السيد الاستاذ / لؤي ديب
تحية واحتراما
أرجو أن تتقبل خالص شكري وشديد اعجابي بمختاراتكم وردودكم القانونية التي تساهم بجلاء في اسراء الحوار القانوني الهادف على صفحات منتدانا الموقر
واسمح لي سيدي بأن القوانين لدينا تختلف عن القوانين في أي مكان آخر حيث الهدف هنا هو اذلال وتركيع المواطن بقوانين تجعله تحت طائلتها على مدار الساعة ، بينما تسن القوانين في الدول الاخرى لتنظيم حياة المواطن ووضع معايير ثابتة ومحترمة لحقوق المواطن وواجباته
فعلى سبيل المثال مواطن بسيط تعرض لاهانة في احد اقسام الشرطة وأراد هذا المواطن أن يلفت انتباه الضابط إلى ان هذا العمل يخالف القانون ..
ترى ماذا سيتصرف الضابط مع هذا المواطن في ظل هذا الكم الهائل من القوانين الاستثنائية التي تعطي الضابط كامل الحقوق في العبث بحرية هذا المواطن وكرامته بل وبحياته أيضا .. وبالقانون !!!؟
فما بالك إن كان يرافق هذا المواطن احد السادة المحامين ..؟
لا شك ستكون العقوبة اضعافا مضاعفة
من هنا وطلبا في السلامة واختصارا للجهد وحفاظا على الكرامة يجد هذا المواطن البسيط انه من الافضل الا يستعين بمحامي وأن يسلم كل أمره لهذا الضابط الذي يعتبر نفسه انه من بيده مفاتيح كل الامور فهو الامر والناهي والحكم والجلاد والقانون أيضا
وما يفعله الضابط يفعله اقل موظف يتعامل مع الجمهور في شتى ادارات الدولة ودواوينها فإن كان الموظف مرتشيا - وهذه هي القاعدة في جميع دول منطقتنا - فمن الافضل ان يتعامل معه المواطن بشخصه (وجها لوجه) كي يتم انجاز المعاملة في جو من الثقة والامان وبعيدا عن هذا المحامي (اللمض في تقدير الموظف طبعا) العالم بخبايا القوانين واللوائح
ولأنني اتمتع ببعض (اللاماضة) حين أتحدث مع أحدهم وارتدي رابطة عنق في اغلب الاحيان يظن محدثي من موظفي الادارات الفاسدة أنني محاميا فابادر بتبديد ظنونه وإعطائه الأمان بأن أوضح له حقيقة عملي كي تبدأ عملية المساومة لانجاز المعاملة في جو من الطمأنينة والهدوء
وهذا سيدي هو الواقع المرير بكل أسف
وهذا هو السر في كبوتنا التي لن ننهض منها إلا اذا حدث تغيير شامل في كل مناحي حياتنا
وتقبل تحياتي
محمد أبواليزيد - الاسكندرية
"خيبتنا في نخبتنا"
|