اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
5/23/2004 12:00:00 AM
  الإصلاح في المملكة السعودية....      

لقاء إيلاف الأسبوعي
(7) الأمير طلال بن عبد العزيز: العجلة بدأت تدور ولن يستطيع أحدٌ إيقافها
السبت 22 مايو 2004 05:08
أعد الملف سلطان القحطاني
 
الأحادية الفكرية ليست مشكلة سعودية بل عربية
تغيير المناهج أمر حتمي وأبارك ما حدث في منتدى جدة

ولد الأمير طلال بن عبد العزيز سنة 1353هـ في مدينة الطائف، حيث أثر الزمان والمكان بعمق في تكوين شخصيته، فشب محباً لعمل الخير مؤمناً بضرورة التضامن مع الفقراء.
تقوم فلسفة الأمير طلال في عمله الإنساني على قناعته القوية بأن التنمية البشرية وحفظ كرامة المحرومين في العالم يمكن أن يتم تحقيقها فقط من خلال الاستثمار في الإنسان. وهي فلسفة تساعد على تعزيز الجهود الإنمائية المتواصلة التي يبذلها وهي فلسفة تساعد على تعزيز الجهود الإنمائية المتواصلة التي يبذلها المجتمع الدولي في مجابهة التحديات التي يواجهها ملايين الناس في العالم.
ولقد كرس الأمير طلال حياته للعمل على الأخذ بيد الفئات الفقيرة، خاصة النساء والأطفال في المجتمعات النامية. و بذل في ذلك جهوداً حثيثة أثمرت إنجازات كبيرة جعلته من أبرز الشخصيات العربية والعالمية المعروفة بنشاطاتها وإسهاماتها الهامةفي ميدان التنمية وبخاصة التنمية البشرية المستدامة

لا يمكن أن يمر موضوع الإصلاح دون أن تلـوح الأنامل للأمير السعودي طلال بن عبدا لعزيز ليتحدث بصراحته المعهودة عن الإصلاح والشعب والديمقراطية. كان الأميرُ كريماً جدا كعادته، ومبهراً بغزارة إطلاعه على النظم السياسية في أنحاء العالم، نحنُ معه الآن فلنرهف السمع:

 
* مـن أين يجب أن يبـدأ الإصلاح؟
ـ الإصلاح دائما في دول العالم الثالث يبدأ بالإصلاح السياسي، ويتبعه عدة إصلاحات منها الإصلاح الاقتصادي أو الإصلاح الاجتماعي ومن ثم الإصلاح في التعليم. وهناك أوجه متعددة لهذا الإصلاح، ولكنني دائماً أقول أن الإصلاح لا يأتي مجزأ أبدا، والإصلاح لا يعني الترقيع في هذا الموضوع أو ذاك، ولكنه أيضا يأتي متدرجاً، نحن ضد الطفرة أو الإسراع في مثل هذه الإنجازات، يجب أن تأخذ مداها وتأخذ وقتها، وخاصة في مجتمع مثل المجتمع السعودي له تراكماته الماضية منذ مئات السنين ومن الصعب أن نجد لها حلولا سريعة، أقصد سريعة التنفيذ، ولكن لا يعني ذلك البطء بشكلٍ يجلب الملل أو الإحباط. المطلوب من وجهة نظري هو إعلان منهج أو برنامج يشتمل على أوجه هذه الإصلاحات، بمختلف أشكالها والالتزام بها، حتى ولو لسنوات معدودة

 
* ألا تعتقد منهج الحريات البطيئة عائقا في وجه الإصلاح، والتباطؤ التنفيذي لها؟
ـ الحريات العامة هي جزء أصيل من الإصلاح السياسي، أنا لا أتصور أن هناك إصلاحاً سياسياً دون أن يواكبه انفتاح في مجال الحريات وهذا من الأمور الأساسية التي يجب أيضاً أن نركز عليها. أنا أتذكر عندما كنا في الحكم مع الملك سعود أوائل الستينات أعطيت وسائل الإعلام شيئاً من الحرية، وكانت هناك مدرسة ضمن الحكومة تعارض حتى هامش الحرية الذي أتحناه ذلك الوقت، وفوجئنا ببعض المطبوعات الصحافية في الوسطى والغربية والشرقية، أنها تجاوزت فعلا حدودها، وقامت هذه المدرسة المحافظة التي تعارض هذا الهامش من الحريات ووجهت خطابها الي شخصياً: هذه هي الحريات التي تريدها، أتذكر في ذلك الوقت تطرقت الصحف إلى أمور شخصية وعائلية يرفضها أي مجتمع، وخاصة المجتمع المحافظ، وحدثت مبادرات مني شخصيا عن طريق أمير المنطقة الشرقية ذلك الوقت، حتى لا ينتشر مثل هذا الوباء الذي أصابنا ذلك الوقت للأسف من أشخاص لم يكونوا جديرين بأن يحتكموا على هذه المساحة من الحرية التي أعطيت لهم وهذا مثال أضربه لك، ولذلك الحريات التي دعونا إليها يجب أن تواكب الانفتاح والإصلاح السياسي، إنما كلها يجب أن تكون حريات مسؤولة، والإصلاح السياسي يجب أن يكون المطالبين به يعلمون أنه يجب أن يكون بضوابط معينة في بدايته، حتى أنه مع الأيام والأشهر والسنين والممارسة التي يمارسها المواطن السعودي في هذا الحقل أو ذاك يدفعه الى وعي واجباته ومسؤلياته وبالتالي هو الذي يحافظ على هذه المكاسب، اعتقد هذه هي المنطلقات التي دعونا إليها وندعو لها في الوقت الحاضر، بما يختص بالإصلاح السياسي أو بالنسبة للحريات عموماً.

مطالب الشعب والخضيري والقبيلي وصفر سبعه
 * ومار أيك بالمطالبات الشعبية بالإصلاح؟
 ـ مثل ماذا؟
* الوثائق التي يرفعها مفكرون وإصلاحيون للقيادة.. هل تعتقد أنها عملية صحية؟
ـ بعضها جيدة والبعض الآخر ليس بالجيد مطلقاً، أنا من وجهة نظري كان يجب أن تكون المذكرة مذكرة تذكير صاحب القرار بالرسائل التي بعثت للقيادة في وقت سابق، أما عندما يأتون ويقولون (ملكية دستورية شرعية) أنا أسألهم: ما الذي تقصدونه بالشرعية؟، إذا كنتم تقصدون شرع الله ورسوله فليس هناك ملكية دستورية، وإذا كانوا يقصدون ملكية دستورية مثل الدانمرك والسويد وبريطانيا وغيرها من الدول فهذا المطلب مطلب استعجالي وليس حاليا، هذا مطلب لا يطلب في دولة حديثه عمرها لا يتجاوز سبعين سنة، وأيضا لا تنسى بان السعودية دولة متسعه بالمفهوم الجغرافي، وفيها المناطق المختلفة واللهجات المختلفة في هذه المناطق، لا تزال عندنا جازان والحجاز ونجد والجوف وكذا وكذا، يعني لا تزال هذه موجودة في النغمة السعودية، وأيضا نسمع من يقول منطقة صفر سبعه، وأيضا التفرقة بين مائة وعشرة ومائتين وعشرين، ولا نزال نقول هذا قبلي وهذا خضيري.... هذه موجودة في المجتمع السعودي وغير موجودة في المجتمعات الأخرى، كل هذه يجب أن ندركها ونجعلها في بالنا، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك إعلان على منهج وبرنامج تلتزم به الدولة بعد دراسات معظمها جيد ومقبول، إنما يجب أن تُحال كل هذه الأمور إلى مجلس الشورى.
 مجلس الشورى فيه عناصر جيدة ووطنية من مختلف المهن ومختلف الفئات. كل هذه الأطروحات والأمور تحال إلى المجلس ويدرسها بتأن وبشكلٍ جيد ويرفعها إلى الجهات المعنية والمسؤولة في الدولة حتى تنظر فيها وتعمل على إصدارها، أنا اعتقد أن هذه الخطوات التي يجب أن تتم بهذا الشكل لا ان يقول لك... في سنه كذا يحدث كذا، بعد سنه يحدث استفتاء، هذا أمر قد سمعناه، هم عليهم أن يقترحوا وعلى الجهات المعنية أن تعين وتحدد المواعيد، ولكن الجواب على هذه الأمور يجب أن يأتي من مجلس الشورى. العناصر الموجودة في مجلس الشعب من كل المناطق من الجنوب والغرب والشمال وهذه العناصر يمكن أن تبحث هذه الأنظمة: النظام الأساسي للحكم، نظام المقاطعات المقبل، نظام الانتخابات المقبلة، فيما يختص بالبلديات يقال مثلا هناك طرح انتخابات في ما الذي تعنيه انتخابات في المناطق..انتخابات عامة ستحصل يوم من الأيام نحنُ نعلم أنها آتية لا ريب، لكن الانتخابات كيف ستكون هي جزئية أو كاملة هذا ما سيقرر فيما بعد ويكون هناك انتخابات، هذا يعني أننا نعيش في جو انتخابات مستمرة ونحن لا نعرف. نحن منطقتنا في نجد ونجد هي أساس الوحدة في المنطقة العربية السعودية، هذه المنطقة لم تري الحضارة في تاريخها أبداً، إنها تمتد من وادي الدواسر إلى حائل تقريبا، هذه لم تري الحضارة، هذه صحراء قاحلة موحشة مشمسة، هي محرقة جدا حتى وإن كانت مليئة بالماء، إذن منبع الوحدة في السعودية والمملكة جاءت من هذه البقعة التي يسمونها المنطقة الوسطى.

 
المجتمع السعودي والمؤسسة الدينية... من السبب
* هل تعتقد أن المجتمع المدني السعودي - لو فرضنا وجود مجتمع مدني بالمعنى المعروف - هل هو مهيأ بهذه الإصلاحات أم انه يحتاج وقتاً للتخلص من بعض التراكمات التي لديه كما تفضلت: قبلي، خضيري يعني في تميزات عنصرية؟
ـ صحيح هذا قد طرح، هناك بعض الفعاليات السعودية ترى مثل هذا الرأي وتقول إذا لابد أن يأخذوا الأمور بشكل هادئ، هناك مدرسة من المدارس التي اشتركت بطرح هذا الرأي، على كل حال الآراء والأفكار المتشعبة تطرح من هنا وهناك ولو أنها أحيلت إلى المجلس لبحث: هل الإنسان السعودي مستعد إلى انتخابات مباشرة كاملة مثل بعض الدول التي أجرتها لا سباب ليس هذا مجال ذكرها ألان، وهي من البلاد المجاورة لها مبرراتها كيف تمت هذه الخطوة بشكل سريع هذا ليس مجال الحديث عنها لكن تقول إن كل هذه الأمور عندما تطرح للنقاش في مجلس الشورى سوف يتطرق إلى جميع هذه الجوانب وهذه الأسباب وستأتي الآراء فيها، يعني مثلا لو تعمل الآن انتخابات مباشرة أتصور أن الذين سوف ينتخبون فئات مختلفة لم تكن حقيقة ذات جدوى حسب ما يراه البعض فيما يختص في هذه المجالات الدستورية، أما الإصلاحات الأخرى التي يتحدث عنها المواطنون في مختلف المملكة فهي إصلاحات مختلفة مثلا يتكلمون: لماذا لا تكون هناك ضرائب، هناك مثلا البنوك تكسب آلاف البلايين سنويا وللأسف بكل صدق معظم هذه البنوك لا تساهم في النشاطات الاجتماعية من ناحية تبرعات أو إنشاء مشاريع اجتماعية تخدم الإنسان السعودي وبالتالي الدولة تعتمد علي مصدر واحد وهو البترول، يوجد هناك اشخاص كثيرون في مناصب دستورية يدرك ن المعاني التي من خلالها يمكن أن يطرحوا هذه الأفكار وهذه الطلبات يجب أن يكون هناك ضرائب علي رؤوس الأموال في السعودية ويأتي من يحاول إخافتنا يقول لك: إذا عملتا ضرائب نشيل أعمالنا ومصانعنا إلى بلاد الخليج الأكثر انفتاحا ولا تأخذ منا ضرائب، أنا جوابي لهذا أقوله أتفضل، إذا كان من مصلحتكم انتم إذا فرضت عليكم الضريبة أو شي من هذا القبيل أردتم أن تنقلوا رؤؤس أموالكم إلى بلاد أخرى أهلا وسهلا نحن هنا اقتصادنا حر، عندنا كثير من الأموال ذهبت إلى أوروبا واستثمرت هناك ما احد قال لهم لا لان الاقتصاد السعودي قوي وكل إنسان يستطيع أن ينقل أمواله من هنا إلى هناك في شي من الربح، لان الأموال المحصلة في السعودية لكثير من الأغنياء هي تلك الأموال الناتجة عن مشاريع الدولة أو عن الباب السادس إلى هو 138بليون ريال سعودي البند الثالث المرتبات والذي ينقل أمواله اليوم سيكون هناك له بدلا في السعودية ويحصل علي هذه الأموال وسوف يعرف ويعلم أن هؤلاء الذين تحركوا ونقلوا أموالهم كانوا مخطئين، وهناك شكوى من البيروقراطية المعطلة في الدوائر الحكومية في وجه الاستثمار المحلي أو الأجنبي هناك شكوى من بعض الأنظمة والقوانين المعيقة لمثل هذا الاستثمار احد المسولين صرح منذ بضعت أسابيع أو يزيد في هيئة الاستثمار السعودي وقال نحن تواجهنا 14 عقبة وشرحها، إذن الإصلاح الاقتصادي أو المالي في السعودية يحتاج إلى تذليل هذه الصعاب ومنها التأشيرات أنا حينما ادعوا أي شخصية كبيرة ولها مكانتها في أي مكانا ما في العالم أقول يأتي تحت كفالتي على الرغم من أنني شخصيا اذهب إلى أي مكان في العالم ولا احد يكفلني، يعني لو العالم عاملنا بالمثل لما سافر أحد من السعودية إلي برى إلا بكفيل، هذه الأمور يجب أن ننظر لها حتى أن تباح الفرصة للاستثمار الوطني السعودي أو تلك الأموال المهاجرة السعودية أعادتها إلى هنا لان هذه الأموال لا تعاد بمرسوم أو أمر وإذا وجدت المناخ الاستثماري متاحا لها والبيئة مهيأة هي بنفسها تعود وكذلك هذا من الإصلاحات المطلوبة، هناك مشكلة من المشاكل التي نعاني منها كثيرا وهي عمل المرأة.... عمل المرأة لا يزال هناك الكثير من اللغط فيما يختص بهذا الأمر وهنا أنا اعتقد أن الأمور محلوله ولا تحتاج إلى كثير من الطرح، لأننا نرى البلاد الإسلامية كلها من حولنا المرأة تعمل بجانب الرجل، يا سيدي بهذا الكلام ننزع الثقة من نسائنا ومن بناتنا بدلا من إن نزرعه في نفوسهن بدلا من إن تحقق الاستقلالية الذاتية والاعتماد علي الله سبحانه وتعالي وعلي نفسها نشكك فيها بهذا الطرح الغريب، الممنوع شرعاً هو الخلوة، أم اليوم مهم فعلت السعودية لا يزال فيها اختلاط بشكل أو بأخرى لكن السؤال المطروح هل نحرم المرأة أو زوج المرأة أو ولد المرأة من عملها هل نحرمها إن تركض وراء عيشها؟
المرأة كانت تسوق الجمل والمواشي في الوقت الذي لم تكن توجد فيه السيارات، يعني أنا مع الرأي الذي قال لو إن السيارة موجودة أيام الرسول لربما سمح لها كما سمح لعائشة وزوجاته ركوب الجمال... هل اخرج الناس من رزقهم هنا في السعودية في الرياض 7 فتيات ونشرت في الصحافة انهن بدأن يشتغلن خادمات في المنازل بـ 800 ريال وايش 800 ريال لكن معني ذلك انهن بدأن يكسبن عيشهم بالحلال الشريف ولربما حرمان المرأة من العمل الشريف يؤدي إلى طرق غير شريفة، هذه يجب أن ننتبه لها، في مكة 45 فتاة بدأن يعملن في البيوت، فالناس الآن مع غلاء المعيشة أصبح الإنسان السعودي يبحث عن المرأة العاملة حتى تساعده في مصروف البيت، لان المعيشة اختلفت علما انه في السابق كانت الأحوال بسيطة ومحدودة في ذلك الوقت والأعمال ليست كبيرة ومع ذلك كانت المرأة تعمل جنبا إلى جنب الرجل، في ذلك الوقت كانت هي التي تطبخ هي التي تعمل في البيت، اليوم العاملات في بيوتنا ليس فتياتنا لكنهم أجنبيات بل بالعكس نجد أن السائق الأجنبي صار هو المحرم في البيت يدخل البيت من أوله إلى آخرة وهو رجل هل هذا يجوز شرعا، هذا لا يجوز شرعا لو استغنيت عن هذا السائق أليس هذا اضمن لأهلنا وبناتنا والآن بناتنا يسوقوا في البادية ما هو الذي حلل لهم البادية وحرم عليهم المدن، هذا الكلام لا يقبله منطق ولا عقل لذلك الأمور هذه في رأيي أنها تحتاج إلى قرارات سياسية هناك أمور كثيرة لم تتم إلا بقرار سياسي، الراديو واللاسلكي و السيارة البعثات الأجنبية عندما أتت تبحث عن المعادن كان هناك ثورة اسمها ثورة السبلة سنه 1929 قامت الدنيا كلها ضد الملك عبد العزيز لكنه اتخذ القرار السياسي لأنه رجلٌ بنى هذه المملكة على أسس الشريعة الإسلامية وصارت عندنا كل هذه التقنيات، عندما طرحت مدارس البنات والتلفزيون كل هذه الأمور اتخذ فيها القرار السياسي لان الحاكم هو حاكم شرعي يعني هو ولي الأمر بالنسبة للشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة فهل هناك شك في هذا الحاكم هل هناك شك في دينه أو في توجهاته الشرعية، إذا هو محل ثقة في الشؤون الإسلامية، القاضي هو ولي الأمر لكنه يتنازل عن هذه الصلاحية للقضاة العاديين هذا مبدأ في الشريعة الإسلامية، ولي الأمر هو القاضي فنحتاج إلي مثل هذه الأمور إلي قرارات سياسية اعتقد إن المواطن السعودي يتقبل مثل هذه القرارات لأنها تخدم العامة ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين، نحن اليوم بعد 11 سبتمبر، نحن اليوم بعد هذه المقاضاة الدولية والإرهاب هنا وهناك كل هذه الأمور تدعوا إلى أن نعيد النظر في كل أمورنا ومسائلنا، نأتي إلى موضوع المناهج، وأنا اسمع بالفضائيات كثيرا من الندوات انه بضغط خارجي أنا اسمع عن هذا الضغط لكن هناك مطالب وطنية من المواطنين السعوديين وعرب يطالبون بتعديل هذه المناهج أو تعديلها أو إضافة أمور محدثة إليها قبل 11 سبتمبر ولكن بعدها تحرك العالم وصار كل شي يفعله المواطن لبلاده يقال هذا حدث لان هناك ضغطا خارجيا، أنا رأيت في احدى الفضائيات نقاشا عن هذه المناهج، أحدهم يقال انه من الأصوليين والثاني يقال ليبرالي وحدث بينهم نقاش شديد وقال له المذيع أنت لما تقول انه بضغط خارجي يا سيدي نحن كنا نضغط لكن لماذا لم تغيروا مناهجكم قبل 11 سبتمبر، قبل الضغوط في احد ضغط عليكم لا احد، نحن نعرف أن هناك نقص مثل الدروس والحصص هذه أول مرة اسمعها وهي جيدة وذكرتني بحقيقة أن الكتاتيب في ذلك الوقت كان يحفظ القران والتفسير والأحاديث أما الأمور الدنيوية والأشياء هذه يجب أن تكون بطرق حديثة كطريق الحوار بين الأستاذ والتلميذ، تغيير المناهج أمر حتمي وليس فقط تغير المناهج ايضا إعادة النظر المستمر للمدرس لأنه ما يجعل هؤلاء الطلبة يشحنون بهذه الأفكار المتطرفة إن وجدت كما يقولون ليس مما بقراءة فقط لكن مما يلقنه الأستاذ.

 
* هل تعتقد إن المؤسسة الدينية السعودية هي عقبة ضد إجراء إصلاحات؟
ـ والله معظمهم لا، ولكن أنا شفت بعض طرحهم في المذكرات التي نشرت. إخواننا في المؤسسة الدينية متخوفون غالبا. ويعملون بمبدأ سد الذرائع، نقول "لا" من الآن لئلا ينفتح الباب علينا. نقول السيارة سوقوا السيارة يا سيدات ولكن ماذا عن المطالب اللي بعد السيارة وأنا أجاوب لهم نعم المطالب لن تنتهي كل مطلب يتحقق سوف يكون وراءه مطلب أو مطلبين أو ثلاثة وهذه طبيعة البشر ليس كل مطلب سنوافق علية إذا وجدنا أن هذا المطلب لا توافق مع شريعتنا الإسلامية نقول لها لا، نحن من يقول لها لا هذه البلاد غارت عليها الشريعة الإسلامية وسوف تبقي كما أريد لها بإذن الله وهناك ثوابت وهذه من الثوابت ولهذا أنا اعتقد أن المعارضة هي معارضة شكليه ولم تصل إلى العظم كما يقولوا حتى الآن.

 
* المذكرة التي قدمت لولي العهد من قبل إصلاحيين سعوديين وطالبوا بملكية دستورية، هل تعتقد أن هذا المطلب حالم وخيالي وغير مناسب لهذه المرحلة؟
ـ أنا اعتقد انه ما كان يجب أن يقدموا هذه المذكرة وهذه هي التي تفضلت بها أنا في رأيي لو أنها كتبت بطريقة تقول لصاحب القرار: لماذا أهملتنا نحن نرجو أن تحرك الموضوع لأنك وعدتنا بهذا، وكنت متوافقا مع الأمير عبد الله في خطابه الأخير أنا أتوافق معه تماما، يا جماعة نحن مع الإصلاح لكن هناك خطوط حمراء لا تتجاوزوها، العالم كله فيه خطوط حمراء وخاصة العالم الثالث ولكن عندما تأتي تعين أنت بمطالبك المواعيد وتحددها إذا ما هي وظيفتي أنا الحاكم طالما أنت عملت المذكرة واقترحت وحددت وبعد قليل ستنفذ وتطبق إذا أنا ما عاد لي دور. نحن كنا من سنه 1844 منذ إنشاء الدولة السعودية الأولى إلى الآن هناك عوامل يجب أن نحسبها بتوجهنا وبعد ذلك يأتي الغرب يقول لك الدول الشمولية الدول الديمقراطية وأنا ضد كلمة الديكتاتورية والشمولية منذ أن خلقني الله وهي تسبب لي التقزز، هذه ستفرز لنا في مجتمعاتنا المزيد من الإرهابيين، احدهم كتب في إحدى الصحف - وهذا الذي كتبها هو ضد التوجه الديمقراطي - وقال: أنت ايها الغرب عندما تقيمون الديمقراطية في هذه الدول الشمولية سوف تكون أصعب لكم في إخراج هولا المتطرفين، هذا مقال أولا هو ضد الديمقراطية في توجهاته ولكن الديمقراطية لدينا بطيئة في اتخاذ القرار تريد التحري وتتأكد من التهمة الموجهة إلى هذا الشخص، قبل أن تلقي القبض عليه أو تقدمه للمحاكمة يجب أن تكتمل عندها الدلائل والإثباتات لتوجيه هذه التهمة، لهذا الشخص أو ذاك، لهذا هي بطيئة في اتخاذ إجراءاتها بخلاف الدكتاتور باستطاعته يرفع سماعة الهاتف ويقول: أريد أن تقتلوا هذا أو ذاك، الشيء الذي لا أريده أنا، لكن قاله صاحب هذا المقال، فالغرب يتخبط لا يعرف ماذا يريد، أنا أول مرة شاهدت قناتهم (الحرة) وجدت فيها أخطاء فنية لا يتصورها العقل، أنا كمشاهد شاهدت هذه الأخطاء، انتم وضعتم هذه الحرة لماذا؟ حتى تغيروا رأي العالم العربي والإسلامي بما يختص بكراهيته لأميركا، هذه وسيلة فاشلة مثلما فشلت محطة سوا، لأنه حتى تغير من رأي العالم العربي يجب أن تغير من سياستك الخارجية، التي هي غير عادلة بالنسبة للمواطن العربي وغير الإسلامي، يعني مثلا في فلسطين ما يفعلونه غير عادلاً وإنما أنا بطبعي خلقني الله هكذا، عندما أرى الجهة المستهدفة للنقد أو التجريح أو الكراهية، اخترقها أحيانا وانصفها، أنا في إحدى تصريحاتي في جريدة طليانيه قلت أمريكا قامت بفعل جيد وأنصفت المسلمين في البوسنة وكوسوفو وكان إنصافا عادلا، ولكن لماذا لا تتبع هذا العدل ايضا في قضية فلسطين، فلذلك نحن لسنا ضد الشعب الأمريكي نحن ضد السياسة الخارجية الأمريكية تجاه بلداننا، هذه المحطات التي صرفت عليها بالملايين لو صرفت أميركا هذه الأموال على قضايا الحقيقية التي تخدم مصالحها على المدى الطويل اعتقد أنها سوف تكسب الرأي العام العربي، فلذلك المحطة التي شاهدتها أول مرة جعلتني أتسائل: كيف العقل الجبار الذي وصل إلى القمر ووصل إلى المريخ يفكر في هذه الآليات التي أسميها ( بدائية ) هذه تصلح للشعب الأمريكي ولكنها لا تصلح للشعب السعودي ولا العربي، لأنها تخالف جذريا السياسات الأمريكية الواقعية والفعلية تجاه الشعب العربي.

 
* يطالب البعض بتقنين الشريعة وتحويلها منهج دستوري للقضاء.... هل تذهب مع الموضوع؟
ـ هم يطالبون بإصلاح القضاء وهذا واجب، نحن الآن في سبيل انضمامنا لمنظمة التجارة الدولية، ولقد زرتهم بنفسي في جنيف وسألتهم: من أنتم؟، اللغط والكلام والأحاديث في المجالس السعودية كلهم يقولوا هذه المنظمة تريد أن تفرض علينا المحرمات من الخمور والقمار والأشياء التي تعارض الشريعة الإسلامية، فقالوا لي: كل هذا خطأ... نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية، بل بالعكس أنا أحب اقول لك إن مدير المنظمة السابق النرويجي، قالي: لا... أنا مثلاً أقول لكم انتم لديكم اقتصاد حر.. ولكن أريد ضوابط، ما هي الضوابط، تقنين الشريعة وهذا أمر سبق وأن وافق عليه من كبار رجال الدين من الشيخ محمد بن جبير في مقالاته المتعددة في إحدى الصحف السعودية، والشيخ الحركان رحمه الله، والطنطاوي.
التقنين في الفقه الإسلامي وليس في الآيات أو الأصول ولكنه فيما يختص في الفقه، وهذا مطلب منظمة التجارة وهو مطلب سعودي أيضاً، ولكن بعض العلماء المسلمين في المملكة العربية السعودية لا يزالوا يعاملوا هذا الأمر بمبدأ سد الذريعة، أنا واحد من أبناء عبد العزيز أقول للذي يقول مثل هذه الأشياء من الناس: نحن أكبر واكثر حصانة وضمانة لكم ولشريعتنا الإسلامية في هذه البلاد، ونحن أول من يحافظ عليها، وأي إنسان يقول لنا أن هذا خطأ أو انه يخالف الشريعة أقوله " تعال ياخوي ونحل المسألة أنا وياك أما أقنعتني أو أقنعك وإذا أقنعتك يجب أن تكون معي، كل الأمور يجب أن تخضع للحوار، ونحن بدأنا الحوار في المنتديات اللي موجودة وآخرها كان في مكة، الثاني في المدينة وهذا نباركه والذي جمع كل فئات الشعب: من سني إلى شيعي إلى إسماعيلي إلى صوفي، هذا الحوار هو الذي يقربنا لبعض، أما أن يأتيك أحد ويقول: لا هذا ممنوع أو حرام أو لا يجوز، هذه اللاءات الثلاثية يجب أن يُعاد النظر فيها، يجب أن نقول لا أو حرام أو لا يجوز على أسس موضوعيه.

 
* ظهرت المرأة السعودية في منتدى جدة الاقتصادي ورضي من رضي وغضب من غضب... هل تعتقد أن المرأة حصلت على حقوقها؟، وكيف تنظر إلى تعامل المؤسسة الدينية مع هذه المسألة؟
_ أولاً أنا باركت وأبارك مشاركة المرأة في هذه المنتديات، ولا مانع إطلاقاً، نحن نطالب أنها تعمل فلماذا لا تشارك، إنما حدث في هذا المنتدى بعض الأمور التي قيل أنها مآخذ على القائمين على هذا المنتدى. وحدة طلعت من بناتنا وطاح "مسعفها " (غطاء رأسها) الخطأ من المصور والتقط صورتها وهي سافرة الرأس، هذا الشيء لم نعتد عليه، مع أن الحجاب الإسلامي لا يعني تغطية كامل الوجه، وحتى الشيخ ابن باز في إحدى فتاواه قال صراحةً: هناك اختلاف.... هل الحجاب هو الذي على الوجه أ و الغطاء الكامل، أما الصورة التي أخذت مع الملكة رانيا فهي صورة خاصة عائلية، بناتنا أرادن أن يأخذن مع هذه الشخصية البارزة الملكة رانيا صورة تذكارية، فسربها صاحب الصورة وحدثت مشكلة، ولكن لماذا نعمل من الحبة قبة، الدنيا جاريه وتركض إحنا جزء من كل، وفي الأشهر القادمة وجب على السعودية أن تقدم تقريراً للجنة الثالثة في الأمم المتحدة وهي خاصة بحقوق الإنسان وهي ستسألك ماذا فعلت بالمرأة بعد أن وقعت وثيقة "عدم التمييز ضد المرأة". لابد وأنا توقعتها إذا لابد أن تقدم الآن تقريرك، نحن نريد من يساعدنا لا يكون عقبات في طريق الإصلاح، الطرح الموجود طرح ايجابي إلى حد ما فيجب على الآخرين أن يساعدوا أصحاب القرار في اختراق هذه الأمور الشائكة أمامنا، نحن جزء من كل كأعضاء في الأمم المتحدة أعضاء في مجلس الأمن، أعضاء في منظمات دولية مختلفة وقعنا مواثيقها يجب أن نحترمها، تحفظنا في هذا الميثاق وقلنا: إلا ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وهو النص الصريح لما يكون هناك آيه قرآنية لا نستطيع أن نخالفها يقبلون هذا، إذا كان هناك نصا ثبت انه روي عن الرسول هذا لا يعترضوا عليه، لكن ماعدا ذلك من اجتهادات يمكن اختراقها هذا ما نحاسبك عليه.

 
* يرى البعض أن الحكومة تغافلت عن الإصلاح التنموي والاقتصادي...ما رأيك؟
- الإصلاح الاقتصادي والتنموي له إجراءاته وخطوات اتخذت في هذا المجال، وأنا سبق أن قلت لك عندما التقيت المسؤول في الهيئة العامة للاستثمار وقال: لدينا 14 عقبة أمامنا ومنها البيروقراطية والروتين الحكومي وبعض الأنظمة... وهذه معوقات أمام بعض الإجراءات الإصلاحية ولكن: الضرائب: لا يوجد شخص لديه رأس مال إلا ويكره كلمة اسمها ضريبة، نحن لدينا "الزكاة " هل تعلم انه في السعودية يذهب "العمال" وهم فئة موجودة في وزارة الداخلية إلى البراري والى الصحاري وذلك لأخذ الزكاة من كل بدوي يملك بعيراً أو غنما ً، سواء أكانت الصحراء معشبة أو عكس ذلك..فإنه يأخذها منه، لأن الزكاة مشروعه إلهياً، إذا الضريبة التي تساعد الدولة في مداخيلها لأن أسعار النفط إن كانت بخير الآن فلن تكون غدا ً كذلك، يجب أن يكون لدينا موارد إضافية ومن ضمنها الضرائب.

 
* هل تعتقد أن الأحادية الفكرية هي فكر متجذر داخل العقلية السعودية؟
- لا أعتقد ذلك، قد تكون عادات قبلية بدوية قديمة توارثتها الأجيال، العالم أصله بدوي، هذا العالم إما أن يأتي من الغابة أو الجبل أو الصحراء ثم يتحول بعد ذلك إلى حاضرة، وهذه مشكلة تعم العالم العربي بأكمله.

 
* كلمة أخيرة؟
- الأعلام العربي والسعودي الفرصة متاحة له نسبياً والعجلة بدأت تدور ولن يستطيع أحد إيقافها، والأمور تبشر بالخير، هذا ما علمته من أمور في يد القيادة.

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2690 / عدد الاعضاء 62