إسرائيل كانت حاضرة في القمم العربية السابقة ... فهل حضرت هذه القمة ؟
بدأ تاريخ القمم العربية منذ مايو/ أيار من عام 46 بانعقاد قمة أنشاص الطارئة لمناصرة القضية الفلسطينية، تلتها بعد عقد تقريبا قمة بيروت الطارئة أيضا في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 56 لدعم مصر ضد ما عرف فيما بعد بالعدوان الثلاثي إلا أن تاريخ القمم العربية، بوصفها مؤسسة سياسية، بدأ فعليا في عام 64 مع التآم القمة العربية الأولى في العاصمة المصرية، لتليها 12 قمة عادية وسبعة مؤتمرات قمة طارئة كان آخرها مؤتمر القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي لدعم الانتفاضة الفلسطينية .
ان كل القمم العربية او لنقل اغلبها كان موضوعها القضية الفلسطينية – بأعتبارها قضية العرب المركزية كما يعبرون – ولا تنعقد قمة الا وتجد هذا الموضوع يطرح بشكل او بأخر ، والشيء المؤكد للمواطن العربي – المسكين والمغلوب على امره -
ان القادة العرب قد اضاعوا هذه القضية بل تأمروا عليها ، وان اسرائيل كانت حاضرة لكل مؤتمرات قممهم السابقة واللاحقة ايضا .
وقد بانت واتضحت هذه الحقائق واصبحت من البديهيات التي يتكلم عنها دون خجل وعل سبيل
المثال لا الحصر نذكر هذه الادلة الموثقة .
اسرائيل كانت حاضرة
1- نشرت جريدة معاريف الاسرائيلية بتاريخ 26 يوليو 1999 ( كشف امير اورين ( مسؤول
بارز في الموساد ) ان الملك الحسن – ملك المغرب السابق – سمح للموساد بأن تتسمع على
المناقشات التي دارت بين الزعماء السياسين والقادة العسكريين للعالم العربي وذلك اثناء مؤتمر
قمة عربي عُقد في الرباط سنة 1965 وكان موضوع البحث الرئيسي فيه هو خطط القيادة العربية الموحدة في المواجهة مع اسرائيل . ولابد من الاعتراف ان هذا التسمع كانت له نتائج
مخابراتية هامة في الجهد الذي ادى الى انتصار اسرائيل في حرب الايام الستة سنة 1967 .
2- نشرت صحيفة النيويورك تايمز في 26 يوليو 1999 تقرير لمراسلها في القدس ( ديبورا سونتاج ) جاء فيه :
( لقد خصص الاعلام الاسرائيلي كل مساحته امس لعقود من العلاقات السرية بين اسرائيل والملك الحسن ، وقام بتقديم العرفان لزعيم عربي بدأ حياته بتوجيه مُربية يهودية . وقد روى الاعلام الاسرائيلي تفاصيل واسعة عن اللقاءات السرية التي قام بها ساسة إسرائيليون وقادة سياسيون وعسكريون الى جانب رؤساء واجهزة امنية للقاءات لم تنقطع مع الملك الحسن
والرأي السائد هو ان العلاقات بين اسرائيل والملك كانت ذات فائدة مشتركة للطرفين .
فالملك الحسن اعطى للموساد ولغيرها من أجهزة الأمن الإسرائيلي الإذن بأن تتسمع على مناقشات ومداولات مؤتمرات عربية وإسلامية على مستوى القمة .
3 – نشر محمد حسنين هيكل هذه الواقعة في كتابة الانفجار 1967 ( مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في الدار البيضاء في سبتمبر 1965 بحث مشروعاً سورياً – قدمه رئيس الدولة حينئذ امين الحافظ – يطلب قراراً عربياً على مستوى القمة يطالب ب ( التصميم على خوض معركة تحرير فلسطين معتمدين بعد الله على مقدرتنا وامكانياتنا مهما كلفنا ذلك ومهما كانت النتيجة )
ثم ان هذا المشروع السوري مضى بعد ذلك الى تحديد للقوات العسكرية القادرة على تنفيذ هذه المهمة .
وبعد سنة من اجتماع الدار البيضاء جرى لقاء بين ( جوزيف بروز تيتو ) زعيم يوجوسلافيا ورئيسها في ذلك الوقت وبين جمال عبد الناصر ، وقد فوجئ عبد الناصر بصديقه تيتو يقول له بالحرف انه ( عرف بمسألة اراد ان يكون الرئيس جمال عبد الناصر على علم بها ، وتوجه تيتو بسؤال مباشر الى عبد الناصر قائلا ( هل صحيح انكم وضعتم خطة عسكرية للقضاء على إسرائيل أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربي في الدار البيضاء في العام الماضي ؟ )
ودهش عبد الناصر من هذا السؤال وواصل تيتو حديثه قائلا ( منذ عدة شهور ألح جولدمان
- ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية ايامها - ) .... وقد قال لي جولدمان ( ان رؤساء
الدول العربية الذين اجتمعوا في الدار البيضاء وضعوا خطة للقضاء على إسرائيل ، وان هذه الخطة وصلت من ثلاثة مصادر الى اسرائيل . وقد دعاني رئيس الوزراء ليفي اشكول بطريقة عاجلة الى مقابلة في القدس واطلعني على هذه الخطة ، وقال لي ( اذا كنت تتصور اننا فبركناها لإقناعك بما نقول فلك ان تسأل أصدقائك في البيت الأبيض او وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في واشنطن ، فقد وصلت إليهم الخطة كما وصلت ألينا . وقد اطلع الرئيس جونسون بنفسه وقرر بعدها زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل بطريقة تخطت كل الحدود التي عرفناها من قبل ) .
وواصل تيتو حديثه فقال ( عندما سمعت هذا الكلام متن جولدمان كان تعليقي عليه انني لا اصدق . وعلى فرض ان العرب لديهم مثل هذه النوايا فلست اظن انهم يضعونها على ورق
وحتى اذا وضعوها على ورق فمن المؤكد انهم سوف يحتاطون كي لا تصل الى اسرائيل والى الولايات المتحدة اخبارهم من ثلاثة مصادر او اربعة . ورد علىّ جولدمان بأن ذلك انطباعه الأولي وهو يسمع اشكول ، لكنه بعد ان رأى الاوراق وتأكد ان البيت الابيض والمخابرات المركزية لديهما علم بحقيقة الموضوع فانه كان مضطرا ان يصدق ) .
وفي مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الرباط صارح عبد الناصر الملك الحسن بأن هناك اخبار تتسرب من المغرب الى اسرائيل ( ولا اعتقد ان عبد الناصر كان يشك قيد انملة ان جلالة الملك الحسن امير المؤمنين هو مصدر اسرائيل الرئيسي للمعلومات ، طبعاً مع ابن عمه الملك الراحل الحسين ملك الارن ) .
يقول هيكل ( الان فقط يمكن لاي متابع مهتم بالشأن العربي ان يسمح لنفسه بالتساؤل على الاقل عن اسباب الحرص الزائد للملك الحسن على استضافة اكبر عدد من مؤتمرات القمـة العـربية والاسلامية التي تتعرض مناقشاتها بالضرورة للصراع العربي الاسرائيلي في ذلك الوقت ، ثم يلحق بذلك مايقال الان صراحة وعلى لسان اكبر المسؤلين واكثر المعلقين في اسرائيل ان جهاز الموساد كانت لديه في قاعات اجتماع القمم العربية والاسلامية وسائل تنصت وتسمع . أي ان جهاز الموساد كان طرفاً حاضراً في هذه الاجتماعات وان لم يكن مرئياً ، مشاركاً فيها وان لم يفتح فمه بكلمة وهذه مصيبة باي معيار) .
وقد استضافت المغرب سبعة مؤتمرات من القمم العربية وهي
- مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء في سبتمبر 1965 .
- مؤتمر القمة العربية في الرباط في ديسمبر 1969 .
- مؤتمر القمة العربية في الرباط في اكتوبر 1974 .
- مؤتمر القمة العربية في فاس نوفمبر 1981 .
- مؤتمر القمة العربية في فاس في سبتمبر 1982 .
- مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء في اغسطس 1985 .
- مؤتمر القمة العربية الطارئة في الدار البيضاء في مايو 1989 .
كما انها استضافت ثلاثة من مؤتمرات القمة الاسلامية وهي :
- مؤتمر القمة الاسلامية في سبتمبر 1969 .
- مؤتمر القمة الاسلامية في في يناير 1982 .
- مؤتمر القمة الاسلامية في ديسمبر 1994 .
ومن حقنا ان نتسأل ماهي انجازت الجامعة العربية ؟ ماذا قدمت الجامعة للشعوب العربية ، هل
قربت بين الشعوب هل ، لا نتكلم عن الوحدة بين الدول فهذا من الخيال ، اللهم الا ان نعتبر ضم صدام
للكويت من اجل تحقيق اهداف الجامعة وهو وحدة الدول العربية . هل ننتظر شيء من قادة العرب ، كما تنتظر الشعوب
الاوربية من قادتها ، اليس من حقنا ان تسأل ، ام السؤال في الزمن العربي من الممنوعات ايضا ؟
هذه القمة حضرت اسرائيل ، لكن هذه المرة بشكل علني لان موضوع القمة هو مبادرة سلام
تطرحها الدول العربية – المعتدية على اسرائيل المظلومة – او تؤهل الخطاب العربي للسلام
كي تقبله اسرائيل ، وحتى قبولها غير مضمون ، فبفضل قادة العرب اصبحت اسرائيل صاحبة الحق والبلاد العربية هي المعتدية والمتجاوزة على حقوق وامن اسرائيل ، ولا نعلم ماذا يخبيء
لنا الزمن من مفاجئات . ان كانت القرارات تصدر من ( موزه ) التي قابلت وبكل صلافة وكيل وزارة التربية الاسرائيلي في الدوحة ، وشارون سوف يزور تونس ، وبعدها المغرب ، والبقية الدول التي كانت تجري الزيارات بمنتهى السرية سوف تنقلها كل الفضائيات وقد تكتب يافطات
وبالخط العريض ( اهلا وسهلا بالاخ شارون ) (شارون اهلا بيك كل الشعب يرحب فيك ) .
..........................
المحامي عادل العُقيلي
Al-980@maktoob.com
