اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
العبدالله
التاريخ
5/3/2004 7:41:00 AM
   القانون هو القانون      

كتب/عبدالواحد الحميد

 
التاريخ: السبت 2004/05/01 م


سيدة تبلغ من العمر سبعاً وتسعين سنة قبضت عليها الشرطة، وقيدتها، ثم أودعتها السجن لأنها لم تسدد قيمة مخالفة مرورية ارتكبتها في وقت سابق.. وعندما حضر ابنها إلى السجن لتقديم كفالة لإخراج "الوالدة" من السجن رفض أن يدلي للصحافة بأي تعليق لأنه "قاضٍ".. وقد اعتبر أن التعليق في هذا المقام غير مناسب، فلا يليق برجل القضاء أن يصدر أحكاماً في موضوع يخص والدته أمام الصحافة وفي قضية لم يوكل إليه البت فيها..
حدث هذا في ولاية تكساس الأمريكية منذ أيام.. وكانت الحادثة مثار اهتمام الصحافة وذلك لطرافة الموضوع الذي يخص سيدة عجوزاً تشارف على المائة من العمر وتقود سيارتها بنفسها وترتكب مخالفات مثل غيرها من الناس "لا أكثر!".. وهي سيدة وصفها ابنها الآخر الذي يعمل جرّاحاً في أحد المستشفيات بأنها حادة البصر وتعيش وحدها وتطبخ طعامها بنفسها وتحب أيضاً الذهاب إلى المطاعم لتناول وجبة الغداء والترويح عن نفسها..
والشاهد هنا ليس حق المرأة في قيادة السيارة (من عدمه).. ولا عن قيم مجتمع يترك عجوزاً في السابعة والتسعين من العمر تعيش وحدها وتطبخ لنفسها (ولا يوجد لديها شغالة!) مع أن أحد أبنائها جراح والآخر قاضٍ.. ولا عن سيدة بهذا العمر تتمتع ببصر حاد ولا تعاني من السكر ولا الضغط ولا الربو ولا الأمراض التي يعاني منها شباب مجتمعات مثالية في أطراف العالم (فضلاً عن شيّابهم)..
كذلك ليس الشاهد في القصة نزاهة القاضي ورفضه مجرد التعليق على موضوع يتعلق بوالدته التي قيّدوا يديها وأدخلوها السجن من أجل مخالفة مرورية قديمة وبسيطة ولم يرحموا شيخوختها..
وليس الشاهد أيضاً أن السيدة والدة القاضي عوملت معاملة عادية دون محاباة وبقيت في السجن حتى خرجت بكفالة إلى أن يحين وقت المحاكمة..
الشاهد في هذه الحكاية التي نشرتها صحف أمريكا من باب الطرافة هو: الإصرار على تسجيل المخالفة وسجن المخالف.. فقد أصر الجندي الذي يحفظ الأنظمة عن ظهر قلب على تقييد السيدة العجوز وتوقيفها في السجن حتى يتم البت في موضوعها..
عندما لاموا الجندي على سوء تقديره للموقف سخر منهم وقال إن القانون هو القانون ولا يهم من يكون المخالف وكم يبلغ من العمر..
أجل.. الشاهد في الموضوع، من أوله إلى آخره، هو أن القانون هو القانون.. وكل ما عدا ذلك تفاصيل غير مهمة بالنسبة للجندي الذي عاد إلى بيته بعد نهاية نوبته ونام عن شواردها وترك القوم يختصمون جرّاها ويسهرون على رأي طيب الذكر شاعرنا المتنبي!
والشاهد، أيضاً وأيضاً، هو أنه لا غرابة في أن المخالفات تقل في بعض المجتمعات حتى تكاد تكون غير موجودة.. وتكثر في مجتمعات أخرى حتى لا يكاد يخلو منها أي شارع في الليل أو النهار....!
ا.هـ.
بدون تعليق


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2175 / عدد الاعضاء 62