اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
2/8/2008 3:25:52 AM
  فليسال كل منا نفسه      

وقفة مع النفس

 

 

الكل يسأل نفسه ماذا حل بنا؟ ماذا حل ببلادنا؟ ماذا حل بأنفسنا؟ لقد نزعت البركة من حياتنا انتزاعاً وحل مكانها الشقاء والحسرة , هل هو ابتلاء من الله أم غضب؟!

 

 أعتقد أنه غضب لأن الله يبتلي الناس ليرفعهم في الدرجات وأن أشد الناس ابتلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ولكن ما نحن فيه هو غضب من الله , أتعرفون لماذا؟ لأننا فرطنا في ديننا وأهملنا في عقيدتنا وكل منا انتقى لنفسه ما يناسبه من الدين وأعرض عما لا يلقى هواه , فليسأل كل منا نفسه ماذا فعل تجاه الاسلام وماذا فعل تجاه المسلمين وهل لو رآك شخص غير مسلم فمن السهل أن يعرف أنك مسلم؟ . كل منا يعرف إجابة هذا السؤال جيداً .

 

فنحن نصنع حياتنا بأنفسنا ونختار طريقنا(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) فاذا كان خيراً ننسبه لأنفسنا وهو من عند الله  واذا كان شراً نلفقه للشيطان وهو أضعف من أن يمسك بيد أحد أو يحرك قدمه فما هو الا وسواس خناس  " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " وسيتأكد لنا ذلك يوم الفصل عندما يمثل الشيطان أمام رب العزة ليبرئ نفسه فيقول " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " و يقول تعالى " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " .

 

 

أيها الزملاء لقد أن الأوان أن نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق حتى لا نكون لقمة سائغة في فم الأعداء , فما يحدث لنا الأن في شتى بقاع الأرض لشئ محزون , فانظر الى حالنا كيف تغير الى الأسوأ بعد أن كنا منارة الأمم , أنظر الى بلاد العرب والمسلمين كيف أصبحت بلاداً يرثى لها , ذلك ليس لأنهم مسلمون ولكن لأنهم بلا إسلام .

 

أنظر الى البلاد العربية المحتلة أمثال ( فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكوسوفو... ) وأشباه المحتلة أمثال ( السودان والصومال وسوريا ولبنان) وما بقي منهم لم يخلو من الاحتلال الفكري والاقتصادي , ألستم معي في أن اليهود قد علوا في الأرض وفرضوا كلمتهم على العالم الشرقي والغربي ويتمثل ذلك في ابسط صوره وهو توحيد يوم السبت كيوم عطلة رسمية , وفي أبشع صوره وهي تعويم الاقتصاد العالمي ودق طبول الحرب.

 

وهانحن نسير خلف القطيع لا نعلم أين نحن ذاهبون , ونشاهد الذئب يقتنص كل حين واحد منا ولا نحرك ساكناً وأخشى أن يصدق فينا قول ربنا جل وعلا "  لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " فالى متى سنظل فريسة في فم الذئاب ؟ الى متى سنظل في فرقة ؟ هل فعلاً اتفق العرب على ألا يتفقوا؟ إلى متى سنظل صورة ساخرة يتهكم منها الغرب؟

 

أرى أننا وحدنا رأينا في جملة واحدة وهي " أن لفلسطين رب يحميه " وهذا قول مقتبس من قول عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم- حينما أتى أبرهه ليهدم بيت الله الحرام ولكن شتان شتان بين الأمس والأن , فبالأمس كان العرب مستضعفين ولا يملكون بترول ولا اقتصاد ولاعتاد ولكن الأن اصبحنا قوة لا يستهان بها ولكن .. إذا إتحدنا وأصبحنا عصبة ولن يحدث ذلك الا إذا طبقنا قول الله عز وجل " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " وعلينا أن يبدأ كل بنفسه فلا تقل هو أنا اللي هاغير الكون, نعم أنت وأنا وهو سوف نغير الوضع المتردي الذي نحن فيه , ويحكى أنه كان هناك رجل حكيم في بلد استشرى فيها الفساد , فنادى في الناس إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وظل يردد هذه الجملة فاجتمع عليه الناس وقالوا له : وما نحن فاعلون ؟ فقال الحكيم : هل تريدوا أن تغيروا حالكم وتقضوا على الفساد القائم فيكم ؟ فقالوا : نعم , فأحضر الحكيم برميلا وخرقه من أعلاه قدر فتحة اصبع وقال للناس فليحضر كل منكم نقطة عسل باصبعه ويضعها في هذا البرميل على أن نجتمع في هذا المكان بعد أسبوع من الأن ونجني ثمار جمعنا , فقالوا : موافقين , واختبأ الحكيم ذات يوم خلف شجرة ليتابع الناس فسمع رجل يقول الى نفسه " ماذا سيحدث ان وضعت قطرة ماء بدلاً من قطرة العسل  وهل سيقف الجمع على قطرتي ولو وضعت قطرة الماء وسط كل تلك قطرات العسل لن تفسد شئ ولن تظهر- أي بالعامية " يعني هي جت عليا , هو أنا اللي هاغير الكون, ياعم كبر دماغك - وبعد مرور الاسبوع حضر الناس ليروا ما فعلوا بجمعهم ووقف الحكيم ينظر في الوجوه الشاحبة المترقبة وهو يقول "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " بسم الله نفتح البرميل وإذ بالمفاجأة .. إذ وجدوا كامل البرميل ملئ بالماء , اللهم إلا بعض قطرات العسل التي اختلطت بالماء فلم ترى

 

وخلاصة هذه القصة أنه إذ أردنا أن نغير مجتمعنا وإذ أردنا أن نغير الفساد الواقع في بلادنا وإذ اردنا أن نغير حالنا الذي يرثى له , علينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا أولاً ولو كل واحد منا غير نفسه بالفعل سينضح ذلك كله على مجتمعنا وسيصبح كما نريد .

 

هذا فضلاً عن أنه يجب أن نوحد كلمتنا ونكون على قلب رجل واحد ونحقق كل ما ذهبنا اليه في المؤتمرات والندوات وكفانا كلام على ورق فقد حانت لحظة وضع هذا الكلام في حيز التنفيذ وتفعيل الاتفاقيات العربية وعلى رأسها اتفاقية السوق العربية المشتركة التي ستكون اتفاقية دفاع مشترك عن الاقتصاد العربي وهي أولى الخطوات نحو التكاتف والاعتصام ولابد أن ننسى ما دبه الحقودين من خلافات بيننا ونوحد صفوفنا تحت لواء الأمة العربية حتى نصون أنفسنا من كيد الكائدين , ولتعلم كل الدول العربية أنه سيأتي موعد تقديمها على مائدة العشاء مع الاحتفاظ بقدر كل دولة فمنهم من سيمثل الديك الرومي ومنهم من سيمثل طبق السلاطة ومنهم من سيمثل الفاكهة ومنهم من سيمثل مخلة الأسنان , فعلينا إذاً أن نشجع حكامنا على الوحدة التي بدأ بعض الحكام في وضع بذورها حتى لا يقول كل منا أُكلت يوم أٌكل الثور الأبيض .    

 

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1957 / عدد الاعضاء 62