اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
مشرف المنتدى
التاريخ
11/15/2021 2:31:38 PM
  الطب الذكي.. طباعة الأعضاء البشرية      

10:00 م | الإثنين 11 أكتوبر 2021 الطب الذكي.. طباعة الأعضاء البشرية أحمد عبد الظاهر شهد المجتمع المصرى مؤخراً اهتماماً كبيراً بموضوع نقل وزراعة الأعضاء البشرية، بحيث رأينا العديد من المقالات على صفحات الجرائد، بعضها يتحدث عن الجانب الدينى، منتقداً الفتاوى التى تحرم التبرع بالأعضاء البشرية بحجة أن الجسد ملك لله. كذلك، انتقد هؤلاء الزعم بأن قانون نقل الأعضاء سينعش تجارتها، متسائلاً ومتعجباً من عدم تفعيل قانون نقل الأعضاء حتى الآن. وأثار بعض الكتاب زاوية أخرى للموضوع، من خلال الحديث عن الموروث الشعبى الذى يفترض الحفاظ على الجسد سليماً كاملاً بعد الوفاة، معبراً عن اعتقاده بأن ذلك الموروث يرتبط بجذور فرعونية تؤمن بالحياة الأخرى وتشترط سلامة الجسد لتحقيقها، أو هو حاجز نفسى يمنع أهل المتوفى من التفريط فى جزء من «الجسد» أو «الأمانة» كما يطلق عليه أهلنا فى الريف وفى الصعيد. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى حد تعبير بعض الكتاب، فإن الرفض المجتمعى للتبرع بالأعضاء يتحمل وزره بشكل كبير تلك الأعمال الدرامية التى صوَّرت للناس إمكانية «سرقة» عضو من جسد متوفى دون معرفة أهله لبيعه لآخر. وتزامناً مع هذه الكتابات الصحفية، بادرت بعض الشخصيات العامة إلى الإعلان عن تبرعها بأعضاء جسدها بعد وفاتها، حيث صدر هذا الإعلان عن العنصر النسائى، متمثلاً فى كل من الفنانة إلهام شاهين والكاتبة الصحفية وعضوة مجلس النواب فريدة الشوباشى. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاهتمام قد جاء متأخراً قليلاً عن الاحتفال باليوم العالمى للتبرع بالأعضاء، الذى يصادف الثالث عشر من شهر أغسطس فى كل عام، لتحفيز الناس على التعهد بالتبرع بأعضائهم بعد الموت، وتقليص الفجوة بين العرض والطلب، ونشر الوعى حول أهمية التبرع بالأعضاء، وتحديداً فى ظلِّ انتشار خرافات كثيرة حول الموضوع. كذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الأجنبية نظمت أسبوع التبرع بالأعضاء، بداية من 2 سبتمبر، عامدة من وراء هذا الإجراء إلى تسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء والاحتفاء بإيثار المتبرعين. والواقع أن نقص التبرع بالأعضاء البشرية يشكل مشكلة عالمية، حيث يوجد على سبيل المثال أكثر من 6300 شخص فى المملكة المتحدة ينتظرون إجراء عملية زراعة أعضاء، ويموت منهم يومياً للأسف زُهاء ثلاثة أشخاص، وهم ينتظرون عضواً من متبرع. وفى إطار الجهود المبذولة لزيادة عدد المتبرعين، وخفض عدد هذه الوفيات التى يمكن تفاديها، انتقلت إنجلترا إلى العمل بنظام «خيار عدم المشاركة»، وذلك اعتباراً من عام 2020م. وبحسب هذا النظام، يُعتبر كل بالغ فى إنجلترا مُتبرعاً ما لم يُسجل قراراً بعدم التبرع، أو كان مُصنفاً ضمن إحدى المجموعات المُستثناة. ومع أن الأمل قائم فى أن تؤدى هذه الآلية إلى خفض المدة التى يتعين على المريض خلالها انتظار العضو المناسب لعملية الزرع، إلا أنها لا تحل المشكلة الرئيسية الأخرى فى كل عمليات الزرع، وهى رفض الجسم للعضو المزروع. ذلك أن الجهاز المناعى للشخص المتلقى يتعامل مع العضو المزروع على أنه «جسم غريب» ويقوم بالتالى بمهاجمته بغرض إزالته من الجسم. ويمكن للعقاقير المثبطة للمناعة أن تُساعد فى تقليل حجم الرفض، ولكنها ليست ناجحة دائماً على المدى الطويل، ويأتى استخدامها مع تأثيرات ضارة خاصة بها. ولذلك، فإن الحل الأمثل هو الاستغناء تماماً عن الاعتماد على أعضاء المُتبرعين، وأن يحصل كل شخص فى حاجة إلى عملية زرع على عُضو مُصمم خصيصاً له فى المختبر اعتماداً على خلاياه الخاصة. ويعنى ذلك عدم انتظار مُتبرع بشرى، والتقليل من احتمالات رفض الجسم للعضو الجديد. وعلى الرغم من كون هذه الفكرة تبدو حالياً فكرةً مستقبليةً إلى حد ما، إلا أن العديد من مجموعات الأبحاث تخطو الآن خطواتها الأولى فى العمل لكى تجعل منها واقعاً ملموساً يوماً ما. إن تقنيات طباعة الأعضاء الأحيائية البشرية ثلاثية الأبعاد تستخدم أحباراً حيوية مصنوعة من خلايا حية، لطباعة أنسجة حية طبقةً تلو الأخرى. كما يُستعان عادة بشكل من أشكال الرفع بالسقالات فى عملية دعم الخلايا وحمايتها. ومن خلال التحكم الدقيق فى موضع طباعة الخلايا، يمكن لطباعة الأعضاء أن تنتج هياكل أحيائية معقدة. ويجرى حالياً تنفيذ عدد من المشروعات لتسخير هذه التقنية لطباعة أنسجة بشرية وظيفية تكون الخطوة الأولى لطباعة أعضاء كاملة. وفى الختام، التحية واجبة لكل من يقوم بهذه الأبحاث التى تغير وجه الحياة فى المستقبل، ولا عزاء لمن اختاروا العيش فى الماضى. جريدة الوطن


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 558 / عدد الاعضاء 62