اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
12/7/2005 3:47:43 PM
  بنات الرياض      

 

 

رواية (بنات الرياض) تخدش بنات الرياض
 


بنات الرياض

تعلن الفتاة المجهولة التي تولت فعل السرد في رواية "بنات الرياض" الصادرة عن (دار الساقي) للكاتبة السعودية رجاء عبد الله الصانع أنها قررت جمع الرسائل الإلكترونية (الإيميل) التي دأبت على إرسالها إلى معظم مستخدمي الإنترنت في السعودية ضمن كتاب لا تجرؤ على تسميته بـ "الرواية". فما كتبته من رسائل أسبوعية ليس سوى "مجرد تأريخ لجنون فتاة في بداية العشرينات من عمرها" ويصعب تالياً إدراج هذه الرسائل في سياق العمل الروائي. إلا أن هذه "الراوية" الشابة والمجهولة دوماً، حسب عرض للكتاب نشرته "الحياة" اللندنية، مقتنعة سراً أن ما أنجزته هو رواية بحق وإن لم تتقصد كتابتها كرواية ناجزة أو مفترضة مسبقاً. وكان اقترح عليها احد قراء رسائلها (الإيميل) أن تصنع من هذه الرسائل فصولاً لرواية مطبوعة. أعجبها الاقتراح وأخافها في الوقت نفسه، فهي على قناعة أن هذه الرواية ستمنع حتى وإن طبعت في لبنان.

تعتمد الكاتبة تقنية الإيميل والإنترنت جاعلة من "الراوية" الجريئة شخصية حديثة جداً. وقد شغلت هذه الرسائل الإلكترونية الأوساط المحلية وأحدثت ضجة وكتبت الصحف (الرياض، الوطن، الجزيرة...) عن هذه الفتاة المجهولة التي تفشي أسرار صديقاتها اللواتي ينتمين إلى الطبقة المخملية. لعل ذكر الصحف بأسمائها الحقيقية هو ضرب من ضروب الواقعية التي تهيمن على الرواية ككل. كأن "الراوية" (والكاتبة أيضا) تريد أن تمنح رسائلها طابع الحقيقة وإن كانت مختلقة أو متخيّلة. هكذا سترد وقائع كثيرة وأسماء حقيقية. فإحدى الشخصيات (سديم) ستدخل مكتبة "الساقي" عندما تزور لندن وتشتري رواية "العدامة" للكاتب السعودي تركي الحمد وكذلك «شقة الحرية» للكاتب غازي القصيبي و"ذاكرة الجسد" للروائية الجزائرية احلام مستغانمي. وعندما تلتقي بالشاب السعودي فراس في احد المقاهي اللندنية تجده يقرأ "الحياة" و"الشرق الأوسط". هذا الدمج بين الواقعية والمتخيل منح الرواية طابعاً فريداً ورسخها في ارض الحقيقة الملموسة.

تدخل "الراوية" "المجهولة" عالم الفتيات السعوديات ولكن لا لتحدث فضيحة كما خيل إليها بل لترسم لهن صوراً فردية وصوراً جماعية، عبر صداقتهن ولقاءاتهن وحياتهن شبه المشتركة. الشخصيات النسائية (أو الأنثوية) الرئيسة هن أربع طالبات جامعيات»: سديم، قمرة، لميس ومشاعل أو ميشيل. على أن شخصيات أخرى ثانوية تنضم إليهن مثل ام نوير وتماضر، عدا الشخصيات الذكورية التي ستحضر بشدة لارتباطها بالفتيات.

الطالبات الأربع تجمعهن صداقة متينة على رغم اختلاف أمزجتهن وأطباعهن. وعلاقاتهن بعضهن ببعض لن تنتهي إلا في الختام عندما تذهب كل واحدة إلى قدرها. قد تبدو الرواية للوهلة الأولى رواية هؤلاء الفتيات الأربع لكنها ستتحول لاحقاً إلى رواية المجتمع، مجتمعهن كفتيات ومجتمع الرجال والأهل... وإن بدت الفتيات على علاقة وطيدة فيما بينهن، فإن كل فتاة ستعيش خيبتها الخاصة ما عدا لميس التي ستُوفّق في حياتها الزوجية وترتدي الحجاب وتسافر مع زوجها إلى كندا ليواصلا دراساتهما العليا.

ويذكر عرض الرواية الذي نشرته "الحياة" أن رواية "بنات الرياض" لا تخلو من السخرية والطابع الهجائي، فالعنوان أصلاً مأخوذ من أغنية للمطرب عبد المجيد عبد الله، وعنوان الموقع الالكتروني سمته الرواية "سيرة وانفضحت" وهو تحريف لعنوان البرنامج التلفزيوني الشهير "سيرة وانفتحت". ومقدمات الرسائل نفسها حافلة بالهزء والدعابة، كأن تقول "الراوية" في مستهل الرسائل: "سيداتي سادتي..." أو تقول: "بعدما وضعت احمري الصارخ اكمل من حيث توقفت...". والسخرية ستتخلل الحكايات أيضا وبعض المشاهد: مشهد الكاميرا التي تتعطل في العرس، الزفة وخوف العروس من الوقوع، الأغاني...

---

وهذا حوار معها

المؤلف : رجاء بنت عبدالله الصانع
العمر : 23 سنة
حاصلة على بكالوريوس طب أسنان من جامعة الملك سعود 2005
الرياض ، المملكة العربية السعودية



حاورها - طامي محمد



تقول طبيبة الامتياز رجاء الصانع ذات الثلاث والعشرين عن روايتها "بنات الرياض" كتابة الرواية أمتع عمل قمت به في حياتي.هذه المتعة في الكتابة اثمرت عملاً سرديا صاخبا يترصد عوالم الصديقات الاربع بطلات الرواية،ويكشف لحظات الايجابية والسلبية التي تمر بالفتيات في هذه المرحلة العمرية.رواية بنات الرياض هي احدث الاصدارات الروائية في المشهد المحلي وهو العمل المهيأ للجدل والضجيج.واليوم الثقافي تلتقي بكاتبة الرواية رجاء الصانع لتحدثنا عن تجربتها وعن روايتها التي هي (كاترينا) الرواية المحلية.


@ قال الدكتورغازي القصيبي عن روايتك (بنات الرياض) هذا عمل يستحق ان ُيقرأ..وعنكِ (هذه روائية انتظر منها الكثير).هذه العبارة هي مدخل للحوار وهي تمنحك المساحة لأن نتعرف على رجاء الصانع وعلى ملامح تجربتك الروائية الاولى ؟

- بنات الرياض هي كما قالت بطلة الرواية (تأريخ لجنون فتاة في بداية العشرينات).. أشعر وكأنني أبيع القراء تذاكر لدخول عقلي والتجول فيه بحرية! روايتي الأولى هي هويتي الحالية وجواز سفري، مزدحمة بأفكار وأحلام ومخاوف ومطالعات وأحداث جمعتها خلال عمر قصير. هي فضح مشاغب لأسرارنا أنا وصديقاتي، همومنا، أفراحنا، أحزاننا، أمانينا الكبيرة التي لا نعترف بها أمام الغرباء، دموعنا التي لا نذرفها سوى خلف أبواب موصدة.أجد نفسي أقتبس ثانية من روايتي تعبيراً ينطبق علي وهو أنني (اسفنجة) أمتص ما يمر بي من مواقف عابرة في هذه الحياة قد لا يهتم بها الأخرون لبساطتها وتكرارها، وأعصر عقلي بعد فترة أو في حينها على الأوراق الصفراء الملصقة أمامي هنا وهناك، قبل أن أتمكن من امتصاص المزيد.


@ الرواية تحمل عنوان (بنات الرياض)..كعنوان بدلالته الصاخبة والجاذبة للمتلقي الا تعتقدين ان العنوان قد يؤطر عوالم الرواية في اتجاه ما؟

- الرواية تتحدث عن أربع فتيات من الرياض، وعنوانها بسيط وملائم جداً لفكرتها ومحتواها. العنوان والشكل الخارجي الخارج عن المألوف للرواية قد يعطيان انطباعاً معيناً عنها وأنا أحببت أن يدرك القارئ منذ البداية أنه بصدد قراءة نص أنثوي وحديث جداً، ولا بأس من أن يظن من يمسك بالرواية لأول مرة ظن السوء بها لاسمها الملفت وشكلها العصري، لكنني آمل من خلال مضمون الرواية الدونية لكل ماهو غير كلاسيكي من الكتب المطبوعة.



@ تقولين سوف يدرك القارئ انه (بصدد قراءة نص أنثوي وحديث جداً،) ماذا تعنين بالنص الانثوي ..وماذا يعني ان النص حديث جدا؟

- لنفترض أنه تم حجب اسم مؤلفة الكتاب عن القارئ، لن يشك أحد بعد قراءة الرواية بأنها قد كتبت بفكر وإحساس وأسلوب أنثى.. يصعب على الرجل مهما كان حجم تجاربه مع المرأة أن يوغل بداخلها وأن يفهم ويقدر عمق أحاسيسها ويصور مواطن القوة والضعف منها كما يمكنها أن تفعل هي.ومن ناحية الحداثة، فالتكنيك المستخدم في الكتابة والأفكار التي تناقشها الرواية وكذلك الأسلوب واللغة المستخدمين، جميعها تعكس ما نمر به أو يمر بنا من تطور على مختلف الأصعدة.رواية مثل (بنات الرياض).. وإن كانت عصرية في مظهرها، إلا أن هذا لا ينفي كلاسيكيتها في الأعماق.


@ تتميزنماذج الفتيات الاربع في الرواية بالديناميكة والشقاوة وايضا لديهن مكتسبات اجتماعية ومالية..وخبرات حياتية قد تفوق اعمارهن.الا انه عندما تأتي لحظة التماس مع الرجل. نجد الارتباك مع العالم الاخر. هل الرواية تعالج مأزق الفتاة في تواصلها مع الرجل؟

- الرواية تطرح ولا تعالج، لأنني لم أنتهج أسلوب الوعظ والنصح فيها وإنما أثرت قضايا أراها من وجهة نظري الشخصية مهمة وحساسة في مجتمعنا ولا بد من الوقوف عندها والتفكير بجدية بعد أن كانت تعتبر طويلاً من الأمور المسلم بها. إحدى هذه القضايا هي تواصل الفتاة السعودية مع العالم من حولها سواء كان ممثلاً في مجتمع لا تنسجم معه أو صديقات من طوائف أخرى. بالنسبة لـ(معضلة) العلاقة فهي تشغل حيزاً كبيراً من حياة الفتاة خاصة في هذه السن، وهناك الكثير من الأحاديث والقصص التي نتداولها كفتيات يومياً ومناقشتها على أكثر من الصعيد الشخصي.


@ شخصية(ام نوير) يمثل كاركتر المرأة المهزومة من الرجل.ومع هذا نجدها هي الشخصية الحاضنة للفتيات الاربعة.وهي التي تتفهم مأزق المرحلة التي تمر بتلك الفتيات.ايضا هل كانت قصدية في اختيارهذا النموذج من خارج المجتمع. بناء على ماتشير اليه جنسية ام نوير؟

- كي تتمكن امرأة تعاني من كل المشاكل التي تعاني منها أم نوير من العيش في مجتمع يرفضها كان يجب أن تكون على قدر كبير من الاستقلالية والثقة بالنفس وعدم الاكتراث بنظرة الآخرين لها، ومثل هذه الصفات -خاصة الأخيرة منها- يصعب توفرها في نموذج من داخل المجتمع، وقد يصعب توفرها في أم نوير نفسها لو كانت تعيش في مجتمعها الأصلي.



@ الساردة التي استعانت بحكاية قائمة المراسلات البريدية لتتحايل في سرد حكايات الفتيات.هل هي كانت تمارس دور الحكواتي بشكل عصري.حيث يتوافق مع معطيات الحياة .مع ملاحظة ان الساردة تبث حكاياتها لشخصيات مجهولة .في هذه المسألة كيف رؤيتك لحضور هذا التكنيك الروائي؟

- ألا ترى معي أنه قد حان الوقت ليعكس فن الرواية واقعنا المحلي المعاصر؟ حياتنا اليومية تعتمد على الإنترنت والرسائل الإلكترونية أصبحت الطريقة الأولى للتواصل، وبما أن روايتي تصور الواقع فقد ارتأيت استخدام الانترنت والإيميلات كعنصر أساسي فيها، وتكنيكي في الرواية يعتمد على عنصر التشويق بين الفصول (أو الرسائل) واستخدام أسلوب السرد القصصي بشكل عام مع إدراج تعليقات شخصية خارج السرد (مقدمات الإيميلات) وهذا ما وفرته لي تيمة الرسائل الإلكترونية. رغم صعوبة هذا التكنيك الذي ابتدعته لنفسي خاصة من ناحية تسلسل التواقيت الزمنية للأحداث بين إيميل وآخر مع أن كل إيميل يتعلق بشخصية مختلفة عما يليه، رغم هذا فقد استمتعت كثيراً بكتابة هذا العمل وأتمنى أن يصل إلى القراء بالشكل الصحيح.


@ في كل (ايميل) تبعثه الساردة كانت تستعين باقتباسات مختلفة وتتداخل مع اعضاء (القروب/المجموعة) حول ردود افعالهم،كذلك كان تعليق الساردة يأتي طريفا وبعفوية وما ان تبدأ الحكاية حتى تعود الجدية في السرد.هذه اللعبة السردية كيف تصفين ملامحها في الرواية؟

- عنوان الرسالة أو الإيميل، والاقتباس، يحرضان القارئ ويهيئانه لمحور الرسالة، وقد يرغب القارئ بالعودة للاقتباس مرة أخرى بعد قراءة الإيميل.العنوان، ثم الاقتباس، ثم تعليق الساردة قبل أن تبدأ الحكاية، جميعها تخلق رتماً تصاعدياً في روح الرسالة لتبدو وكأنها عزف منفرد في مقطوعة طويلة.. هذه اللعبة التي صنعتها بأدواتي البسيطة جعلت من كتابة الرواية أمتع عمل قمت به في حياتي.. وحبي لهذه الرواية وما تناقشه من مواضيع تهمني كفتاة سعودية هو الذي دفعني لإتقان رسم الشخصيات المركبة والتركيز على التفاصيل الدقيقة للرواية والتي سأناقش بعضها معك لاحقاً.
مقدمات الرسائل جعلت القراء يسألون بعضهم بعضاً عما إذا كان أيهم قد حصل على إحدى هذه الرسائل حقيقة خلال السنة الماضية! فأنا كنت أتخيل ردة فعل القراء على الساردة بعد كل رسالة وأحاول أن أتفاعل مع هذا الخيال حتى أصل بنفسي إلى مرحلة التصديق! كما أن هذه المقدمات ساعدتني على إبراز وجهة نظري وتحليلاتي الشخصية لبعض المواقف والأمور والشخصيات والتي حاولت جاهدة تنحيتها أثناء سرد القصص حتى لا أتهم بالانحيازية وحتى لا أضلل القارئ أو أؤثر على رأيه في كل فتاة أو موقف.


@ عندما نتأمل شخصيات الرواية نجدها تحمل التضاد.وليس هناك شخصية مطروحة كأنموذج. فالشخصيات ملامحها تحمل الايجابية والسلبية. فما مبرر غياب الشخصية النموذج في الرواية؟

- هذا أحد التفاصيل التي حاولت مراعاتها أثناء الكتابة، ولم أكن أدري أن الكتابة نفسها تستدرج القارئ لأن يؤطر أبطال عمله ضمن إطاري السلبية أو الإيجابية.. فقد لاحظت أنني أندفع أحياناً للتركيز على إيجابية إحدى الشخصيات حتى أفاجأ بها وقد بدت (مصطنعة)، فأقوم بالمراجعة والحذف والغوص في طبيعة الشخصية لأتمكن من تصوير الموقف بإتقان أكبر ودون إبراز الشخصية على أنها نموذج بعيدعن الواقعية، فالتضاد ضمن الشخصية الواحدة موجود بداخل كل فرد منا، والتضاد بين الأشياء يساعد على لفت انتباه القارئ ليفكر فيما يقرؤه بمنطقية أكثر.


@ شخصية (لميس)التي كانت تهتم بالابراج وتبدو ذات تفكير عقلاني.هي الوحيدة من الفتيات الاربع التي استطاعت ان تكون علاقتها ايجايبة وتجد النجاح في حياتها الزوجية . هل تؤكد الرواية على ان المناخ المحلي لا يطرح العاطفة كمبرر لنجاح الحياة الزوجية؟

- نعم.. للأسف إن المناخ المحلي لا يطرح العاطفة كمبرر للحياة الزوجية، حتى أننا كفتيات، ومع أننا نحلم بالحب ونناقشه بلا ملل أو انقطاع، إلا أننا صراحة لا نتوقع الكثير بشكل عام على صعيد العاطفة. الفتاة السعودية تحلم بنوع خاص من الحب يناسبها، حب طاهر يملأ قلبها وينتهي سريعاً بالزواج ويستمر مدى الحياة، لكنها تصطدم بواقع قاس ٍ يفصل باستمرار مابين الحب والزواج، ويضع للزواج شروطاً أهمها التوافق الاجتماعي والمادي وموافقة الأهل، مع إهمال الحب جزئياً وفي أغلب الأحيان كلياً.لكن لميس كانت محظوظة بالحصول على كليهما معاً، والمبرر لذلك وفق معطيات الرواية كان تفكيرها العقلاني قبل كل شيء، وتعاطيها مع حبها بحنكة وتدبير دون اندفاع كبقية صديقاتها، كما أن تربية نزار وطبيعة البيئة التي نشأ فيها (البيئة الحجازية) أرق من بيئة بقية الأبطال (النجدية الصحراوية!).

@ نماذج الشباب في الرواية يتم تجميلهم في البدايات بالثقافة بالتعليم العالي وبالوسامة كفراس،راشد ،فيصل.ولكن وبعد ان يتم التوغل في اعماقهم يتم تجريدهم من كل المحسنات التي تزينوا بها في البدايات. ماذا يعني هذا الفضح المتأخر لنماذج الشباب في الرواية؟

- الصديقات الأربع وغيرهن يقعن دائماً في مصيدة الانطباعات الأولى، نظراً للظروف الصعبة التي تغلف تعاطيهن مع الجنس الآخر. في لقاءاتنا، نتحدث نحن البنات عن الشباب بحماس وأمل طاغيين في بداية الأمر، ثم نحولهم بأنفسنا إلى مخلوقات بديعة خالية من كل النواقص والعيوب، ثم نشرع في تناول أخطائهم التي كنا لا نلتفت إليها قبل ذلك، وفي النهاية نناقش سلبياتهم أو إيجابياتهم التي تنتهي بها العلاقة.


@ الحب بحالته المحلية نجده حاضرافي الرواية بكل طقوسه. وبذات الرتم الشبابي الذي يتم تداوله على مستوى الجيل الحالي.هل نقول الرواية رصدت الطقس العاطفي بكل بتفاصليه.وهو يعد انقلابا على الطرح الروائي في روايات محلية اخرى كانت تجلب طقسا مستعارا للنموذج العاطفي؟

- نجد الحب حاضراً بقوة في كلمات أغانينا، على أوراق محاضراتنا، في رسائل هواتفنا النقالة، في أحاديثنا اليومية، وعلى رأس قائمة همومنا وأحلامنا، فلم نجده غامضاً ومهمشاً في رواياتنا؟(بنات الرياض) رسائل حب (منهن) (إليهم).. توصل للقارئ، والزوج والأخ والأب مشاعر(هن) التي قد لا يعرفون عنها شيئاً، وطقوس الحب المحلية التي نراها حولنا كافية بل أكثر من كافية لتصوير الحب المحلي على حقيقته، دون الحاجة للاستعانة بطقوس غريبة لا نقوم بممارستها في مجتمعنا.


@كان بناء الشخصيات متقنا جدا.وهناك اشارات ومواقف تسند هذه التفاصيل . فنلاحظ مثلا (سديم) عندما كانت تكتب في مذكراتها خواطرها النثرية كانت تكتب بمستوى كتابي ضعيف. وعندما كانت قمرة تظهر عجزها في مواجهة بلل طفلها الرضيع كانت ايضا تلك اللقطة تشي بضعفها. ..قمرة كانت النموذح الاكثر ضعفا في الصديقات الاربعة. بينما كانت شخصية ميشييل تقترب من شخصية سديم . وان كانت سديم حظيت بمساحة كبرى في السرد. هل تحدثينا كيف تم رصد هذه التفاصيل في بناء الشخصية.. وبين ضعف قمرة وتماثل شخصية سديم ومييشل. كيف كان انحيازك لتلك الشخصيات؟

- دقة ملاحظتك يا طامي تثلج الصدر. سديم كانت فتاة متعادلة نفسياً، صدمتها في حبها الأول جعلتها تدمن الوحدة والبكاء والأغاني الحزينة، ثم جاء الحب الثاني الذي كان أكبر مما يسعه قلبها فألفت نفسها تفرغ مشاعرها لأول مرة على الورق في خواطر نثرية وأبيات شعرية غير موزونة من أجل أن يقرأها فراس وحده. بينما كانت قمرة قريبة من شخصية سديم من الداخل إلا أنها كانت تعاني من ظروفها القاسية ومن عجزها على التمرد على هذه الظروف، بعكس ميشيل المتمردة على كل شيء من حولها، ولميس التي ساعدتها الظروف على تحقيق ما تريد بلا خسائر كخسائر صديقاتها.وأنا ككاتبة الرواية، أعشق هؤلاء الفتيات الأربع بكل ما فيهن من تناقضات وبكل ما يشبهنني به من تفاصيل صغيرة، وأنحاز بداخلي رغماً عني لكل واحدة منهن أثناء سردي لقصتها.


@ الصديقات الاربع اللاتي ينتمين الى الطبقة المخملية، اذا ما نزعنا عنهن قشرة المال والوجاهة الاجتماعية،نجدهن يتساوين مع بقية البنات اللاتي في ذات السن.فالطبقة المخملية في المجتمع لم تؤسس لها بعد طقسا يتشابه مع طقوس الطبقات المخملية في دول اخرى. اليس من الاجدى ان تكون صياغة نموذج الصديقات الاربع بدون تأطيرها في طبقة اجتماعية محددة؟

- البعض يقول أن الفئة التي تحدثت عنها لا تمثل سوى 5 أو 10% من بنات الرياض، والبعض الآخر مثلك يا طامي يقول أن الصديقات الأربع يتساوين مع بقية البنات في ذلك السن، وأنا أرى من حقي الدستوري أن أكتب عملي الروائي الأول عن فئة أستطيع التعبير عنها بشفافية والغوص في نفسية أفرادها وتحليل شخصياتهم، فالأدب كما كتبت لي صديقتي في سجل الزوار بموقعي، يبدأ بالخصوص وينتهي بالعموم، بعكس جميع العلوم الأخرى التي تبدأ بالعموميات وتنتهي بالتخصص.


@ الحوار اتكأ على اكثر من لهجة.وعلى مستويات متعددة.هذا التباين بين اللهجات كيف تم اتقانه الى هذا المستوى . حيث نجد لميس وهي تتحدث بلهجة مغايرة تماما للهجات صديقاتها الثلاث؟

- أنا من أنصار الحوار في الروايات، خاصة إذا كانت الرواية تعتمد على الحدث وليس على اللغة الشعرية. من هنا فكرت أن أطوع اللهجات المحلية المختلفة لإيصال بعض المعاني للقارئ، فمن يقرأ حواراً بين الفتيات الأربع يدرك أيهن المتحدثة من خلال لهجتها ودون أن أضطر لذكر اسمها، كذلك أردت أن أبين أن الاختلافات مازالت موجودة حتى ضمن الفتيات اللاتي نشأن في نفس المنطقة منذ الصغر، فترى قمرة على سبيل المثال تتحدث مع صديقاتها بلهجة (أقل قصيمية) من تلك التي تتحدث بها مع والدتها أو مع راشد.


@ طارق الذي يظهر في مساحة محدودة من الرواية . الا انه وعلى طريقة الممثلين الموهبين الذين يظهرون في الفيلم للقطة واحدة وينغرس حضورهم في ذاكرة المشاهد .وذلك عندما يبدأ في سرد حكايته مع سديم . ذلك المشهد كان مكتوبا بحب. وبرؤية سينمائية .هل تحدثينا عن ذلك المشهد وكيف تمت كتابته؟

- لم أتوقع كل هذا الحب والتعاطف مع طارق من خلال ذلك المشهد القصير من الرواية، ولكن يبدو أن بطل الظهور الواحد سيحصل على مساحات وأدوار أكبر في الأعمال القادمة! أردت في هذا المشهد إبراز حقيقة مؤلمة وهي أن طيبة الشخص وأخلاقه العالية لا تكفلان له السعادة والحصول على الحب، فرغم هيام طارق بسديم ونضجه في التعاطي مع ماضيها، إلا أن قلبها ظل ملكاً لمن هو أقل منه بكثير نضجاً ونبلاً وشهامة.من ناحية أخرى، هذا المشهد قد يحدث في حياة أية فتاة بشكل أو بآخر، فالفتاة على عكس الشاب قد تجد نفسها فجأة مطالبة باتخاذ قرار يتوقف عليه مصيرها دون أن تكون قد خططت له مسبقاً، ومن هذه القرارات المفاجئة ما يتم حين يتقدم شاب غريب لطلب يد الفتاة. بدون مقدمات، تجري الأحداث متسارعة من حول الفتاة التي تطالب بأن تقف بعيداً متفرجة ببرود حتى يأتي دورها في نهاية المشهد، مع أنها كانت حتى وقت قريب تفكر في أمور بعيدة كل البعد عن هذا القرار، لكنها طريقة التعاطي مع الفتاة على أنها متلقية دوماً لا بادئة بالفعل.

---

 

منقول


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4091 / عدد الاعضاء 62