* أهمية دراسة تاريخ النظم القانونية
لي ملاحظة صغيرة جداا وخطيرة جدا ايضا وهي تجاهل المنتدي لجزء مهم من نظم البحث القانوني والدراسة القانونية وهي تاريخ النظم القانونية . لذلك لي هذا المشاركة في توضيح التاريخ في البحث القانوني. سبب المشاركة ان لي زميل سالتني اثناء الدراسة عن اهمية تاريخ النظم القانونية فأخذت في توضيح الدور البحثي التي يقوم به التاريخ القاننوني .
منذ ظهور المدرسة التاريخية في ألمانيا في منتصف القرن الماضي أصبحت الدراسات التاريخية ذات أهمية خاصة في مجال العلوم الإنسانية حيث أن عنصر الزمان يلعب دور مهم في رسم النظم الاجتماعية في البلدان وتشكيل حضارة أي بلد , ونجد أن النظم القانونية لم تنشأ مره واحدة ولم يولفها المشرع من عنده بل هي وليد المجتمع التي نشأت وتطورت من تطور المجتمع واحتياجاته .
فالنظم القانونية في أي بلد أو أي حضارة تنمو وتزدهر وتتطور داخل المجتمع كباقي الظواهر الأخرى وتتأثر بما حولها , وأن كانت النظم القانونية تختلف من عصر إلى أخر إلا أن قواعدها متصلة بعضها البعض.
علم القانون من فروع العلوم الاجتماعية التي تهدف إلى دراسة الصلات المختلفة بين الناس حتى تنشأ حقوق والتزامات عليهم .والقانون في جوهره عبارة عن المرآة التي تعكس حضارة معينة في زمن معين ,فالإنسان ينشأ في أسرة معينة ويرتبط بأسرته بروابط قوية ويتعامل مع غيرة من أفراد المجتمع لسد حاجاته وهذا المجتمع تنظمه نظم قانونية تحكم تلك العلاقات القانونية وبالتالي فأن أي مجتمع يستوحي تلك النظم من ظروف وتقاليد المجتمع التي ينظمه ودراسة التاريخ القانوني لأي دولة يشتمل على دراسة تاريخ نظم القانون الخاص والعام ورغم الارتباط بينهم إلا أن لكل من تلك النظم اختلاف سواء من حيث نشأته ومدى تعرضه للتغير .
وهذا يدل على أن النظم اقل عرضة للتغير والتبديل المفاجئ عكس القانون العام الذي يرتبط بالحكم والنظم السياسية فيتغير بتغيرها , بينما النظم الخاصة مرتبطة ارتباط قويا بالعادات والعرف والديانات هي من العوامل التي ليس من السهل تغيرها لأنها بطيئة التغير
ولكن هذا لا يفصل دراسة تاريخ القانون العام عن الخاص لان تاريخ القانون يشتمل على تاريخ النظم السياسية والاقتصادية والقانونية , وان كان تاريخ القانون يشتمل على دراسة النظم السياسية و الاقتصادية فهي دراسة للأحداث التي وبالتأكيد تؤثر في النظم القانونية الخاصة تأثير واضح .
ورغم اختلاف النظم القانونية من عصر إلى عصر إلا أن قواعدها تتصل في عصورها اللاحقة بما تقدمها من قواعد في عصورها السابقة وان كل عصر من هذه العصور له أسباب تطوره . حيث أن النظم والشرائع ما هي إلا سلسله طويلة من الحلقات من اجل التقدم والرقي الإنساني .
وترجع أهمية دراسة تاريخ القانون إلى الوقوف على هذه العصور بما لها من روابط جذرية بالقانون الحديث من شأنه حسن فهم وأدراك مغزى تلك النظم , حيث من الصعب فهم تلك النظم الحديثة دون الرجوع إلى الأصول التاريخية لنشأتها والتطورات التي مرت بها حتى وصلت إلى تلك الصورة التي عليها .
ونظم الزواج يختلف من مجتمع إلى أخر نتيجة لاختلاف ظروف كل مجتمع ولا يمكن فصل نظام الأسرة عما يسود المجتمع من تقاليد اجتماعية وظروف سياسية.