اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
محمد راضى مسعود
التاريخ
4/6/2009 10:43:35 AM
  ابو القاسم الشابي الشاعر الحقوقي الحالم      

اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
و لابد لليل أن ينجلى
و لابد للقيد أن ينكسر

من منا لم تستوقفه هذه الأبيات الشعرية الفياضة بالحماس و المشاعر الوطنية ، انها ابيات من إرادة الحياة وهى قصيدة نظمها الشاعر التونسى الكبير أبو القاسم الشابى الذى ولد فى 24 فبراير 1909 فى قرية الشابية احدى ضواحى توزر بتونس.

أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذى ولد 1879 وفي 1901 ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة ، ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.

كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة - حيث كان قاضياً - والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد.

بدأ ابو القاسم الشابى تعلّمه في “الكتاتيب” وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة.

التحق بالكلية الزيتونية في 1920.10.11 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادةالتطويع” وهي أرفع شهاداتها الممنوحة في ذلك الحين. ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930.

و تزعم أبو القاسم الشابى اللجنة الوطنية فى مدرسة الحقوق التونسية و نادى و كافح فى سبيل استقلال بلاده و مختلف بلدان الوطن العربى التى كانت تئن تحت نير الاستعمار الفرنسى و الانجليزى.

ظهرت موهبة الشابى الشعرية منذ نعومة أظافره و تأثر بقراءاته للأداب الفرنسية و الانجليزية ، كما تأثر بالاتجاهات الجديثة فى الشعر العربى المعاصر ، خاصة الاتجاه الرومانسى الذى يمثله شاعر المهجر الكبير جبران خليل جبران ، فكانت قصائد أبى القاسم الشابى تفيض بالمشاعر و تمتاز بحلاوة الكلمة و طرافة الصور.

بدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.

يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية , يقول بإحدى يومياته وقد مر ببعض الضواحي : ” ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية “.

و أثر مرض الشابى فى شعره فأصبح أميل للحزن و ان كان مفعما بروح الأمل و الرغبة فى تغيير الحياة إلى ما هو أفضل.

توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين ، و نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها.

 

منقول


  أحمد يسرى الكوش    عدد المشاركات   >>  0              التاريخ   >>  22/3/2016



عليه رحمة الله .. رجلا نبيلا و شاعرا ورجل قانون عظيم أحمد يسرى الكوش


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1876 / عدد الاعضاء 62