اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
12/21/2003 9:12:00 AM
   آباء يرفضون استلام بناتهن من السجن ويتركونهن في وضع نفسي محبط       

  آباء يرفضون استلام بناتهن من السجن ويتركونهن في وضع نفسي محبط

تحقيق وتصوير - نورة الحويتي

تحدثنا في الحلقة الماضية عن بعض القضايا والاسباب التي جعلت عددا من النساء يدخلن السجن، والتي تم تلخيصها في البعد عن الله عز وجل اولا، وضعف الارادة والاستسلام لهوى الشيطان، كذلك ظروف التنشئة الاجتماعية
وما صاحبه ذلك من ظروف مادية قاسية احياناً، كذلك غياب القدوة الموجه للانساب في مراحل حياته.
ونستكمل اليوم الحديث عن قضايا بعض السجينات في سجن الملز بالرياض، كذلك برامج السجن وجهوده في مجال الاصلاح والتهذيب.

نعمة الإسلام
في البداية تحدثت جين من شرق آسيا والتي أصبح اسمها بعد ان أسلمت دلال محكومة ب  10سنوات في قضية ترويج مخدرات. تقول دلال ان سبب وجودي هنا هو ان زوجي مدمن ولديه كمية كبيرة من "الحبوب" وفي يوم جاء إلى بيتنا رجل عربي يعمل مع زوجي في المؤسسة ليشتري منه المخدرات ويبدو ان هذا الشخص مراقب حيث داهمتنا الشرطة وقبضوا علينا جميعاً وصادروا الكمية الموجودة لدينا، وحكموني أنا وزوجي بنفس المدة.
وتتابع دلال عندما دخلت السجن عرفت اني اخذ جزائي وأحمد الله الذي شرح صدي أنا وزوجي للإسلام فأنا الآن أحفظ أكثر من  7أجزاء من القرآن الكريم، كما أني تعلمت اللغة العربية في مدرسة السجن وأقوم بدعوة جميع السجينات من غير المسلمات إلى هذا الدين القويم.
مواطنة افريقية اسمها بلقيس محكومة ب  20سنة انقضى منها  9سنوات تقول لقد جئت إلى السعودية وأنا لا أعرف عنها أي شيء، جئت مع مجموعة من الاصدقاء للعمل هنا، وقالوا لي خذي الحشيش إلى السعودية فهو يباع هناك "بفلوس كثيرة" وقد اخذت كمية قليلة وضعتها في الجيوب الداخلية لحقيبتي، ولكنهم في المطار القوا القبض عليّ، وتم حكمي بعشرين سن قضيت ست سنوات منها في سجن جدة، بعدها تم نقلي إلى سجن الرياض، والحقيقة اني هنا تعلمت الإسلام واحببته ودخلت فيه، ولكني أفتقد كثيراً صديقاتي واخواتي اللاتي كن معي في سجن جدة فأنا هنا لا أجد من يتحدث معي بلغتي. وتقترح بلقيس "لماذا لا يأتينا عفو ونغادر إلى بلدنا ولن نعود هنا إلا للحج والعمرة فقط"!!.

انتظر  اخوتي..!
وقالت المواطنة (ح.س) التي قضت سنة في مؤسسة رعاية الفتيات وتكمل سنة ثانية في السجن نتيجة التفكك الأسري، وقصتها أغرب من الخيال، فحينما أخبرتني الاخصائية الاجتماعية التي تتابع قضيتها وطلبت مقابلتها رغم انها بريئة من تهمة المخدرات المنسوبة لها، وذلك من أجل المساهمة في نقل معاناتها وايجاد حل لها ولمن هم في مثل مأساتها.
وفي لقائنا بها تحدثت عن قضيتها قائلة: أنا من أسرة معروفة وميسورة الحال مطلقة وليس لدي أبناء ولي اخوة من الأب وأخ من الأم وشقيقة واحدة، توفيت أمي وأنا صغيرة جداً وتربينا عند زوجة ابي، ومنذ  3سنوات وبعد وفاة والدي طالبت اخوتي بنصيبي في الارث ولكن أخي الأكبر رفض بشدة واعتبر أني أتنكر للجميل ولتربية أمه لي وأختي وتغيرت معاملتهم لي وصرت أشعر أني غريبة بينهم فصرت أقضي أغلب الوقت عند أختي وفي مرة كنت أزور فيها أخي من أمي الذي يسكن في جدة، وكان هذا الأخير عافاه الله يتعاطى المخدرات وقد أدمنها وسلك اولاده الصغار أيضاً مسلكه، وقد تشاجرت معه شفقة على حاله وحال اولاده فما كان منه إلا ان سرق ما كان في حقيبتي من مال ومصاغ حتى انه اخذ جوالي واوراقي الخاصة، ولم أمكث طويلا وركبت النقل الجماعي وهناك سألوني عن بطاقة العائلة فقلت انها مفقودة فلم تكن معي وقاموا بالاتصال بأخي في الرياض وكان مسافر وبعدها اخذوني إلى مؤسسة رعاية الفتيات وعرفت هناك اني متهمة بوجود مخدرات في امتعتي وبتفتيشي والتحري عني وعن التهمة المنسوبة إليّ والتي لا ادري هل هي من أخي لأمي أو أخي من أبي؟! ثبت اني بريئة وانه لا علاقة لي بأي شيء مما ذكر، والحاصل انهم ف
ي المؤسسة كلما قاموا بالاتصال بأي من أخوتي لم يأتوا ورفضوا ان يأخذوني حتى شقيقتي الوحيدة تخلت عني فربما اقنعوها بأني مجرمة.
وتتابع (ح.س) بكثير من الحسرة والألم قائلة بقيت على هذا الحال سنة كاملة في المؤسسة حتى تم تحويلي إلى السجن لأن عمري فوق الثلاثين، وهاأنا أكمل السنة الثانية داخل السجن بلا جريمة ولا أحد يسأل عني ولا يمكنني الخروج من غير ان يتسلمني أحد من أهلي فماذا أفعل إذا كان اخوتي لا يريدونني لأني اطالبهم بحقي؟!

.. لا أصلح للامومة
مواطنة عمرها  43سنة محكومة بسنة ونصف السنة في قضية أخلاقية وتعاطي المسكر ثم اطلاق سراحها ولم يأت أحد لاستلامها تحدثنا عن نفسها وعن قضاياها السابقة فتقول لدي أربعة أطفال ثلاثة منهم في دار الرعاية الاجتماعية وطفلة عمرها سنتان كانت معي داخل السجن واخذها والدها ورفض استلامي، ولي أربع سوابق الاولى منهم أخلاقية عندما كنت فتاة شابة وقضيت الحكم في مؤسسة رعاية الفتيات، اما الجرائم الباقية فكانت جميعها تعاطي مخدرات. وفي كل مرة أنوي فيها التوبة وأحاول الامتناع عن الشرب والتعاطي تضيق عليّ همومي ومشاكلي فأضعف وأشرب كي أنسى التفكير في حالي التعيسة فأنا بلا مأوى وزوجي بلا عمل.
وعن بدايتها والطريقة التي وصلت بها إلى هذا الحال تقول منذ ان كنت شابة صغيرة لم أتجاوز الخامسة عشرة من عمري وأنا أشرب المسكر كما يشربه اخوتي الكبار وكانت أمي على علم وتهددنا بأن تخبر والدي ولكنا كنا لا نهتم لها لأنها لا تنفذ تهديدها وحتى وان فعلت فبماذا سيعاقبنا أب هو في الغالب فاقد الوعي؟! حتى وبعد ان تزوجت كان زوجي يأخذ "الأبيض" فاخذت معه وقد كان في بداية زواجنا في وظيفة جيدة فقد كان يعمل برتبة جندي إلى ان وقع في المخدرات واستقال من عمله ثم جئنا إلى الرياض وساء حالنا أكثر وأصبح همنا هو "كيفنا ومزاجنا" إلى درجة اننا كنا ننام مع أطفالنا في صندقة في حي العود وباقي يومنا كنا نقضيه في الشارع أو عند الاصدقاء والمعارف، وجمعية العود الخيرية يساعدوننا بالمؤنة وملابس الاولاد، وعن المال الذي تستطيع ان توفره لشراء المخدرات والشراب وهي كما تقول لا تجد ما تأكل أو تسكن هي وصغارها تقول (أنا أسكر بالكولونيا وهي رخيصة وقيمتها أقل من  10ريالات ومتوفرة في كل محل وبقالة)!!.
وكانت الاخصائية الاجتماعية حنان المالكي التي تشرف على الحالة حاضرة معنا وقت اللقاءوعقبت بالآتي: إن ما وصلت اليه حالة السجينة له أمر مؤسف نتيجة ظروف البيئة الفاسدة التي عاشت فيها وتفريط الأهل وهي خلط من الجهل والفقر ولم تحاول أن تساعد نفسها وتصلح من حالها لتتغلب على ظروفها الصعبة، فلم تتعلم من المرات السابقة التي دخلت فيها إلى السجن بل ان ما يفصل السابقة الثالثة عن الرابعة هو شهر واحد فقط! وخلال المرات السابقة كانت تجر وراءها أطفالها الصغار ويدخلون معها السجن بلا ذنب؟! وكانت حالهم مؤلمة جداً فكتبت احدى الاخصائيات التي كانت تشرف على حالتها في تلك الفترة خطاباً تم رفعه إلى امارة منطقة الرياض للنظر في حال هؤلاء الصغار المساكين التي كانت تشبعهم ضرباً واهمالا ويقضون فترة حكمها معها داخل السجن، وقد جاء أمر عاجل وصريح بأن يودعون الأطفال في دار الرعاية الاجتماعية وهناك يلقون التعليم والرعاية فحسب ما جاء في الخطاب انها لا تصلح هي وزجها لرعايتهم. وهذه المرة وبعد انهت السجينة محكوميتها لم يأت زوجها لاستلامها ليس لشيء غير انه يقول أين سأسكنها هي واولادها سنرجع إلى ما كنا عليه فنحن بلا مأوى!!.
بدائل السجون
وتضيف الاخصائية المالكي ليست الحالة السابقة فقط من تحتاج إلى حل ومساعدة بل أن هناك حالات عديدة لدينا في السجن تحتاج إلى مبادرة وتضافر جهود عدد من الجهات لحل المشاكل الأساسية في وقوع تلك الحالات في الجريمة فمن الملاحظ ان الحالة تعود لنا أكثر من مرة وبنفس الجرم، ولاشك أننا نحاول جميعاً ان نقوم بدورنا تجاههم. ونحن كأخصائيات نجري البحث لكل حالة ونتقصى الأمور حولها ونبذل كل ما في وسعنا لمساعدتها وحل مشاكلها الصحية والنفسية وداخل مجتمع السجن والسعي للتقريب ما بينهن وذويهن، ولكن تظل امكاناتنا محدودة بل ان مجهوداتنا تذهب سدا ولا يستفاد منها في معظم الحالات، فلا ينظر لتقرير الاخصائية في المحكمة ولا عند القاضي وحتى في الشرطة، فقط هو مستشفى الصحة النفسية من يطلب التقرير من الاخصائية الاجتماعية أو النفسية للوقوف على وضع الحالة وتاريخها لعلاجها. فهناك حالة تكون بالفعل مريضة نفسياً وأحياناً عقلياً ومع هذا يطبق فيها القانون والشرع ويحكمها الشيخ بعدد من السنوات وهي حالة تحتاج إلى العلاج اولا قبل العقاب.
وعن رؤيتها لدور الاخصائيات في السجون، ومقترحاتها لتفعيل ذلك الدور الهام في عملية الاصلاح والتقويم للسجينات تقول المالكي: نحن نتمنى ان يفعل دورنا أكثر لنستطيع القيام بواجباتنا بشكل أفضل فمثلا يجب ان يكون للاخصائيات قنوات اتصال مع أهل وذوي السجينة تقوم ادارة السجن بتوفيرها كالهاتف والزيارة إذا لزم الأمر مع ضرورة ان يكون هناك مكتب خاص بمقابلة الاخصائيات لذوي السجينة حتى يمكن حل بعض المشاكل الأساسية في حياتها، اضافة إلى انه لدينا الرغبة الجادة بمتابعة حالاتنا بعد خروجها من السجن فقد تعبنا معها وعملنا مجهودا يحتاج إلى تواصل ليعطي نتائجه، على أن يكون هذا باشراف ومتابعة من قبل ادارة السجن حتى نقلل من احتمال انتكاسات الحالات واعادة الفعل الاجرامي نفسه ومن ثم عودتها إلى السجن مرة  ثانية، هذا ويكون عملنا كله له اي فائدة أو نتيجة مرضية بعد خروج السجينة وانتهاء محكوميتها ما دام الأهل يرفضون بناتهم ونسائهم في حال خطئهن وارتكابهن الجريمة حتى ولو كان الأهل هم السبب والدافع الرئيسي وراء ذلك فلا نجد منهم غالباً اي تعاون ويمتنعون عن استلامهن أو حتى مجرد التفاهم معنا ويرفضون تدخلنا ولا يدعون مجالا للحوار وايجاد حل مناسب. لذا نت
منى ان يكون هناك قرارات وأنظمة تلزمهم بمسؤولية بناتهن ونسائهن وترغمهن على الحضور والتعاون والمتابعة.

البرامج الاصلاحية
وقد التقينا بمديرة سجن النساء الاستاذة أمل خضر وقالت في تعليق لها على لقائنا بالسجينات ان الكثير منهن لا يقلن الحقيقة وان معظمهن يدعين انهن بريئات ولكن حقيقة الأمر مختلفة! فالحادثة التي يتم ضبطهن بها والجهات التي تنظر في أمرهن كهيئة الأمر بالمعروف والشرطة والمحكمة لا تبني حكمها على مقولات وانما تتحقق من الواقعة بالشهود والتحري.
وعن دور السجن في توجيه واصلاح السجينة والبرامج  الموجه لهذا تقول أمل خضر هناك عدد من البرامج الارشادية والاصلاحية التي تنظمها وتقوم بها ادارة السجون اضافة إلى برامج هادفة تتم بالتعاون مع جهات اخرى حكومية ومؤسسات وجمعيات خيرية، فادارة التوعية لمكافحة المخدرات، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومكتب الاشراف النسائي -وحدة التربية الإسلامية - وجامعة الامام محمد بن سعود، ومكاتب الجاليات وبعض الداعيات المتطوعات يقومون بعمل الدورات والقاء المحاضرات الارشادية. اما جمعيتا النهضة النسائية الخيرية والوفاء الخيرية فتقومان بتلبية وتأمين بعض مستلزمات واحتياجات النزيلات اضافة إلى تقديم الدورات التدريبية والمساعدات اللازمة لبعض الحالات.
وبسؤالنا لمديرة السجن عن مهمة السجانة والشروط الواجب توافرها فيمن تقوم بهذه المهمة قالت: ان السجانات هن أكثر الموظفات تعاملا وعلاقة مباشرة مع النزيلات فهن من يفتحن العنابر ويقفلنها ويتابعن سير الأمور داخلها وخارجها لذا كانت من الشروط المطلوبة للقيم بهذه المهمة أن تكون المتقدمة ذات مؤهلات جسمية مناسبة وقوية الشخصية ولديها القدرة على تحمل ساعات "الخفارة" الطويلة اضافة إلى تعليم مناسب، ونتمنى عمل دورات تأهيلية وتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية بجانب الحرص في رفع المستوى التعليمي والتثقيفي المطلوب لجميع موظفات السجن.

اخصائيات السجن
ومن جانب آخر التقينا بالاخصائيتين ياسمين الاحمد اخصائية اجتماعية، وهند الصفيان اخصائية نفسية واللاتي اجمعتا في بداية حوارنا معهما ان عمل الاخصائيات يكون مع جميع السجينات ولكن التركيز الاكبر والمتابعة تكون للمواطنات وذلك لأن الاجنبية بعد تنفيذ حكمها يتم ترحيلها إلى بلدها أما المواطنات فهن باقيات وسيخرجن للمجتمع، لذا كان يجب العمل على إصلاحهن والمساعدة في حل مشكلاتهن.
كما أوعزتا الأسباب المؤدية والعوامل المساعدة على الانحراف والوقوع في الجريمة إلى ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري وانحراف أحد أفراد العائلة أو العائل كالأب أو الزوج، وأصدقاء السوء إضافة إلى الفقر والحاجة والجهل والحرمان من الحنان والاحتواء العاطفي وكذلك الإصابة بالأمراض النفسية المتقدمة والتخلف العقلي.
وتقول الصفيان - الاخصائية النفسية - إنه غالباً ما تكون المريضة النفسية وصلت إلى حالة متقدمة في مرضها مما أدى إلى تصرف غير مقبول ولا مسؤول قادها إلى ارتكاب الجريمة ومن هذه الحالات مرضى الانفصام العقلي والاكتئاب الشديد وهن يحتجن إلى معاملة خاصة وقدر من المراعاة والجلسات الفردية ومتابعة خاصة من مستشفى الصحة النفسية وهناك برامج عديدة نفذت مع مريضات نزيلات بالتعاون وبإشراف مباشر من المستشفى فبعض الحالات تشكل خطراً على نفسها ومن حولها.
وتضيف: نتمنى أن تفعَّل برامجنا أكثر وأن يكون هناك نظام موحد لتطبيق هذه البرامج بحيث لا تكون فردية وتخضع لاجتهادات وعمل كل اخصائية كل على حدة، كما يجب أن يكون هناك رعاية لاحقة واهتمام ومتابعة من الاخصائيات للحالات التي تم خروجها من السجن، ونتطلع إلى نظام أو قرار يلزم الأهل باستلام نسائهم بعد خروجهن من السجن.. نحن نعاني كثيراً من تلكم الحالات التي توجد في السجن لأنه لا أحد من أهلها يريد استلامها؟! ومؤخراً تابعت حالة تم القبض عليها في قضية أخلاقية وبالكشف عليها ثبت أنها مصابة بالانفصام العقلي فهي لا تعي تصرفاتها وبذلك لا يقام عليها الحد وتم على هذا إطلاق سراحها ولكن والدها امتنع عن الحضور لأخذها وبرر ذلك بأنه لا يريدها!! والآن هي من نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات لأن عمرها دون سن الثلاثين.
وتشاطر الأحمد الاخصائية الاجتماعية زميلتها الصفيان بقولها يجب أن يلزم الأهل الذين لا يعون مسؤولياتهم نحو نسائهم وبناتهم بما يوجب حضورهم وتعاونهم وإجبارهم على هذا حتى ولو كان بالقوة، فالمسألة أصبحت مؤسفة جداً وتمادى بعضهم كثيراً، حتى أنه في حالة مرت بي عندما كنت بصدد عمل محاولاتي لإقناع الأب بالمجيء لاستلام ابنته والذي بدوره اشترط لهذا أن نوفر عريساً لابنته وإلا فلن يحضر لاستلامها!!.
وعن طبيعة عمل الاخصائيات مع الحالات تقول الأحمد بعد أن نقوم بعمل البحث الشامل عن الحالة نعمل على مساعدتها على التكيف مع وضعها الجديد داخل السجن بمعرفة النظام ومراعاة الأنظمة والقوانين، والتعامل مع الموظفات والنزيلات، والعمل على حل المشاكل التي قد تواجهها إضافة إلى متابعة الحالة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية وتكون الأخيرة بالتشجيع والحث على شغل أوقات الفراغ واستكمال الدراسة والحرص على حفظ القرآن الكريم وارتياد المكتبة وحضور المحاضرات والدروس الدينية والمشاركة في الأنشطة والبرامج المعدة لهم والتي من شأنها أن تضيف إلى معلوماتهم ومهاراتهم، ونتمنى أن يكون هناك مكان مناسب لتنفيذ البرامج الإصلاحية ومتابعتها داخل السجن وتشرف عليه جهات مختلفة بكوادر متخصصة في جميع المجالات ليشمل كافة الشؤون والجوانب المتعلقة بالحالة.

دراسة ميدانية
ولأن البحوث والدراسات تضع أمامي وأمامكم تصوراً واضحاً للمشكلة وتعطي حلولاً وتوصيات مقترحة لحلها فقد حرصت على الإطلاع والبحث في هذا الموضوع، ورغم ندرة ما كُتب حول جريمة وسجن النساء وتأخر متابعة هذا الشأن على الصعيد العربي والمحلي إلا أنها تجمع على أسباب ودوافع مشتركة ولها ظروف متشابهة ومتقاربة من بعضها في كثير من أقطار ووطننا العربي.
ومن تلكم الأبحاث دراسة ميدانية عن دوافع الادمان من إعداد الباحثة هناء الفريح من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، حيث تم تحديد عينة البحث التي بلغ عدد أفرادها خمسين من نزلاء مستشفى الأمل بالرياض (ذكور) حيث قام النزلاء بتعبئة استمارات البحوث بأنفسهم أو بمساعدة من أحد المشرفين إذا اقتضى الأمر - إذا كان النزيل أمياً لا يقرأ ولا يكتب - وتسع عشرة نزيلة من السجينات بقضايا تعاطي المخدرات في سجن النساء بالرياض حيث تمت تعبئة البيانات من قبل الباحثة نفسها وتحت إشرافها.

الاستنتاجات والتوصيات:
اتضح من الدراسة الميدانية ما يلي:
أن أكثر من ربع العينة تتركز الفئة العمرية للذكور ما بين  25-  35وللإناث  20-  25سنة، ما يقارب نصف أفراد العينة من الذكور مستوى تحصيلهم العلمي الابتدائية فقط وأكثر من ربع أفراد العينة من الإناث لم يتجاوز مستوى تحصيلهن العلمي الدراسة المتوسطة، أن أكثر من ربع أفراد العينة من الذكور موظفون وأكثر من ربع العينة عاطلون عن العمل بينما ما يقارب ثلثي أفراد العينة من الإناث عاطلات عن العمل، إن أكثر من نصف أفراد العينة من الذكور غير متزوجين وأن أكثر من ثلث أفراد العينة من الإناث غير متزوجات، أن ما يقارب نصف أفراد العينة من الذكور من أسر يبلغ عدد أفرادها ما بين  5-  10أفراد وأن أكثر من نصف أفراد العينة من الإناث أسر متشابهة، إن ما يقارب نصف أفراد العينة يسكنون في حي متوسط الحال وأن أكثر من ثلاثة أرباع العينة من الإناث يسكن في حي شعبي. وأن أكثر من نصف عدد أفراد العينة من الذكور والإناث يسكنون في سكن خاص بهم، وما يقارب ثلث أفراد العينة من الذكور قالوا بوجود وسائل ترفيهية وأندية للتسلية في الأحياء التي يسكنون بها بينما أفادت كامل العينة من النساء بعدم وجود ذلك في أحيائهن، إن ما يقارب نصف أفراد العينة من الذكور رجحوا أسباب ال
تعاطي بأنها كثرة أوقات الفراغ وتقليد الأصدقاء بينما في الإناث كانت المشاكل العائلية وتقليد الأصدقاء، وأكثر من ثلثي العينة من الذكور والإناث بدءوا التعاطي داخل المملكة وليس خارجها، إن ما يقارب نصف أفراد العينة من الذكور كانوا يشعرون بالقلق وعدم الارتياح وقت التعاطي بينما ما يقارب نصف أفراد العينة من الإناث كن يشعرن بالارتياح التام وقت التعاطي، إن ما يقارب نصف أفراد العينة من الذكور كانوا يجدون صعوبة في الحصول على المخدرات ويعانون مادياً من أجل الحصول عليها وأن أكثر من ثلاثة أرباع العينة حاولوا الابتعاد عن المخدرات وفشلوا وينطبق نفس الشيء على الإناث.

جريدة الرياض

الاحد 27 شوال 1424العدد 12966 السنة 39


`


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2605 / عدد الاعضاء 62