المأمون عدد المشاركات >> 9 التاريخ >> 22/7/2004
|
قالت الأستاذة/ داليا: لقد نسى الزميل مامون ان الام من المفترض انها تقوم بتربيه الابناء فكيف تربي ابنائها اذا كانت بهذه الاخلاق
فاذا كانت فعلا تمارس الدعاره كيف تربي ابناء صالحين ؟؟؟؟؟
أولاً: مع أني كثير النسيان ، إلاَ أنني هذه المرة لم أنس!.
ثانياً: ما أوردته لست أنا أبا عذرته ، ولكنه نقلاً عن حكم قديم لا يزال ينقر في رأسي.
ثالثاً: حكم المحكمة العليا في السودان بدوره لم يكن بدعةً وإنما استند بطبيعة الحال إلى الفقه الإسلامي.
رابعاً: إني التمس للأستاذة/ داليا العذر في 'الاندهاش' لأنني أصابني الذي أصابها عندما قرأت الحكم لأول مرة. ولكن ، وبالرجوع إلى الفقه الإسلامي ، ندرك عظمة هذا التراث الثر الرائع.
ففي كتاب (رد المحتار على الدر المختار)
وَفِي الْقُنْيَةِ : الْأُمُّ أَحَقُّ بِالْوَلَدِ وَلَوْ سَيِّئَةَ السِّيرَةِ مَعْرُوفَةً بِالْفُجُورِ مَا لَمْ يَعْقِلْ ذَلِكَ .
وفي كتاب (البحر الرائق شرح كنز الدقائق)
وَفِي الْقُنْيَةِ الْأُمُّ أَحَقُّ بِالصَّغِيرَةِ وَإِنْ كَانَتْ سَيِّئَةَ السِّيرَةِ مَعْرُوفَةً بِالْفُجُورِ مَا لَمْ تَعْقِلْ ذَلِكَ ا هـ . وَيَنْبَغِي أَنْ يُرَادَ بِالْفِسْقِ فِي كَلَامِهِمْ هُنَا الزِّنَا الْمُقْتَضِي لِاشْتِغَالِ الْأُمِّ عَنْ الْوَلَدِ بِهِ بِالْخُرُوجِ مِنْ الْمَنْزِلِ وَنَحْوِهِ لَا مُطْلَقُهُ الصَّادِقُ بِتَرْكِ الصَّلَوَاتِ لِمَا يَأْتِي أَنَّ الذِّمِّيَّةَ أَحَقُّ بِوَلَدِهَا الْمُسْلِمِ مَا لَمْ يَعْقِلْ الْأَدْيَانَ فَالْفَاسِقَةُ الْمُسْلِمَةُ بِالْأَوْلَى وَلَا لِمَنْ تَخْرُجُ كُلَّ وَقْتٍ وَتَتْرُكُ الْبِنْتَ ضَائِعَةً وَلَا لِلْأَمَةِ وَأُمِّ الْوَلَدِ وَالْمُدَبَّرَةِ وَالْمُكَاتَبَةِ إذَا وَلَدَتْ قَبْلَ الْكِتَابَةِ وَلَا لِلْمُتَزَوِّجَةِ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ .
وفي كتاب (سبل السلام)
وَقَدْ اشْتَرَطَ الْجُمْهُورُ وَهُمْ الْهَادَوِيَّةُ وَأَصْحَابُ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ عَدَالَةَ الْحَاضِنَةِ ، وَأَنَّهُ لَا حَقَّ لِلْفَاسِقَةِ فِيهَا ، وَإِنْ كَانَ شَرْطًا فِي غَايَةٍ مِنْ الْبُعْدِ ، وَلَوْ كَانَ شَرْطًا فِي الْحَاضِنَةِ لَضَاعَ أَطْفَالُ الْعَالَمِ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ أَطْفَالُ الْفُسَّاقِ بَيْنَهُمْ يُرَبُّونَهُمْ لَا يَتَعَرَّضُ لَهُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَ أَنَّهُمْ الْأَكْثَرُونَ ، وَلَا يُعْلَمُ أَنَّهُ اُنْتُزِعَ طِفْلٌ مِنْ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا لِفِسْقِهِ ، فَهَذَا الشَّرْطُ بَاطِلٌ لِعَدَمِ الْعَمَلِ بِهِ.
خامساً:علينا أن نتذكر الآتي:-
(1) أننا لا نبحث عن تعيين مُصلِحة أو مرشدة اجتماعية أو معلمة ، إنما نبحث عن متى يمكن أن تحرم الأم من حضانة فلذة كبدها!. فالمعياران مختلفان. قال أبو الطيب:
وقد يتقارب الوصفان جــداً وموصفاهمـا متباعـــدان
(2) إن ارتكاب الأم لجريمة ما لا تعاقب عليه مرتين.
(3) إن المصلحة الأولى بالرعاية هي مصلحة الطفل الذي يجب أن لا يحرم من حضانة ورضاعة لبن أم لم يكن له يد في اختيارها ، إلاّ إذا اصطدم هذا الحق بمصلحة أكبر – وهو استثناء – وفقاً للتفصيل الذي أفاض فيه الفقهاء.
(4) إن الأم المنحرفة ينبغي أن نساعدها ، ضمن أشياء أخرى ، بأن نجعل لها من أبنائها هماً ، لا أن نحرمها منهم لمجرد الانحراف ، ما لم يقم مانع آخر كما وضح الفقهاء ، فتتفرغ مرتين ، مرة للانحراف ومرة أخرى للمكايدة. ولذلك من الأفضل أن نجعل لها من نفسها 'الثانية' شغلاً. It is better to keep her busy
قال فوستر: Mutiny breeds in idleness not in hardship or hard work.
وهو نفس المعنى الذي سبقه إليه أبو العتاهية فقال:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
والله أعلم.
وتحياتي للجميع.
مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها |
|