هــديــة
المـحنـة
فكر ماذا يأتى لأمه فى أزمتها،و كيف يعوض لها أيام الحزن و الشقاء؟كيف يعيد لها بسمتها الغائبة منذ سنوات؟
أيجلس فى انتظار غيث الآمال البعيدة؟ لا… لا يستطيع تحمل قيود الصمت و قلة الحيلة، فكفى ما فات .
لكن ما بيده أن يفعل مع قوته الهزيلة.و ما بإمكانه أن يعطى مع حبات قوته القليلة.
أيمكنه حماية أمه من مشاعر الحرمان و الذل و المهانة؟
إن قلبه يتقطع كل يوم ألف مرة حين يراها فى كل لحظة تتحمل الأهوال فيها من أجله و من أجل اخوته ، بالرغم من أن أكثرهم قد بلغ مبلغ الرجال إلا أن أكثرهم ما زال يعتمد عليها و ينتظر منها الكثير من السند و الآمال.
فكر أن يأتى بالهدية ،أغلى هدية ، أقيم هدية، ذهب فى الصباح ليقبل وجه أمه و يعدها أنه لن ينساها و أنه فى المساء سيأتى لها بالهدية عساها تنجح فى حل محنتها.
جاء المساء و سمعت التفجيرات تزلزل قلوب الأوغاد الجبناء و تثبت قلوب الآمال الضعيفة.لقد فجر نفسه ليرعب قلوب الذل و خسة ، و إن لم يستطع طردهم فقد نجح فى أن يطرد الأمان من قلوبهم.
لقد قدم حياته لأمه المحتلة…… القدس
تمت