اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
ثروت الخرباوي
التاريخ
5/2/2008 5:03:15 AM
   نقابة المحامين .. تاريخ مالم يذكره التاريخ      

 

 

هذه صفحات من كتاب  ـ مازال تحت الطبع ـ كنت كتبته عن نقابة المحامين  وبمناسبة الأحداث الجارية اقتطعت جزءا منه كي أضعه بين أيديكم

سفر  التكوين

 

 

لم يكن الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله يتصور أنه عندما أطلق شرارة بدأ الحركة الإسلامية في نقابة المحامين أن يؤول الأمر إلى ماوصل إليه الآن .. كان ذلك في شتاء عام 1983 وكان الأستاذ عمر التلمساني قد دعى عددا من أبناء الحركة الإسلامية من العاملين بالمحاماه كي يستأنس برأيهم في شأن وضع حجر الأساس للحركة الإسلامية بعمومها في نقابة المحامين .. جلس الأستاذ عمر في مقر الدعوة ( الإخوان ) بالتوفيقية يستمع إلى الشباب والشيوخ  .. ويقرأ تصوراتهم الحركية في الشأن الذي دعاهم إليه  إلا أنه أعرض بامتعاض  عن كل مااستمع إليه إذ كان المتكلمون يتحدثون وكأنهم من أهل الكهف لا يدرون عن واقعهم شيئا .. وعندما انتهى الجميع قام من آخر الصف شاب يطلب الكلمة وعندما أذن له المرشد تكلم واحتد وشرح كل مافي عقله وكانت كلماته تحمل قدرا من اللوم على جيل فشل في وضع أقدام الحركة الإسلامية في نقابة المحامين حتى أصبحت هذه النقابة قلعة من قلاع الأيدولوجيات الليبرالية واليسارية  التي تقف في موقع المنافسة مع ما أطلق عليه الباحثون ( الإسلام السياسي ) ... أثار كلام هذا الشاب سخط الكبار وإعجاب الشباب حتى أن المرشد التلمساني انتهره وطلب منه الجلوس إلا أنه عند انصراف الجميع همس المرشد في أذن الشاب مختار نوح قائلا : مُر عليّ في الغد .. وفي اليوم التالي كان التلمساني يستمع من مختار نوح إلى تصور حركي واستراتيجي كامل يسمح للحركة الإسلامية بعمومها ( وليس الإخوان فحسب ) بالولوج إلى نقابة المحامين تلك النقابة التي كانت الحلم للحركة الإسلامية .. مما لاشك فيه أن المرشد وقتها تنفس الصعداء ثم قال لنوح : أنت الآن مسئول عن تنفيذ تصوراتك وأفكارك وسأساعدك ماوسعني الجهد واعلم أنه ستقابلك العديد من المشاكل والصعوبات الجمة ، لن تكون الصعوبات أو المشاكل من المنافسين الذين ينتمون لتوجهات سياسية منافسة  ولكن ستقوم عليك الحروب من أبناء جلدتك الفكرية .. أبناء مرجعيتك فاحذر منهم وإذا أردت أن تسلك طريقا في الحركة ووجدت معارضة هدفها توقيفك وإحباطك  فقل لمن يعارضك : إنما أفعل ما أمرني به  التلمساني ... كانت هذه هي البداية وبعدها جمع  مختار نوح من جيله عددا من المحامين الذين يحملون عاطفة دينية ... لم يكن منهم من ينتمي إلى الإخوان المسلمين  إلا ثلاثة ورابعهم طالب في كلية الحقوق وبهذا العدد بدأ مختار نوح في تأسيس الصف الإسلامي  حيث قام بالطواف في المحافظات والقرى  كي يجمع أنصارا من المحامين يعرض عليهم فكرته وتصوراته .. وبدأ العدد في التكاثر من حوله ـ رغم المعوقات العديدة التي وضعها أمامه  من أشار عليهم التلمساني ـ  إذ كانت مصر وقتها في حالة شعورية فريدة من التدين والإقبال على الحركة الإسلامية التي اكتسبت ثقة الشارع بسبب زعامة  وحكمة وحصافة التلمساني وبسبب العلماء والدعاة  الذين انتشروا في مصر يصنعون مساحة تأثير غير مسبوقة فكان الشعراوي والغزالي والقرضاوي وكان الشيخ كشك والمحلاوي وحافظ سلامة وكان الزخم الذي صنعته جماعة التبليغ والدعوة في الشارع  وبين بسطاء الناس .. لكل هذا ولتلك الكاريزما التي حباها الله لمختار نوح ولملكاته الزعامية وقدراته السياسية والتفاوضية  تكونت في نقابة المحامين مجموعة من المحامين يحملون خليطا فكريا وحركيا متناثرا إلا أنه تجمعهم مرجعية واحدة وعاطفة دينية مشبوبة إنتمي بعضهم إلى الإخوان المسلمين عن طريق نوح وظل  البعض الآخر بغير انتماء تنظيمي .. وكانت المشكلة الأساسية التي واجهت نوح ومجموعته هي تحت أي غطاء نقابي يعملون ؟ إذ لم يكن التلمساني يحبذ لهم العمل في النقابة تحت راية الإخوان .. كما أنهم يذكرون تلك الليلة التي اجتمعوا فيها مع القطب الإخواني الشهير الاستاذ فريد عبد الخالق الذي قال لهم بكلمات واضحة رقراقة : ينبغي  وأنتم تمارسون عملكم النقابي أن تقطعوا الحبل الصُري بينكم وبين الإخوان بل وينبغي أن تنتهي فترة فطامكم الإخواني.. أنتم من المحامين وينبغي أن يكون عملكم لمصلحة المحامين قبل أي مصلحة أخرى ... وبنفس العبارات تقريبا نصحهم المفكر الإسلامي والقانوني العملاق  الدكتور توفيق الشاوي ... لذلك كانت حيرتهم .. تحت أي مظلة في نقابة المحامين نعمل ؟.. هل تحت مظلة لجنة الحريات أم تحت مظلة لجنة الشئون العربية أم أم أم ؟

 

 

 خريف الغضب

 

 

كان محمد حسنين هيكل في منتهى الدقة والعلمية عندما وصف الحقبة الساداتية الأخيرة بخريف الغضب .. وكان الغضب الساداتي قد طال من ضمن ما طال  نقابة المحامين التي وقفت عقبة كؤود ضد سياسات السادات الداخلية والخارجية  ، وكانت مؤتمرات النقابة الرامية إلى تثوير الجماهير ضد اتفاقية كامب ديفيد  وضد المساعي التي كانت تهدف إلى توصيل مياه النيل إلى إسرائيل هي أحد أهم وأقوى المواجهات التي أقضت مضجع السادات وأطارت النوم من عينيه .. يستطيع المنصف القول بأن نقابة المحامين وقتها  كانت هي بيت الشعب الذي تلجأ إليه الجماهير لكي تستنصر بالمحامين حتى كتبت صحيفة يسارية وقتها عنوانا صحفيا براقا مازلت أذكره  يجسد هذا المعنى هو ( وامحاماه ) .. أما عن التركيبة الداخلية لمجلس النقابة وقتها فقد كانت تركيبة فريدة حيث كان التواءم على أفضل مايكون بين اليمين واليسار فنصف المجلس أو يزيد ينتمي إلى حزب الوفد بما فيهم النقيب  المرحوم أحمد الخواجة  أما النصف الآخر أو انقص منه قليلا فينتمي إلى اليسار بتشكيلاته المتعددة ورغم ذلك كان المجلس كله في حركة واحدة  يقودهم نقيب داهية محنك يعرف كيف يعارض وكيف يؤلم خصمه .. وطالما أن الرئيس السادات طاله الألم فقد كان من الطبيعي أن تذوق نقابة المحامين بعضا من هذا الألم فسرعان ما أصدر السادات عام 1981 قانون بقرار  يتضمن حل مجلس نقابة المحامين وتعيين مجلس للنقابة على أن يكون نقيبه المرحوم جمال العطيفي .. وغادر الخواجة ومجلسه نقابة المحامين حتى حين إلا أن جموع شباب المحامين ظلوا على دأبهم وإصرارهم على المعارضة الشرسة .. قبيل هذه الغضبة الخريفية وقبل اغتيال السادات كانت قد تشكلت أسرة نقابية من الأسر المهتمة بالشأن النقابي والوطني هي أسرة  شباب المحامين وقد تشكلت  من جمهرة من الشباب الذي ينتمي إلى اليسار  وكان على رأس هذه الأسرة  سامح عاشور وصابر عمار وعبد الله خليل وأحمد عبد الحفيظ وعصام الإسلامبولي وغيرهم كثير  إلا أنه لم يكن من بينهم من ينتمي إلى التيار الإسلامي ، وكانت هذه المجموعة قد تشكلت على عين الخواجة وتحت رعايته ودعمه .. ظلت هذه المجموعة تناوىء السادات وتساهم في تنظيم المؤتمرات الجماهيرية وتقود غضبة المحامين حتى صدرت إعتقالات  سبتمبر التي طالت معظم أعضاء مجلس نقابة المحامين من الوفديين واليساريين كما طالت أحد زعماء أسرة شباب  المحامين وهو سامح عاشور   .. حين دخل سامح عاشور إلى سجنه وجد هناك من سبقه إليه .. وجد مختار نوح  المحامي الإسلامي الذي لم يكن قد توطدت أواصر إخوانيته بعد .. كانت جامعة الأسكندرية قد جمعتهما في سنة واحدة قبل أن ينتقلا سويا إلى جامعة القاهرة ثم جمعتهما نقابة المحامين ثم توالى تلاقيهما وأصبحا صديقين لدودين .

 

بعد اغتيال السادات خرج سامح عاشور من سجنه وكان هذا الفتى محظوظا إذ إلتقاه الرئيس مبارك مع من التقى بهم من المفرج عنهم فنال سامح مساحة إعلامية لم تكن لتتاح له لولا حبسه وخروجه من محبسه بالصورة التي خرج عليها .. وكان الخواجة قد أقام دعوى أمام المحكمة الدستورية يطالب فيها بعدم دستورية  القانون الصادر بحل مجلس النقابة ومن تصاريف القدر أن المستشار فاروق سيف النصر الذي كان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا وقتها ـ ووزيرا للعدل بعدها ـ هو الذي أصدر الحكم بعدم دستورية هذا القانون .. ومن بعده قام المرحوم رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب بتمرير قانون جديد للمحاماه إذ  استحدث فيه تشكيلا مختلفا لمجلس النقابة وكان هذا التشكيل ينص على أن يكون من بين أعضاء مجلس النقابة عضوين من الشباب لا يزيد سنهما على خمسة وثلاثين عاما ولا تتجاوز مدة عملهما في المحاماه عشر سنوات .. وكان هذا التعديل ينطبق بالحرف على الإبن الروحي للخواجة وهو سامح عاشور الذي كان مقصودا بهذا التعديل كما كان ينطبق ايضا على صابر عمار  .. وأذكر أن الخواجة قال لي يوما ما بالحرف الواحد ( أنا عملت قانون  علشان سامح وصابر طلع لي في البخت مختار .. فلم أكن أحسب حسابه )

 

وأجريت الإنتخابات عام 1985 حيث فاز الخواجة بمقعد النقيب في مواجهة ناعمة أمام أحمد شنن وكمال خالد في حين حصل  محمد فهيم أمين عضو المجلس الذي ينتمي إلى الوفد على أعلى الأصوات وفاز مختار نوح بالمقعد الأول للشباب مزاحما الكبار في عدد الاصوات ومتفوقا بثلاثة أضعاف على  سامح عاشور الذي فاز بالمقعد الثاني ... ورسب صابر عمار الإبن الروحي الثاني للخواجة ..

 

وبدخول مختار نوح للمجلس بدأت حقبة جديدة في نقابة المحامين  وظهرت أمام نوح مظلة شرعية يعمل هو ومجموعته تحتها ومن خلالها هي مظلة لجنة الشريعة الإسلامية  وهي إحدى لجان العمل النقابي في نقابة المحامين كان من ضمن أهدافها الرئيسية التي أنشأت من أجلها تقنين الشريعة الإسلامية وعمل أبحاث شرعية وقانونية لهذا الغرض إلا أن المجلس بأكمله رفض إعطاء رئاسة هذه اللجنة أو حتى عضويتها لمختار نوح .. وبدأت المواجهة بين تيار الليبرالية المصرية  الذي يضم تحت معطفه كل التيارات السياسية .. والتيار الإسلامي الذي رفع شعار نعم نريدها إسلامية  ... وشعار من أجل نقابة يمنحها الإسلام صدق الوعود وتعيش بالإسلام ثبات الموقف .. صراع من أجل مساحة يبتغيها التيار الإسلامي ومحاولة عنيدة من القوى الليبرالية بإغلاق الباب أمامهم وإقصاءهم .. إلا أن الرياح أتت بما لم تشته به السفن

 

 

 


  ثروت الخرباوي    عدد المشاركات   >>  27              التاريخ   >>  2/5/2008



 

 

                          الحلقة الثانية

 

 

 الإخوان  وحصان طروادة في نقابة المحامين

 

 

 صراع الوفد من المهد إلى اللحد

 

                                  

 

 

                            المواجهة

 

 

 كانت فترة الإنتخابات لمجلس 1985 كافية ليتعرف كل طرف على الآخر .. كافية ليدرك إمكانيات خصمه وحدوده في المواجهة ، وكان أحمد الخواجة هو أول من أدرك في نقابة المحامين خطورة مختار نوح وملكاته وطاقاته الزعامية والنقابية ،  ففي  أواخر شتاء هذا العام ـ عام المواجهة ـ توفي الأستاذ محمد المسماري المحامي وعضو مجلس نقابة المحامين المنصرم والذي ينتسب بصلة تماس ـ وليس انتساب ـ لجماعة الإخوان المسلمين فضلا عن أنه كان من المقربين للنقيب الداهية أحمد الخواجة  ، وفي سرادق العزاء تقابل أحمد الخواجة مع مختار نوح  وانتحى به جانبا ونصحه بتغيير منهجه الإنتخابي حيث قال له : أنت شاب رائع وسيكون لك مستقبلا إلا أنك تحفر نهايتك بنفسك إعلم ياولدي أن الشعار الذي رفعته والذي تقول فيه نعم نريدها إسلامية من شأنه أن يسقطك في الإنتخابات فنقابة المحامين نقابة علمانية وسوف يقف ضدك الناصريون والشيوعيون والمسيحيون والوفديون .. سيقف ضدك الجميع  وسوف يكون هذا كفيلا بإسقاطك .. إلا أن مختار نوح أجابه بثقة واقتضاب : أعلم هذا يامعالي النقيب ولكن لاتقلق فسوف أنجح نجاحا غير مسبوق .. وقد كان !!..   لذلك عمد النقيب أحمد الخواجة في دورة مجلس 1985  إلى دعم سامح عاشور  بكل مايملك من قوة  كما أطلق يده على كافة لجان النقابة  في الوقت الذي أبعد فيه مختار نوح عن كل لجان النقابة بما فيها لجنة الشباب !! وكان من الطبيعي أن يضع مختار نوح نصب عينيه أن يحصل على لجنة الشريعة الإسلامية ولكن النقيب بل والمجلس بأكمله وقفوا ضد رغبة مختار نوح  ، وعندما قرر نوح أن يضع المجلس أمام الأمر الواقع وضع في  حجرات المحامين بالمحاكم إعلانات عن أنشطة متنوعة للجنة الشريعة وأشار في الإعلانات إلى إسمه كمقرر لهذه  اللجنة فما كان من أحمد الخواجة إلا أن وضع نوح في موقف حرج ذلك أن نوح كان قد تتلمذ في بدايات عمله بالمحاماه على يد  محمد علوان  أمين صندوق النقابة ـ أمد الله في عمره ـ   وكان الحل الذي ارتآه الخواجة هو إسناد هذه اللجنة لمحمد علوان الأمر الذي من شأنه أن يحد من حركة نوح في المواجهة إذ سيكون نوح في غاية الحرج إذا حاول الوقوف ضد أستاذه .. وبالرغم من ذلك استمر نوح في نشاطه كمقرر للجنة الشريعة بوضع اليد في الوقت الذي امتنع المجلس بأكمله عن دعم أنشطة مختار نوح ويذكر التاريخ أن أحمد عودة الوفدي كان عضوا في هذا المجلس  وقد حاول الخواجة رحمه الله الاستفادة من قدرات عودة في المناورة وملكاته الخطابية للزج به في حلبة الصراع  كي يكون العميل المزدوج  حيث كان عليه أن يوهم شباب لجنة الشريعة بجذوره الإخوانية على أمل أن يستولي على لجنة الشريعة  ، ولكنه بالطبع لم يستطع التحرك خطوة واحدة في الاتجاه الذي يصبو إليه ..  وعندما فشل الخواجة ـ أو بالأحرى عودة ـ في تحقيق هذا المطلب حاول فرض أمرا واقعا على الجميع وهو تعيين عودة ـ بعد أن تنحى علوان ـ رئيسا  لهذه اللجنة التي كانت في حقيقة الأمر حصان طروادة  ذلك الحصان الذي اكتشف الخواجة خطورته وأمسك نوح لجامه مثل فرسان القرون الوسطى .. وبصبر يحسد عليه أصر نوح على التحكم  والسيطرة على لجنة الشريعة حتى ولو كان ذلك بالمجهود الذاتي ،  فما كان منه إلا أن اتجه إلى كبار المحامين ليحصل منهم على تبرعات مالية تمكنه من القيام بأنشطته ، والمذهل أن الخواجة الداهية كان أول المتبرعين من ماله الخاص لأنشطة مختار نوح والتي كان أهمها على الإطلاق المعسكر الإسلامي الذي كان ينعقد في رأس البر ـ ثم رأس سدر فيما بعد ـ  والذي كان حجر الأساس الذي ساهم في نمو لجنة الشريعة  وامتداد فروعها في كافة المحافظات ، وكان النشاط الثاني هو مجلة صحفية تعبرعن لجنة الشريعة وتنشر أخبارها .. ثم النشاط الثالث وهو إفطار سنوي يتم الدعوة له في أحد أيام رمضان حيث كان يقام في فندق أمان بالجيزة فضلا عن تفاني نوح في العمل النقابي الخدمي وانقطاعه له بشكل أثار انتباه الجميع .. وما أن مرت شهور من عمر المجلس حتى أصبح نوح هو المقرر الفعلي للجنة الشريعة بغض النظر عن المقرر الرسمي لها وأصبحت لجنة الشريعة حقيقة واقعة تعبر عن لسان حال الإخوان المسلمين بنقابة المحامين بل وأصبحت هذه اللجنة مفرخة للإخوان إذ من خلالها دخل إلى الأخوان المسلمين مايربو من ألف من المحامين أو يزيد ..!! فضلا عن أنها أصبحت ناطقة بلسان الإخوان المسلمين حتى أن ياسر عرفات عندما زار نقابة المحامين في ظل مجلس 85 خرج منه بصحبة نوح حيث قاما بزيارة المرشد وقتها الأستاذ التلمساني في مقر الإخوان بشارع سوق التوفيقية ..  والحقيقة  أن هذا هو  الخطأ الأول الذي ارتكبه نوح  رغم أنفه ذلك  أنه ومعه مجموعته لم يقطعوا الحبل الصُري بينهم وبين الإخوان المسلمين .. فالقيود التنظيمية وصرامة التنظيم وحالة الصعود حالت بينهم وبين ذلك الإنفصال ..

 

 

                               طفل الخواجة 

 

أما على الناحية الأخرى فقد كانت الأمور تسير على قدم وساق لترسيخ أقدام  الألفة  سامح عاشور  وجيل التلاميذ على طريق العمل النقابي ، ومن ذلك أن قام الخواجة بإنشاء مجلة نقابية  دعائية لسامح عاشور حيث كان سامح هو رئيس مجلس إدارتها وصابر عمار هو رئيس التحرير فيها وكان الغرض منها هو الدعاية لهذا الجيل الجديد الذي آن له أن يرث هذا الإرث الضارب بجذوره في التاريخ .. كما دعم الخواجة تلميذه سامح في عقد مؤتمر سنوي للشباب يتم عقده في إحدى المدن الساحلية على غرار المعسكر الإسلامي ليس على غراره فحسب  بل كان يعتبر مؤتمر المواجهة فإذا كان نوح له معسكر سنوي يحصد من خلاله الأنصار  فليكن المؤتمر لسامح.. والحق أن سامح بشخصيته الكاريزمية ونشاطه الحيوي ومرونته الفائقة وقدرته على المناورة استطاع الإستفادة من دعم الخواجة له وصنع لنفسه دائرة من الأنصار إلا أن أنصاره تحلقوا حوله من باب المصلحة ونجح هو في تعلم درس إخضاع الأنصار من خلال الإعانات الشهرية فضلا عن أن كثيرا من هؤلاء الأنصار ينتمي إلى التيار اليساري على وجه العموم والتيار الناصري على وجه الخصوص إلا أن  آفة هذين التيارين هو سرعة الإنقسام والتشرزم ـ على عكس الإخوان وقتها الذين كانوا يتميزون بالإنضباط  والحب ـ  لذلك علا نجم مختار وذاع صيته إلى حد أن أصبح عضوا لامعا  بالبرلمان في الوقت الذي كان سامح فيه  يحاول أن يلحق به في سباق إلى المستقبل

 

 

                               نهاية جيل

 

 ما إن بدأت الخلافات في معسكر الخواجة حتى تنبأ المراقبون بقرب نهاية هذا الجيل .. فقد اشتد الصراع بين رجال  حزب الوفد في مجلس  85 حيث أدار الصراع من الخارج الدكتور نعمان جمعة الذي كان يحلم بميراث رئاسة الوفد ـ وقد ورثه بالفعل ثم أضاع الميراث ـ  وكان أخشى ما يخشاه هو النقيب الداهية أحمد الخواجة الذي كان هو المؤهل الحقيقي لوراثة الباشا سراج الدين الذي كان لا يزال جالسا على كرسي العرش .. عرش الحزب .. لذلك كان هذا الصراع هو الصراع الأعلى والأشد ضراوة في نقابة المحامين حيث وقف الوفديان أحمد ناصر ومحمد فهيم أمين وغيرهما في جانب ـ إستعانوا بالدكتور محمد عصفور ـ   ووقف أحمد الخواجة وحامد الأزهري ومحمد رزق وأحمد عودة في الجانب الآخر واستطاع أحمد الخواجة بعقليته  التكتيكية إجتذاب كل أعضاء المجلس لصفه بما فيهم الشاب الحركي سامح عاشور  إلا أن نوح وقف في بداية الأمر  يترقب الأحداث ويراقب الموقف عن كثب غير بعيد دون أن ينحاز لطرف على حساب الطرف الآخر إذ أدرك أن الإنحياز لأي من الطرفين فيه خسارة لا محالة .. وفي عام 88 عقد محمد فهيم ومن معه جمعية عمومية لسحب الثقة من النقيب والمجلس وانتهت مراسم الجمعية بسحب الثقة .. وكانت مهازل تاريخية حيث دخل السلاح الابيض إلى نقابة المحامين ودخلت الطلقات النارية التي أزعجت المجتمع المدني بأسره .. بل والأدهى أنه تم الإعتداء على أحمد الخواجة من مجموعات متفرقة من شباب المحامين وقتها لم يستطع سامح عاشور وجيله حماية مُعلمهم الخواجة بل غاب عنه معظمهم  وتركوه يخط السطر قبل الأخير في تاريخه ...  ورغم العوار الذي أصاب هذه الجمعية من حيث العدد وطريقة عقدها إلا أن الخواجة فقد قدرا من دهائه حيث رفض أن يطعن على قرارات هذه الجمعية معتبرا أنها والعدم سواء .. لم يكن عدم طعن الخواجة على قرارات الجمعية من بنات أفكاره هو إذ كان يفضل أن يقيم الطعن إلا أن مشاورات أهل ثقته ومنهم الألفة سامح عاشور أشارت عليه بتجاهل هذه الجمعية وكأنها لم تنعقد !! واستمرارا منه في تجاهل هذه الجمعية العمومية دعى الخواجة عام 89  إلى عقد انتخابات لمجلس النقابة العامة للمحامين وفي هذه الإنتخابات نجح الخواجة كنقيب ونجح الألفة  سامح عاشور  ومعه صابر عمار في عضوية مجلس النقابة عن دائرة إستئناف القاهرة في انتخابات شهد الجميع بالتزوير الفادح الذي تم فيها إلا أن الحاسة الإنتخابية والنقابية لمختار نوح قادتة هو ولجنة الشريعة  إلى الإنسحاب من هذه الإنتخابات  ليكسب ويغنم من الإنسحاب مغانم جماهيرية ودعوية  لم يحلم بها أحد من الإخوان في يوم من الأيام .. واستمر مجلس 89 ثلاث سنوات عجاف .. مجلس أطلق عليه المحامون مجلس البلطجية حيث قام بتعيين عدد من الفتوات كحراس أمن على النقابة ـ ومن أسف كان أحمد عودة الوفدي أهم من استجلب البلطجية للنقابة ـ.. كان هذا المجلس مجلس الأسوار حيث أقام أسوارا عالية حول نقابة المحامين .. مجلس أبدع أيما إبداع في تغييب النقابة عن دورها الوطني  والخدمي والنقابي والاجتماعي .

 

أما الخطأ التاريخي الذي وضع الحبل حول عنق النقابة ـ أو عنق صاحبه ـ  فهو الطريقة الغير شرعية التي واجه به الداهية ـ الخواجة ـ خصومه .. ذلك أن الدكتور محمد عصفور وآخرين قد أقاموا طعنا على شرعية انتخابات مجلس 89 وردا على هذا الطعن قام مجلس الخواجة باستخدام سلاح ارتد إليهم فيما بعد فقد قاموا بشطب الدكتور عصفور من جداول المحامين ومعه المجموعة المعارضة !! وشهدت قاعة محكمة القضاء الإداري عضو المجلس إبراهيم فارس أحد رجال الخواجة  ومعه الأعضاء حامد الأزهري وأحمد عودة  وهم يقومون بجذب الدكتور عصفور من روب المحاماه لخلعه منه أمام المحكمة لأنه في ظنهم  ليس محاميا !! ورغم موافقة سامح عاشور على قرار شطب المجموعة المعارضة ـ بل كان هو صاحب الإقتراح ـ إلا أن حاسته النقابية قادته إلى عدم التوقيع على محضر جلسة المجلس الذي صدر فيه قرار الشطب حتى لا يكون سبة في جبين حركته النقابية .

 

وجاء خريف 1992 ليصدر حكم محكمة النقض ببطلان مجلس الخواجة وكان هذا الحكم بمثابة إسدال الستار على جيل قدّم للمحاماه  ثم شغلته خلافاته فآن له أن يرحل ..كما كان حجر عثرة أمام سامح عاشور إذ أنه محسوب على جيل الخلافات .. بيد أن هذا الحكم  كان صفارة الإنطلاق لمختار نوح ولجنة الشريعة فهل يستثمرها نوح ؟

 

 

سنعرف في الحلقة الثالثة

 

 

                                                      

 

                                                          

 

 

 

 



  قناوى    عدد المشاركات   >>  15              التاريخ   >>  2/5/2008



كانت فترة الإنتخابات لمجلس 1985 كافية ليتعرف كل طرف على الآخر .. كافية ليدرك إمكانيات خصمه وحدوده في المواجهة ، وكان أحمد الخواجة هو أول من أدرك في نقابة المحامين خطورة مختار نوح وملكاته وطاقاته الزعامية والنقابية ،  ففي  أواخر شتاء هذا العام ـ عام المواجهة ـ توفي الأستاذ محمد المسماري المحامي وعضو مجلس نقابة المحامين المنصرم والذي ينتسب بصلة تماس ـ وليس انتساب ـ لجماعة الإخوان المسلمين فضلا عن أنه كان من المقربين للنقيب الداهية أحمد الخواجة  ، وفي سرادق العزاء تقابل أحمد الخواجة مع مختار نوح  وانتحى به جانبا ونصحه بتغيير منهجه الإنتخابي حيث قال له : أنت شاب رائع وسيكون لك مستقبلا إلا أنك تحفر نهايتك بنفسك إعلم ياولدي أن الشعار الذي رفعته والذي تقول فيه نعم نريدها إسلامية من شأنه أن

الزميل والاستاذ الرائع ثروت الخرباوى

دائماً لاأحاول التداخل على موضوعات على المنتدى - اعتقد ان ذلك جزء من مفترضات حياد يجب أن أكون عليها لكن ذكر أحداث سوف تكون ضمن كتاب أمراً ليس هيناً وكنت شريكاً في أحداث 89 كما كنت من المحامين الذين تم شطبهم وكنت قبلها من الذين القي القبض عليهم

ارجو أن يتسع  صدركم وأنى اعلمة متسعاً الى حد يجعلنى اضمن هذه الملاحظات السريعة

اولاً - كان هناك خلاف نقابي بين أحمد ناصر وممحمد فيهم من جهه والاستاذ أحمد الخواجة مردة أن لجنة الحريات التى كان يرأسها احمد ناصر في هذا الوقت سببت ازعاجاً للنظام من السقف العالى من المعارضة التى تتبناة وكان عزل أحمد ناصر منها مؤشرا على أن لجنة الحريات يجب أن تظل تعمل بصوت منخفض وفي قضايا هامشية

ثانياً- أن الاوضاع كانت تلقي  مبررات إستفاد منها ناصر وفهم ومن معة ودعنى وللتاريخ اذكر ان جمعية 24 /11/88 كانت البداية في هذه الجمعية التى لم يطرح على جدولها تقسيم نقابة القاهرة الى شمال وجنوب فوجىء الجميع بصدور بيان في الصحف يقول أن الجمعية وافقت بالاجماع على تقسيم نقابة القاهرة

ثالثا_ وللتاريخ الذى يعيد نفسة وقف رجال النقيب ورجال سامح عاشور ورجال مختار نوح يهتفون للنقيب وللجمعية المزورة ولا اعلم ماهى العلاقة بين شعار الله اكبر ولله الحمد وتزوير واضح وجلى وامام الجميع يتم

رابعا: دفعت هذه الاشياء احد الشباب وقتها وللتارخ - هو محسن حافظ - لجمع توقيعات بسحب الثقة من المجلس نقيبا واعضاء وحضر يوما وبالصدفة البحتة اجتماع للجنة الوطنية للدفاع عن الحريات وحاول اخذ توقيعتنا فأقنعة احمد ناصر بأن يسلمة الكشوف التى جمعها وان يتولى هو ومن معة الامر وسلم محسن حافظ الكشوف لاحمد ناصر الذى اكمل جميع التوقيعات وحصل على تصديق عليها من نقابة القاهرة الفرعية  وكان الذى ساعد في ذلك الاستاذ حافظ الختام

خامساً- قدم الطلب للنقيب ليعقد جمعية ويرأسها كما ينص القانون اذا عقدت في الثلاثين يوما من تاريخ التقديم لكن لم يستجب وطبقا لنص القانون فإنها تعقد في تلك الحالة برئأسة اكبر الاعضاء سنا

سادسا- عقدت الجمعية برئاسة الاستاذ عبد الله رشوان اكبر الاعضاء سناً وقررت سحب الثقة من الاستاذ الخواجة والمجلس

سابعا- خرجت الصحف قبل صدور التعليمات تنشر عن انعقاد صحيج واكتمال النصاب وغير ذلك من النشر القريب جدا مما حدث في الجمعية

ثامناً - في هذه الاونة وفي هذه الفترة إتهم الاستاذ مختار نوح القائمين على الجمعية بالبلطجية - هذا قبل ان تتغير المواقف بعد ذلك - وراح يتحدث عن الجمعية ذات حديث الاستاذ سامح عاشور عنها وبذات الالفاظ

تاسعا- ودون التعرض للقبض  والشطب حصلنا على 16 حكم نهائي تؤكد شرعية 19 يناير 89 وأن الخواجة غير شرعي اكرر 16 حكما قضائيا وكان اتجاة الريح قد تغير والحكومة قررت دعم أحمد الخواجة ومعسكرة بكل السبل

عاشراً- في هذه الفترة اعلن الخواجة ونحن في السجن فتح باب الترشيح وهى الانتخابات التى رفض الاستاذ مختار نوح المشاركة فيها لانة قرأ بحاستة السياسية  انها اولا مؤقتة وثانيا مشبوهه

حادى - عشر حصلنا على الحكم الاخير من محكمة النقض يبطل مجلس الخواجة ويعطى الشرعية لجمعية 19 يناير وباليل اجتمع مجلس الشعب واصدر قانونا ليحول دون تولى عصفور وقرر ان يعهد بالنقابة الى القضاء لاجراء انتخابات وهى تلك التى  شارك فيها الاستاذ مختار نوح وحصل على اغلبية كبيرة وكان المرشح فيها الاستاذ الخواجة وضدة عثمان ظاظا واحمد ناصر وكنت في هذا الوقت مع الاستاذ عثمان ظاظا ولم اكن مع احمد ناصر الذى كان رفيقي بالزنزانة  احتراما لعهد قطعناة وتحكيم اجريناة كان لصالح عثمان ظاظا

ثاني عشر: لايستطيع حزب الوفد لا في 89  وحتى الان  حشد ربع عدد المحامين الذين شاركوا في الاحداث والذى وصل عدد هم في 23 يانير 89 الى خمسة الاف محامى ولكن البعض يربط دائما بين الوفد وبين الاحداث وهو ربط متعسف الذين هتفوا بشعار واحد ( باطل باطل) واحالوا بين الاستاذ الخواجة وبين ان يعقد مؤتمر صحفي بدار القضاء العالى وإضطر الامن لخطفة في سيارة مكيروباس وهو هتاف تكرر اخيرا قبل ايام في مواجة الاستاذ النقيب سامح عاشور ( باطل باطل )

هذه بعض الملاحظات السريعة وهى في النهاية ليست حقيقة مطلقة لكنها حقيقة من وجة نظر لاتدعى العصمة لكنها كانت حاضرة وشاهدة وفاعلة في هذه الاحداث 

- ملاحظة

الاستاذ حمدى الاسيوطى زميلنا على المنتدى شارك في هذه الاحداث من بدايتها وكان صاحب الشعار المدوى وقتها ( الميزانية ياحرامية ) يمكن ان يسهم بالتعليق معنا


أحمد قناوي

المحامى


  منتصر الزيات    عدد المشاركات   >>  40              التاريخ   >>  2/5/2008



منذ فترة وأسفارى تمنعنى التواصل بشكل منتظم مع ما يجرى داخل المنتدى , ودخلت اليوم عقب صلاة الجمعة لأطالع عودة عمدة المنتدى محمد أبو اليزيد إلى سابق فعالياته حسبما أبلغنى , حتى وجدت هذه المشاركة الرائعة التي كتبها أخى الحبيب ثروت الخرباوى , تابعت سطورها سريعا لأعود لقراءتها مجددا بهدوء , ولا شك أن ما ذكره الاخ المحامى القدير ثروت الخرباوى عن الدور المحورى لأستاذنا مختار نوح هو توصيف لواقع , فمن ذا ينازع في دور مختار نوح  إقامة صرح وقلعة للإسلاميين داخل نقابة المحامين بما لم يفلح فيه قبله من سبقوه من رجالات الاخوان , وقد كانت لى مشاركة قديمة كتبتها عام 2005 بمناسبة ترشح نوح لانتخابات منصب النقيب لنقابة القاهرة الفرعية أشرت فيه لهذا الدور المحورى لنوح

 

يمكن أن نختلف مع الرجل في رأى أو فلسفة طريقة إجرائية لادائه النقابى , لكن لا يمكن أن نختلف أنه رائد العمل الاسلامى في نقابة المحامين الذى أسس لها وجود وكيان لم يكونا قبل توليه هذه المهمة , وفى آتون الاختلاف معه كنا نحب أن نكون هو ولم نزل نود أن ندلو دلوه ونقتفى أثره في طريقته الرائعة في إدارة العمل النقابى وقت أن أتلك ناصية القرار داخلها رغم عدم اعتلائه منصب النقيب

 

أشهد أننا فرطنا مما عمل الرجل على تجميعه – أتكلم – عن حركة إسلامية تعمل داخل هذه النقابة

 

وأشهدأن الرجل ردد كثيرا أثناء تفاعلنا معا لمقاومة وإنهاء أكذوبة الحراسة ومن كانوا وراءها أنه استفاد من تجربته ولو قدر له أن يعود للعمل النقابى سيتفادى كثيرا من تلك الأخطاء لكن الزمن لم يمهله فقد دخل السجن وخرج فإذا الايام على غير دورتها وكذلك الرجال

 

شهادتى فىهذا المجال لا ترتبط بمنافسات قد يرتب لها هذه الايام بمناسبة قرب الموسم الانتخابى  , لكنها شهادة لوجه الله بمناسبة ما كتب أخانا الخرباوى للتأريخ لفترات مهمة في نقابة المحامين تعنى بولادة التيار الاسلامى ومنهجية عمله

 

وقدر من الذى ذكره الاخ والصديق العزيز رفيق النضال أحمد قناوى صحيح , فقد تقاطعت رؤى مختار نوح وقتها مع رؤانا وررد هو أنه مع الشرعية , ولم يكن حمدى الاسيوطى وحده الذى هتف الميزانية ياحرامية فقد نطقت به حناجرنا كلنا في اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات , كما كان في طليعة من شاركوا الجمعية العمومية غير العادية المحامون الاسلاميون , وكان في صدر الذين اقتحموا باب النقابة المغلق عادل عبد المجيد وثروت صلاح شحاته وأخرين , دائما يتجاهل الذين يتحدثون عن تلك الفترة إغفال دور الاسلاميين فيها

 

لكن ما ذكره الاخ قناوى شئ , وسيرة الخرباوى عن نشأة التيار الاسلامى وقيادة مختار نوح له شئ أخر , اختلاف الرؤى شئ صحى تماما , أن يرى نوح خلاف رؤيتنا آنذاك لا يقدح في زعامته للتيار الاسلامى وتوظيفه للقدرات والامكانيات بشكل صحيح وصائب , وإلا فقد أتيحت تلك الامكانيات لغيره وعجز عن استثمارها بشكل جيد , وبالعكس فقد كان تربص السلطة آنذاك أشد وأنكى , وكانت محاولات اقصاء نوح ومن معه كثيرة ومتنوعة , ولو تذكرون لم تنته البلاغات الى قدمها بعض الزملاء ضد نوح تنكيلا به وتعطيلا لدوره المحورى

 

أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكل الذين يغمطون الرجل دوره  


 


  قناوى    عدد المشاركات   >>  15              التاريخ   >>  2/5/2008



الاخ والاستاذ منتصر الزيات

اطيب تحية

فقط لم أشأ أن ذكر أسماء فيما تناولتة تعليقا على الاستاذ الفاضل ثروت الخرباوى لان الاسماء كثيرة ربما انت من أول تلك الاسماء التى كانت لها موقف واضح ومحدد من الفساد الذى كان مستشيراً في تلك الفترة  وكان الاستاذ عادل عبد المجيد زميلا لى في ابو زعبل حيث كان ممن القي القبض علية واسماء كثيرة ومتعددة لكن بالقطع كنت  وصحبك من اسماء الاساتذة الاجلاء دافعتم عن ما اعتقدتم صحتة بإجتهاد بشري لنا جميعا

لك كل الود والتقدير والاحترام

ما اشبة اليلة بالبارحة


أحمد قناوي

المحامى


  مجدى عبد الحليم    عدد المشاركات   >>  84              التاريخ   >>  2/5/2008



 لم تعد الأرقام والاحصائيات فقط هى الوثائق الدامغة والمؤثرة ،بل ان السرد التاريخى الامين لمجريات أحداث قد مضت لعل فيه أكبر الادلة وأدمغها ، وعلى جانب آخر يمثل  اطلالة نور الى طريق الحق وهداية للحيارى ممن يجهلوا تاريخ واحداث هذا الوطن ولعل من المفيد أن يتعرض المرء لتاريخ مؤسسة لها عراقتها وتأثيرها مثل نقابة المحامين المصرية ومن ثم فان تاريخها ليس ملكا لأحد بعينه الا أبناء هذه المؤسسة ليعيش المحامى أحداثا لم يعشها أو كانت غائبة عنه وقت معاصرته لها ، ومن هنا رأينا أنه من عظيم الفائدة أن نعرض لما سطره الرائع ثروت الخرباوى والتى نشرها مختارا على صفحات منتدى المحامين العرب - وبالطبع نحن نعلم أننا بشر ولاننزه أنفسنا من الخطأ والنسيان -وأن العرض قد القى الضوء على بدايات دخول الاسلاميين نقابة المحامين وهو ماتعرضنا له فى بحث سابق ازمة نقابة المحاميين وقانون النقابات وفى مقال آخر بعنوان نقابة المحامين ..الى أين؟؟؟؟ فى اشارات  متواضعة ومختلفة بعض الشئ ولكن على كل الاحوال ماعرضه الخرباوى يعد وثيقة هامة رأينا أن نضعها تحت عنوان تاريخ نقابة المحامين :

أحداث صنعت رجال ، وأحداث صنعها رجال

لابد لكل محام ومتخصص فى الشأن النقابى والاسلامى أن يطالعها ويلم بها ، ومن هنا رأينا عرضها فى المدونه تتمة للفائدة وسنوالى نشر الحلقات التى ينزلها سيادته تباعا وأولاً بأول 

http://mohamoon.maktoobblog.com/


المحامى بالنقض

"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4988 / عدد الاعضاء 62