منتدي المحامين العرب المنتدى العام حديث هادئ عن المقاطعة
مقالة للكاتب الالكتروني المتميز: ابراهيم. ،،،،،،،،،،،،،، قال تعالى في سورة الممتحنة: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون." آية 8-9 لنتحدث عن مسألة فلسطين فقط في هذه المناسبة. لن يرفض عاقل القول بأن اليهود يقاتلون المسلمين في الدين ويخرجونهم من ديارهم. كما لن يرفض عاقل القول بأن أمريكا تظاهر اليهود على إخراج المسلمين من ديارهم في فلسطين. إن وافق القارئ الكريم على السطرين السابقين، ينتهي النقاش الشرعي حول مشروعية المقاطعة. وليس لأحد حاجة إلى فتوى من أزهر أو هيئة علماء أو غيرهم. يبقى الأمر بعد ذلك متعلقا بأثر المقاطعة وضررها إلى غير ذلك من النقاشات. سأتحدث فيما يلي عن السعودية فقط، وأخص بالحديث مدينة الرياض، فأهل مكة أدرى بشعابها، وليعذرني إخواننا، فعذري جهلي. أنا مقاطع لمعظم البضائع الأمريكية منذ عدة سنوات، ولعل من قرأ محاضرتي عن "أساليب اليهود في تحقيق أهدافهم" رأى دعوتي غير المباشرة لذلك في نهاية المحاضرة. غير أنني مقاطع لجميع البضائع الأمريكية مقاطعة تامة كاملة شاملة منذ رجب عام 1421هـ، ولم أحتج لأية منتج أمريكي في هذه الفترة، دون وجود بديل له إلا مرة واحدة عندما اشتريت جهاز حاسب. في الحقيقة، أقوم بدراسة أمر المقاطعة دراسة عميقة مستفيضة، وأستطيع الجزم بأن المنتج الوحيد الأمريكي الذي ليس له بديل في الرياض هو الفشار Popcorn، ونوع من أنواع الفواكه المعلبة المستخدمة في صناعة الحلويات تسمى Pie Filling، إذا استثنينا بعض الأدوية المتخصصة جدا وبعض أجزاء الحاسب. عدا هذا، لا يوجد منتج واحد في السوق أمريكي ليس له بديل غير أمريكي. المقاطعة سهلة جدا لمن أراد. ولكن هناك استشكالات كثيرة، وسأورد أشهرها ثم أرد عليها ردا مقتضبا، ولعل الله إن شاء التيسير أن أخرج ببحث شامل عن هذا الأمر: أولا: قال كثير من مشايخنا إن المقاطعة لا تجوز لأن ولي الأمر لم يأمر بها. لا تعليق المشايخ في هذا الأمر على ثلاثة أنواع: - إما أنه اجتهد في حدود المعلومات التي وصلته فأفتى عن قناعة بعدم جواز المقاطعة - وإما أنه لا يريد إثارة الفتنة، مع اقتناعه بجواز المقاطعة - وإما أنه يفتي كما يراد منه ثانيا: مقاطعتي لن تؤثر شيئا على أمريكا ليس هذا هو المطلوب الآن. سيسأل الله كلا منا عن ماله فيم أنفقه، فهل يسر المسلم عندما يقف أمام الجبار أن يكون جوابه: اشتريت سلعة أمريكية ساهمت بشكل مباشر في قتل مسلمين في فلسطين، ولم أنته عن شرائها، رغم النصح، لأنني كنت أعتقد أن أمريكا لن تتأثر بمقاطعتي. ثالثا: أثبت لي أن ما أشتريه من بضائع أمريكية تساهم في قتل المسلمين في فلسطين. عندما يشتري أحدنا منتجا أمريكيا، سواء كان مصنوعا في أمريكا أو مرخصا من شركة أمريكية لصناعته في مكان آخر، أو مملوك لشركة أمريكية ومصنوع في مكان آخر، فإن جزءا وافرا من الأرباح تعود إلى الشركة الأمريكية الأم، وتتفاوت هذه الأرباح بحسب نوعية السلعة، ومكان صنعها، وهل هي تصنع تحت إشراف أمريكي مباشر أم بترخيص أمريكي. ما يهمنا في الأمر أن جزءا من ربح المنتج المذكور يرجع إلى الشركة الأمريكية الأم. ومن هذه الأرباح تدفع الشركة ضرائب فيدرالية، تختلف قليلا بحسب الربح ونوع الشركة، ولكنها قريبة من 30%. ومن هذه الضرائب تأتي معظم الميزانية الفيدرالية للحكومة الأمريكية. وتدفع أمريكا كل سنة مبلغا من المال دعما لدولة يهود، إضافة إلى مساعدات عسكرية وعينية. وإضافة إلى المساعدات الحكومية، تسمح أنظمة الضرائب الأمريكية لدافع الضرائب بدفع ضريبة إلى جهة غير ربحية ويغنيها ذلك عن دفع الضرائب، وجل المنظمات اليهودية الصهيونية في أمريكا مصنفة على أنها غير ربحي مما يجعلها تتلقى 30% تقريبا من أرباح اليهود وغير اليهود، وتصب هذه التبرعات مباشرة في مصلحة دولة يهود، إما بإنفاقها في مصالحها خارج فلسطين وإما داخلها. ويضاف إلى ذلك التبرعات التي تقدمها المنظمات المسيحية اليمينية المتطرفة التي تؤمن بأن المسيح لن يعود حتى يهدم الأقصى ويبنى مكانه هيكل يهود. رابعا: لماذا تطالبني بمقاطعة أمريكا وليس بريطانيا مثلا، وهما شريكتان فيما يحدث للمسلمين في فلسطين. هذا اعتراض وجيه، ولكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فهو عندما بدأ دعوته للإسلام ركز جهده على مجموعة معينة "وأنذر عشيرتك الأقربين" رغما عن أن كل المكيين كانوا مشركين، وعندما بلغت الدعوة العشيرة، جاءه الأمر "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين". فمثل هذه الأمور يجب أن تأتي تدريجيا، حتى لا يفقد أحدنا التركيز، الذي هو أحد أهم أسلحة المقاطعة. خامسا: تؤذي المقاطعة تجارنا الصغار ولن تؤذي أمريكا. أعطني مثلا واحدا يدعم كلامك، وسأصدقك. هل صناع البيبسي وكوكا كولا في المملكة من التجار الصغار؟ هل ملاك ماكدونلد وبرجر كينج من التجار الصغار. ثم أخبرني بالله عليك: متى رأيت سعوديا يعمل في أحد المطاعم المذكورة، إلا من رحم ربي. ومتى رأيت سعوديا يعمل في صيانة السيارات في ورشات الصيانة التابعة للجميح أو العيسى أو غيره، إلا من رحم ربي. أتعرف ملابس Osh Kosh B'Gosh الأمريكية، كم مرة رأيت سعوديا يعمل في محلات بيعها في الرياض؟ وبعد هذا لي مداخلة أخيرة: عندما تدخل السعودية إلى عضوية منظمة التجارة العالمية ستعطى بضع سنوات فقط لحماية صناعتها المحلية أمام المنافس الخارجي. إن لم نكون إرادة من الآن، والفرصة أمامنا سانحة بسبب إجرام دولة يهود وحليفتها أمريكا، بالإعراض عن المنتج الأجنبي واختيار البديل المحلي أولا ثم الإسلامي ثانيا (اعذروني فليس للعروبة عندي مكان) فماذا سنفعل في مواجهة المنافسة الأجنبية. هل ستكون منتجات شركة الإلكترونيات المتقدمة أجود من اليابانية أو أرخص من الصينية؟ نحن نحتاج للمقاطعة، كلنا، تجارا وصناعيين ومسؤولين ومواطنين ومزارعين، حتى نحمي أنفسنا مستقبلا من الضياع في متاهات العالم الصناعي الجشع، الشرقي والغربي. ولكننا الآن، وقبل كل شيء، نحتاج إلى المقاطعة كي نعذر أنفسنا أمام الله، وهذا، ويم الحق، جهد المقل، ولا يعذر من تركه. والله من وراء القصد.
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------