المـرأة بـين القـلب والقـالببقلم وائل طلال سكيك-فلسطينالحمد لله جاعلُ النساء مساكن للرجال ،و رابِطُ نيةَ العباد بالأعمال في كل وقت وحال ، والصلاة والسلام على رسوله الذي جعل النساء شقائق للرجال أما بعد :- إن الخطايا ليست عذراً للتحلل من الولاء للدين ،ولا من العمل بالدين و نصرته و الغيرة عليه والانتساب إليه، فالمسلمةُ من حيثُ هي مسلمةٌ مسؤولةٌ عن حُبِّها للدين وتطبيقها لما جاء به مهما كان فيها من تقصير ما دام يربطها بهذا الدين سبب واصل ،وهو الفَمُ المُعَطَّر بذكر الله وبالنطق بلا إله إلا الله محمدٌ رسول الله … لذلك قصدنا بقلبك كل ما تضمرينه من النيات بنوعيها الصالحة والفاسدة ، وبقالبك كل ما تفعلينه من أعمال سواءً وافقت هذه الأعمال نيتك أو لم توافق ، وانطلاقاً من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ظل يوصي بالمرأة خيراً إذ كان من آخر وصاياه " أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة " رواه الطبراني في الكبير وقال صلى الله عليه وسلم : "استوصوا بالنساء خيراً " متفق عليه نرجوا أن تقع هذه الكلمات من قلبك بمكان لنسعدَ نحن بتقواكِ ،وتسعدين أنت بسعادة الدنيا والآخرة .أيتها الأخت الحبيبة أنتِ منَّا ونحن منك ، أنت بيننا ونحن حولك وقلوبنا معك لو فتحتيها ما وجدت فيها إلا الحب لك والغيرة عليك ، نحاول أن نبني مجتمعنا على أرضيةٍ خصبةٍ فوجدناكِ أيتها الأمل في كل جيل من تُسهم بالنصيبِ الأكبر في هذا التكوين ، ففي أحضانكِ تنمو الطفولةُ بهجةُ الحاضرِ وأمل المستقبل ،فأنت أم المسلم ،وأخته ، وزوجته ،فإذا جمعتِ بين جناحَيكِ كل هؤلاء فمن تُراهُ يكونُ أعزُ مِنكِ ،ولكن …!!! يجب عليك أن تنطلقي بنظرتك الفاحصة للكلمات التالية التي نتحدث فيها عن انتسابك للإسلام ثم ارتباط العمل بالنية ثم الالتزام والتطبيق وعليك أن تجعليها تحت مِجهَر بصيرَتك … * أولاً: انتسابك إلى الإسلام اعلمي أن الإسلام دين تتشرفين بالانتساب إليه لأنه مصححاً لما انحرف من العقيدة وموجهاً إلى الصراط المستقيم لذا فإن الطاعة والانقياد هما المظهر المعبر عن إسلام المنتسب إليه تعبيراً صحيحاً ، إذا تحقق الخضوعُ لما احتواه القرآن الكريم والسنة المطهرة ،ولا يكفي انتسابك للإسلام دون تطبيق ما جاء الإسلام به ، فإن فعلت فأنت غير جادة في احترامك لدينك وستنالين جزاءً غيرَ محبوبٍ على مخالفَتكِ للعمل بما جاء الإسلام به.* ثانياً: ارتباط العمل بالنية إن قلبك وقالبك (المتمثلان في النية والعمل )متلازمان لا غنى لأحدهما عن الأخر فلا ثواب لك على نيةٍ صالحةٍ خالفها فعلك ، ولا ثوابَ لك على فعلٍ صالح خالف نيةَ قلبك وصدق الله في قوله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة آية5 فقد ربط سبحانه بين الإخلاص والعمل ،وكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" شَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ"رواه أحمد وقوله عليه السلام "من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل يا رسول الله ما إخلاصها قال أن تحجزه عن محارم الله " صححه الألباني وكما قال الحسن البصري رضي الله عنه: " ليس الإيمان بالتحلي ولا الدين بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال " وصدق من قال: ( النيةُ الصالحةُ لا تصلحُ العملَ الفاسد ، والعملُ الصالحُ لا يصلحُ النيةَ الفاسدة ) .* ثالثاُ:الالتزام والتطبيق ألزِمي نفسَكِ تطبيق ما أمركِ الله به وما وقر في قلبك ،فما ينفعك إيمان في القلب ونية طيبة وأنت من الكاسيات العاريات أو تخرجين ابنتك سافرة عن شعرها وبعض ملامح جسدها فويلك من الله إن لم تتوبي ،أتقبلين على نفسك أن تكوني عاصيةً لله مغضوبٌ عليك ؟! .. .لا تؤدين بعض العبادات وتتركين بعض الواجبات فهو الخطأ الذي لا يجوز أن تقع فيه مسلمة لأنه عصيان يبطل الأعمال والله ينهانا أن نبطل أعمالنا، وَمَثَلُ من يفعل ذلك قريب من أولئك الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض (فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة آية 85 .بادري أختاه بالعمل تفلحي اغسلي قلبك لنبدأ المسيرة على الطريق الصحيح حتى تقدمي للمجتمع جيلاً يُرضِي اللهَ ويَرضَى اللهُ عنه وهذا هو عين الجهاد المفترض عليكِ فأنت نصف المجتمع ورئته المعطلة عن تخريج الجيل المؤمن و عن إنهاض أمة الإسلام ، ونحن بهذه الكلمات نلفت انتباه أخواتنا المسلمات في كل مكان إلى ما يجب عليهنَّ من تكامل واجبات الإسلام ليرضى الله ورسوله فلا ينبغي لهنَّ أن يتركن الهوى والشهوة النفسية يسيطران على عقولهن و عليهن أن يتبعن الحكمة ويستعملن عقولهن فيما أمرهنَّ الله وليخترن لأنفسهنّ إن شئن (فَأَمَّا مَنْ طَغَى(37)وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39))النازعات أو يخترن (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41) ) النازعات ، فنسأل الله الهداية لنسائنا ولرجالنا ولأبنائنا وللمؤمنين والمؤمنات والحمد لله رب العالمين .
الانتقال السريع اختــــار