اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
جلال السيد
التاريخ
12/11/2005 1:02:20 PM
  مهدى عاكف مرشد إخوان مصر : لدينا أكبر تنظيم فى الدنيا      

مهدي عاكف مرشد إخوان مصر:
 
 لدينا أكبر تنظيم في الدنيا
 
قال لـ الشرق الاوسط إن
 
 الكلام عن موقف الجماعة من الديمقراطية تفتيش في النيات
 
الذين يحذرون من تكرار النموذج الإيراني أو السوداني أو التركي أو الجزائري في مصر جهلاء > المقاومة الشريفة لا تتبع إلا الأساليب الشريفة.. وما يحدث في العراق من صنع المحتل والمأجورين > الفتنة الطائفية في مصر تعشش فقط في عقول الجهلاء من المسلمين والمسيحيين بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين بـ 88 مقعدا في البرلمان المصري الجديد دارت عجلات البحث بسرعة شديدة في كل الاتجاهات للوصول إلي أسباب هذا الفوز غير المسبوق، والبحث في فكر الجماعة وأهدافها واستراتيجيتها، وكذلك مخاوف الأقباط والقوى الكبرى في العالم المهتمة بالمنطقة من تداعيات هذا الفوز. الشرق الاوسط حملت كل التساؤلات التي تدور في الشارع السياسي حول الجماعة وفكرها، والمخاوف التي تدور حولها، واستراتيجيتها ومواقفها من الأزمات السياسية المصرية والعربية إلى مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر، وكان هذا الحوار:
> ما تقييمك لسير العملية الانتخابية؟
 
ـ العملية شهدت إيجابيات نسعد بها ونشجعها خاصة وجود القضاة الذين أضفوا للانتخابات شيئا من الجدية. أما السلبيات فعلى رأسها تدخل النظام لتغيير النتائج لصالح الحزب الوطني الحاكم، ولا أحمل الأمن أية مسؤولية عن تغيير نتائج الانتخابات لأن الأمن إحدى أدوات أو إحدى مؤسسات النظام، ولا يتصرف بمفرده، وهذه سلبية مرفوضة لأنها أساءت إلى مصر كثيرا، وكذلك عمليات اعتقال أعضاء الجماعة.
 
> ما هو السر الذي ترونه وراء الدوي الشديد داخليا وخارجيا الذي أحدثه فوز الإخوان بهذا العدد الكبير من مقاعد البرلمان؟
 
ـ الذين تربوا على ثقافة الاستبداد أزعجهم فوز الجماعة، لأنهم اعتادوا على تفصيل الصناديق لصالحهم رغم أن برنامج الرئيس حسني مبارك يقوم على الديمقراطية والحرية ولكنهم يفرغون مبادرات الرئيس من مضمونها، ولقد آن لهذه الثقافة ـ ثقافة الاستبداد ـ أن تزول.
 
> هل تعتقد أن الجماعة أحرزت نصرا كبيرا في هذه الانتخابات أم أنها خسرت عددا من المقاعد؟
 
ـ لم نكن نعمل من أجل الحصول على مائة مقعد كما يقولون، بل عملنا للوصول إلى حد مقبول في البرلمان، لأن البرلمان في النهاية ليس كل رسالتنا، وليس كل هدفنا، فرسالتنا ضخمة جدا وفي مقدمتها تربية الشباب الضائع في الشوارع، وكيفية مواجهة الفساد القادم إلينا من الغرب للقضاء على أسرنا وقيمنا. والهدف من دخول البرلمان ينحصر في تحقيق ما جاء في المقومات الأساسية للدستور المصري. وكنا نتوقع أن يتكرر ما حدث في انتخابات عام 2000 من اعتقالات وصلت وقتها إلى نحو 5 آلاف معتقل ولذلك جاءت إعلاناتنا في ضوء تجاربنا السابقة.
 
> هل يمكن للجماعة بعد الفوز بهذا العدد الكبير من المقاعد أن تشارك مع الحزب الوطني الحاكم في حكومة واحدة ؟
 
ـ لم يطلب منا أحد ذلك، وحينما يعرض علينا سنطرح الموقف على مؤسسات الجماعة، وأي قرار توافق عليه هذه المؤسسات سنتخذه، ولكن هذا الأمر ليس في خاطرنا ولم يعرض علينا ولم نسع إليه.
 
> ما هي مؤسسات الجماعة المنوط بها اتخاذ مثل هذا القرار؟
 
ـ مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة واللجنة السياسية والمكاتب الإدارية، وقد سبق أن عرضت عليهم الموقف حين كنا بصدد اتخاذ قرار من انتخابات الرئاسة وأصدرت بيانا بما استقر عليه الموقف النهائي، وهذه الجماعة عظمتها في مؤسساتها، وأنا لا انفرد بأي قرار.
 
> لماذا أحدثت نتائجكم في الانتخابات فزعا لدى بعض الأحزاب والقوى السياسية؟
 
ـ نتائجنا لم تفزع أحدا، لأن كل المراقبين يرون ويعرفون طبيعة النظام ويعلمون انه من الصعب عليه أن يرى منافسا قويا، والواقع أكد أن الحزب الوطني سقط، وان هذا السقوط يرجع لأسباب كثيرة لا شأن لي بها، لكن الشعب لم يختر الحزب الوطني، واختار منهج الإخوان. وقد رصد العديدون أننا رشحنا شخصيات من الصف الثالث ولم نرشح الرموز، وهذا يؤكد أن الشعب اختار منهجا ولم يختر أشخاصا، وهو دليل على وعي الشعب، ونحن نشكر الشعب المصري على اختيارنا.
 
> هل تعتقد أن هناك فرصة لإسقاط الحزب الحاكم؟
 
ـ لست مشغولا بهذا الأمر، أنا مشغول بكيفية النهوض بمصر، ومن يريد أن ينهض بمصر يتعاون مع الجميع، وليس في ذهني إسقاط فلان أو علان، في ذهننا مصلحة مصر فقط، وحينما نتحاور مع أي حزب أو جبهة ونصل إلى شيء فيه المصلحة نحن معه.
 
> ما هو موقع الجماعة بين القوى السياسية في ضوء نتائج الأحزاب الأخرى؟
 
ـ نحن جبهة واحدة مع القوى السياسية الأخرى، وحين يزورني المهنئون أقول دائما هنئوا مصر وهنئوا المعارضة، لأننا مع أحزاب المعارضة نشكل جبهة واحدة، المنسق العام لها هو الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق، والمتحدث باسمها هو الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد ونحن جزء من هذا.
 
> لماذا تأخر التنسيق بين الجماعة وبين أحزاب المعارضة فيما يتعلق بالانتخابات؟
 
ـ لا لم يتأخر التنسيق، بل من أول يوم جاءنا فيه الدكتور عزيز صدقي قلت له نحن معكم في جبهة الإصلاح، أما بالنسبة للانتخابات فقد انتهينا من كل شيء سواء قائمة المرشحين أو برنامجنا الانتخابي، وفي هذا الصدد لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون هناك اتفاق فلكل حزب أو اتجاه سياسي برنامجه ورؤيته. أنا رؤيتي إسلامية، وحزب التجمع له رؤية شيوعية، وحزب الوفد له رؤية ليبرالية، ومع ذلك قلنا لا مانع من التنسيق في بعض الدوائر، وقد نفذنا ما وعدنا به، وعموما نحن مع الجبهة في الإصلاح العام الذي يقوم على إلغاء قانون الطوارئ وإقامة الحريات، وإلغاء المحاكم العسكرية وكل ترسانة القوانين المقيدة للحريات، وهذا البرنامج الذي اتفقنا عليه مع الأحزاب ليس وليد اليوم بل منذ عام 1989، من أيام المرحوم الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام الأسبق للجماعة.
 
> لكنكم دخلتم الانتخابات ضد خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع ومرشحه في دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية؟
 
ـ خالد محيي الدين له قصة، فقد كانت نيتنا إخلاء الدائرة له مثلما أخلينا دائرة ضياء الدين داود في فارسكور بمحافظة دمياط، ودائرة مجدي احمد حسين في المنيل بالقاهرة. ثم جاءتنا أخبار أن صحة خالد محيي الدين متدهورة جدا ولا يستطيع أن يقوم بالدور البرلماني فقلنا للأخ تيمور عبد الغني المرشح في دائرته بأن يساند خالد محيي الدين وينتظر حتى نرى الموقف على حقيقته، وتأكدنا أن خالد لن يستطيع القيام بالدور، فدفعنا بالأخ تيمور لتولي المسألة، ناهيك عما نهاجم به من جبهة رفعت السعيد ومجلة روزاليوسف بصورة تشمئز منها النفوس، وجاءني بعد ذلك ناس كثيرون فقلت لهم خلاص الأمر انتهي.
 
> البعض من رموز الأقباط قال لو وصل الإخوان إلى الحكم في مصر سيرحل الأقباط ويبدو أن فوز الجماعة بهذا العدد الكبير من المقاعد افزع بعضهم، ما ردكم ؟ وما هو موقفكم الحقيقي من الأقباط؟ ـ تقصد ميلاد حنا، إذا كان ميلاد حنا قال هذا الكلام فإن كثيرين من كبار الأقباط والقساوسة قالوا غير ذلك، والذين يهاجموننا من المسلمين أكثر من الذين يهاجموننا من الأقباط، وهذا الأمر لا نوليه اهتماما ولا أرد عليه لان هذه تفاهات، اقرأوا كلام الدكتورة منى مكرم عبيد ومنير فخري عبد النور وكذلك كلام عقلاء وحكماء الأقباط، إنهم يقولون إن الإخوان ناس أجلاء يؤمنون بالله ورسله وكتبه، والإخوان يعلمون أن القرآن يقول «فليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله». وهذا هو برنامج الإخوان.. نحن نقدس الحرية والعقيدة لنا ولغيرنا ونؤمن بكتب الله ورسله.. فكيف نظلم... كيف؟
 
> في بداية الانتخابات كان هناك حديث بين الناس عن احتمالات تعرض البلاد لفتنة طائفية في أكثر من موقع، هل كانت هناك مبررات لمثل هذه المخاوف؟
 
ـ هذا الكلام لا اصل ولا وجود له، ولم تكن في مصر فتنة طائفية في أي وقت، الفتنة الطائفية عايشة ومعششة في عقول الجهلاء من المسيحيين والمسلمين فقط، لأن الواقع يقول إن عموم الناس في مصر، مسيحيين ومسلمين، أحباب ومتعاونون وشغالون مع بعض زي الورد.. نسيج واحد.. وهم عائشون معايا وساكنون أمامي واشتري الفاكهة من تاجر مسيحي أمام منزلي. ولا فرق عندي شخصيا ولا عند أي عضو من الإخوان بين مسلم ومسيحي، كلهم سواء لذلك لا احترم من يريد أن يفرق بين مسلم ومسيحي. ونحن مصريون ومن يقول الأقباط عددهم كذا، أو إن المسلمين عددهم كام.. جاهل، اكرر هذا الكلام لا يقوله إلا جاهل فكلنا مصريون نعيش معا.
 
> ولكن البعض قال إن الجماعة لا تختلف كثيرا عن الحزب الوطني الحاكم، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي.. أي تبني اقتصاد السوق؟
 
ـ وما المانع في أن اتفق مع الحزب الوطني في شيء معين، أو يتفق هو معي في رؤية من الرؤى. وطالما تتفق رؤية ما مع مصلحة مصر وتنهض بها فأنا معها بصرف النظر عما إذا كانت هذه الرؤية خرجت من هذا الحزب أو ذاك. ولست ضد الحزب الوطني في كل شيء. جماعة الإخوان مع مصلحة مصر أينما وجدت سواء مع الحزب الوطني أو حتى مع الحزب الشيوعي، وتأكد أن العقول المخلصة من أي تيار ستجتمع مع بعضها على شيء مهم هو مصلحة الوطن.
 
> الكثيرون يتهمونكم بطرح شعار عام وفضفاض هو «الإسلام هو الحل» من دون تقديم ترجمة حقيقية لهذا الشعار في شكل برامج سياسية واقتصادية واجتماعية محددة؟
 
ـ من يقولون هذا لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وهم مدفوعون لشتيمتنا. (قدم عاكف لـ«الشرق الأوسط» كتابين صغيرين الأول يشرح معنى الإسلام هو الحل كتبه الدكتور محمود غزلان القيادي في الجماعة ويضم 32 صفحة من القطع الصغير ويتضمن مقدمة في صفحتين ثم شرحا للشعار في 11 صفحة، وثلاثة عشر سؤالا حول معني «الإسلام هو الحل» في 16 صفحة. والكتيب الثاني يتضمن البرنامج الانتخابي للجماعة، وجاء في 96 صفحة مقسمة إلى مقدمة في صفحتين واثني عشر بابا في 94 صفحة تتناول الإصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي والبحث العلمي ومشاكل البطالة والإسكان وشتي مناحي الحياة).
 
> العديد من المراقبين والباحثين في الداخل والخارج كانوا ومازالوا يطرحون سؤالا واحدا طوال الوقت هو هل جماعة الإخوان المسلمين تؤمن فعلا بالديمقراطية وهل تستمر على إيمانها بالحريات والديمقراطية حال وصولها إلى الحكم أم ستنقلب عليها؟
 
ـ هذا تفتيش في نيات الناس، ولا أقبل من أي أحد التشكيك في نياتنا، فنياتنا معروفة ومعلنة، نحن نطالب بالديمقراطية الكاملة، وتداول السلطة بالطرق السلمية، وأي شخص أيا كان يشكك في هذا الكلام لا نعيره أي اهتمام.
 
> البعض قال إن أداء أعضاء الجماعة في البرلمان خلال الدورة السابقة انحصر في الاعتراض على كتاب أو فيلم سينمائي، وأشياء من هذا القبيل ما ردك على هذا الكلام؟
 
ـ انصح من قال هذا بالعودة إلى تقرير مجلس الشعب حول الدورة الماضية، والذي ذكر أن 35% من نشاط أعضاء مجلس الشعب قام به الـ15 عضوا من جماعة الإخوان، لذلك لا نعير اهتماما للجهلاء وأصحاب النفوس المريضة الذين يرددون هذا الكلام.
 
> كل أطراف الحياة السياسية في مصر يريدون معرفة الموقف الدقيق من التحول إلى حزب سياسي؟ ـ الموقف لا دقيق ولا حاجة، بالعكس الموقف بسيط جدا، فنحن هيئة إسلامية جامعة، برنامجها ورسالتها خدمة المجتمع من أول الفرد المسلم والأسرة المسلمة إلى المجتمع المسلم، ونشاطنا يغطي كافة نواحي الحياة لأن الإسلام دين حياة، جاء لإنقاذ البشرية، فلنا برنامج تربوي وآخر تعليمي، وثالث اقتصادي، ورابع ثقافي وحتى برنامج رياضي، وبالطبع لنا برنامج سياسي، فإذا كانت السياسة تقتضي حزبا فمرحبا، نعمل حزبا يغطي الجانب السياسي، ولكن أن أنشيء حزبا واخذ تصريحا به من لجنة أحزاب مشكوك في دستوريتها وفي قانونيتها، فلا. أنا مع الدستور المصري الذي يقول إن من حق أي مصري أن يقيم حزبا أو ينشيء جمعية، ويخطر به الدولة، والحكم هو القضاء، أي أن القضاء هو الذي يقرر ما إذا كان برنامجي يخالف الدستور والقانون والمقومات الأساسية في المجتمع أم لا.. لذلك أنا لا اطلب من لجنة الأحزاب التصريح لي بحزب.
 
> هل يعني هذا أنكم ستتقدمون بطلب لإنشاء حزب سياسي حال إلغاء لجنة الأحزاب؟
 
ـ فورا، وتأكد انه في هذه الحالة سيكون هناك حزب للإخوان المسلمين يتولى مسؤولية العمل السياسي والبرلماني والتعاون مع الأحزاب، وأنا أتفرغ لبقية الأنشطة مثل العمل التربوي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي.. الخ، إمتي بقي يكون لدينا حزب ومقرات فيها أندية وأنشطة مختلفة.
 
> هل لديكم، إذن، رؤية متكاملة أو اجتهاد فيما يتعلق بالقواعد المنظمة للحياة السياسية؟
 
ـ طبعا تقوم رؤيتنا على ضرورة إلغاء قوانين الأحزاب والطوارئ والمحاكم العسكرية، كل هذا يحتاج إلى مراجعات دقيقة من قبل فقهاء قانونيين ودستوريين، ولدينا هؤلاء الفقهاء في الجماعة مستعدون للجلوس مع نظرائهم، والتعاون معهم لإسقاط هذه المثبطات الداعية إلى التخلف وليس التقدم.
 
> البعض يحذر من تكرار النموذج الإيراني أو التجربة التركية وكذلك هناك تحذيرات من تكرار سيناريو دول مثل الجزائر والسودان، ما تعليقك؟
 
ـ هؤلاء ناس جهلاء، لم يقرأوا منهج الجماعة، ولم يعيشوا في مصر، ولو عاشوا فيها لاكتشفوا غير ذلك، فلا نحن إيران ولا تركيا وكذلك لسنا السودان ولا الجزائر، فالبرامج مختلفة والأوضاع شديدة التباين، «ومن يقول هذا الكلام ناس قاعدين يقبضوا ويشربوا لهم نفسين أو كأسين».
 
> هناك تنظيم دولي للإخوان المسلمين، ما هي العلاقة بين الجماعة في مصر وبين ذلك التنظيم الدولي؟
 
ـ الإخوان المسلمون كما قلت، هيئة إسلامية جامعة، تدعو إلى هذا الدين العظيم الذي أنزله الله رحمة للعالمين، ونحن موجودون على الساحة العالمية، ندعو إلى الله بمنهج الإخوان المسلمين وكل الإخوان على الساحة العالمية يعملون بمنهج مكتوب.
 
> منهج واحد؟
 
ـ بالطبع منهج واحد وعليهم أن يخدموا البلد الذي يعيشون فيه من خلال هذا المنهج وحسب الدستور والقانون الذي يعيشون في إطاره، إنهم يقولون إن الإخوان المسلمين تنظيم دولي، نعم لنا أكبر تنظيم في الدنيا، وكل واحد موجود على الساحة العالمية يؤمن بمنهج الإخوان المسلمين فهو منا ونحن منه. وهم يعتبرون أن لقائي مع أي شخص من الخارج جريمة والقانون المتخلف للدول العربية يعتبرها جريمة، يقولون لك كيف يتعامل حزب مع حزب آخر... الأحزاب الاشتراكية في العالم تتقابل، والأحزاب الشيوعية تلتقي، هى الماسونية ما لهاش تنظيم عالمي، والروتاري أليس تنظيما عالميا.
 
> ما هو تحديدا موقفكم من إسرائيل خاصة أن لغطا ثار أخيرا حول هذا الأمر؟
 
ـ موقفنا من إسرائيل واضح جدا، الإخوان لا يعترفون بإسرائيل، ولكنهم في نفس الوقت يعرفون قدرتهم ومكانتهم، وكيف نجعلهم يتركون هذا البلد (فلسطين) ويرحلوا، إزاي؟ هؤلاء خمسة ملايين نسمة متجذرين بأميركا. احنا 70 مليونا في مصر، والعرب 300 مليون نسمة والمسلمون في العالم كله 1500 مليون نسمة، والجميع لا يعترف بإسرائيل. ونحن نعتبر أن إسرائيل عبارة عن مجموعة صهاينة، أميركا والشرق والغرب زرعوهم هنا حتى يتخلصوا من شرورهم في بلادهم، وكثير من عقلاء اليهود يقولون إن إسرائيل لا حياة لها في هذه المنطقة، وعليهم أن يرحلوا، وأنا أقول نفس الكلام، أهلا وسهلا باليهود فيما بيننا، أمر بسيط جدا أن يعيشوا معنا، كما يعيش كل إنسان وسطنا، إنما إذا أرادوا أن تكون لهم دولة تتسلط علينا ويسلبوا حقوق الناس، فهذا لا.. ونرفضه رفضا باتا. ولكنني لن أحاربهم بأسلوبهم بل سأحاربهم بأسلوبي أنا حيث انه حين يكون الـ70 مليون مصري على مستوى رفيع من النمو الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، ماذا ستفعل إسرائيل؟ لا شيء، وعندما يكون الـ300 مليون عربي والـ1500 مليون مسلم على نفس المستوى العلمي والثقافي والاقتصادي والتكنولوجي، فلن تستطيع أن تفعل إسرائيل شيئا لا هي ولا أميركا معها، ولذلك هم حريصون على أن يظل العالم العربي متخلفا، حتى تظل إسرائيل هى المنارة، فحينما نواجه إسرائيل بهذا الأسلوب، ولا شك أن مواجهة إسرائيل هي قضية المسلمين الأولى، إذن السؤال هو كيف نخطط، كيف نحاربهم؟ مع العلم أنهم فيما بينهم يقضون على أنفسهم، «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى».. يعني هذا الموضوع الذي يشغل العالم كله يشغلني أنا أيضا ولكن بالأسلوب الذي أوضحته، الإسرائيلي والفلسطيني يحاربان بعضهما أو يعترف كلاهما بالآخر، فلا شأن لي. شأني هو أن هذه الأرض المقدسة تابعة للعرب والمسلمين، ولا يجوز لأحد أن يغتصبها، ومن يريد أن يعيش فيها بسلام فليعيش، إنما يعيش فيها من اجل أن يذل الآخرين، ويستنزفهم فهذا لا نقبله بأي حال من الأحوال.
 
> ما هو موقفكم من الولايات المتحدة الأميركية، خاصة انه يتردد أن لديكم قنوات اتصال دائمة مع واشنطن، كما يرى البعض في خطابكم السياسي رسائل موجهة إلى الإدارة الأميركية؟
 
ـ هذا الأمر واضح تمام الوضوح فنحن ليس بيننا وبين الشعب الأميركي أي خلاف، وكثير من القيم الغربية، عندنا في الإسلام أفضل منها، ونحن مع كل القيم الصحيحة، من ديمقراطية ومن عمل.. الخ، ونتعامل مع كل المؤسسات والهيئات بغير وسيط، أما إذا جاءت الإدارة الأميركية أو أية إدارة أوروبية من أية حكومة للتحاور معنا فالطريق الوحيد إلينا في هذه الحالة يمر عبر وزارة الخارجية المصرية ولا شرط لمثل هذه اللقاءات غير أن تكون عن طريق وزارة الخارجية.
 
> هل يعني هذا انه لو طلب دبلوماسي أميركي أو من أية جنسية لقاءكم ستعتذر؟
 
ـ يأتي عن طريق وزارة الخارجية، وقد طلب مني ذلك وأبلغت وزير الخارجية، كما حاول واحد أميركي أن يأتي إلى هنا مع السفير الأميركي فقلت لهما احضرا معكما وزير الخارجية.. ومن لديه اعتراض على هذا الكلام أو خلاف معه يقول لي.
 
> وهل زارك أحد من الدبلوماسيين عن طريق وزارة الخارجية؟
 
ـ لا.
 
> عدد من عمليات المقاومة في العراق تطول حياة وأرواح العراقيين.. ما موقف الإخوان؟
 
ـ لا شأن لي بهذا، لكنني اعلم أن المقاومة الشريفة صاحبة الهدف الشريف لا تتخذ إلا الأساليب الشريفة، واعلم أن كل ما هو غير ذلك من صنع المحتل، ومن عمل المأجورين، ومن لا أخلاق لهم، المنحرفون عقليا هؤلاء لا شأن لنا بهم، فهؤلاء لا يحاربون محتلا ولكن يحاربون أهل البلاد.
 
> حين يتناول بعض الباحثين والمحللين الدور الأميركي في المنطقة وما قامت به واشنطن في أفغانستان والعراق وتوترها مع سورية، يقولون إن الدور على مصر.. ما تعليقك؟
 
ـ كل شيء جائز وهم يعملون ذلك، فالأميركان يسعون لإذلال مصر وعمل فتنة فيها، وكما رأيت حين جاءت لجنة الحريات الدينية من الولايات المتحدة إلى مصر، لم تأت للبحث عن الحريات بل جاءت لعمل فتنة، مثلما عقدوا مؤتمرا لأقباط المهجر هناك، لم تكن مهمته البحث في مشاكل وقضايا الأقباط بل هدفه الأول إذلال النظام المصري وزعزعته حتى يركع، حتى إذا طلبوا منه شيئا يقول لهم تمام يا فندم، الإخوان لا تؤثر فيهم مثل هذه الحركات المكشوفة.
المصدر : جريدة الشرق الاوسط
 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2284 / عدد الاعضاء 62