اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
زكريا البذيجي
التاريخ
1/15/2005 8:40:19 PM
  محام في حلم اليقظة ..!!      

محام في حلم اليقظة..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                                                                    زكـــريــا البـــذيــجي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     قبل ان اشرع في كتابة هذه المقالة طرأت في رأسي شتى من الأفـكارفي تغيير عنوانها الى عنوان اخر يتضمن محتوى المقالة حينها وأنا في صدد الكتابة ادركت انه قد نتبادر تساؤلات عدة الى ذهن القارئ ربما للوهلة الاولى ولمجرد قراءة العنوان قراءة عابرة الامر الذي قد يشكل علامة استفهام غير واضحة الدلالة ويكتنفها نوعاً من الغموض وهي التساؤلات البديهية للقارئ الحصيف الا وهي ما صفة وعمل كاتب المقال وماهي العلاقة الوثيقة التي تربطه بمهنة المحاماة وهل هو محام ؟!ام متقاض؟! وماهي الاسباب والدوافع التي جعلته يتناول موضوع يمس هذه المهنة ا ؟ لذا وجب على ان اكون صادقاً مع قارئي العزيز وابوح له بالسر الكامن اعماقي ردحاً من الزمان  وحتى اريح قرائي الكرام من التوجس والشجن الذي قد يرافقهم طيلة قراءة المقالة وهو انني لست من منتسبي نقابة المحامين اليمنيين الموقره اصلاً ولا من مشتغلي مهنة المحاماه ولا انتمي الى السلك القضاءي على وجه العموم مطلقاً وان اختياري لعنوان يمس مهنة المحاماة لم يكن عفوياً او من قبيل الصدفة المحضة بل ان اختياري لهذا العنوان تحديداً لانني ادرس القانون ولمحبتي الخالصة وشغفي الشديد  لهذه المهنة الشريفة والسامية وطموحي في خوض غمار التجربة في ممارستها بعد اتمام دراستي الجامعية طبعاً لما لهذه المهنة من مكانة طيبة في نفسي باعتبارها كانت حلماً ظل يراودني سنيناً طويلة وأمنية متواضعة في ان اكون فرداً فاعلاً في المجتمع من خلال هذه المهنة وعوناً للقضاء في تحقيق العدالة المنشودة واضعاً نصب عيني  الاحتراس من تظليل العدالة وتحوير مفهوم هذه المهنة الى غير معناها الحقيقي الذي وجدت من اجله متأثراً بمحام ناجح استطاع ان يغرس في أعماقي  كل معاني الانسانية وقيم الاخلاق العادلة وقول الحقيقة في وجه من كان واى كان ضارباً عرض الحائط النظر الى الشخص من منظور المال والجاه التي يظن اصحابها انهم بإمتلاكها قد حازوا على الحصانة  من سماع كلمة الحق المرة ورفضها الرفض المطلق الذي اعتقد انه يعتبره منظور خاطئ وبعيداً كل البعد عن اداب واخلاقيات مهنته التي لا تساوى في نظره مال قارون كله .

    واظن انه من خلال معايشتي لتجارب عديده استطعت ان اكون نظرة متفائلة لمستقبل مشرق وواعد وكفيل  بتحقيق الطموحات العظام  وهي ان سر النجاح يكمن في التظرة التقيمية والمتفحصة للذات بمعنى ادق واوضح حسن اكنشاف ميول الانسان ذاته والرغبة الجامحة للوصول صوب الهدف وتحقيقه وهو ما نستطيع تسميته بالطموح الذي يسعى الانسان بشتى الوسائل لتحقيقه شريطة ان يكون هذا الطموح متماشياً على عدة مراحل وبالتالي يمكن للشخص اجتياز مراحل الطموح مرحلة تلو اخرى  وكما يقال  ان مسافة المائة ميل تبدأ بخطوة  فلماذا لا نحاول ان نتفهم الامور برؤية اكثر واقعية لكشف مناقب الداء التي افرزت لنا مجتمع يجهل التعامل مع الامور بتبصر اكثر روية واكثر عقلانية .

  لا اخفي عليكم ان كتابتي لهذه المقالة لا يعني بالضرورة انني وصلت لمرحلة النضج او النجاح بل اعترف لكم انني ما أزال انهل من عصارة  تجارب الناجحين  واتلمس الطريق  التي ستفيض بي الى المستقبل العادل لذلك حاولت مناقشة قضية الذات لانها في نظري قضية محورية ومهمة واهم من اى شئ اخر ومعالجتنا لها بإعتبارها الاصل للفروع  حتى يمكن لنا جميعاً ان نصل الى حلول قطعية وصائبة في ذات الوقت  وحتى لا نندم يوماً ما على عدم  تلبية رغباتنا و اشباعها بالغداء الوافي والكافي وهو الطموح الايجابي المثمر وحسن استكشاف الميول فلو نظرنا للمشتغلين في جميع المجالات لوجدنا ان الناجحون فيها يشار اليهم بالبنان لماذا ياترى ؟! لانهم  امتثلوا لميولهم وبالتالي قادهم  ميولهم  وحبهم للعمل نحو النجاح والشهرة كما ان الشهرة والسمعة الطيبة وجهان لعملة واحدة وبالتالي وجودهما معاً يضمن لك النجاح والشهرة ووجود جزء مع غياب الاخر لا يمكن ان يضمن للانسان  النجاح  بإى شكل من الاشكال   .

    فلكل انسان هدف يسعى لتحقيقه من خلال المجال الذي سيلتحق به فأنا مثلاً هدفي ان اكون احد اعوان القضاء في  يوماً ما لاعتقادي الكامل والراسخ انه من خلال هذه المهنة بإذن الله سأستطيع توصيل رسالتي ورؤيتي تجاه مجتمعي والدفاع عن كافة حقوقه المنتهكة بين الحين والأخر ولكن في ظل وجود واقع افضل من الذي نعيشه دون اية قيود او شروط توجب ذلك والاقتناع  بحرية الرأي والرأي الاخر بالفعل لا بالقول فقط  وايماناً بأن مهنة المحاماه هي المهنة الرائدة  التي تعتبر عوناً وسنداً للقضاء في تحقيق العدالة وانصاف المظلومين وارجاع حقوق المستضعفين وردع كل من تسول له نفسه المساس بكرامة الانسان والحط من ادميته والعبث بحقوقه وممتلكاته التي حماها الله بالشرف والكرامة لصونها وجعل الانسان وصياً عليها ليس اكثر بإعتبار مهنة المحاماه هي المنبر الذي  يمكن ان  ينادى من خلاله بحقوق الانسان تفادياً لحدوث الصراعات القبلية وترسيخ قوة القانون وفرض هيبة الدولة  للقصاص من المخالفين لشريعة الله في الارض واللجوء الى الطريق القانوني السليم لاستعادة الحقوق من الذين يستخدمون نفوذهم السلطوي في السطو على حقوق البسطاء والكادحين من ابناء هذا الوطن الذي ندين له جميعاً والعمل على نزع المفاهيم الخاطئة المترسخه في اذهان بعض عتاولة النهب والتسلط والسطو على مقدرات هذا الوطن .

    ولكن للإسف الشديد هل لهذا الطموح المتوقد في صدري ان يرى النور في ظل هذا الفساد المستشرى في البلاد وهل لهذا الحلم القابع فكري  ان يتحقق ليستشرف الواقع برؤية متعدده الزوايا و الاوجه فثمة مقولة مفادها انه اذا صلح  القضاء صلح المجتمع  اى انه بمثابة العقل للجسد هو الذي يحركه ويديره كما يشاء واينما يشاء فالتساؤل الذي يفرض نفسه هو ما مدى صحة هذه المقولة وامكانية مطابقتها للواقع ؟!

       فالقضاء هو المسؤل عن حل المشاكل والقضايا الناجمة بين المتقاضين بالاستناد الى شرع الله المنمثل في القران الكريم والشريعة الاسلامية السمحاء الذي يعتبر اسمى وارقى من اى قانون وضعي يتخلخله في جميع الاحوال احتمالين وهما اما ان يصيب او ان يخيب وفي هذه الحالة تكون قد وقعت الكارثة التي يجب ان نتفادها بسعي كل المشتغلين في هذه المهنة العظيمة الى توضيح مدى حجم  الخطورة التي قد تشكل عائقاً حائلاً دون تحقيق العدالة بين الناس ومساواتهم بين كفتي الميزان وبالتالي لن يكون ذلك متمثلاً الا بالعمل الدؤوب وتضافر كل الجهود الخيرة من اجل ترسيخ دعائم العدالة الاجتماعية والانسانية وسلك الطريق القانوني السليم المنصوص عليه في الدستور تجاه الغاء المواد القانونية التي يكون واضع القانون قد اخطاء في طرحها الامر الذي ادى الى ظهور مترتبات سلبية ونشوء اضرار جسيمة من شأنها مصادرة الحقوق والحريات وتقديم الطعن الدستوري لدى المحكمة العليا للجمهورية للتحري الدقيق من مدى مطابقة النص للواقع عندها يكون المحامي الناجح والشريف قد ساهم في درء الضرر الحتمي  للمتقاضي وتصحيح النص القانوني من الاعوجاج الذي كان عليه قبل التعديل او الالغاء .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·   لقد هدفت من اعادة نشر هذه المقالة في منتدى المحامين العرب التي كتبتها وانا طالباً في الثانوية العامة قبل التحاقي بكلية الحقوق التي عشقتها حد الجنون لتفسح المجال للزملاء اساتذتي من رجال القانون في محاولة متواضعة مني في خلق حوار في ما اذا كان الاشتغال بمهنة المحاماه قدر ساقتنا اليه الايام والظروف والاحداث والمتغيرات وهو ما يعني ان نجعل من امهنة المحاماه مجرد طريق لكسب الرزق وبالتالي تكون مجردة من معانيها الاصيلة ام الرغبة بالاشتغال بمهنة المحاماه تباعا واختيار مقدماتها بالالتحاق بكلية الحقوق هو ما يمكن ان يخلق عنصر الابداع الذي يمنح المحامي الحيوية والالق كلما تقدم به العمر من خلال التنوع والمثابرة والاطلاع وتحري الحقيقيه قدر الامكان .. امل راجياً ان يزودوني اساتذي الاجلاء بالمنتدى بارائهم وتقيمهم لمحاولة انصاف مهنة الخلق والابداع والشجاعة بقول الحق دونما مواربة ....اشكركم

وتقبلوا فائق احترامي وتقديري،،،

زكريا البذيجي

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1647 / عدد الاعضاء 62