا من ذكريات عن الزمن الجميل الذى كان فيه الهلباوى وزملاءه يشكلون مجلس وزراء الحكم فى مصر ،ثم يسقط ذلك على المحامين حاليا فيقول أن هناك من الهلباويين الكثير،ويزعم أن الحياة تسوء وتفسد بفضل هؤلاء الهلباويين. وأنه لم يتبقى من الهلباوى الأول؟! أىشىء يُذكر سوى أنه محامى الإنجليز ضد أبناء وطنه بدنشواى. وهناك أيضًا محطة أتوبيس بالدقى تُسمى (الهلباوى)!!فهل من مشمر يرد ويدفع عن الرجل وعن المحامين الهلباويين الذين يقصدهم حتى أصبح ذكرة مجرد محطة أتوبيس فى الدقى،وهو نذير لنا أنه لن يبقى منا شيئ يذكر ..هل من مشمر ..هل من مدافع ..هل من وقفة ضد مثل هذه الاعتداءات ..وهاهو المقال الذى نشرأمس الخميس 23/10/2008 بجريدة المصرى اليوم 

محطة أتوبيس «الهلباوى»

٢٣/ ١٠/ ٢٠٠٨

«حاقتله وأجيب الهلباوى» .. هذه الجملة كان ينطق بها الفلاح المصرى فى وجه غريمه وهو يهدده بالقتل! والهلباوى رحمه اللّه كان محاميًا جنائيًا شهيرًا ضليعًا فى أوائل القرن العشرين، وكان يحصل للمتهم على البراءة،

ولو كان قاب قوسين أو أدنى من حبل المشنقة! وكان الهلباوى يضحك ويبكى ويتلوى ويتأوه أمام القضاة، حين يترافع حتى يحدث التأثير المناسب، ويحصل على البراءة المنشودة! ومن عجب أن الهلباوى هذا كان أحد المحامين الذين دافعوا عن الضباط الإنجليز فى واقعة دنشواى الشهيرة فى ١٣ يونيو ١٩٠٦،

التى قتل فيها الإنجليز رجلاً وزوجته وأحرقوا جُرنًا وهم يصطادون الحمام، فخرج عليهم الفلاحون ساخطين متذمرين، فهرب الضابط الإنجليزى «بول» وأخذ يجرى فى الحقول ومات بعد إصابته بضربة شمس! هاج المستعمر البريطانى، وعقد محكمة بوسط القرية، وحاكم الفلاحين، وشنق ثمانية منهم أمام الأهالى إلى جانب الحكم بالسجن المؤبد والجلد على آخرين.. كان الهلباوى هو أحد المحامين الذين دافعوا عن الإنجليز ضد الفلاحين،

وكانت أتعابه عن هذه القضية ٥٠٠ جنيه ذهب أى ما يعادل الآن عشرة ملايين جنيه! أخذ أتعابه من قصر الدوبارة، مقر اللورد كرومر، المعتمد البريطانى وممثل الاحتلال وحاكم مصر الفعلى!

تذكرت الآن هذه القصة التى أذاعها الزعيم العظيم مصطفى كامل فى جميع أنحاء العالم، مُنددًا بفظائع المستعمر البريطانى، وداعيًا إلى الاستقلال. ولم يضع هذا الجهد العظيم هباءً، فقد طرد اللورد كرومر من مصر! أما الآن، فهناك بعض الهلباويين الذين يسيرون على نهج الهلباوى الأول، ويتبعون خطاه، ويقتفون أثره، ويحصلون على الملايين،

ويدافعون عن الظالمين، ويتحايلون على القانون، ويمرقون من ثغراته، ويحصلون علىالبراءة، بعد تشكيك المحكمة، استنادًا إلى أن تبرئة ألف مذنب أكثر عدلاً من إدانة برىء واحد! إن الحياة تسوء وتفسد بفضل هؤلاء الهلباويين. ولكن ماذا بقى من الهلباوى الأول؟! لم يتبق شىء يُذكر سوى أنه محامى الإنجليز ضد أبناء وطنه بدنشواى. وهناك أيضًا محطة أتوبيس بالدقى تُسمى (الهلباوى)!!

محمد السيد رجب

مدير عام سابق - الإسكندرية


  احمد محمد اسامة المحامى    عدد المشاركات   >>  38              التاريخ   >>  24/10/2008



      السلا م عليكم

نرجوا من استاذنا الفاضل مجدى عبد الحليم ان يسرد تاريخ السيد الاستاذ الهلباوى


احمد اسامة المحامى
 


  مجدى عبد الحليم    عدد المشاركات   >>  84              التاريخ   >>  24/10/2008



مهما يكن فى حياة الرجل فيكفيك أنه كان أول نقيب للمحامين فى مصر
وأنقل اليك جانبا عن شخصية الرجل
ابراهيم بك الهلباوي احد فرسان الكلمه وشيخ المحامين واول نقيب للمحامين
ولد في البحيره عام 1858م
درس مذهب الإمام مالك على يد الشيخ ( رزق اليرقاني ) ودرس النحو والمنطق والبلاغه على يد شيخ الاسلام ( الشيخ الجيزاوي ) ثم ( المحلاوي ) والانبابي
هاجم جمال الدين الافغاني وما لبث ان اصبح تلميذا له ودرس المذهب الحنفي على يد الشيخ المفتي عبدالرحمن الرافعي
عمل في جريده الوقائع المصريه وعين سكرتيرا للبرنس حسين كامل ( السلطان حسين كامل فيما بعد )
انخرط في سلك المحاماه عام 1886 وعمره يقارب الواحد وثلاثون عاما
افتتح اول مكتب له بمدينة طنطا وكان بارعا فصيحا فاكتظ مكتبه بالقضايا ولمع نجمه في مده قصيره وانتقل الي القاهره في 1889 م
ارتفع اسمه وهو مازال صغيرا بعد ترافعه عن المتهم في قتل ابنة قنصل البرازيل فحصل على حكم بالسجن ثلاث سنوات رغم اعترافه 0
ومنذ ذلك التاريخ اصبح محاميا لامعا يلجأ اليه علية القوم وفقراؤهم 0
وعمل محاميا للخديو في محاكمة المصريين في حادثة دنشواي 0 وكان رئيس المحكمه بطرس باشا غالي
ووقف الهلباوي مترافعا حتى صدر حكما بالاعدام على اربعه وحكم على اثنى عشر بالاشغال الشاقه او الحبس و50 جلده 0 وكان يقول انه خدم المتهمين اذ لولا مرافعته لاعدم الجميع 0
الا ان هذه المحاكمه جعلت الشيخ جاويش يطلق عليه لقب ( جلاد دنشواي ) وهجاه حافظ ابراهيم في قصيده قال فيها /
ايها المدعي العمومي مهلا 00 بعض هذا فقد بلغت المرادا
قد ضمنا لك القضاء بمصر 00 وضمنا لنجلك الاسعادا
فاذا ما جلست للحكم فاذكر 00 عهد مصر فقد شفيت الفؤادا
لاجرى النيل في نواحيك يا مصر ولا جادك الحيا حيث جادا
انت انبت ذلك النبت يا مصر فأضحى عليك شوكا فتادا
انت انبت ناعقا قام بالامس فأدمى القلوب والاكبادا
ايا مدرة القضاء ويا من 00 ساد في غفلة الزمان وشادا
انت جلادنا فلا تنس انا 00 لبسنا على يديك الحدادا
وتدهورت حالة ابراهيم الهلباوي بعد هذه القضيه وحورب حربا شديده من الناس وخصومه واصدقائه
الا انه صمد امام كل ذلك وكانت له كلمته الشهيره ( ما اتعس حظ المحامي وما اشقاه يعرض نفسه لعداء كل شخص يدافع ضده لمصلحة موكله فاذا كسب قضية موكله ، امسى عدوا لخصمه دون ان ينال صداقة موكله )
عرض عليه وظيفة مستشار في محكمة الاستئناف وهم ان يقبلها حتى قابل امرأه عجوز عرفت بذلك فقالت ان في مصر اربعين مستشارا ستكون واحد منهم ولكن يوجد محامي واحد لا مثيل له 0
فرفض القضاء ، وما لبث ان صالحه الزمن اذ جاءه خصومه بالامس والذين حاربوه يطلبون معاونته في قضية مقتل بطرس غالي ليكون مدافعا عن قاتله ابراهيم الورداني 0 فقبل القضيه على الفور وابلى فيها بلاء حسن 0 واتجه ابراهيم الهلباوي يدافع عن القضايا الوطنيه فكان وطنيا مخلصا ومحاميا عظيما 0
فحاربته السرايا وانقلبت عليه الحكومه الا ان ذلك لم يثنيه وكأنه يكفر عن محاكمة دنشواي 0
واصبح خصوم الامس اصدقاؤه فصالحه حافظ ابراهيم واصبح ملازما له 0
وكان الهلباوي خطيبا مفوها وممثلا رائعا يمزج بين العربيه الفصحى والعامية البسيطه ويتحرك بخفه ورشاقه يجبر المحكمه على سماعه ويجعل من يسمعه ويراه مشدوها بعبقرية هذا الرجل 0
قال عنه عبد العزبز البشري في المرآه ( شيخ يتزاحف على السبعين ان لم يكن قد اقتحمها فعلا عاش مدى عمره يحبه ناس اشد الحب ويبغضه ناس اشد البغض الا ان هؤلاء وهؤلاء لا يسعهم جميعا الا التسليم بأنه رجل عبقري )
حارب من اجل اصدار قانون لانشاء نقابة المحامين حتى ظفر به عام 1912وانتخب كأول نقيب للمحامين باغلبيه 307 صوت من 333 صوت فأنشأ له المحامون لقب شيخ المحمين عرفانا بما قدمه لهم
وكان اكبر نصر حققته النقابه هو تقرير الحصانه للمحامي فاجتمع له الجلالان جلال الكرامه وجلال البيان
ابراهيم بك الهلباوي اول من اسس حزب الاحرار الدستوري وهو واحد من النقباء الثلاثه الذين وضعوا الدستور مع عبدالعزيز باشا فهمي ومحمود ابو النصر
ترافع عن زملاؤه مكرم عبيد واحمد حلمي ضد الخديوي فكان نعم العون ونعم الزماله
اوقف من ماله اربعون فدانا لنقابة المحامين 0
من كلماته في احد مرافعاته ( خدمت نحو خمس وعشرون عاما في المحاماه ولم يخطر ببالي يوما 00 سبب اختيار الرداء الاسود حله رسميه للمحامي الذي يتشرف بالدفاع بين يدي القضاه ، ولا سبب انتخاب اللون الاخضر للوشاح الذي يزدان به صدر من ولوا القضاء 0 اما الان وقد ابعدت عن قلبي هذه القضيه كل راحه وجعلتني مرآه لتلك القلوب المنفطره كأم المتهم وشقيقته وباقي اهله 00 قلت ان كان مختار هذه الالوان اراد باللون الاسود رمز الحداد والمصائب للمحامي الذي يمثل القائم بالدفاع عنه ، وباللون الاخضر الذي يتحلى به صدر القاضي ، الرمز الي الطاووس ذي الريش الاخضر وهو مثال ملائكة الرحمه فنعم الاختيار 0
كأنما نحن في هذه القاعه امام اولئك القضاه المشبهين بملائكة الرحمه على سطح الارض ، نقوم بمأموريه اولئك الاحبار في هيا كلهم الذين اتخذوا مثلنا ثياب الحداد وهم يتضرعون الي مبدع السموات والارض بأن يفيض على الارواح الذاهبه الي دار الخلود سحب رحمته وغفرانه 00 فتقبلوا دعاءنا في طلب الرحمه للاحياء كما يقبلها من اقامكم حكما في عباده الذي علمنا انه وان كان من صفاته العدل فان من صفاته الرحمه ، وعلمنا فوق هذا ان الرحمه فوق العدل )
توفي رحمه الله عن عمر يناهز الثانيه والثمانون وذلك عام 1940م
انه شيخ المحامين ومحامي القضايا الوطنيه فارس الكلمه وعبقري من عباقرة القانون اول نقيب للمحامين ابراهيم بك الهلباوي 0


المحامى بالنقض

"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"


  محمد الشهيدى    عدد المشاركات   >>  512              التاريخ   >>  25/10/2008



 

رحمه الله كان من اشهر الخونة فى تاريخ مصر

كان من المقرر أن يحضر إبراهيم الهلباوي التحقيق مع المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي يوم السبت الموافق 16 يونيو عام 1906 لكنه لم يحضر لعدم عثوره على وسيلة انتقال مباشرة إلى دنشواي ولارتفاع درجة الحرارة في ذلك اليوم

وعلى رصيف القطار في القاهرة، وجد الياور الخاص برئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا يخبره بأن "الباشا" ينتظره في مكتبه لأمرٍ مهم. ثم التقى الهلباوي محمد محمود بك رئيس حزب الأحرار الدستوريين فيما بعد، وكان يعمل آنذاك سكرتيراً خاصاً لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي "المستر" ميتشل، الذي سأله عما إذا كان أحد من المتهمين في حادثة دنشواي قد وكله للدفاع عنه..فلما نفى ذلك أخطره بأن الحكومة قد اختارته ليمثلها في إثبات التهمة ضد المتهمين أمام المحكمة المخصوصة، باعتباره من أكبر المحامين سناً وأقدمية

المفاجأة كانت في حسم الهلباوي تردده وقبوله المهمة، بل وتواضعه في تحديد أتعابه، فمع أنه –كما قال فيما بعد- "كان يتقاضى 500 جنيه في القضايا الكبرى، فإنه خفض أتعابه في هذه القضية، فقبِلَ أن يترافع فيها ب 300 جنيه فقط"

هذا هو الهلباوي..لا فارق لديه بين أن يدافع عن المتهم ليطالب بتبرئته، أو أن يكون المدعي العام الذي يثبت عليه الاتهام ليطالب بإعدامه

وهكذا استقبل الهلباوي في مكتبه "المستر" موبيرلي المفتش الإنجليزي لوزارة الداخلية لوزارة الداخلية و"المستر" مانسفيلد الحكمدار الإنجليزي لبوليس القاهرة اللذين أبلغاه أنهما مكلفان بأن يكونا في خدمته في كل ما يتعلق بقضية دنشواي، واقترحا عليه أن يحضر التحقيق وأن يشارك في استجواب المتهمين، لكنه اعتذر عن ذلك وفضلَ أن يزور مسرح الأحداث ليعاينه. وفيما بعد، قال الهلباوي – في معرض تبرير سقطته- إن قبوله القيام بدور المدعي العام قد مكَنه من صد المحاولات الإنجليزية التي استهدفت تضخيم الحادثة (مذكرات إبراهيم الهلباوي: تاريخ حياته، إبراهيم الهلباوي بك (1858-1940)، تحقيق عصام ضياء الدين؛ تقديم د. عبد العظيم رمضان)

ودنشواي هي قرية تقع في مركز الشهداء، شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ويُعتقد أن الاسم مشتقٌ قديماً من دير جواي ثم تحول إلي دنجواي

وتعود بدايات الحكاية إلى عام 1906 حين صدرت أوامر الحكومة في مصر إلى عُمد بعض البلاد بمساعدة فرقة تابعةٍ للاحتلال البريطاني آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام ببلدة دنشواي المشهورة بكثرة حمامها كما اعتادوا

وفي نهار صيفي عادي في يوم الأربعاء الموافق 13 يونيو حزيران كان هؤلاء الجنود الإنجليز بقيادة الميجور كوفين يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة ومعهم الأومباشي زقزوق والترجمان عبد العال. وكان الميجور مغرماً بصيد الحمام فأقنع رجاله - وهم: الكابتن بول، الملازمان بورثر وسميث، الطبيب البيطري الملازم بوستك - بأن يتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواي



وكان كوفين وبول وبوستك يطلقون الأعيرة لاصطياد الحمام بجوار الأشجار على جانبي الطريق الزراعي، ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل بورثر وسميث داخل القرية حيث كان الحمام عند أجران الغلال يلتقط الحب. ويصوب بورثر بندقيته إلى جُرن الحمام الخاص بالشيخ محمد عبد النبي مؤذن البلدة، فتفقد زوجة الشيخ وعيها بعد أن أصابها عيار طائش

وتفيد المصادر المختلفة بأن مؤذن البلدة جاء يصيح بهم كي لا يحترق التبن في جُرنه، لكن أحد الضباط لم يفهم منه ما يقول وأطلق عياره فأخطأ الهدف وأصاب المرأة، وتدعى أم محمد. واشتعلت النار في التبن، فهجم الرجل على الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل البلد صارخاً "الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن، الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن"، فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين "قتلت المرأة وحرقت الجُرن"، وهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم

وفي هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط على النقيض بأنهم سيفتكون بهم فأطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا بعضهم فصاح الجمع "قتل شيخ الخفر" وحملوا على الضباط بالطوب والعصي، فألقى الخفراء القبض عليهم وأخذوا منهم الأسلحة إلا اثنين منهم وهما "كابتن" الفرقة وطبيبها اللذين أخذا يعدوان تاركين ميدان الواقعة وقطعا نحو ثمانية كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلوا إلى بلدة سرسنا، فوقع "الكابتن" بول مطروحاً على الأرض ومات بعد ذلك متأثراً بضربة شمس إثر عدوه لمسافة طويلة تحت أشعة الشمس

عندها تركه زميله الطبيب وأخذ يعدو حتى وصل إلى المعسكر، وصاح بالعساكر فركضوا إلى حيث يوجد الكابتن، فوجدوه وحوله بعض الأهالي، فلما رآهم الأهالي لاذوا بالفرار، فاقتفى العساكر أثرهم وألقوا القبض عليهم إلا أحدهم –ويدعى سيد أحمد سعيد - هرب قبل أن يشد وثاقه واختبأ في فجوة طاحونةٍ تحت الأرض فقتله الإنجليز شر قتلة

وقد نظم حافظ إبراهيم إثر حادثة دنشواي قصيدة يقول فيها:

 


 

أيها القائمون بالأمر فينا..هل نسيتم ولاءنا والودادا؟


 

خفّضوا جيشكم وناموا هنيئاً..وابتغوا صيدكم وجوبوا البلادا


 

وإذا أعوزتكم ذاتُ طوق ..بين تلك الربا فصيدوا العبادا


 

إنما نحن والحمام سواء..لم تغادر أطواقنا الأجيادا


وكان رد الفعل البريطاني قاسياً وسريعاً، فقد قدم 52 فلاحاً مصرياً للمحاكمة بتهمة القتل المتعمد

وهنا جاء دور الهلباوي في تلك المسرحية الهزلية


 


فقد استخدم الهلباوي دهاءه لتكييف واقعة اعتداء الفلاحين بالضرب على الضباط الإنجليز بحيث يثبت أن الحريق الذي


 

وقع في الجُرن نتيجة رصاص الضباط الإنجليز أثناء رحلة الصيد في دنشواي، هو حادثٌ تالٍ للاشتباك بين الفلاحين والضباط –وهذا لم يكن صحيحاً- بل زعم الهلباوي أن الضباط الإنجليز لم يكونوا أصلاً السبب في حدوث حريق الجُرن..وأشار إلى أنه حريقٌ متعمد اصطنعه الفلاحون ليخفوا أدلة سبق إصرارهم وتعمدهم التحرش بالضباط الإنجليز والاعتداء عليهم بالضرب

وهكذا تمكن الهلباوي من تبرئة الضباط الإنجليز من الأخطاء والجرائم التي ارتكبوها، في حين زاد من مسؤولية الفلاحين عن الحادثة. واتخذ الهلباوي من نجاح الفلاحين في إخماد النيران في الجُرن في غضون ربع ساعةٍ فقط دليلاً على أن الفلاحين هم الذين أطفأوا النيران بعد أن أشعلوها

ولم يبق في إثبات ركن سبق الإصرار على القتل والشروع فيه سوى إثبات أن فكرة القتل لم تكن عرضيةً وغنما كانت نيةً مبيتة

وصوّر الهلباوي الأمر أمام المحكمة وكأن الفلاحين رتبوا الأحداث بحيث صمموا على قتل الإنجليز إذا جاءوا للصيد في قريتهم. وكان الملازم بورثر قد ذكر أثناء إدلائه بأقواله أمام المحكمة أن المتهم التاسع عبد المطلب محفوظ قد حماه هو وزملاءه من العدوان عليهم، وقدم إليهم المياه ليشربوا، وهي شهادةٌ كانت كافية لتبرئته

وعندما جاء الدور على الشاهد فتح الله الشاذلي نجل عمدة دنشواي، ورد في أقواله هو الآخر أنه قد قدم الماء للضباط..فتنبه الهلباوي إلى نقطةٍ جزم بأنها فاتت على الملازم بورثر، ووقف ليقول إنه يلاحظ شبهاً كبيراً في الملامح بين المتهم عبد المطلب والشاهد فتح الله، وإنه يعتقد أن الأمر قد اختلط على الملازم بورثر..فاستدعت المحكمة الضابط الإنجليزي الذي حسم الامر، وقال إن الذي سقاه هو ابن العمدة وليس المتهم. وبذلك حرم الهلباوي المتهم التاسع من فرصته للنجاة من الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة

وعلى هذا النهج يروي لنا صلاح عيسى في كتابه "حكايات من دفتر الوطن" كيف بذل إبراهيم الهلباوي جهداً ضخماً في تفنيد كل ما جاء في أقوال المتهمين والشهود ليهدم كل واقعةٍ يمكن أن تتخذ ذريعةً للتخفيف عن المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي، وليثبت للمحكمة أن الحادثة ارتكبت عمداً ومع سبق الإصرار، حتى يفوز بما كان قد اتفق عليه مع سلطات الاحتلال ويعطي المحكمة مبرراً للحكم بالإعدام على المتهمين

بل إنه فند التقارير الطبية التي قالت إن الضحية الوحيدة في الحادثة وهو الكابتن البريطاني بول، قد مات متأثراً بضربة شمس، وأكد أن موت بول بضربة شمس لا ينفي أن المتهمين هم الذين قتلوه لأنهم هم الذين ضربوه، وألجأوه إلى الجري تحت أشعة الشمس اللاهبة. أضف إلى ذلك أن الهلباوي اتهم المتهم البريء حسن محفوظ بأنه "لم يكدر قريةً بل كدر أمةً بأسرها بعد أن مضى علينا 25 عاماً ونحن مع المحتلين في إخلاصٍ واستقامة وأمانة.. أساء إلينا وإلى كل مصري..فاعتبروا صوتي صوت كل مصري حكيمٍ عاقل يعرف مستقبل أمته وبلاده"

وبذلك قتل الهلباوي شعبه كله بعد أن صدر الحكم بإعدام أربعة متهمين -هم: حسن علي محفوظ‏,‏ يوسف حسني سليم‏,‏ السيد عيسى سالم ومحمد درويش زهران-‏ والجلد‏50‏ جلدة على 12 متهماً، والأشغال الشاقة لباقي المتهمين


وفي الثانية من ظهر يوم ‏28‏ يونيو حزيران جرى تنفيذ تلك الأحكام الجائرة، بعد محاكمةٍ استمرت بضعة أيام فقط وأمام أعين الأهالي. وتقول جريدة "المقطم" يوم ‏18‏ يونيو حزيران عام ‏1906‏ إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق‏
وقال أمير الشعراء أحمد شوقي بعد مرور عام على حادثة دنشواي:

يا دنشواي على رباك سلام..ذهبت بأنس ربوعك الأيام

كيف الأرامل فيك بعد رجالها..وبأي حال أصبح الأيتام

عشرون بيتاً أقفرت وانتابها..بعد البشاشة وحشةٌ وظلام

نوحي حمائم دنشواي وروّعي..شعباً بوادي النيل ليس ينام

السوط يعمل والمشانق أربع..متوحدات والجنود قيام

والمستشار إلى الفظائع ناظر..تدمى جلود حوله وعظام

وعلى وجوه الثاكلين كآبة..وعلى وجوه الثاكلات رغام

وعن جدارةٍ استحق الهلباوي لقب "جلاد دنشواي" الذي أطلقه عليه الشيخ عبد العزيز جاويش


 


وهجاه الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدة قال فيها:

أيها المدعي العمومي مهلا 00 بعض هذا فقد بلغت المرادا

قد ضمنا لك القضاء بمصر 00 وضمنا لنجلك الإسعادا

فإذا ما جلست للحكم فاذكر 00 عهد مصر فقد شفيت الفؤادا

لا جرى النيل في نواحيك يا مصر.. ولا جادك الحيا حيث جادا

أنت أنبت ذلك النبت يا مصر.. فأضحى عليك شوكا فتادا

أنت أنبت ناعقاً قام بالأمس.. فأدمى القلوب والأكبادا

أيا مدرة القضاء ويا من 00 ساد في غفلة الزمان وشادا

أنت جلادنا فلا تنس أنا 00 لبسنا على يديك الحدادا


 

عاش الهلباوي 34 عاماً بعد تلك المأساة، ذاق أثناءها الذل والهوان من المصريين الذين لم ينسوا له دوره في تلك المحاكمة، بالرغم من محاولته التكفير عن ذلك، وحورب حرباً شديدة من الناس وخصومه وأصدقائه، وطارده لقب "جلاد دنشواي" في كل مكان. وكانت له كلمته الشهيرة: "ما أتعس حظ المحامي وما أشقاه.. يعرض نفسه لعداء كل شخص يدافع ضده لمصلحة موكله فإذا كسب قضية موكله، أمسى عدواً لخصمه دون أن ينال صداقة موكله"


 


لكن إبراهيم الهلباوي لم يكن الخائن الوحيد لمصر في حادثة دنشواي، فقد كان هناك اثنان آخران أولهما بطرس باشا غالي (1846-20 فبراير شباط 1910) وزير الحقانية بالنيابة آنذاك الذي ترأس المحكمة. أما نهاية هذا الرجل فكانت على يد صيدلاني يدعى إبراهيم الورداني، اغتال بطرس غالي أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهراً يوم (11 من صفر 1328 هـ=20 فبراير 1910)، حيث أطلق عليه الورداني ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته. وكان اغتيال بطرس غالي هو أول جريمة اغتيال في مصر الحديثة

أما الثاني فهو أحمد فتحي زغلول ( فبراير شباط 1863- 27 مارس آذار 1914) عضو المحكمة ورئيس محكمة مصر الابتدائية الذي كتب حيثيات الحكم بخط يده. ولم يغفر له أحد ما فعله في دنشواي..لم يغفر له أن الشقيق الأصغر لزعيم الأمة سعد زغلول، حتى أن ذكراه كانت تمر بعد ذلك وسعد زعيم الامة المحبوب، فلا يجسر أحدٌ على الإشارة إليها


بل إن خصوم سعد زغلول كانوا يشيرون إلى شقيقه أحمد فتحي كدليلٍ على عدم وطنية الأول


وحدث في العام التالي مباشرةً لمأساة دنشواي، أي في عام 1907، أن تمت ترقية أحمد فتحي زغلول إلى منصب وكيل وزارة الحقانية، وأقام له بعض الموظفين حفل تكريمٍ في فندق "شبرد"، وطالبوا أحمد شوقي بالاشتراك في الحفل بقصيدة، فأرسل إليهم ما أرادوا في مظروفٍ..وفتحته لجنة الاحتفال في الموعد المحدد، فوجدت به أبياتاً تقول:

إذا ما جمعتم أمركم وهممتموا..بتقديم شيءٍ للوكيل ثمين
خذوا حبال مشنوقٍ بغير جريرةٍ..وسروال مجلودٍ، وقيد سجين
ولا تعرضوا شعري عليه، فحسبه..من الشعر حكمٌ خطه بيمين
ولا تقرأوه في "شبرد" بل اقرأوا..على ملأٍ في دنشواي حزين


وكانت لطمةً قويةً..وأنقذ أحمد فتحي زغلول نفسه، فغادر الدنيا بعدها بسنواتٍ قلائل، إذ مات في عام 1914 وهو
وكيلٌ لوزارة العدل

http://yasser-best.blogspot.com/2007/10/6.html



  مجدى عبد الحليم    عدد المشاركات   >>  84              التاريخ   >>  25/10/2008



على مدار مشاركات ومداخلات الاستاذ الشهيدى التى ملاءت أرجاء المنتدى تعلمنا منه كيف يكون الادب عند الحديث عن نقيب المحامين ومدى الرمزيه التى يحملها صاحب هذا اللقب ،مهما كانت هفواته ومهما كانت زلاته ،حتى كلمة النقيب السابق كانت لسيادته فيها تعليقات أنه لايليق حجب اللقب عن الرجل ولو كان سابقا ،وانا اتفق معه فيما انتهى اليه ،ولكنى أعجب عندما أجده لايطبق قواعده التى صدع بها رؤوسنا ..أمام شيخ النقباء ،وأول النقباء يخرج ماباله يخرج عن هذه القاعدة ..ترى أحرام على بلابله النوح حلال على الطير من كل جنس ،أم أنه قد وقع فى قوله تعالى ..لم تقولون مالاتفعلون "
أخى الشهيدى : هل تظن أن سبابك للنقيب الهلباوى بهذا العنوان رحمه الله كان من اشهر الخونة فى تاريخ مصر ، وليس باقى الكلام لك ولافيه تعليق منك غير ماعنونت به من عنوان يسيئ لكل محام يعتز بمهنته ويحترم أساتذتة ،ويقدر تاريخ نقابة المحامين،لكنه منقول دون أن تكلف نفسك عناء قراءته.
من حقك أستاذ شهيدى أن تنتقد كما تذكرنا دائما ،ولكن ليس من حق هذا النقل الجائر فى حقك نقيب أجدادك من عظام المحامين،وأن تسيئ للرجل على هذا النحو، واذا كان الرجل قد سماه البعض يوما جلاد دنشواى ،وهجاه حافظ ابراهيم،كما ذكرت فما لبث ان صالحه الزمن اذ جاءه خصومه بالامس والذين حاربوه يطلبون معاونته في قضية مقتل بطرس غالي ليكون مدافعا عن قاتله ابراهيم الورداني 0 فقبل القضيه على الفور وابلى فيها بلاء حسن 0
واتجه ابراهيم الهلباوي يدافع عن القضايا الوطنيه فكان وطنيا مخلصا ومحاميا عظيما 0
فحاربته السرايا وانقلبت عليه الحكومه الا ان ذلك لم يثنيه وكأنه يكفر عن محاكمة دنشواي 0
واصبح خصوم الامس اصدقاؤه فصالحه حافظ ابراهيم واصبح ملازما له 0
وكان الهلباوي خطيبا مفوها وممثلا رائعا يمزج بين العربيه الفصحى والعامية البسيطه ويتحرك بخفه ورشاقه يجبر المحكمه على سماعه ويجعل من يسمعه ويراه مشدوها بعبقرية هذا الرجل 0
لقد كفر الرجل عن ذنبه فى حادث دنشواى ،حتى حاربته السريا وانقلبت عليه الحكومة
ترى هل يمكن سيدى أن ترى نقيبا باع المحامين للحكومة يستطيع أن يضحى بحب الحكومة والقرب منها مهما كانت النتائج،وهل يمكنه أن يكفر عن ذنبه مهما كان حجم الرفض لكل أفعاله
الهلباوى ترافع فى قضية أغضبت الشعب وعاقبة الشعب لكنه كان وفيا للمحامين أمينا عليهم !!!!!!!!!!!!
من حق كل متهم أن يجد له محام  يدافع عنه وليس عيبا الان أن يتولى نقيب المحامين الدفاع عن أى متهم حتى ولو كان ممن انتهك أموال الشعب أواستباح دمائهم ،وحتى ولو كان قتل أكثر من 1034 مواطن مصرى ،ولكنه عليه أن يظل دوما وفيا للمحامين أمينا عليهم.
فهل يمكن أن تعترف بفضل الهلباوى على المحاماة والمحامين ويكفيك أن تقارن بين أول قانون وضعه الهلباوى للمحامين والحصانة التى حرص عليها للمحامى وبين آخر قانون للمحامين،ولتنظر مدى حجم المواد التى صاغها الهلباوى ليجلس نقيبا مدى الحياه ،أو مصادرة ارادة المحامين
الهلباوى كان أمينا على المحامين مخلصا للمهنة وللنقابة ،وهو ماجعله وبحق أول نقيب للمحامين الذى أتعب كل من أتى بعده فكيف يمكن أن ننكر قيمة الرجل وجهده ونصفه بهذا الوصف ونحن محامون من أحفاده.
اتق الله ياشهيدى
ولاتقل على الهلباوى أنه خائن
سامحك الله ..أهكذا تتحدث عن نقيبك
هاقولك ايه ..أنت الشهيدى ..وهكذا انت دائما تقف فى المكان الذى لايختاره الا الشهيدى وصحبه ..

 ملحوظة:شكرا على الرابط ولكن لاتأخذ كل ما يعرض دون ابداء رأيك وتمعن فيه النظر وترى ماالذى جعل جريدة المصرى اليوم تنشر مقالا من هذا النوع فى هذه الايام سوى أننا لازلنا فى هجمة منظمة على المحاماة والمحامين فلا تكن عونا لاعداء المهنة والمحامين على زملائك والمهنة وكن متيقظا لما يحاك لنا أخى الغزيز

وتقبل خالص تحياتى 


المحامى بالنقض

"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"


  محمود رضوان    عدد المشاركات   >>  361              التاريخ   >>  25/10/2008



الهلباوي صنع تاريخ لمهنه المحاماه

عاشور صنع تاريخ لنفسه و نسي المحامين

((فهل يمكن أن تعترف بفضل الهلباوى على المحاماة والمحامين ويكفيك أن تقارن بين أول قانون وضعه الهلباوى للمحامين والحصانة التى حرص عليها للمحامى وبين آخر قانون للمحامين،ولتنظر مدى حجم المواد التى صاغها الهلباوى ليجلس نقيبا مدى الحياه ،أو مصادرة ارادة المحامين ))

كلامين فيهم الخلاصة كلاها

شكرا أستاذ / مجدي


 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2440 / عدد الاعضاء 62