اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
3/27/2009 2:15:32 AM
  30 عاما على معاهدة السلام .السادات وبيجن وكارتر .. صورة ( تاريخيه ) على خلفيه من الشك والارتباك       

٣٠عاماً على معاهدة السلام..السادات وبيجين وكارتر.. صورة «تاريخية» على خلفية من الشك والارتباك

  كتب   سماح عبد العاطى    ٢٦/ ٣/ ٢٠٠٩

كانت الصورة التى تناقلتها وكالات الأنباء مساء يوم ٢٦ مارس عام ١٩٧٩ جديرة بالتأمل، فالرئيس الراحل أنور السادات يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين بحرارة شديدة مستخدماً كلتا يديه، والأخير يرد على المصافحة بالطريقة نفسها، فى الوقت الذى يشبك فيه الرئيس الأمريكى جيمى كارترـ الذى كان يتوسطهما تماماً ـ يديه الاثنتين فى أياديهما قبل أن ترتسم على وجوههم جميعاً تلك الابتسامة العريضة التى دخلت التاريخ.

لم تكن الصورة التى قيل وقتها إنها «أنهت حالة حرب دامت ٣٠ عاماً» إلا خاتمة للاحتفال بمراسم توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية فى حديقة البيت الأبيض، وبينما استقرت الصورة «التاريخية» فى الأذهان، فإن تفاصيل الاحتفال غابت تماماً تحت وطأة السنوات المتلاحقة، كما غابت أيضاً تفاصيل الأيام التى سبقت توقيع المعاهدة سواء فى مصر أو خارجها، وهى أيام لا يمكن إسقاطها من الذاكرة حتى لو حاول البعض ذلك.

اللافت فى الأمر أن الأطراف الثلاثة كانوا يتعاملون فيما بينهم بتشكك ملحوظ تجلى بشدة فى الفترة التى سبقت توقيع المعاهدة حين خرجت تصريحات من مصر، تتهم إسرائيل بمحاولة «إفشال معاهدة السلام»، وهى التهمة التى وجدت صدى لدى بعض المصادر الأمريكية التى نقلت عنها جريدة «الأخبار» المصرية قولها إن «بيجين يضع العراقيل أمام كارتر»، وهو ما لمسه كارتر بنفسه أثناء زيارته المكوكية للمنطقة، وتنقل خلالها بين القاهرة وتل أبيب.

ونقلاً عن وكالة «يونايتدبرس» ذكرت جريدة «الأخبار» فى عددها الصادر فى ١٣ مارس عام ١٩٧٩ أن «كارتر انتابته مشاعر الذهول والحيرة والارتباك واليأس أثناء حضوره جلسة الكنيست - البرلمان الإسرائيلى - التى نوقشت فيها بنود المعاهدة نتيجة للمقاطعات التى تعرض لها بيجين وبيريز خلال إلقاء خطابيهما والتى تجاوزت الثلاثين مرة».

ولم يفت جريدة «الأخبار» أن تجدد الاتهام لإسرائيل بالعمل على «إفشال عملية السلام» أثناء نقلها عن «يونايتد برس»، حيث وصفت ما جرى فى الكنيست من مقاطعات بأنها «مفتعلة»، خاصة أن أغلب مقاطعى بيجين كانوا من كتلة «الليكود» التى ينتمى إليها.

إسرائيل هى الأخرى لم تدخر جهداً فى عرض شكوكها ومخاوفها من أن يكون كارتر «قد حمل معه مقترحات مصرية مضادة» عقب انتهاء زيارته للقاهرة قبل أيام قليلة من توقيع المعاهدة.

كل هذه التفاصيل جعلت من خلفية صورة السادات مع بيجين وكارتر «خلفية غائمة» يصعب التثبت من ألوانها الحقيقية، رغم أن الثلاثة ظلوا محتفظين بأياديهم المتشابكة، ربما فى إشارة منهم إلى تشابك المصالح والمصائر فيما تلا ذلك من أعوام، أو ربما لبث التفاؤل فى جو لم تكن تفوح منه سوى رائحة التشاؤم المشبعة بسوء نية متوطن.


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1828 / عدد الاعضاء 62