اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
الشافعي الصغير
التاريخ
12/1/2004 10:30:51 AM
  رسالة عمر في القضاء      

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس. سلام عليك. أما بعد: فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة، فافهم إذا أُدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاد له. آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك (الحيف هو الميل في الحكم أي الظُلم)، ولا ييأس ضعيف من عدلك. البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر. والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً.

لا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهُديت فيه لرشدك، أن ترجع إلى الحق، فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.

الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك (أي تردد في صدرك ولم يستقر) مما ليس في كتاب ولا سنة، ثم اعرف الأشباه والأمثال، فقس الأمور عند ذلك واعمد إلى أقربها إلى الله وأشبهها، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أمداً ينتهي إليه، فأن أحضر بينته وإلا استحللت عليه القضية، فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى.

المسلمون عَدُول (العدل من الناس غير المتهم في قوله وحكمه وشهادته) بعضهم على بعض، إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنيناً (الظنين المعادي لسوء ظنه، أو سوء الظن به) في ولاء أو نسب، فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ بالبينات والأيمان.

وإياك والقلق والضجر، والتأذي بالخصوم، والتنكر عند الخصومات، فإن الحق في مواطن الحق يُعظّم به الله الأجر ويحسّن به الذكر. فمن صحت نيته وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس. ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله، فما ظنك بثواب غير الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته، والسلام


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1643 / عدد الاعضاء 62