"أريد أبي- لا لمحاكمة الشرفاء- ظلموا أبي وجدي وعمي" كلمات كانت بارزة على صدور الأطفال والشباب والفتيات الذين ارتدوا "تي شرتات" تحمل هذه الكلمات أسفل صور آبائهم وأجدادهم الذين حضروا اليوم السبت لنظر الاستشكال المقدَّم ضد قرار النائب العام بالتحفُّظ على أموال المهندس خيرت الشاطر و29 من قيادات الجماعة، والتحفُّظ أيضًا على أموال زوجاتهم وأطفالهم القصَّر، وهي القضية التي أَطلقت عليها الحكومة "قضية غسيل الأموال".
ووسط حضور كثيف من أهالي المعتقلين حضر الشاطر وإخوانه في الساعة الحادية عشرة صباحًا، وبدأت الجلسة وليس في قاعة المحكمة موضع قدم.
ومن المفارقات العجيبة أنه في نفس الوقت الذي كانت تُنظَر فيه قضية الشاطر وإخوانه وفي نفس المبني بل وفي القاعة التي تعلو قاعة قضية الشاطر وإخوانه- والذين تم تحويلهم للقضاء العسكري- كانت تُنظَر في نفس التوقيت قضية محمد عصام المتَّهم بالتخابر لصالح الموساد الصهيوني، إلا أن الاختلاف كان كبيرًا.. ليس في نوع الاتهام، ولكن لأن الجاسوس يحاكَم أمام قاضي مدني طبيعي، رغم خطورة القضية وثبات الأدلة، بينما يُحاكَم الشاطر وإخوانه أمام القضاء العسكري..!!
هي حقًّا مفارقةٌ صنعها القدر؛ ردًّا على افتراءات النظام ضد الإخوان، إلا أن المفارقة الثانية هي أن كلتا المحكمتين قد أجَّلتا القضيتَين ليوم الأربعاء القادم، ويُتوقَّع أن يصدر الحكم فيهما في نفس اليوم وكأن الدولة بذلك تريد سحْب التغطية الإعلامية من الإخوان لصالح الجاسوس، وهو ما يعيد إلى الأذهان قضية الجاسوس عزام عزام، والتي أعلنت عنها الحكومة في نفس توقيت المحاكمات العسكرية للإخوان عام 1995م، وكأن الأمر فيما يبدو محاولةٌ من النظام لتشتيت التركيز الإعلامي والجماهيري لتطورات قضية الإخوان.
ورغم ذلك فإن جلسة اليوم حَظِيت باهتمام إعلامي واسع، واهتم الإعلاميون ومراسلو القنوات الفضائية بتسجيل تصريحات المهندس خيرت الشاطر على وجه الخصوص، كما أنهم وجَّهوا له عددًا كبيرًا من الأسئلة.
تشتيت الإعلام
وقد وجَّه الشاطر كلمةً للحضور، أكد فيها ظلم الاتهامات والمحاكمات وقرارات التحفُّظ الصادرة ضد الإخوان المسلمين، والتي لا دليلَ عليها، معلنًا أن ما يحدث الآن، من استمرار نظر قضية الاتهام بغسيل الأموال أمام محكمة الجنايات، بالإضافة إلى تجديد قرار الاعتقال- رغم حكم الإفراج الصادر بحقهم- وانتهاءً بتحويلهم إلى القضاء العسكري.. يُعتبر مقاضاةً لنفس الأشخاص ثلاث مرات عن نفس الاتهام!!
ولفت الشاطر إلى توقيت المحاكمة الذي يأتي في الوقت الذي تضغط فيه أمريكا لإحداث تقارب مع الكيان الصهيوني والضغط على حماس، كما تسعى فيه الحكومة المصرية للتهيئة للتعديلات الدستورية، وانتخابات مجلس الشورى، والإعداد لملف التوريث المقصود منه إلهاء الإخوان عن الاعتراض أو الرفض أو المقاومة لهذه القضايا.
|
المهندس خيرت الشاطر
|
واتهم الشاطر الحكومة بالإصرار على تفتيت جهد الإخوان، وتوجيه الضربات المتتالية إليهم؛ لمنعهم من تحقيق أي مكاسب جديدة، سواءٌ على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، بعد النجاح الباهر الذي حقَّقوه في الانتخابات الأخيرة.
وأكد أن أسلوب الحكومة لتنفيذ هذه السياسة يأتي عن طريق ضرب الإمكانيات المالية للإخوان كأفراد وكجماعة، ثم اعتقال القيادات العليا والوسيطة للجماعة، وأخيرًا التشوية الإعلامي المتعمَّد، الذي تشارك فيه الجرائد الحكومية، والتي وصفها الشاطر بـ"أبواق الشياطين"، نافيًا ما ورد في إحدى هذه الجرائد بأن إحالة الإخوان للقضاء العسكري بسبب رفضهم المثول أمام القضاء المدني لأنه قانون وضعي!! ومعلقًا بسخرية قائلاً: "هل القضاء العسكري مربوط بالوحي؟!".
http://www.egyptwindow.net/modules.php?name=News&file=article&sid=4519