أبو جهاد عدد المشاركات >> 71 التاريخ >> 11/12/2004
|
هل لأصحاب الفضيلة موقف من انتخاباتنا البلدية...؟
عبدالله ناصر الفوزان
من يتابع الصحف هذه الأيام يلاحظ أنها تقوم بتغطية يومية مكثفة لبعض المراكز الانتخابية التي بدأت بتسجيل أسماء الناخبين مثل مراكز الرياض على سبيل المثال، كما يلاحظ أنها - أي الصحف - تنقل بالصور حالات التسجيل التي يقوم بها بعض الشخصيات العامة كالأمراء، والوزراء وأعضاء مجلس الشورى وغيرهم من الشخصيات الهامة، والغرض من ذلك أن يقتدي الجمهور بتلك الشخصيات فيقبلوا على الذهاب إلى المراكز الانتخابية مثلهم.
وهذا الأسلوب للحض والتشجيع هام وفعال، فالشخصيات العامة عادة ما تكون قدوة لقطاع عريض من الناس في البلد، وحين يبادر الكبار بالقيام بواجب أوتحمل مسؤولية يتشجع الصغار ويفعلون مثلهم، ولذلك فإنني أشيد بمبادرة تلك الشخصيات العامة في الذهاب إلى المراكز الانتخابية، كما أشيد بالصحف التي تقوم بتغطية ذلك، وأشكر الجميع على ذلك العمل الإيجابي البناء.
لكنني أعتقد أن التأثير الأكبر في ذلك سيكون لأصحاب الفضيلة المشايخ من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأعضاء هيئة التمييز، وأعضاء لجنة الفتيا، وأصحاب الفضيلة القضاة في المحاكم، والمسؤولين في وزارة العدل ووزارات الشؤون الإسلامية وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودار الإفتاء، والجهات الدينية الأخرى التي ينظر إلى المسؤولين فيها على أنهم هم القدوة في مثل هذه الحال التي نحن بصددها.
ولذلك فإنني وأنا أتابع تغطيات الصحف في الأيام الماضية لأنشطة المراكز الانتخابية كنت مهتماً بهذه المسألة، وقد لفت نظري أنني لم ألاحظ ضمن تغطيات الصحف أي حضور فاعل في أي من المراكز الانتخابية لأصحاب الفضيلة، ولم أقرأ خبرا واحداًً عن ذهاب أحدهم إلى المراكز الانتخابية، بل لم أجد حضاً من شيخ بارز للجمهور أوتشجيعاً على الاشتراك في العملية الانتخابية، ولا أدري هل ذلك يعود إلى تقصير مني في تتبعي أم إن ذلك لم يحصل فعلاً.إن أصحاب الفضيلة أعلم مني بالتأكيد بأهمية الانتخابات التي نستعد الآن لتنفيذها، وضرورة بذل كل ما نستطيعه لإنجاحها، فهي التجربة الأولى لتجارب عديدة مقبلة بإذن الله، وهي - أي التجارب المقبلة - لكي تتواصل وتنجح فلا بد من أن تكون البداية ناجحة وقوية.
كنت في أحد المجالس خلال نهاية الأسبوع الماضي وقد دار الحديث عن تغطية الصحف لعمليات تسجيل الأسماء في المراكز الانتخابية التي قام بها بعض الشخصيات العامة، وقد قلت إنني لم ألاحظ ضمن الحالات التي نقلتها الصحف لعمليات التسجيل للشخصيات العامة ولا حالة واحدة لأصحاب الفضيلة المشايخ الذين يفترض أنهم أعظم تأثيراً من غيرهم على الجمهور لأنهم القدوة لقطاع عريض من الناس، فقال أحد الحضور تعليقاً على ملاحظتي إنه ربما يكون لأصحاب الفضيلة موقف متحفظ من الانتخابات وإنهم لهذا لم يذهبوا بالفعل ولن يشتركوا في الانتخابات، وقد شدتني إجابة هذا الزميل، بل إنها أفزعتني، لأنها إذا كانت صحيحة فلا بد من أن يكون لموقف أصحاب الفضيلة المتحفظ أثر سلبي بالغ على عملية الانتخابات التي نتطلع الآن لنجاحها.
إنني أستبعد صحة ما ذكر الزميل لكنني أذكره الآن كي أقول لأصحاب الفضيلة إن عدم حضورهم في تلك التغطيات التي تقوم بها وسائل الإعلام قد يفسر من كثير من المتابعين على أنه تحفظ على الانتخابات كما فهم ذلك الزميل، ولأنهم هم القدوة فقد يحجم بعض هؤلاء عن الذهاب إلى المراكز الانتخابية وعن الاشتراك في الانتخابات وأظن أن هذا لا يرضيهم.إن أصحاب الفضيلة بالتأكيد أكثر الجميع حرصاً على نجاح خطواتنا الإصلاحية، وهم على علم تام بحجم تأثيرهم على الناس، وقد وجدت من المفيد أن أخاطبهم بعد أن أفزعتني إجابة ذلك الزميل على ملاحظتي لأقول إن ما يفكر به ذلك الزميل يفكر فيه الآن بالتأكيد كثير غيره وهم الآن (أي أصحاب الفضيلة) محط أنظار كثير من المواطنين، ولذلك فإن غيابهم عن تلك التغطية الإعلامية للمراكز الانتخابية سينعكس بالسلب على العملية الانتخابية في حين أن حضورهم سيكون له أثر إيجابي بالغ... كما أوجه ندائي إلى الإخوة في الصحف راجياً التركيز في تغطياتهم لأنشطة المراكز الانتخابية على أصحاب الفضيلة لما لحضورهم إلى المراكز من تأثير على كثيرمن المواطنين ومن دور بالغ في نجاح الانتخابات... فهل أجد في التغطيات المقبلة التي تقوم بها الصحف للمراكز الانتخابية مستقبلاً حضوراً لأصحاب الفضيلة...؟ أرجوذلك.
نقلا عن جريدة الوطن السعودية
ابو جهاد
|