بين التستر والاستثمار
لازالت المملكة العربية السعودية تعيش فترة انتقالية بين العمل الكامل بنظام الاستثمار الأجنبي ولوائحه التنفيذية وبين العمل التقليدي وفقاً للتستر التجاري بين التاجر السعودي والمستثمر الأجنبي الذي يجد بعض العقبات التي تحول بينه وبين الانتقال الكامل للعمل بنظام الاستثمار الأجنبي النظامي ، فنجد كلاً من أطراف هذه العلاقة غير الشرعية له مبرراته وأسبابه التي يسوقها للالتفاف حول الأنظمة إما تفادياً لخسارة مادية أو طمعاً في ربح إضافي ..
نسوق بعضاً من تلك المبررات المزعومة على سبيل المثال لا الحصر وذلك من واقع ما يعرض على مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية من استشارات وطلبات من هؤلاء المتسترين أو المتستر عليهم سعياً وراء إيجاد وسائل بديلة لنظام الاستثمار الأجنبي يحاول أيا من الطرفين حماية مصالحه الشخصية من الآثار المترتبة على تلك العلاقة..
من تلك المبررات والأسباب التي يدعيها أطراف علاقة التستر التجاري أن رأس المال المطلوب لتطبيق نظام الاستثمار الأجنبي لا يتوفر في المشاريع التي يعملون بها فيحاولون بذلك تجنب الذهاب للهيئة العامة للاستثمار والاستفسار عن باقي الشروط والإجراءات المطلوبة خوفاً من لفت أنظار الدولة إليهم فينكشف بذلك ما تستروا عليه طوال علاقتهم غير الشرعية .. علماً بأن نظام الاستثمار تم تعديله فيما يتعلق برأس المال ليصبح رأس المال المطلوب للأنشطة المسموح بالاستثمار فيها في متناول كثير من أصحاب الأعمال ..
ثم ننتقل لمبرر آخر وهو الوضع النظامي للشريك الأجنبي حيث يتطلب نظام الاستثمار خروجه خروجاً نهائياً من البلاد ثم العودة بزيارة تجارية لإكمال إجراءات التسجيل وهذا يعتبر عائقاً أمام من يريد تصحيح وضع قائم من قبل فنجد الأجنبي لا يأمن جانب شريكه الوطني الذي وضع عنده أمواله وبنا بها مؤسسة أو شراكة تجارية لا يمكن فضها ثم إعادتها مرة أخرى فيفضل استمرار الوضع القائم على علاته تفادياً لخسارة اكبر..
ومن تلك المبررات أيضاً القائمة السلبية التي تحدد بعض الأنشطة الممنوعة على المستثمر الأجنبي فلا يجد أطراف هذه العلاقة التسترية بداً من الاستمرار في الوضع غير النظامي القائم ...
وهناك أسباب ومبررات أخرى قد يضيفها من الزملاء من تعرض لمثل ماذكرت لذلك أترك الباب مفتوحاً لمن يدلي بدلوه إثراءً لهذا الموضوع الهام..
أرجو أن أكون قد لمست مكان الجرح ليكمل من بيده الأمر والنهي طريق العلاج لنضع بذلك حلاً نهائياً يرضي الجميع ويوافق الشرع والنظام..
تقبلوا تحياتي،،،
