سبق للعديد من الزملاء وأولهم الأستاذ/ أحمد حلمى أن ردوا على هذه الدعوات بعلم وموضوعية وبعد عن التعصب وأبانوا بكل وضوح أنه لامفر من ضرورة وجود خانة الديانة فى الأوراق الرسمية ولا ضير فى بقائها ووجودها لا مساس فيه بإخواننا النصارى أو الانتقاص من حقوقهم كمواطنين كما يروج البعض وليس فيه ادنى تمييز بين المواطنين وكان ذلك فى مشاركة سابقة – أرجوا الرجوع إليها - كانت بعنوان
" دعوة للمشاركة فى مصريون ضد التمييز "
وهنا أوجز تعليقى على ما ورد فى المشارة حول مسألة حرية العقيدة
وأقول إن الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام وقبل إن يخترع الإنسان الدساتير والمعاهدات الدولية وما سمى بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان قد كفل حرية العقيدة فى أعلى درجاته وأباح لكل إنسان أن يعتنق الدين الذى يشاء دون جبر أو إكراه فقال سبحانه مبيناً ذلك فى قرآنه
" لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " وقال عز من قائل "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " وقال جل فى علاه " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
ومعنى حرية العقيدة طبقاً لنصوص هذه الآيات الكريمات وفهمها فى إطار باقى آيات القرآن الكريم - كما أجمعت عليه الأمة -أن كل إنسان حر فى اعتناق الدين الذى يريد وله الحرية المطلقة فى الدخول فى الاسلام أو البقاء على دينه أو على إلحاده إن كان لا يعتنق ديناً فإن دخل فى الاسلام راضياً مختاراً غير مكره أصبح مسلماً تنطبق عليه أحكام الاسلام جميعها والتزم بآداء اوامره واجتناب نواهيه وعدم الارتداد عنه فلا يجوز له عندها أن يتفلت من أحكام الدين ويرفض آداء فرض من فرائض الإسلام مثل الصلاة أو الزكاة بدعوة حرية العقيدة ويقول أنا مسلم لكنى أجحد هذه الفرائض ولا أؤمن بها ولا أريد أن أؤديها عندها يكون كافراً مرتداً كما لا يجوز له أن يرتكب المحرمات مثل الزنا أو السرقة ثم يرفض الحدود والعقوبات التى فرضها الإسلام بزعم انه مسلم لكنه استعمالاً لحرية العقيدة لا يعترف بحرمة هذه الكبائر !!! ومن أحكام الإسلام التى يلتزم بها المسلم حد الردة فى حالة الخروج عنه بعد الدخول فيه وقد شرع حماية للجماعة المسلمة ومنعاً للعبث والتلاعب بالاسلام وأحكامه ولا علاقة لذلك بحرية العقيدة ويمكن أن نقيس عليها ما شرعته الدول من تطبيق عقوبة الإعدام على كل من ارتكب جريمة الخيانة العظمى وعرض كيان المجتمع للخطر
وهناك العديد من أحكام محكمة النقض التى بينت هذا المعنى بقولها ان هناك فرق كبير بين حرية العقيدة وبين الأثار المترتبة على استعمال هذه الحرية
فالاسلام هو الذى علم البشرية كلها احترام حرية العقيدة وكفل كامل حقوق المواطنة لكل إنسان غير مسلم يعيش داخل دولته فكانت القاعدة " أن له ما للمسلمين وعليه ما عليهم " فأرجو ألا نزايد على أحكام الإسلام أو نحتج عليها بنصوص الإعلان العالمى لحقوق الانسان أو الدساتير والمعاهدات البشرية وهى جاءت متأخرة ومتخلفة كثيراً عما جاء به الاسلام شريعة أحكم الحاكمين
والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
ولكم منى خالص التحية والتقدير
|