اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
مشرف المنتدى
التاريخ
5/11/2021 9:57:46 AM
  القوة الناعمة القانونية.. وفاة «عشماوي»      

القوة الناعمة القانونية.. وفاة «عشماوي» أحمد عبد الظاهر أحمد عبد الظاهر فى يوم الأحد الموافق 25 أبريل الماضى توفى حسين الفقى، الشهير بـ«عشماوى»، أشهر منفذ أحكام إعدام فى مصلحة السجون. وربما تعود شهرته إلى أن فترة عمله فى مصلحة السجون قد شهدت الاستخدام الواسع لجهاز التليفزيون فى الحياة العامة، كما شهدت ظهور القنوات الفضائية، والتى تسابقت لاستضافته والحديث معه عن أشهر القضايا التى كانت حديث الرأى العام المصرى، والتى تولى فيها تنفيذ حكم الإعدام. وفى البداية، تجدر الإشارة إلى أن تسمية منفذ أحكام الإعدام فى مصر بلقب «عشماوى» تعود إلى أحمد عشماوى، الذى تولى تنفيذ هذه المهمة فى عشرينات القرن الماضى، وقام بتنفيذ حكم الإعدام فى أشهر سيدتين محكوم عليهما بالإعدام، وهما «ريا وسكينة». وبعد وفاة أحمد عشماوى، تم إطلاق نفس اللقب على كل من أنيط بهم تنفيذ أحكام الإعدام، بحيث أصبح لفظ «عشماوى» يطلق على كل من يتولى هذه الوظيفة، أياً كان اسمه الحقيقى. وقد اشتهر هذا الاسم فى ربوع العالم العربى، ولعل ذلك يرجع إلى عراقة النظام القانونى المصرى ذاته، الذى يعد أقدم النظم القانونية فى العالم العربى قاطبة. وفى كل البرامج التليفزيونية التى حل ضيفاً عليها، كان «عشماوى» يصطحب معه حبل المشنقة المستخدم فى تنفيذ عقوبة الإعدام. فالوسيلة المقررة فى القانون المصرى لتنفيذ عقوبة الإعدام هى الشنق. إذ تنص المادة الثالثة عشرة من قانون العقوبات على أن «كل محكوم عليه بالإعدام يُشنق». وباستقراء الوضع فى النظم القانونية المقارنة، يمكن القول إن الشنق هو الوسيلة الأكثر انتشاراً وتنفيذاً للإعدام. ويجرى الإعدام شنقاً بإحدى طريقتين؛ إما بالحبل القصير أو الحبل الطويل. ويعتبر الإعدام بالحبل الطويل أكثر إنسانية وأكثر رحمة من الإعدام بالحبل القصير. ومع ذلك، فإن هذه الوسيلة لا تخلو من بعض الإشكاليات العملية، ونعنى بذلك الحالات التى يكون فيها المحكوم عليه بالإعدام ضخم الجثة. إذ يغدو متصوراً ألا تستطيع منطقة الرقبة حمل الجسم، ويمكن بالتالى أن ينفصل الجسم عن الرأس تماماً. وقد أشار إلى ذلك حسين الفقى فى أحد لقاءاته التليفزيونية، حيث حكى قصة تنفيذ حكم الإعدام فى شخص ضخم الجثة، وكان يبلغ وزنه 187 كيلوجراماً. والواقع أن ثمة وسائل أخرى لتنفيذ عقوبة الإعدام فى النظم القانونية الأجنبية. ففى المملكة العربية السعودية الوسيلة المستخدمة لتنفيذ الإعدام هى «السيف»، ولذلك يطلق على من يتولى تنفيذ هذه العقوبة اسم «السياف». أما فى الولايات المتحدة الأمريكية فإن الوسيلة المستخدمة لتنفيذ حكم الإعدام هى الحقن بالسم. ويستخدم فى بعض الولايات الأخرى الإعدام بالكرسى الكهربائى. وفى هذا الشأن، طالب بعض المحكوم عليهم بأن يتم إعدامهم رمياً بالرصاص بدلاً من الحقن بالسم. ويجرى حالياً فى الولايات المتحدة الأمريكية التفكير فى استخدام أكثر من وسيلة للإعدام، بحيث يمكن للمحكوم عليه اختيار إحداها. ونعتقد أن تبنى هذا النهج فى النظام القانونى المصرى قد يكون أمراً مستحسناً. وفى الختام، جدير بالذكر أن «عشماوى» قد أشار فى لقاءاته التليفزيونية إلى أسماء بعض المحكوم عليهم الذين قام بشنقهم، كما تطرق إلى وقائع الجرائم المنسوبة إليهم. ونرى من الملائم دعوة المشرع المصرى إلى حظر هذه الأمور، احتراماً للحق فى النسيان ومنعاً للإساءة إلى ذويهم. ولا شك أن ذلك يضفى مزيداً من الأنسنة على النظام القانونى، ويسهم بالتالى فى تعزيز القوة الناعمة القانونية المصرية.


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 510 / عدد الاعضاء 62