اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
النهرالخالد
التاريخ
10/3/2002 7:13:00 AM
  قضايا الفساد.. وشعبية الزعماء       

قضايا الفساد.. وشعبية الزعماء

]لم يكن سعد زغلول اكثر وطنية من احمد عرابي الذي تحدي الخديوي في ميدان عابدين، وحارب الانجليز.. ولم يكن اكثر تضحية من محمد فريد الذي باع كل مايملك، لكي يدافع عن استقلال مصر حتي مات جائعا فوق احد ارصفة باريس..

ولم يكن اكثر اندفاعا وحماسا من مصطفي كامل الذي اخذ 'تحويش' عمر والده، وسافرالي اوروبا، يخطب في كل ميدان، ويكتب في كل صحيفة حتي وضعوا له السم في فنجان قهوة ومات في ريعان شبابه.. ومع ذلك لعل سعد زغلول حظي بشعبية لم يتمتع بها زعيم آخر قط في كل انحاء العالم.. حتي قيل يوما، لو رشح سعد حجرا لانتخبناه.. كان باشارة من سعد يثور الشعب من الاسكندرية الي اسوان.. لماذا؟! . سأقول لكم..
ثم مصطفي النحاس، لم يكن اذكي من اسماعيل صدقي، ولم يكن في اندفاع وتضحية احمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي اللذين قتلا عددا من الضباط والانجليز من الصعب حصرهم.. ولم يكن في جرأة احمد حسين زعيم مصر الفتاة الذي كان يتحدي الملك اسبوعيا في صحيفته بكل صراحة.. يكتب مانشيتا 'هؤلاء رعاياك يامولاي' وينشر صورة الملك فاروق يلعب القمار مع الحسناوات وصور افراد من الشعب ينامون علي الرصيف.. ولم يكن مصطفي النحاس ابلغ خطابة من مكرم عبيد او صبري ابو علم. ولم يكن في هدوء وحكمة وعقلانية علي ماهر الذي نصب فاروق ملكا ثم امتد به العمر لكي يخلعه!! بكل هدوء!!.. ومع ذلك كان مصطفي النحاس معبود الجماهير .. رغم احتجابه 12 عاما في منزله بعد الثورة كانت جنازته في اغسطس 1965 رغم كل جهود الشرطة والجيش استفتاء شعبيا ليس له نظير. حتي قال عبدالناصر تعليقا علي الجنازة جملته الشهيرة: 'نحن نحرث في البحر منذ 12 عاما'!!
ثم جمال عبدالناصر.. رغم الهزيمة الثقيلة في 6 ساعات، ورغم تدهور الجنيه المصري والانسان المصري.. ورغم الاعتقالات والتأميمات والتطهير وفصل الموظفين وخراب البيوت والتعذيب رغم كل هذا ظهرت شعبية عبدالناصر يوم تنحي عن الحكم.. ويوم مات .. كانت جنازته استفتاء آخر.. لماذا.. سأقول لكم.
اذكرالتاريخ المعاصر انه في النادي الاهلي. في حفل تأبين عبدالناصر، وقف فكري باشا اباظة خطيبا لمدة ساعة كاملة، روي فيها قصة ثلاث جنازات، جنازة سعد زغلول الذي اقاموا له جنازات وسرادقات في كل مدن مصر من الاسكندرية الي اسوان.. ثم جنازة مصطفي النحاس الذي تحدي فيها الشعب رصاص وهراوات الشرطة.. ثم جنازة عبدالناصر التي وصفها بانها نهر النيل.
لماذا هذه الشعبية الطاغية للزعماء الثلاثة؟
لان الشعوب عادة تعشق الزعيم الزاهد في الدنيا.. تعشق الزعيم المتصف بالشفافية ونظافة اليد.. الشعوب تملك رادارا اقوي من كل رادارات العالم في كل المطارات علي سطح الارض. الشعوب لا تعادي الا من يسرقها ويستغفلها وتغفر مادون ذلك .. من اجل ذلك كانت فرحة الناس كبيرة وهي تقرأ انباء سقوط من نهبوا امواله وسرقوا ثرواته واحدا وراء الآخر وكلما كشفت الجهات الرقابية المزيد فرح الشعب والتف حول زعامته..


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  11/10/2002



قضايا الفساد وشعبية الزعماء

كلام جميل يا سيد رضوان

وكلامك فتح بابا للكلام .. غير المباح

الحقيقة أن للموضوع أبعاد أخرى

الجماهير العربية تتصف بالعاطفية والانفعالية والبساطة

نظرا لأن الإنسان العربي ذو عقلية بسيطة يحب بسرعة ويكره بسرعة وينسى بسرعة . بدليل أن إسرائيل تذبح أهلنا في يوم ، وفي اليوم التالي تجد رئيس عربي يصافح ويستقبل وزير خارجيتها بابتسامة عريضة ، وكأن اللي جرى ما كان

شعبية الزعماء ( البعض ) التي تظهر في ردود أفعال الجماهير العفوية ، ليست حقيقية دائما

الشعبية الحقيقية تأتي من الأرقام .. ومن الإنجازات

نحن شعوب نعيش قطيعة مع الأرقام .. ومع الحقيقة

تجد الشعب يصفق ويهتف باسم الزعيم ،، بينما الأسعار ترتفع والاقتصاد يتراجع والحريات تقمع والأمور تضيق والهزائم ، حدث ولا حرج ، ومع ذلك يبقى الشعب يمارس الحق الوحيد المسموح له … التصفيق

والحقيقة أن الشعب يتعلق بالزعيم ويعلق عليه آماله كلما أحس بالقهر والعجز عن فعل جماعي وعن أخذ المبادرة الجماهيرية وممارسة أي دور سياسي

وإزاء حالة الاستلاب التي تعيشها الجماهير ، تتعلق آمالها بأشخاص يمكن أن يحققوا تلك الآمال . وبذلك ، تضفي الجماهير على شخصية الزعيم هالة قدسية معينة وكبيرة ، وتعتقد أنه هو المنقذ والمخلص .

وهذا يعبر عن الوضعية الاستلابية الاتكالية التي تتخبط فيها الجماهير العاجزة عن الفعل والمبادرة .. والمقهورة

في ذلك ، يقول الدكتور ' مصطفى حجازي ' صاحب كتاب التخلف الاجتماعي (( الإنسان المقهور الذي لم يتمكن من التصدي لقدره ومجابه تحدياته ، يلوذ بقوى تحميه ويجد نفسه في وضعية تبعية على مختلف الأصعدة . منها التمسك بالتقاليد والرجوع إلى الماضي والتماهي بأبطال القصص الشعبي والذوبان في العشيرة وغير ذلك . وهو يكرس نمطه النكوصي الطفلي في مجابهة واقعه من خلال الاتكال على القوى الخارجية التي تعوض له ، واقعيا أو خياليا ، بعض ضعفه . وإن أبطال الإنسان المقهور عديدون ، يشكلون سلسلة متصلة الحلقات تذهب من الأسطورة إلى الواقع ، وكلهم يتصفون بنفس الخصائص : الجبروت والقدرة على تغيير الواقع المؤلم أو المأزقي .. إحلاله في دور الحامي والمدافع عن المقهورين وإعلاء شأنه وتنزيهه عن كل أوجه القصور والعجز التي يشكو منها الإنسان الإنسان المقهور وإحلاله في مرتبة المثل الأعلى .. أول هؤلاء الأبطال هو بطل القصص الشعبي يليه الأولياء وذوو الكراما ويتخذ تعبيره المحسوس الواقعي في صورة الزعيم المنقذ وعلاقة الإنسان المقهور بالزعيم المنقذ سحرية وهوامية : فهي سحرية لأنه يمثل الأمل في الخلاص السحري من وضعية مأزقية .. ومشكلة هذه الوضعية هي أن الإنسان المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ .. والمنتظر لمعجزة )).ن

أرجو ألا تعتقد بأني أقصد شخصا معينا ممن ذكرتهم ، ولكن أتكلم هنا بتجرد عن تعلق الجماهير العربية بشخصية الزعيم المنقذ ، وغياب دورها في أي عمل تحرري أو تطوري

وهذا لا يعني أن بعض الأبطال والزعماء يستحقون كل الشعبية ، ولكني أردت أن أبرز البعد النفسي والسيكولوجي في قيام شعبية الزعماء على مر التاريخ وخلال ظروف تاريخية معينة

أما عن الفساد ، فإنك لم تتحدث عنه إلا في عنوان مشاركتك ، ومع ذلك ، فأقول أن الفساد هو صفة ملازمة للأنظمة المستبدة واللاديمقراطية ، حيث المناصب والوظائف تأتي من خلال علاقات المحسوبيات على حساب الكفاءات الوطنية وتشيع علاقات استزلام ، بحيث أن الشعب لا يعرف شيئا عن أرقام صرف الميزانيات ، مع غياب الشفافية والإحصاءات الصحيحة ، يعيش المواطن في ظل خديعة كبرى عن تطور واستقرار مزعومين ، بينما هو يرجع إلى الوراء .

وتقبل تحياتي

موسى شناني


 

 

 


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  11/10/2002



قضايا الفساد وشعبية الزعماء

كلام جميل يا سيد رضوان

وكلامك فتح بابا للكلام .. غير المباح

الحقيقة أن للموضوع أبعاد أخرى

الجماهير العربية تتصف بالعاطفية والانفعالية والبساطة

نظرا لأن الإنسان العربي ذو عقلية بسيطة يحب بسرعة ويكره بسرعة وينسى بسرعة . بدليل أن إسرائيل تذبح أهلنا في يوم ، وفي اليوم التالي تجد رئيس عربي يصافح ويستقبل وزير خارجيتها بابتسامة عريضة ، وكأن اللي جرى ما كان

شعبية الزعماء ( البعض ) التي تظهر في ردود أفعال الجماهير العفوية ، ليست حقيقية دائما

الشعبية الحقيقية تأتي من الأرقام .. ومن الإنجازات

نحن شعوب نعيش قطيعة مع الأرقام .. ومع الحقيقة

تجد الشعب يصفق ويهتف باسم الزعيم ،، بينما الأسعار ترتفع والاقتصاد يتراجع والحريات تقمع والأمور تضيق والهزائم ، حدث ولا حرج ، ومع ذلك يبقى الشعب يمارس الحق الوحيد المسموح له … التصفيق

والحقيقة أن الشعب يتعلق بالزعيم ويعلق عليه آماله كلما أحس بالقهر والعجز عن فعل جماعي وعن أخذ المبادرة الجماهيرية وممارسة أي دور سياسي

وإزاء حالة الاستلاب التي تعيشها الجماهير ، تتعلق آمالها بأشخاص يمكن أن يحققوا تلك الآمال . وبذلك ، تضفي الجماهير على شخصية الزعيم هالة قدسية معينة وكبيرة ، وتعتقد أنه هو المنقذ والمخلص .

وهذا يعبر عن الوضعية الاستلابية الاتكالية التي تتخبط فيها الجماهير العاجزة عن الفعل والمبادرة .. والمقهورة

في ذلك ، يقول الدكتور ' مصطفى حجازي ' صاحب كتاب التخلف الاجتماعي (( الإنسان المقهور الذي لم يتمكن من التصدي لقدره ومجابه تحدياته ، يلوذ بقوى تحميه ويجد نفسه في وضعية تبعية على مختلف الأصعدة . منها التمسك بالتقاليد والرجوع إلى الماضي والتماهي بأبطال القصص الشعبي والذوبان في العشيرة وغير ذلك . وهو يكرس نمطه النكوصي الطفلي في مجابهة واقعه من خلال الاتكال على القوى الخارجية التي تعوض له ، واقعيا أو خياليا ، بعض ضعفه . وإن أبطال الإنسان المقهور عديدون ، يشكلون سلسلة متصلة الحلقات تذهب من الأسطورة إلى الواقع ، وكلهم يتصفون بنفس الخصائص : الجبروت والقدرة على تغيير الواقع المؤلم أو المأزقي .. إحلاله في دور الحامي والمدافع عن المقهورين وإعلاء شأنه وتنزيهه عن كل أوجه القصور والعجز التي يشكو منها الإنسان الإنسان المقهور وإحلاله في مرتبة المثل الأعلى .. أول هؤلاء الأبطال هو بطل القصص الشعبي يليه الأولياء وذوو الكراما ويتخذ تعبيره المحسوس الواقعي في صورة الزعيم المنقذ وعلاقة الإنسان المقهور بالزعيم المنقذ سحرية وهوامية : فهي سحرية لأنه يمثل الأمل في الخلاص السحري من وضعية مأزقية .. ومشكلة هذه الوضعية هي أن الإنسان المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ .. والمنتظر لمعجزة )).ن

أرجو ألا تعتقد بأني أقصد شخصا معينا ممن ذكرتهم ، ولكن أتكلم هنا بتجرد عن تعلق الجماهير العربية بشخصية الزعيم المنقذ ، وغياب دورها في أي عمل تحرري أو تطوري

وهذا لا يعني أن بعض الأبطال والزعماء يستحقون كل الشعبية ، ولكني أردت أن أبرز البعد النفسي والسيكولوجي في قيام شعبية الزعماء على مر التاريخ وخلال ظروف تاريخية معينة

أما عن الفساد ، فإنك لم تتحدث عنه إلا في عنوان مشاركتك ، ومع ذلك ، فأقول أن الفساد هو صفة ملازمة للأنظمة المستبدة واللاديمقراطية ، حيث المناصب والوظائف تأتي من خلال علاقات المحسوبيات على حساب الكفاءات الوطنية وتشيع علاقات استزلام ، بحيث أن الشعب لا يعرف شيئا عن أرقام صرف الميزانيات ، مع غياب الشفافية والإحصاءات الصحيحة ، يعيش المواطن في ظل خديعة كبرى عن تطور واستقرار مزعومين ، بينما هو يرجع إلى الوراء .

وتقبل تحياتي

موسى شناني


 

 

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2135 / عدد الاعضاء 62