اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
مشرف المنتدى
التاريخ
5/11/2021 9:59:06 AM
  مذكرات مصطفى الفقي      

مذكرات مصطفى الفقي أحمد عبد الظاهر أحمد عبد الظاهر تحت عنوان «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، وخلال العام الحالى 2021م، صدرت مذكرات الدكتور مصطفى الفقى. وقد تفضل الكاتب مشكوراً بإهدائى نسخة من هذه المذكرات، والتى تجسِّد تجربة ثرية ومتنوعة، امتدت إلى ما يزيد على ثلاثة أرباع قرن. وفى مقدمة مذكراته، يقول الدكتور مصطفى الفقى: «وأنا الآن أرى أن حياتى العملية توزعت أفقياً بين العمل الدبلوماسى والنشاط الأكاديمى والاهتمام السياسى والظهور الإعلامى والإسهام البرلمانى، وأسأل نفسى تُرى لو أننى ركزت على طريق واحد، وفقاً لمنطق التخصص، أما كان هذا أجدى وأفضل؟ ثم أعود فأتمسح فى ظلال الشخصيات الموسوعية فى تاريخ الفلسفة، لأرى هناك من كان طبيباً وفناناً وأديباً وشاعراً فى الوقت ذاته. وأنا هنا أستحضر الأسماء الكبيرة، بدءاً من ابن سينا والفارابى، وصولاً إلى عدد من موسوعىّ الثقافة فى عصرنا، ولكن أرى أن الثقافة الغربية، والأوروبية المسيحية خصوصاً، تحفل هى الأخرى بزخم كبير من أولئك الذين ضربوا بسهام المعرفة فى كل اتجاه، فأفادوا أجيالاً وأناروا طرقاً..». وهكذا، جاءت المذكرات لتغطى هذه الأنشطة والاهتمامات المتنوعة. بل إننى أستشعر أحياناً أن لغة المفكر والأكاديمى حاضرة دائماً فى المذكرات، بحيث لم تكن فحسب مجرد شهادة على الأحداث، وإنما تجاوزتها إلى بيان رأى الكاتب فيها، ويبدو جلياً فى الفصل السادس عشر من المذكرات، على وجه الخصوص، والذى جاء تحت عنوان «خطايا عصر مبارك وبداية السقوط». وكما هو واضح من عنوان هذا الفصل، فإن الأمر يتعلق برأى كاتب المذكرات، وليس بشهادة على هذا العصر. ولعل ذلك يبدو جلياً من قراءة العبارات الواردة فى صدر هذا الفصل، والتى يقول فيها: «اخترت دائماً أن أقف على أرضية وطنية، لا أدافع عن نظام دون وجه حق، ولا أنتقد معارضة أرى أنها على حق، ولهذا كان نظام مبارك لا يعتبرنى محسوباً عليه، لكن المكان الذى اخترته لنفسى فى الحياة العامة أتاح لى قدراً من الموضوعية فى رؤية المشهد، لم تتوافر لكثيرين». وعلى هذا النحو، وكما يصف كاتب المذكرات نفسه حياته العملية، فإننا إزاء شخصية موسوعية، لم تختر لنفسها طريقاً واحداً فى الحياة، وإنما تجاوزت نطاق التخصص لتحلِّق فى سماء تخصصات متنوعة. وأغلب الظن أن هذا التنوع ليس موزعاً على فترات زمنية مختلفة، بحيث تتميز كل مرحلة من مراحل حياته بسمة معينة، وإنما تتداخل هذه الاهتمامات المتنوعة، بحيث يمكن أن تجد لبعضها حضوراً فى الفترة الزمنية ذاتها. وفى هذا الإطار، أود أن أشير إلى حديث جمعنى بأستاذى الدكتور أحمد فتحى سرور، حيث سألته عما إذا كان يكتب فى أكثر من موضوع فى الوقت ذاته، فكان الرد بالإيجاب، قائلاً: كيف عرفت ذلك؟ والواقع أننى توقعت هذه الإجابة قبل أن ينطق بها أستاذى. وربما يكون سبب اهتمامى بطرح هذا السؤال هو أننى شخصياً أعانى من هذه النقطة تحديداً، وهى تنوع الاهتمامات، والتى قد تصل إلى حد تشتيت الذهن فى بعض الحالات. ولما كان الدكتور مصطفى الفقى كاتباً بارعاً، وله العديد من المؤلفات، لذا كان من الطبيعى أن يحرر مذكراته بنفسه، وذلك خلافاً لما عليه الحال بالنسبة للغالبية العظمى من المذكرات، والتى يعهد أصحابها إلى أشخاص آخرين بتحريرها. ففيما يتعلق بمذكرات الوزير عمرو موسى، على سبيل المثال، فقد قام بمهمة التحرير والتوثيق الكاتب الصحفى خالد أبوبكر. وللحديث بقية..


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 444 / عدد الاعضاء 62