اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
محمد عبد الرحمن
التاريخ
4/23/2004 2:52:00 PM
  لله ثم للتاريخ ... أحرقوا صنعاء ( منقول )      

هذا الموضوع أطلعت عليه فى أحد المنتديات ووجدت به معلومات جديدة عن اليمن لم أكن ملم بها .. ولأننى رايت أهمية للموضوع فقد رأيت طرحه على الزملاء هنا فى المنتدى لمناقشة ما جاء به من معلومات . وهل هى حقيقية فعلا أم مبالغ فيها :

((( لله ثم للتاريخ ... أحرقوا صنعاء )))

تتوشح العاصمة اليمانية صنعاء بثوب الثقافة العربية للعام 2004م في تظاهرة حضارية تعبر عن بشكل أو بآخر عن اختبار أو تمحيص للفكر الوحدوي الذي جمع الشمال بالجنوب في العام 1990م ، وخاصية الامتحان تؤكد أن التعامل مع إطار الحدث يتجاوز الندوات والمحاضرات وحتى النشرات والألعاب النارية التي تملىء سماء العاصمة اليمانية مع تدشين ـ صنعاء ـ قلباً نابضاً للثقافة العربية ...
ما نتج في أعقاب حرب صيف العام 1994م كان فكراً هاماً لم يجد مقاومة بالشكل المطلوب حتى تمدد في مساحة الفراغ المترامية على مساحة الوطن اليمني شمالاً وجنوباً ، وذلك الفكر هو النهج الرئيسي الذي يجب أن يبحث بعناية دونما أدنى درجات من التشنج ، في محاولة لصد خطر قادم سيهدد مستقبلاً دولة 22 مايو 1990م ، وسيكون نواة انفصالية ستجد أرضية صالحة لتحقيق أغراضها بشكل أكثر ملائمة من ما حصل في صيف العام 1994م ، لأن الفارق هنا في الحالتين يبدو جلياً في التأصيل والتجذر ...

ما نتج بعد السابع من تموز / يوليو 1994م هو أن الجمهورية اليمنية حاولت الدخول في عملية تأهيل لمجمل الشعب اليمني ، إلا أن هذه العملية سارت بتوازن ( أعوج ) لتستفيد منها بعض الأسر والمناطق القبلية والمذهبية بسرعة وتناسق ، وهو ما نتج واقعياً بعد عشر سنوات فقط على هيئة فجوة واسعة داخل المجتمع اليمني ...
ولا يمكن تجاوز واقع ملموس متفاعل ، فالقراءة المسحية تؤكد بأن الجنوبيين بكل طبقاتهم ومختلف مذاهبهم وطوائفهم يعبرون في كثير من المناسبات عن عدم رضاهم فيما يتعلق بالخدمات الثقافية وحتى الحياتية والتأهيلية أيضاً ، هذه القناعة تشمل عامة أبناء المحافظات الجنوبية والذي أخذت مظاهر عدم الرضا منهم بالانتقال من التذمر من الوضع الثقافي إلى الوضع الاجتماعي ...
فيما سبق دولة الوحدة فإن أبناء الجنوب كانوا يستشعرون علو كعبهم الثقافي على جيرانهم الشماليين ، هذه الشعور لم يأتي من فراغ بل من عمق تاريخي يسبق ثورتي سبتمبر وأكتوبر معاً ، فما سبق ثورة الشمال كان الحُكم الأمامي الذي أعتمد على إشاعة الأمية بل قاوم التعليم ليمارس السلطة وإخضاع الشعب اليمني في شمال الوطن ، والنقيض كان يسير وينتهج في جنوب الوطن ن فالجنوبيين عاشوا تحت الاستعمار والانتداب ، وإن كان الاستعمار البريطاني لم يعطي اهتمامات خاصة بهذا الجانب إلا أن المساحة كانت أوسع ولعل البروز العلمي والثقافي بين عدن والمكلا وتريم له خصائصه التي تعطي الأفضلية في الجانب الثقافي لأبناء الجنوب عامة ...
وها هي ـ صنعاء ـ وهي تكتسي ثوب الثقافة العربية تقف أمام منعطف حاد لا يقبل أنصاف الحلول ، وهي أمام ( بالون ) اختبار خطير سيتترجم مع انقضاء العرس العربي الثقافي في اليوم الأخير لمهرجان الثقافة اليعربي ، وهذه المسؤولية تكمن في القدرة على إزالة الاحتكاك الثقافي سواء بين صنعاء والثقافة الأكثر تجذراً منها خاصة في حضرموت ، أو ما بين صنعاء والثقافة الناشئة في مناطق عدن وتعز التي شهدت تقدماً ثقافياً يتناغم ومشروع التأهيل الإنساني العام ...
وحتى لا نتهم من فراغات العقول الخربة ، فالتعريج نحو ( عدن ) كنموذج يؤكد بأن سكانها يعتمدون في معيشتهم على حياة المدينة كطراز يحتويهم ويتفاعلون معه ومع المحيط الأشمل ، وهو ما يعاكس الواقع الفطري للحياة في شمال الوطن عموماً ، وهذا الفهم يجير على سكان ( عدن ) في خواصهم المدنية التي تسعى نحو التمدن فهم يمارسون الاعمال الذهنية والعلمية والهندسية وغيرها ، بل أن سكان هذه المدينة لهم اسهاماتهم في مساعدة الآخرين على النهوض ...
( عدن ) كنموذج اليوم تعاني مشكلاتها لأن ما لحق بها لم يكن تأهيلاً بل سيطرةً على مراكز الحياة فيها ، فالسكان العدنيين لم يجدوا فرص عمل لهم فيما تجذرو فيه ، بل وجدوا انفسهم يعملون في وظائف أخرى لأن الوظيفة العلمية والثقافية والتجارية وحتى الأمنية أصبحت تحت رعاية المهاجرين وليسوا < المحتلين > ...!!!
نحن أمام مجسم ثقافي ( مشوه ) ، ليس في عدن وحدها بل ينساق هذا النموذج على تعز والمكلا أيضاً كنماذج أصبحت أكثر تفاعلاً مع التطور المدني من غيرها ، وهذا ما يصب الزيت على النار ، فمحاولة فرض واقع التاريخ إلى ( واحدية الثورة اليمنية ) يكرس بشكل طبيعي لمفهوم إلغاء لثقافة الآخرين وتمرير ثقافة دخيلة تمجد في نصر زائف تحقق بالغدر والقوة في العام 1994م ...
لقد جاءت محاولة السطو على التاريخ الحضاري والنضالي سواء على مستوى الشمال أو الجنوب كفكرة لطمس الهويات وتذويب الجميع في إطار مازالت أثار رفضه واقعة في حياة اليمنيين والحضارمة خاصة المثقفين منهم .
ولذلك لا ننتظر مشروعات تتجه نحو حماية الآثار التاريخية أو إعادة احياء المؤلفات الثقافية بالأضافة إلى الأهتمام بالمشاهد القديمة بترميمها وبناء متاحف جديدة ، بل أن الكل لن يحرص على نشر ثقافته وهويته خوفاً من عاقبة الاتهام بالدعوة للأنفصال وتأسيس منهج للمعارضة المناطقية ...
إن محاولة " صنعاء " الاهتمام بذاتها وقيمتها التاريخية سيؤصل فكراً خطراً لأقصى غاياته ، وقد تابع اليمنيين احتفالات الوطن بالذكرى الأربعين لثورة 14 أكتوبر 1963م وكيف كانت الاحتفالات باهتة على خلاف الاحتفالات الصاخبة بثورة 26 سبتمبر 1962م ، وهي الفجوة التي ستحقق حتماً بعزل الجنوبيين تاريخياً وحضارياً مما سيؤصل لفكرة الانفصال في المحيط الثقافي ...
مأزق " صنعاء " يدعو الجميع لنبذ سلبيات الماضي ، والانطلاق الوطني نحو مقاومة المجاميع القبلية والسياسية التي تعشعش في ضميرها رفض الآخر بحجة أن ثقافة وهوية الآخر تعني أن هناك محاولة انفصالية آتية ، وهي آتية بالتأكيد ما لم يتم القضاء على الفكر القبلي والطائفي الحاكم اليوم في جنوب شبة جزيرة العرب ...
ن محاولة إحراق " صنعاء " هي محاولة للزج بها في التنوع الثقافي والحضاري العام الذي تزخر به الجمهورية عامة ، وحالة الإحراق لن تعطي ط صنعاء " سوى مزيداً من الفكر التأسيسي للوحدة الوطنية ، وهذا هو المسعى الذي بإمكانه تعزيز الثقة في وطن يشمل الجميع لأنه يحتوي ثقافة وخصوصية وهو الجميع ...

حرر في

19/2/2004م


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3381 / عدد الاعضاء 62