|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 8/18/2014 2:20:43 PM
|
من اعلام القضاة في العالم الاسلامي والعربي ( الامام علي بن ابي طالب) (ع)
|
تقرير بعنوان
من اعلام القضاة في العالم الاسلامي والعربي الإمام علي بن ابي طالب (ع)
للمحامي رامي احمد كاظم الغالبي
قد يبدو الموضوع غريباً بعض الشيء من حيث ان المطلوب في هذا القسم من المنتدى هو تسليط الاضواء على اعلام القضاة والمحاميين في الوطن العربي, لكن من الناحية العملية نجد ان الموضوع الذي نحن بصدد طرحه يتوافق مع شروط هذا القسم من المنتدى, فنحن اليوم نسلط الاضواء على شخصية عريقة لا يختلف عليها اثنان في جميع لاوطن العربي بل والوطن الاسلامي ايضاً, وان اهم ما نسلط عليه الضوء في هذه الشخصية هو الجانب القانوني لها.
ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عرف بقضاءه الذي استرشد به كبار الصحابة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عهد خلافتهم للمسلمين ايضاً.
وحقيقة الامر ان الملكة في استقراء الحكم القانوني واستخراجه من الدستور الخاتم والمعدل لجميع الدساتير الالهية السماوية الا وهو القرىن الكريم, يعجز المتخاصمان من قوة الحجة الدامغة التي يلقيها هذا القاضي البارع.
واليوم احبتي الافاضل اسلط الضوء على جزء يسير جدا من بعض الاحكام القضائية التي اصدرها هذا القاضي الذي لم ينقض حكمه ابداً طوال حياته وحتى بعد استشهاده.
نذكر من بعض القرارات الصادرة في بعض القضايا التي حكم بها ما يلي :ــ
روي ان رجلا أتي به الى عمر بن الخطاب وكان صدر منه انه قال لجماعه من الناس وقد سألوه كيف أصبحت ؟
قال : اصبحت أحب الفتنة واكره الحق وأصدق اليهود والنصارى وأؤمن بما لم اره وأقر بما لم يخلق .
فأرسل عمر الى الامام عليه السلام, فلما جاءه اخبره بمقالة الرجل .
فقال صلوات الله وسلامه عليه: صدق ، يحب الفتنة : قال الله تعالى ( إنما اموالكم واولادكم فتنة )
ويكره الحق ، يعني الموت : قال تعالى ( وجاءت سكرة الموت بالحق )
ويصدق اليهود والنصارى : قال الله تعالى ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء )
ويؤمن بما لم يره : يؤمن بالله عز وجل
ويقر بما لم يخلق : يعني الساعه ( يوم القيامه )
فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة ليس لها ابو الحسن .
ويروى عن الامام الصادق عليه السلام ان رجلين اختصما الى النبي صلى الله علية والة وسلم في بقرة قتلت حمارا، فقال صلى الله علية والة وسلم اذهبا الى ابي بكر واسالاه عن ذلك ، فلما سالاه قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربها. فاخبرا رسول اللّه صلى الله علية والة وسلم فاشار بهما الى عمر فقال كما قال ابو بكر. فاخبرا رسول اللّه صلى الله علية والة وسلم بذلك، فقال: اذهبا الى علي، فكان قوله ( علية السلام): ان كانت البقرة دخلت على الحمار في مامنه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وان كان الحمار دخل على البقرة في مامنها فقتلته فلا غرم على صاحبها، فقال رسول اللّه صلى الله علية والة وسلم ): لقد قضى بينكما بقضاء اللّه. )
كما روى الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين قال : في خلافة عمر بن الخطاب جاؤوا بخمسة رجال زنوا بإمرأة وقد ثبت عليهم ذلك ، فأمر الخليفة برجمهم جميعاً ، فأخذوهم لتنفيذ الحكم ، فلقيهم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأمر بردهم ، وحضر معهم عند الخليفة وسأله : هل أمرت برجمهم جميعاً ؟
فقال عمر : نعم فقد ثبت عليهم الزنا ، فالذنب الواحد يقتضي حكماً واحداً .
فقال علي (عليه السلام) : ولكن حكم كل واحد من هؤلاء الرجال يختلف عن حكم صاحبه .
قال عمر : فاحكم فيهم بحكم الله فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : علي أعلمكم ، وعلي أقضاكم .
فحكم الإمام علي (عليه السلام) بضرب عنق أحدهم ، ورجم الآخر ، وحد الثالث ، وضرب الرابع نصف الحد ، وعزر الخامس .
فتعجب عمر واستغرب فقال : كيف ذلك يا أبا الحسن ؟!
فقال الإمام علي (عليه السلام) : أما الأول فكان ذمياً زنى بمسلمة فخرج عن ذمته ، والثاني محصن فرجمناه ، وأما الثالث فغير محصن فضربناه الحد ، والرابع عبد مملوك فحده نصف ، وأما الخامس فمغلوب على عقله فعزرناه .
فقال عمر : لولا علي لهلك عمر ، لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن.
وفي رواية عن جابر عن سلمان المحمدي رض قيل :جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع ,فقال له: إن أمي جحدت حقي من ميراث أبي و أنكرتني و قالت لست بولدي , فأحضرها و قال لها: لم جحدت ولدك هذا و أنكرتيه , قالت: إنه كاذب في زعمه و لي شهود بأني بكر عاتق ما عرفت بعلا ,و كانت قد رشت سبعة نفر كل واحد بعشرة دنانير و قالت لهم اشهدوا بأني بكر لم أتزوج و لا أعرف بعلا ,فقال لها عمر بن الخطاب: أين شهودك؟ فأحضرتهم بين يديه, فقال لهم تشهدون فقالوا له نشهد أنها بكر لم يمسها ذكر و لا بعل , فقال الغلام : بيني و بينها علامة أذكرها لها عسى أن تعرف ذلك , فقال: قل ما بدا لك , فقال الغلام: فإنه كان والدي شيخ سعد بن مالك يقال له الحارث المزني و إني رزقت في عام شديد المحل و بقيت عامين كاملين أرضع من شاة ثم إنني كبرت و سافر والدي مع جماعة في تجارة فعادوا و لم يعد والدي معهم فسألتهم عنه فقالوا إنه درج فلما عرفت والدتي الخبر أنكرتني و قد أخرتني الحاجة , فقال عمر : هذا مشكل لا يحله إلا نبي أو وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن علي ع , فمضى الغلام و هو يقول: أين منزل كاشف الكروب أين خليفة هذه الأمة , فجاءوا به إلى منزل علي بن أبي طالب كاشف الكروب و محل المشكلات فوقف هناك يقول يا كاشف الكروب عن هذه الأمة , فقال له الإمام: ما لك يا غلام , فقال: يا مولاي أمي جحدتني حقي و أنكرتني و زعمت أني لم أكن ولدها , فقال الإمام ع : أين قنبر , فأجابه: لبيك يا مولاي , فقال له: امض و أحضر الامرأة إلى مسجد رسول الله ص, فمضى قنبر و أحضرها بين يدي الإمام ,فقال: لها ويلك لم جحدت ولدك ,فقالت: يا أمير المؤمنين أنا بكر ليس لي ولد و لم يمسني بشر ,فقال لها: لا تعدلي الكلام بابن عم بدر التمام و مصباح الظلام .قالت: يا مولاي أحضر قابلة تنظرني أنا بكر عاتق أم لا ,فأحضرت فلما خلت بها أعطتها سوارا كان في عضدها و قالت لها اشهدي بأني بكر فلما خرجت من عندها قالت له: يا مولاي إنها بكر, فقال ع: كذبت العجوز يا قنبر غير العجوز و خذ منها السوار ,قال قنبر: فأخرجته من كتفها فعند ذلك ضج الخلائق فقال الإمام ع: اسكتوا فأنا عيبة علم النبوة ثم أحضر الجارية و قال لها: يا جارية أنا زين الدين أنا قاضي الدين أنا أبو الحسن و الحسين ع إني أريد أن أزوجك من هذا الغلام المدعي عليك أ فتقبلينه مني زوجا ,فقالت: لا يا مولاي أ تبطل شرع محمد ص؟, فقال لها: بماذا ؟ , فقالت: تزوجني بولدي كيف يكون ذلك, فقال الإمام :جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا لم لا يكون هذا منك قبل هذه الفضيحة, فقالت :يا مولاي خشيت على الميراث ,فقال لها ع: استغفري الله تعالى و توبي إليه ثم إنه ع أصلح بينهما و ألحق الولد بوالدته و بإرث أبيه ) .
قلت ان هذا الموضوع قد طرح لتلق جميع من في هذا المنتدى المبارك من اعضاء ومتابعين بهذه الشخصية المباركة وخاصة ما استفاده الغرب من حكمة وقضاء هذه الشخصية يجب ان لا يكون اكثر من استقرائنا لطرق استخراجه للحكم سواء بدليل نقلي من القرآن الكريم او بدليل عقلي من حكمة اجتهاده وفطنته.
لكم مني جزيل الشكر واتمنى ان اكون قد افدت بهذا الموضوع.وقبل ان يجف ريق القلم اقول...
ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ابا القاسم محمد الامين وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|