اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
3/10/2003 11:03:00 PM
  يعيش ملك الضفادع      

 

يروى أن أسود  كبر وعشى بصره وذهبت قوته ففكر في حيلة يجد بها قوت يومه دون مشقة الصيد ولحوق الطرائد ! ذهب الى نبع ماء فيه ضفادع كثيرة يسمع نقيقها من مكان بعيد وانطرح منتحبا فسمعه ضفدع فرقّ له وسأله ما بالك ؟ قال إني لا استطيع صيد الضفادع وكلما هممت باصطياد أحدها أخذت وحيل بيني وبينها !! فقفز الضفدع محبورا وطار يسابق الريح الى ملك الضفادع ليلقي إليه البشرى فلما سمعه ملك الضفادع انقلب إلى الاسود وسأله ماذا دهاك فقال الأسود إليك قصتي : إني كنت منسابا الحق ضفدعا فدخل في بيت ناسك فتبعته وكان المكان شديد الظلمة فلمست إصبع صبي فلدغته معتقدا أني ظفرت بالضفدع فإذا أنا قد لدغت ابن الناسك فلما أيقت بهلاكه فررت من البيت لا ألوي على شيء فلما فصلت عن البيت اذا بالناسك يتبعني ويدعو علي بأن أكون  مركبا ذليلا لملك الضفادع ودعا علي فيما دعا أن أحرم أكل الضفادع إلا ما يلقيه الي ملكها !! فلما سمع ملك الضفادع بالقصة انتفخ ابتهاجا وراق له ان يركب الأسود وهو العدو القديم !! لما يعلم من ملاسته وسرعته  ! طلب الملك  أن ينظره الأسود  ريثما يجتمع بساسة مملكته وحكمائها وأهل المشورة والرأي  ارسل الملك الى اهل المشورة والحنكة فحضروا تباعا وقص عليه الامر فقام خطيب منهم مفلق يزين للملك الأمر وقام شاعرهم يدعو الى نبذ الوقوف على الأطلا ل وبكاء الحبيبة والبدء بوصف الأسود مركب الملك المعظم ! وقال احد الساسة والدهاة ياسيدي ان الامة التي لا تكرم ملوكها وتبذل النفس والنفيس في مرضاتهم لهي أمة شر وفجور فليهنك المركب اللين ! وقام أحد الأشياخ قائلا بعد ان تنحنح لكي ينصت الجمع ! ان مما اجتمع لي من علم الأولين والآخرين ان الملك باب الامة اذا  سعي  في ايفائه حقوقه كاملة  فانه يظل منيعا في وجوه الغزاة وان اهمل ولم يتتبع مواقع رضاه فانه يوشك ان يحل بنا مالا يستطاع دفعه ! فلا بأس ان يبذل الناس مهجهم لمليكهم أوليس هو صاحب الأمر والنهي ! – والملك يسمع كل ذلك ويزداد حبورا وبهجة ويكاد ينفجر من التيه والعجب – صاح احد الجالسين ولكن ياسيدي  مالثمن !! إن الثمن عظيم وما تسعى اليه هو مما يستطاع الروغان عنه !! فليس من الحكمة ان يموت  ضفدع لاجل ان تسر بمركبك اللين !! فلك في القفز وما دونه من المراكب مندوحة عن ازهاق النفوس بغير حقها او بذل المعروف لمن لا يستحقه او الإتيان على ما  للضفادع من أجل نزوة عارضة او رغبة جامحة لا تملك لها ردا !! أيسرك  لو كنت من آحادنا ودفع ابنك للاسود كي يلتهمه لاجل تمتع ملك الضفادع بركوبه أم يبهجك ان تكون من آحادنا وتؤخذ اللقمة من فيك وافواه صغارك وترمى في فيّ الاسود لكي يأنس الملك وولده وزوجه بركوب الاسود !! فصاح به القوم ما بين شاتم وذام ولاعن وطاعن  فبعضهم قال منغلق وبعضهم صاح ان خذوه وغلوه واخرون قالوا هو يريد الفتنة وتشعيب أمة الضفادع  وسعوا به الى الملك لكي يرميه في جب او في سجن او في فم الاسود  

 

رمي الضفدع الناصح في قعر مظلمة  وانقلب الملك الى الاسود وقال هلم الى ظهرك فركبه ملك الضفادع فلما آنس الأسود منه ارتياحا القى اليه برغبته وعفر وجهه بين يديه وقال لا طعام الا ما تلقيه ولا جود الا جودك فاتفقا على ان يبذل له ملك الضفادع  ضفدعين يدفعان اليه  كل يوم وشيئا من  بيت طعام الضفادع

 وسار الحال  على هذا المنوال !!

كتبه الكاتب جرير من السعودية  من مقالات الساخر

دخلت مشاركة على الموضوع تقول :

قصه رائعه .. وهادفه .. لكن هل انتهت الى هذا الحد أم هناك تكملة ..

فكان الجواب من الكاتب :

أخي الكريم الغالي   

حياك ربي وبياك

استمرت رحى الطاحون في دورانها سواء أكان الطحين من قوت الضفادع أم من أنفسها

 لكي يترف ملك الضفادع فلابأس أن تباد آحاد منهم

 ولكي يتنعم فلا بد أن تزهق نفوس وترغم أنوف وتلقى في غيابات الجب والسجن ارواح الكرام الشامخين

 مادام المصلحون يقبعون في دهاليز وسراديب ولا يسأل عنهم ولا يقام بأمرهم فلا تسلني عن أمة الضفادع

 ما ذهاب انفسها الا كقول الاول :

 لا جعل الله له قرارا ** عاش حمارا وقضى حمارا

 لك كل الحب والتقدير

الاسود في هذا العصر وجوه متعددة لاداة تعطى على حساب الضعفاء لكي تجلب هذه الاداة الراحة لملك الضفادع

 

أرجو أن يكون أختياري قد نال اعجابكم


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2642 / عدد الاعضاء 62