إدراج المحرر المحلي + وكالات بتاريخ 22/09/2006الساعة 18:50.
تقاطر مئات الالاف من المواطنين، من مختلف المناطق اللبنانية الى ضاحية بيروت الجنوبية للمشاركة في مهرجان الانتصار، تلبية لدعوة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، وتعبيرا عن الوفاء لنهج المقاومة، واحتفالا بالنصر الكبير على العدوان الاسرائيلي. وقد غصت الساحة الشاسعة المخصصة للمهرجان في محلة الجاموس في الضاحية الجنوبية والطرق والاحياء المحيطة بها، بالحشود الشعبية والرسمية ورؤساء الاحزاب ومختلف القوى السياسية الحليفة والداعمة والمؤيدة لخط المقاومة ومناصريهم. حيث اغلقت جميع المعابر المؤدية الى الاحتفال ولم يتمكن آلالاف من المواطنين من الوصول الى ساحة المهرجان، اذ امتد شلال الجماهير الى منطقة الكفاءات ـ الحدث جنوبا، مرورا على طول خط طريق صيدا القديمة من غاليري سمعان شرقا، ومن اوتوستراد هادي نصر الله، حتى صفير ومسجد "القائم" في حي الابيض غربا، وحتى المشرفية مرورا بكنيسة مار مخايل وحتى الجاموس شمالا.
ومن المشاركين رؤساء ووزراء ونواب حاليون وسابقون ومن الاحزاب: حزب الله، حركة امل، التيار الوطني الحر، تيار المردة، الديمقراطي اللبناني، القومي السوري، البعث، حركة الشعب، الشيوعي، التنظيم الناصري، حركة النضال الوطني، حزب الحوار، رابطة الشغيلة، تجمع اللجان والروابط الشعبية البيروتية القوى الاسلامية والوطنية، جميع الفصائل الفلسطينية من جميع المخيمات، وفود عربية نقابية ودبلوماسية وعسكرية، جمعيات ورؤساء بلديات ومخاتير اعلامية.
وكانت انطلقت منذ صباح امس، عشرات المسيرات الراجلة التي ضمت آلاف المواطنين من القرى والبلدات الجنوبية، كما انطلقت منذ الصباح الباكر، مئات الحافلات والمواكب السيارة من القرى والبلدات الشمالية والبقاعية والجنوبية ومن الجبل ومختلف انحاء بيروت وضواحيها، باتجاه الضاحية الجنوبية. وحمل المشاركون الاعلام اللبنانية واعلام الاحزاب المشاركة، وعملت فرق من عناصر حزب الله على تنظيم وتوجه القادمين الى مراكز الدخول بالتعاون مع الدفاع المدني.
وكانت الوفود الشعبية تقاطرت منذ ساعات الصباح الاولى الى الضاحية الجنوبية، فمن مدينة بعلبك، بدأت السيارات والحافلات بالتجمع في ثلاثة مراكز لنقل المشاركين, وهي: مقام السيدة خولة(ع) على مدخل المدينة الجنوبي للقادمين من المدينة, المركز الثاني المدينة الكشفية للقادمين من منطقة البقاع الشمالي والهرمل, والمركز الثالث عند مفرق مجدلون لاهالي قرى شرقي وغربي بعلبك. وفي هذا الاطار، وزعت الوحدة الاعلامية في حزب الله 20 الف ملصق ويافطة تختص بالمناسبة وإعلام لحزب الله" اضافة الى العلم اللبناني.
ومن زغرتا انطلق الالاف من انصار تيار المرده عند الواحدة والنصف ظهرا للمشاركة في المهرجان، وقد زينت السيارات بصور للوزير السابق سليمان فرنجية والسيد نصر الله ورفعت الاعلام الخضراء والصفراء، ومنذ ليل امس بدأت السيارات تجوب شوارع زغرتا - الزاوية مطلقة العنان للزمامير والاناشيد الحماسية لتيار المرده وحزب الله وتقدم الموكب مسؤولون سياسيون في التيار ونجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية السيد روبير فرنجية.
وانطلقت ظهر اليوم مواكب سيارة من قضاء الكورة لاسيما من بلدتي اميون وانفة للمشاركة في مهرجان النصر بدعوة من الحزب القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي وتيار المردة، وقد رفعت هذه المواكب الاعلام اللبنانية وصور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وقرابة الخامسة فاجأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المحتشدين بحضوره بينهم، وهي المرة الاولى التي يظهر فيها مباشرة منذ بدء العدوان الاسرائيلي في 12 تموز الماضي. وفور ظهور السيد نصر الله ملوحا بيديه تحية للجمهور الغفير، علت الصرخات والهتافات تعبيرا عن الترحيب به.
والقى السيد نصرالله كلمة افتتحها بالتحية والسلام الى الحضارين مخاطباً إياهم، كما في الدعوة التي وجهها لهم: "يا اشرف الناس واطهر الناس واكرم الناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وتابع سماحته:" قلبي وعقلي وروحي لم تأذن لي أن أخاطبكم من بعيد ولا عبر شاشة".. انتم اليوم تثبتون أنكم أشجع من 12 تموز و14 آب..
اضاف سماحته : نحن نشعر اننا انتصرنا ومعنا الامة وكل الاحرار في هذا العالم. من يشعر انه هزم هو من يتحدث عن هزيمة. مشروع الشرق الاوسط الجديد اصبح ساقطا لانه مولود غير شرعي. المقاومة اللبنانية اليوم تلهم جميع الرافضين للخنوع في هذا العالم. مقاومتكم سجلت صمودا اسطوريا"
وقال سماحته :"ان الجيش والمقاومة قادران على حماية المياه الاقليمية اللبنانية من ان يدنسها صهيوني، لسنا مقاومة عشوائية ولسنا مقاومة غوغائية بل مقاومة قادرة ومؤمنة. تجربة المقاومة في لبنان يجب ان تنقل الى العالم وهي تعتمد على الايمان والاخذ بالاسباب. هذه الحرب كانت اميركية بقرارها وسلاحها وتغطيتها السياسية، لقد اوقفوا الحرب فقط من اجل اسرائيل. من اوقف الحرب المقاومون والشعب الابي الذي احتضن المقاومين والنازحين". .
وتابع السيد نصرالله :"الاسرائيليون ينظرون الى المقاومة وشعبها باحترام اكثر من هؤلاء الاذلاء. المقاومة في لبنان اقامت الحجة على كافة الجيوش العربية والاسلامية. لقد انتهينا من مقولة الدولة التي لا تهزم. مقاومتكم هزت صورة اسرائيل. دخلنا الى عصر جديد نستطيع ان نملي فيه شروطنا على العدو. المقاومة في لبنان هي التي حمت لبنان من الحرب الاهلية. لو انتصرت اسرائيل لسمعنا الحديث عن الفيدراليات والكونتونات، اي كلام في لبنان يتحدث عن التقسيم والفدراليات هو كلام اسرائيلي".
وقال السيد نصرالله :"من يحمي لبنان من العدوان هو الدولة القوية القادرة والعادلة، الدولة القوية هي التي تحمي اما الدموع فلا تحمي احدا، نحن لا نقول ان السلاح سيبقى الى الابد والحل الطبيعي بأن نعالج الاسباب".
واشار الامين العام لحزب الله الى ان "اي كلام عن تسليم سلاح المقاومة في ظل هذا الوضع يجعل لبنان مكشوفا امام العدو. ان الرهان على انهاء المقاومة بالضغط والتهويل هو رهان خاسر. ان اي جيش في العالم لن يستطيع ان يجعلنا نلقي سلاحنا من ايدينا. اعاهد شعبنا الابي والوفي بانني لن اختم حياتي بالخيانة والقاء السلاح. لبنان اليوم هو قوة عظمة في الشرق الاوسط. سلاح المقاومة ليس شيعيا بل لكل اللبنانيين، سلاح المقاومة ليس طائفيا بل لكل اللبنانيين، هناك مأزق حقيقي وانقسام حاد في لبنان".
أضاف السيد نصرالله :" هناك انقسام سياسي وليس مذهبيا في لبنان، الفريق السياسي الحاكم لن يستطيع ان يكمل الحكم، الحكومة الحالية غير قادرة على حماية لبنان واعماره وتوحيده، سنعمل من اجل خيار حكومة "اتحاد الوطني" بكل قوة في المرحلة المقبلة، المقاومة تملك اليوم اكثر من 20 الف صاروخ". السيد نصرالله : بصمودكم يستطيع رجل ..عربي ..عربي وكبير كتشافيز ان يقول ما قاله بالامس في الامم المتحدة، كان القرار أن يسحق حزب الله وبعد سحقه تتم تصفية الحساب مع كل ملفاته وأصدقائه أصحاب الخط الوطني في لبنان، من يشعر ان خياره ومشروعه ورؤيته هي التي انتصرت يتحدث عن النصر ومن يعتبر أنه هزم وسقط يتحدث عن الهزيمة، هذه الدولة التي لا تهزم .. "خلصنا".. واسطورة الجيش الذي لا يقهر أنتهت.. وأي كلام في لبنان عن التقسيم.. والفيدرالية .. والكانتونات هو كلام اسرائيلي، المقاومة في لبنان هي التي حمت لبنان من الحرب الأهلية.. ولو انتصرت "اسرائيل" لسمعتم أصوات الفيدراليات والكانتونات من جديد .
وتابع سماحته : أقول للمحروق قلبهم ليحلوا قصة السلاح تعالوا لنعالج الاسباب وليس النتائج
وقد اوصى السيد شعب المقاومة بوصيتين : قلوبنا في فلسطين في غزة ونابلس وجنين ورام الله.
وأشار سماحته الى الحالة العراقية والحرب الدائرة هناك، وأنها كانت ستنقل الى لبنان فيما لو نجحت الحرب الاسرائيلية على لبنان.
وبخصوص القوات الدولية قال السيد نصرالله : اليونيفل مرحب بهم طالما انهم ملتزمون بمهمتهم ، والقوات الدولية جاءت في مهمة محددة ولا يحق لها التدخل في الشؤون الداخلية.
اما في موضوع الخروقات المتكررة قال سماحته :لن نصبر طويلاً على الخروقات وإذا قدم احد في لبنان للصهاينة من تحت الطاولة او من فوق الطاولة ضمانات امنية فهذا لا يعني المقاومة ولا الشعب اللبناني، جيشنا ليس ليجلس على الحدود مثل العداد للخروقات وهو ذهب الى الحدود للدفاع عن الوطن وشعبنا لا يرضى له بهذا الدور، ولن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولا عن أي شبر من لبنان
وفي تاكيد على مقدرة المقاومة قال السيد نصرالله : المقاومة اليوم تملك اكثر من 20 الف صاروخ .. وشحطتين تحت اكثر، و لبنان بات قوة عظمى في المنطقة . وان أي جيش في العالم لن يستطيع ان يلقي سلاحنا من أيدينا طالما هذا الشعب الأبي هو الذي ورائنا، أعاهدكم اني لا اطمح ان أختم حياة بالخيانة بل بالشهادة ، وإن الرهان على إنهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار والفتنة مع الجيش اللبناني هو رهان خاسر، واي حديث عن نزع سلاح المقاومة، أو تسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا الوضع القائم يعني إبقاء لبنان مكشوفاً امام اسرائيل لتقتل من تشاء وتأسر من تشاء أما في الشأن السياسي الداخلي فقال السيد نصرالله : الحكومة الحالية ليست قادرة على حماية وتوحيد وإعمار لبنان وهذا لا يعني اننا نريد ان نشطب احد .
السيد نصرالله : إذا كان لعمامتي ولحيتي شرف فهو من المقاومة ومنكم أيها الشرفاء وانا حسن نصرالله لن اسكت على اهانة شعب المقاومة ولا يمكن ان نقبل أن يهين جمهور المقاومة احد ، على من اهان جمهور المقاومة ان يعتذر..
وختم سماحته مذكراً بما قاله في 25 ايار/مايو 2000 في مدينة بينت جبيل : بدأ زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم