شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 23/5/2003
|
الأخ والزميل هيثم المحترم
تحية طيبة لك
وأرحب بانضمامك إلينا في منتدى المحامين العرب
حيث تلقى زملاءك في كل البلاد العربية ،، ونمد جسور التواصل والمحبة ..
ونحن سعداء جدا بتواجدك معنا ..والتواصل مع كل الأخوة والزملاء في فلسطين الحبيبة ..
فلسطين ليست مجرد وطن ... ولا قطعة أرض ..ولا زعامات ولا شعارات ..
فلسطين هي ضميرنا ووجداننا ... هي قطعة من كبدنا ... وهي البداية وهي النهاية
وهي شرفنا ... وهي ضحية قصورنا وتقصيرنا ...
والأسرى الفلسطينيون هم إخوتنا ..بدون شك
واعلم يا أخي الكريم أن إيماننا وعروبتنا كذبة كبرى ما لم تحرر فلسطين لأن فلسطين أصبحت رمزا لسقوطنا نحن في كل البلاد العربية ولاحتلالنا نحن حتى لو كنا نتمظهر بالخداع ونتقنع بالاستقلال .....كل دولة عربية هي محتلة وناقصة سيادة طالما لا تستطيع أن تحرك ساكنا من أجل فلسطين .. ومثلما هو الوضع الآن في العراق ... حيث سقطت فلسطين أخرى .. في دلالة واضحة على أن النظام العربي القائم لا يؤدي إلا إلى .. السقوط ... بل هو السقوط عينه .
ونرجع للموضوع بعد هذا الترحيب ( الجنائزي ) بك ،
والمهم :
بالنسبة لموضوع الأسرى الفلسطينيين فإنه موضوع هام بالفعل ، ونحن مقصرون فيه ، بسبب أننا لا نملك الآليات والوسائل اللازمة للعمل .. وإن كنا نملك الأفكار والمبادرة ..
فهو يحتاج الوصول إلى المنابر القانونية والثقافية والسياسية الدولية .. فضلا عن وسائل الإعلام الغربية ..والمؤثرة ..
وهذا الوصول .. ممنوع في غالب الأحيان ..
ولعلك تعلم بأن الإعلام العربي هو إعلام بائس لا يكاد صوته يصل لأحد .. ولا يعبر عن طموحات الشعب العربي .. وهو إعلام موجه بمصالح الأنظمة العربية القائمة .. وبالتالي ، فإن هذه الأنظمة من مصلحتها أن ينسى الشعب العربي كل القضايا حتى لا يطالب النظام بشيء وحتى لا ينتبه إلى تقصير النظام فيها ..
وأصبح الموضوع الفلسطيني مؤرقا للأنظمة العربية وتريد إنهاءه وكأنه مصيبة عليها ... وها أنت ترى وتسمع كل يوم المحاولات الحثيثة من بعض الأنظمة العربية لإنهاء الانتفاضة وتجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح .. بينما لا تطالب تلك الأنظمة بفك قيد الأسرى الفلسطينيين أو وقف هدم بيوتهم أو قتل أطفالهم ..
وقد أصبح موضوع الإرهاب والقضاء عليه أهم من كل شيء ... وراح النظام العربي يهرول لخدمة أميركا وإرضاءها ..
حتى مشايخ السعودية الذين كانوا يدعمون التفجيرات في بعض الدول العربية ويحرضون عليها ... أدانوا عملية التفجير في الرياض .... لأن السيف قريب منهم الآن .. ولأن التفجيرات في المرة السابقة كانت تستهدف عربا ومسلمين وتضرب الأمان في دولة عربية .. أما التفجيرات الحالية فاستهدفت مصالح أميركية ... لذلك يتغير الحكم فورا .. وهذا هو حالنا ...فهناك فارق كبير بين الدم العربي والدم الأميركي ... دمنا عفني ورخيص جدا .. بينما دمهم أحمر قاني صافي معصوم ولا يقدر بثمن ...
ودائما تأخذني شطحات القلم ..
أعود للموضوع :
إذا كان لديك أفكار معينة أو اقتراحات لخدمة قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال فأرجو أن توافينا بها ونحن مستعدون للعمل معا ..
مثل إرسال رسائل إلى المنظمات الدولية ... أو إقامة دعاوى أمام المحاكم ذات الاختصاص الدولي ... أو بيانات .. أو اعتصامات ...
أرجو أن توافينا بأي فكرة ونناقشها مع الأخوة الزملاء الأكارم في المنتدى وننفذ ما نستطيع فهو أقل الواجب تجاه أولئك الرجال المقاومين الذين كانوا يدافعون عن شرفنا جميعا وليس عن أنفسهم فقط ..
إننا مدينون لهم ... فيجب أن نوفي جزءا من الدين ..
وشكرا لك .. وأرحب بك مرة أخرى .
وتقبل تحياتي .
* الأخت لجين حماك الله :
يا عمي لم يقل أحد منا بأنه ضد قضية الأسري من أبناء الشعب الكويتي الحبيب والشقيق ...
نحن عندما نعارض وننتقد إنما نقصد الأنظمة وتصرفاتها وسياساتها التي جلبت لنا الدمار .. أما الشعب الكويتي وغيره في كل بلد عربي ... فهم أخوة كرام .. مثله مثل أي شعب عربي آخر ... ولا يوجد في اعتقادنا ابن بيك وابن جارية ..
لذلك ، فإننا نضم صوتنا إلى صوتك وصوت شعب الكويت ، ولكن الآن الأمر أصبح بيد الأميركان ... في الوقت الذي لم نعد نسمع فيه أي مطلب للكويت !!! ولا أدري أين ذهبت مطالبكم !!! خصوصا تلك التعويضات التي كانت القيادة الكويتية تطالب بها العراق ... والتي قال باول بأنه لن يعطي الكويت سوى ( 5%) منها فقط باعتبار أن باول هو مسؤول الخزينة العراقية الآن .. يوزع ثروات العراق ونفطه على كيفه .. وهذه الخمسة بالمائة فقط ... لعلك تعلمين بأنها تساوي جزءا يسيرا مما دفعته الكويت لتمويل الحرب على العراق ...
لذلك ، أصبح لديك مطلبا قانونيا جوهريا وهاما ... هو مراقبة بنود الميزانية الكويتية وتخصيصها للشعب الكويتي ومعرفة كم استهلكت الحملة الأميركية من ميزانيتكم منذ سنوات وحتى الآن ... ومعرفة فيما إذا كانت مساعدات الكويت لكل الدول العربية منذ ثلاثين سنة تساوي جزءا من الأموال التي دفعتها للولايات المتحدة الأميركية ... ومعرفة فيما إذا كان باستطاعة الكويتي أن يمنن الشعب الأميركي بهذه الأموال مثلما يفعل في كل ( حزة ولزة ) وبكل وقاحة على شاشات الفضائيات ...
طبعا نحن لا ننكر دور الكويت القومي والعربي ووقوفها دائما إلى جانب الدول العربية والقضايا العربية ... بل عن دورها كان مميزا جدا في ذلك .. وهو أحد أسباب تشجيع واشنطن للعين صدام بأن يغزوها ... لتضرب عصفورين بحجر ..
ولكن الأمر اختلف وخرج القرار السيادي من يد الكويت مثلما خرج من العديد من الأنظمة العربية .. لاسيما فيما يتعلق بالقضية العربية وإسرائيل ..وحتى المسائل الاقتصادية الهامة ..
لذلك أعود وأقول لك :
بدلا من أن تنفقي وقتك بموضوع مستهلك ولم يعد له أية نتيجة .. فالأسرى إن كانوا أحياءا فيفترض أن تجدهم القوات الأميركية ( المحررة ) وتعيدهم إليكم .. أما إن كانوا قضوا أو قتلوا فرحمة الله عليهم أجمعين ونشارككم العزاء والحزن عليهم بكل تأكيد ..
ولكن الآن يجب التركيز على قضايا جوهرية أيضا : مثل وقف الابتزاز الأميركي للميزانية الكويتية ... بأسلحة وغير أسلحة ليس لها فائدة إطلاقا ... وصفقات وعمولات .. والتدخل في السياسة الخارجية لدولة الكويت ..
عليكم العمل من أجل ذلك .. حتى تبقى الكويت للكويتيين والعرب ...وبلاش العرب .. للكويتيين فقط ولكن بدون أميركان .. ولا تصبح مثل قطر ..قاعدة لضرب شقيقاتها العربيات .
ولا نريد أن يصدر التصريح والتهديد من الكونغرس الأميركي ثم نسمع صداه يتردد في مجلس الأمة الكويتي .. والذي كان من أفضل المجالس النيابية في الوطن العربي ، وقد عاصرت تجربته الغنية وتابعتها .. ولكن للأسف ، كلنا بدأنا نمشي إلى الوراء ، ربما الظروف أكبر من دولة الكويت وحجمها .. ولكن يجب وقف مسلسل الأخطاء هذا ..
لأن التاريخ ، أيتها الكريمة ، لن يتوقف عند هذه اللحظة .
وأن النظام قد يحرف مسار التاريخ .. ولكن الشعوب لابد يوما من أن تصحح المسار ...
عندما تستفيق .. وهذا ما نعمل لأجله
وتقبلي تحياتي .
|