اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
gaferomer
التاريخ
12/8/2003 11:43:00 AM
  الحقوق بين التوعيه والتثقيف      

ان الذين ينادون بثقافه حقوق الانسان يجعلون منه ماده للترف لان كلمه ثقافه لاتعبر حقيقه عن اهميه حقوق الانسان . فالحقوق اكبر من ان يكتسبها الانسان عن طريق التثقيف . ويعرف العالم البريطانى ( ادوارد بيرنت ) صاحب كتاب (( الانثربولوجيا)) الثقافه بانها :- مفهوم مركب يشمل المعرفه والعقائد والفنون والقيم والاعراف وكل العادات التى يكتسبها الانسان فى مجتمع معين . والكلمه فى اصلها اللاتينى تعنى الغرس والرعايه لشىء معين فاذا كان الامر كذلك فهل توكل اهميه ذلك الغرس ورعايه الحقوق للدوله لكى تضمها فى برامجها التعليميه ؟؟ ام ان ذلك من شأن الأمه تتعاطاه بنفسها ؟؟ ويقينى انه ليس هنالك نظام ديكتاتورى او حتى ديمقراطى يسعى الى تثقيف شعبه بحقوقه لأن ذلك مرده ان معرفه وادراك تلك الحقوق خاصه والسياسيه منها سيكون وبال على النظام . لذلك تتفادى الأنظمه أن تقحم نفسها فى هذا المجال . كما أن المنظمات المعنيه بحقوق الأنسان والتى تنادى بثقافه حقوق الأنسان تتعثر دائما عند انزال ذلك الشعار الى الواقع العملى لان الخطاْ الكبير والجسيم فى الفكر الحقوقى والقانونى والذى لازال هو المناداه بما يسمى (ثقافه حقوق الأنسان) فمن البديهى أن حق الفرد فى الثقافه يفترض لكى يوجد شرطين مسبقين :- فهو حق يفترض اولا ان يبلغ الفرد لمستوى من المعيشه يمكنه من ضمان صحته ورفاهيته له ولاسرته وخاصه بالنسبه للغذاء والكساء والسكن والرعايه الطبيه عملا بما تنص عليه الماده (25) من الأعلان العالمى لحقوق الأنسان ثم وفى المحل الثانى يفترض فى وجود الحقوق الثقافيه ( وليس ثقافه الحقوق )ان الحق فى التعليم كما تنص عليه الماده (26 ) من الأعلان العالمى لحقوق الأنسان قد انتقل الى حيذ التطبيق العملى فلا وجود لحق فى الثقافه من الناحيه الفعليه دون توفر الحد الادنى من التعليم . وعلى ذلك فان ثقافه حقوق الانسان تظل شعارا أجوف وماده للترف تنادى به المنظمات المعنيه بحقوق الأنسان شعارا لايمكن انزاله فى الواقع العملى مالم يتوفر الحد الأدنى من التعليم . ولكى لايكون هنالك خلطا يجب أن نفرق بين ( ثقافه حقوق الأنسان) و( حقوق الأنسان الثقافيه) فالاخيره لا يمكن تصورها الا عن طريق الاولى وبمعنى آخر فأن حقوق الانسان الثقافيه يجب ان يسبقها غرس ووعى لهذا الحق فى الثقافه . ونحن نرى ان ثقافه حقوق الانسان مرهونه بالحق فى التعليم بل والحد الادنى منه . وتنعدم هذه الثقافه خاصه اذا انتهكت الدوله هذا الحق . والانتهاك يمكن ان يحدث بشتى الطرق والغالب هو عن طريق استراتيجيه تعليميه معينه القصد منها السيطره على افكار الامه .ونرى ان الخطا الكبير فى الفكر الحقوقى وفى مجال حقوق الانسان هو المناداه بما يسمى ب(ثقافه حقوق الانسان) لذلك لابد من وجود ثوره تصحيحيه فى مفاهيم حقوق الانسان وتصحيح منهجى لذلك الفكر الذى لايمكن انزاله فى الواقع العملى لاستحالته منطقيا .وعلينا ان ننادى ب ( الوعى الحقوقى) بدلا عن (ثقافه حقوق الانسان) والذى سيظل امل الشعوب المضطهده فهو موجود بالفطره فى الانسانيه ولكنه فى حاله سكون دائم لايحركه الا الاثاره فى الذات وفهم اصل الخلق ودورهم فى هذه البسيطه باعتبارهم خلفاء للمولى عز وجل .كما ان ثقافه حقوق الانسان لاتوجد الا عن طريق الاكتساب بينما الوعى الحقوقى موجود كاصل فى الانسان ويحتاج الى التفكير فى الذات وتحرير العقل من جموده للوصول الى معرفه تلك الذات والتى بلا شك سترفض الانتهاك.


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2447 / عدد الاعضاء 62