اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
الشيماء
التاريخ
7/9/2011 11:13:06 AM
  إلى الزميل محب العدل تنفيذاً للوعد : حوار شرعي حول حد الردة      

منذ مدة طرح الزميل الأستاذ محب العدل مشاركة على شكل مسابقة بالعنوان :

اختبر معلوماتك: هل تعلم بأن عقوبة ترك الصلاة هي القتل حداً أو كفراً بصريح قانون جنائي عربي؟    

وكان سؤاله يتضمن أي الدول تطبق حد الردة بمن يمتنع عن الصلاة وانتهى الزميل للآتي :

الجواب الصحيح:
نص القانون الجنائي الموريتاني الصادر بالأمر القانوني رقم 162/ 83 بتاريخ 9 يوليو 1983 في المادة (306) منه على أن ( .. كل مسلم مكلف امتنع من أداء الصلاة مع الاعتراف بوجوبها يؤمر وينتظر إلى آخر ركعة من الضروري، فإن تمادى في الامتناع قتل حدا، وان كان منكراً وجوبها قتل كفراً، ولا يفعل في تجهيزة ودفنه ما يفعل بموتى المسلمين، ويكون ماله لبيت مال المسلمين. ولا تثبت هذه الجريمة إلا بالإقرار).
-*****
وفي بحثي السريع يعتبر القانون الموريتاني المذكور هو الوحيد بين التقنينات العربية المستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية الذي نص صراحة على ذلك
-===========================

ووعدت الزميل الفاضل يومها بالعودة المسهبة للموضوع وأعتذر للتأخير

أتوقف عند كلمة مستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية الذي نص صراحة على ذلك

من المعروف أن المصدر الأول للتشريع في الإسلام هو النص القرآني فهو المورد الأول ومن ثم تأتي بقية المصادر السنة الشريفة والإجماع والقياس وخلافه

فالنص القرآني ثابت لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فماذا قال النص القرآني في شأن الإيمان والاعتقاد وأرجو من أصحاب الفكر والبحث تفسير هذه النصوص :

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99

صدق الله العظيم

وقال تعالى في محكم تنزيله :

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29

وقال عز من قائل :

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

كلها آيات تدعو لحرية العقيدة و اختيار الطريق وأن الثواب أو العقاب هو لله سبحانه وتعالى

قد يقول قائل نعم ولكن هذا لمن سيتخذ الإسلام الآن كبداية وليس لمن هو مسلم فلا يجوز له الرجوع عن الدين الإسلامي بعد أن اختاره

ومن منا قد نطق بالشهادة كاختيار للدين الإسلامي ؟؟ نحن أنعم الله علينا وولدنا بين أبوين مسلمين وشهدنا شعائر الدين تقام في بيوتنا فأصبحنا مسلمين بالولادة مثلما أصبح المسيحي مسيحي لأنه ولد لأبوين مسيحين وكذلك اليهودي وغيرهم وهذا تأكيد للحديث النبوي الشريف :

( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه )

فكبر الطفل الذي نشأ في بيت مسلم وهو مسلم بالولادة

فهل إذا تراجع عن الدين أو إقامة شعائره أو أنكره صراحة أو ضمناً وارتد صراحة أو ضمناً يقتل ؟

ومستند الجميع في ذلك لحديث نبوي / من بدل دينه فاقتلوه /

ولكن لو أخذنا هذا الحديث على مقياس النص القرآني فهل من مفسر لهذه النصوص :

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217

صدق الله العلي العظيم

وفي آية كريمة أخرى جاء النص :

بسم الله الرحمن الرحيم :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54

ورد في التفسير الميسر :

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه, ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك, فلن يضرُّوا الله شيئًا, وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه, رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين, يجاهدون أعداء الله, ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد, والله واسع الفضل, عليم بمن يستحقه من عباده.  /  التفسير الميسر

وورد في تفسير الجلالين :

يا أيها الذين آمنوا من يرتدد) بالفك والإدغام ، يرجع (منكم عن دينه) إلى الكفر إخبار بما علم الله وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى الله عليه (فسوف يأتي الله) بدلهم (بقوم يحبهم ويحبونه) قال صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري" رواه الحاكم في صحيحه (أذلة) عاطفين (على المؤمنين أعزة) أشداء (على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار (ذلك) المذكور من الأوصاف (فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع) كثير الفضل (عليم) بمن هو أهله

صدق الله العظيم

من قراءة هذه النص نلاحظ الآتي :

1 ـ يا أيها الذين أمنوا : أي الخطاب موجه لمن كان مؤمناً لا بل فقط مسلماً وحسب

2 ـ من يرتد منكم عن دينه : أيضاً النص بين جلي ليس من مكان للتأويل : ارتد أي ترك ورجع عن دينه

3 ـ الجزاء الذي وعد الله به : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )

فأين النص على عقوبة المرتد ؟؟

لقد نص الإسلام على حدود وعقوبات أخرى لا تصل لدرجة إزهاق النفس مثل عقوبة السرقة / قطع اليد ومثل المماثلة في العقاب العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص / وحد الحرابة والنص على كيفية تطبيقه أفلا ينص على حد يذهب بالنفس ؟؟

كما نعلم أن الدين هو دين العقل والتفكير والتساؤل حيث أنكر الله سبحانه وتعالى التقليد والإتباع بدون تمحيص

بسم الله الرحمن الرحيم :

{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }الشعراء74

فماذا نفعل بإسلام فرد نعلم حقيقة أنه ربما تراجع عن قوله باللسان فقط ؟؟ وهذا هو الغالب

وهل الإسلام يسعى للظاهر أم الباطن ؟ أليست الأعمال بالنيات ؟

إذا كانت الصلاة والدعاء لا يقبلان من قلب لاه غافل غير مستجمع لروحانيتهما رغم أنه مسلم موقن بوجود الله سبحانه وتعالى وغير منكر له ولا لتعاليمه فكيف يقبل إسلام إمرء بالإكراه وصلاة بالإكراه ؟

قد يرد قائل فيقول :

الغاية هي المحافظة على المجتمع الإسلامي من التفكك والتحلل

ولكن هل تفسيرنا وغاياتنا ولو كانت نبيلة تمكننا من تفسير نص قرآني صحيح على خلاف ما نص عليه ؟؟؟

بالطبع مباحث الشريعة واسعة وكبيرة وهناك التفسير والنصوص المنسوخة و لذلك أهل الخبرة والاختصاص ولكن للمرء أن يتساءل ويعمل تفكيره فسيدنا إبراهيم عليه السلام حاور ربه وورد النص كاملاً في القرآن الكريم :بسم الله الرحمن الرحيم :

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260

فلم ينكر عليه ربه تساؤله و حبه للتيقن والاطمئنان

ومن أهل الذكر نستفيد ونتعلم ونتحاور معهم ففي النقاش تحريض للعقل الذي كرمنا به الله سبحانه وتعالى

وهذه تساؤلات طالما بحثت عنها ولم أجد أوضح من النصوص التي وردت حولها ونصوص حرية الإيمان والعقيدة

خالص التحية للجميع
 


  محب العدل    عدد المشاركات   >>  65              التاريخ   >>  10/7/2011



أشكر زميلتنا الفاضلة/ الشيماء.. على هذا الحرص العلمي، وعلى سعة النفس
ولي رجاء صغير جدا قبل الدخول في هذا الموضوع والنقاش فيه.. حيث أتمنى أن يشاركنا فيه أكبر قدر من الزملاء، ولذا يستحسن تلخيص الفكرة موضوع النقاش في سطرين أو ثلاثة..
يكون منها المنطلق، وتكون محل جوهر النقاش والتعقيبات والمداخلات من الجميع، وبحيث لا يكون ثم أي تشتت.. وهذه مهمة لا يسعك إلا أنتِ القيام بها.. تحياتي وخالص تقديري
 


  الشيماء    عدد المشاركات   >>  170              التاريخ   >>  12/7/2011



الزميل الفاضل الأستاذ محب العدل :

اشكركم على تفاعلكم مع الموضوع والفكرة تتلخص في المحورين الآتيين :

1 ـ هل هناك حد للردة من ناحية شرعية وفق تفسيرالنصوص المطروحة ؟؟؟

2 ـ هل ضمن الإسلام حرية العقيدة والفكر أم أوجب الإسلام فرضاً ؟؟

ومن يقول بأي رأي كان أو ينحى لاتخاذ جانب معين فنرجو منه التدعيم بالدليل

و أتمنى ألا يطول الانتظار لسماع رأي أهل الذكر والمعرفة وفي التشاور والحوار كل الفائدة

للجميع خالص التحية
 


  محب العدل    عدد المشاركات   >>  65              التاريخ   >>  12/7/2011




الزميلة والقمة الشماء.. الأستاذة/ مجد عابدين.. الشكر كل الشكر لك أنتِ على هذا الطرح المسهب ثم المختصر
سأجيب باختصار شديد بالرأي التقليدي، وأعني به الذي يمثل أغلب المذاهب الفقهية المشهورة، وذلك كالتالي:
1. حد الرد هي عقوبة شرعية للمسلم إذا بدل دينه.. أي تحول عن الإسلام إلى الكفر.. فالعقوبة المقررة لذلك - حسب المذاهب الفقهية - هي القتل حداً
واختلفوا في تفاصيل تتعلق بأمور كثيرة جداً.. مثل ما هي المكفرات أو الأمور التي بها الشخص يعتبر كافرا؟ والإستتابة؟ ومدى صلاحية الإمام بإرجاء هذا الحد أو عدم تطبيقه على بعض الحالات لاعتبارات تتعلق بالسياسة الشرعية...الخ
2. ضمان الإسلام لحرية العقيدة هي أمر نسبي، ويتضح ذلك من حيث النقاط التالية:
- أن الخروج من عقيدة الإسلام إلى غيره من الأديان سماوية أو وضعية هو أمر مُحرَّم ومُجرَّم.. بحيث يترتب عليه ما تقدم من إمكانية تطبيق حد الردة.
- أن التنقل بين العقائد الإسلامية ذاتها (أهل السنة والجماعة، الشيعة إثنا عشرية أو زيدية أو إسماعيلية، الخوارج، المعتزلة...الخ) هو أمر يجلب استنكار تبديع وتفسيق بل وحتى أحيانا تكفير وإباحة الدم لدى أهل كل طائفة من هذه الطوائف... وقد امتحن أناس كثير، بل وقتلوا بواسطة السلطات الحاكمة بسبب عقائدهم (الجعد بن درهم، أحمد بن نصر الخزاعي، الحلاج، السهروردي...الخ)
فإن قيل أين النسبية في الأمر؟ فالجواب:
أن المذاهب الإسلامية تكاد تتفق على أنه لا يتم التعرض للمقيمين في الدولة الإسلامية من أصحاب الديانات السماوية أو ما يلحق بها من ديانات، ولا يتم إجبارهم على الدخول في الإسلام كرهاً، ولا ممارسة ضغوط عليهم لأجل ذلك ولا يتعرض لهم في ممارستهم طقوس ديانتهم وبالأخص عندما يكون ذلك بشكل ليس فيه علانية أو استفزاز للمسلمين...الخ
لكن هل لأحد من هؤلاء أن يغير دينه من اليهودية مثلا إلى النصرانية؟ أو العكس؟ هل يقر على ذلك؟ حتى في هذه النقطة يوجد تفصيل وخلاف ليس هنا محل طرحه والتوسع فيه.

كل ما تقدم هو حسب التيار التقليدي السائد في المذاهب الإسلامية المختلفة .. وإن كانت توجد أحيانا آراء فردية فيها قدر أوسع من الإختلاف، وبالأخص عند بعض الفقهاء المعاصرين وذلك تحت تأثير العالمية ومبادئ حقوق الإنسان .. والله أعلم



 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 802 / عدد الاعضاء 62