القضاء السعودى يحكم بسجن طبيب مصرى خمسة عشر عاما و 1500 جلدة
محكمة أول درجة عاقبته بسبع سنوات وفى الاستئناف زاد الحكم الى 15 سنة
الاتهام :أنه تسبب فى ادمان مريضة ،بالعقاقير المخدرة
المجنى عليها زوجة أحد الأمراء
أزهريون:١٥٠٠ جلدة عقوبة غير شرعية حتي للزاني وشارب الخمر.. وخطأ الطبيب جزاؤه اللوم أو التعزير
|
عقوبة الجلد فى القضاء السعودى .. |
كان القاضى صالح بن سعيد البرغونى بالمحكمة الجزئية بجدة، بالمملكة العربية السعودية، قد وقع حكماً بالسجن ٧ سنوات والجلد «١٥٠٠ جلدة» على الطبيب المصرى رؤوف أمين محمد العربى ٥٢ عاماً، على أن يكون الجلد بواقع ٧٠ جلدة كل ١٠ أيام بتهمة التسبب فى إدمان مريضة لديه العقاقير المخدرة.
وقامت سلطات سجن جدة المحبوس به الطبيب المصري، الذى كان يعمل طبيباً بمستشفى السلام بجدة، بتنفيذ أولى جلسات الجلد الأسبوع الماضى، على أن يكون الأحد بعد المقبل موعداً لتنفيذ الجلسة الثانية. اتأنف الطبيب المتهم الحكم فزاد الحبس الى ثمانى سنوات وظلت عقوبة الجلد كماهى 1500 جلدة
وقد أعربت نقابة الأطباء المصرية أمس عن تضامنها مع الطبيب المصري رءوف أمين محمد العربي أخصائي الجراحة العامة، الصادر ضده حكم بالحبس 15 سنة بجدة بالمملكة العربية السعودية والجلد 1500 جلدة، بواقع مائة جلدة أسبوعيا في الشكوى المقدمة ضده من أحد الأمراء بـ "التسبب في إدمان زوجته".
وأكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين، أن الدعوى المرفوعة من الأمير الذي لم يذكر اسمه صدر فيها حكم ابتدائي منذ عامين يقضى بحبس الطبيب المصري 7 سنوات فقط زيدت في الحكم الاستئناف إلى 15 سنة و1500 جلدة كمعاقبة للطبيب على لجوئه إلى استئناف الحكم الابتدائي.
وكانت سلطات سجن جدة المحبوس به الطبيب المصري، والذي كان يعمل بمستشفى السلام بجدة بدأت تنفيذ أولى جلسات الجلد الأسبوع الماضي، على أن يكون الأحد بعد المقبل موعدًا لتنفيذ الجلسة الثانية.
وأضاف السيد أن النقابة بدأت الاتصال بوزارة الخارجية والسفارة المصرية بالسعودية من أجل أن ينال الطبيب الحاصل على دكتوراه في إدارة المستشفيات والمقيد برقم54816 في 31/3/1983، قدرا أوفر من العدالة وإظهار موقفه بوضوح في القضية.
ونشرت المصرى اليوم تعليقا على الخبر
أزهريون:١٥٠٠ جلدة عقوبة غير شرعية حتي للزاني وشارب الخمر.. وخطأ الطبيب جزاؤه اللوم أو التعزير
أعلن العديد من علماء الأزهر رفضهم الشديد تطبيق السلطات السعودية عقوبة السجن ٧ سنوات و١٥٠٠ جلدة علي الطبيب المصري رؤوف أمين محمد العربي «٥٢ سنة»، بتهمة التسبب في إدمان مريضة، مؤكدين أن هذه العقوبة مغلظة بشدة ولا أساس لها في الإسلام، وأنها تعادل نحو ٢٠ ضعفاً من تطبيق عقوبة شرب الخمر.
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، إن العقوبات التي يتم تطبيقها في الشريعة الإسلامية ثلاثة أنواع هي: الحدود التي قدرها الشرع وهي واجبة، بمعني أنه لا يجوز إسقاطها مثل حد الزني والسرقة وقطع الطريق وشرب الخمر، أو القصاص، وهي عقوبة مقدرة أيضاً،
ولكنها أوجبت حقاً للآدمي، ولذلك يجوز لولي الدم أن يعفو عن حقه، وأما التعزير فهو عقوبة غير مقدرة شرعاً، تركها الشرع للمجتمع والحاكم والقضاء ليقرر فيها ما يتلاءم مع درء الجرائم.
وأضاف عثمان: الجريمة التي ارتكبها الطبيب المصري ليست من جرائم الحدود ولا من القصاص، وإنما تدخل في النوع الثالث وهو التعزير، والرأي الراجح في الفقه الإسلامي ألا تصل عقوبة التعزير إلي أدني الحدود وهي ٤٠ جلدة أو ٨٠ علي خلاف بين العلماء.
وأشار عثمان إلي أن العقوبة المناسبة شرعاً هنا هي ٣٩ أو ٧٩ جلدة فقط، مضيفاً: العقوبة التي تم تطبيقها علي الطبيب المصري تجاوزت حد التعزير بصورة غير معقولة، وهذا خطأ واضح في تطبيق العقوبات، مما يعطي الحق للمحكوم عليه في أن يتظلم من الحكم.
وقالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: تعرض الطبيب المصري هنا لعقوبة مغلظة لا تتناسب مطلقاً مع الجريمة التي تمت بغير قصد وكانت وسيلة للعلاج، ولم لكن يقصد الطبيب مطلقاً أن يتحول علاجه إلي إدمان، مشيرة إلي أنه كان يمكن الاكتفاء بتوجيه اللوم للطبيب المصري لتكون العقوبة مناسبة.
وأضافت: أعتقد أنه لو ارتبط الأمر بطبيب أمريكي أو بريطاني مثلاً لاختلف الحكم كثيراً، لأننا في أحكامنا نعمل ألف حساب للأجناس الأخري التي نتصور أنها أعلي قدراً منا، وهو ما يتنافي مع مبدأ العدالة في الشريعة الإسلامية.
المصدر وكلات *المصريون*المصرى اليوم
المحامى بالنقض
"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" |