اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
10/10/2004 12:45:37 PM
  روايات الشهود فى أحداث طابا       

بينما تشير عقارب الساعة إلى العاشرة من مساء يوم الخميس الماضي وإذا بثلاثة انفجارات متتالية تهز طابا ومنتجع رأس الشيطان قرب نويبع ومخيم الطرابين القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة بفاصل‏15‏ دقيقة بين كل من الانفجارات الثلاثة لتوقع العشرات من القتلى والمصابين وليتحول المئات من السائحين الصهاينة وغيرهم من الجنسيات الأخرى إلى حالة من هستيريا الصراخ والاستغاثة .. ففي طابا أسفر الانفجار الذي وقع بالقرب من فندق هيلتون طابا المكتظ بالسائحين اليهود عن انهيار جزء كبير من الفندق فوق رؤس السائحين والموظفين العالمين به مما أدى الى مقتل العشرات منهم وإصابة ما يقرب من 150 آخرين ، وفي مدينة نويبع‏‏ لم يختلف المشهد عما هو عليه في طابا‏‏ حيث بدت أثار الانفجارين واضحة علي وجه المدينة فقد ظلت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل قريتي‏ (البادية‏)‏ و‏(‏ارض القمر‏)‏ السياحيتين وتناثرت أجزاء السيارتين المتسببتين في الحادث علي مسافة نحو‏400‏ متر من موقعي الانفجارين‏,‏ اللذين تسببت شدتهما في تحول السيارتين الي قطع معدنية صغيرة‏!‏
وقد انتشرت قوات الأمن بكثافة عند جميع منافذ مدينة نويبع وبوابات المنتجعات السياحية بها تنفيذا لتعليمات مشددة من جانب حبيب العادلي وزير الداخلية بالعمل علي تأمين الأفواج السياحية بالمدينة‏,‏ وإعادة الاستقرار للحركة السياحية بها‏.‏
يقول محمد رمضان محمد أحد المصابين من قرية نديبة مركز دمنهور بمحافظة البحيرة ومصاب بشظايا بالصدر وكدمات وسحجات بالساعد الأيمن وجرح قطعي بالرأس : " أعمل طباخاً بكافتيريا جزيرة القمر بمنطقة رأس الشيطان التي تبعد عن طابا حوالي 20 كيلومترا.. وقت وقوع الانفجار كنت في المطبخ أعد وجبة "باكيك" وهي أحد أنواع الفطائر.. سمعت صوت الانفجار وسقطت السكين من يدي.. بعدها سقط المطبخ بالكامل فوق رأسي ولم أشعر بشيء بعد ذلك إلا وأنا في المستشفي.
أما مرضي سليمان عبدالكريم بطيحان من رفح بشمال سيناء بقرية ميدان السادات فيروي ما شاهده قائلا :" أعمل مع محمد في البوفيه.. بعد وقوع الانفجار فوجئت بالدنيا من حولي وقد تحول لونها أصفر.. ثم إلي ظلام.. لم أر شيئاً بعد ذلك.. وبعد فترة شعرت بنفسي وأنا في سيارة الإسعاف.. وقبل الحادث كان المكان ممتلئاً بالزبائن جميعهم من الإسرائيليين حيث يأتون في نفس الموعد من كل عام للاحتفال بعيد "الشلوت" لديهم.. وأول أمس كان آخر أيام العيد عندما حدث الانفجار.
ويقول عمرو منير عيسي "عامل سرفيس" من بنها- كفر شكر بفندق هيلتون طابا ومصاب بجرح قطعي بيده اليسرى وشظايا تحت الجلد: " كنت أقف في المكان الذي حدث فيه الانفجار.. سمعت في البداية صوت فرقعة عالية جداً.. وتحول المكان إلي ظلام وتطاير الزجاج في كل الأرجاء.. فاحتميت تحت المنضدة حتى هدأ صوت الانفجار.. وأحمد الله الذي أنجاني من الموت بأعجوبة.
فيما يقول محمد أنور توفيق مساعد شيف بأحد مطاعم رأس الشيطان: كنا في المطبخ عندما سمعت صوت الانفجار يدوي بالمكان ووجدت نفسي وسط كومة من الخشب.. جاهدت حتى خرجت منها وأصبت بجرح في ساقي أما زميلي محمد زهران أصيب أيضا لكن حالته خطيرة.. لذلك حولوه إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي.
أما سالم حميد ضيف الله من سكان الطرابين بنويبع يعمل في منطقة رأس الشيطان يقول الانفجار مروع لدرجة أن جميعنا سقط مصابين.. والدماء تنزع من أجسادنا.. ولكن الحمد لله أنني نجوت منه.
ويروي عودة سليمان شيخ قبيلة الترابين والذي كان أحد شهود العيان علي الانفجار الأول في نويبع تفاصيل الحادث والذي وقع أمام المدخل الرئيسي لمنتجع‏ (البادية‏)‏ في الساعة العاشرة والنصف من مساء الخميس‏‏ قائلا إن سيارة‏(‏ بيجو‏)‏ قديمة بيضاء اللون لوحاتها مطموسة كانت تشق طريقها مسرعة إلي داخل القرية دون إعطاء أية إشارات ضوئية‏,‏ مما دفع أحد عمال القرية الذي تصادف وجوده أمام البوابة إلي محاولة استيقافها عن طريق توجيه كشاف ضوئي إلي وجه السائق لتنبيهه إلي ضرورة تحديد هويته حيث لا يسمح بدخول هذه المنتجعات إلا للأشخاص المعروفين للعاملين بها وعندما شعر السائق بانتباه العامل له عاد إلي الخلف مباشرة وقام بفتح الإضاءة الأمامية العالية لسيارته في وجه العامل حتى لا يراه‏ وما هي إلا لحظات حتى انفجرت السيارة أمام المنتجع وأحدثت دويا هائلا وتناثر حطامها والذي لم يبق منه سوي أجزاء بسيطة بفعل شدة الانفجار.‏
ويقول شاهد عيان آخر من عمال القرية إنه يعمل بها منذ عدة أشهر ووصف ما حدث بأنه أمر غريب وغير مفهوم بكل المقاييس وأضاف‏:‏ اعتقدنا أن الأمر في بدايته مجرد انفجار لأنبوبة بوتاجاز‏ خاصة أنه تم في خلال تناول بعض السائحين لطعام العشاء إلا أننا عندما هرولنا إلي خارج القرية اتضحت الحقيقة وأصابنا الرعب مرة أخري مع تكرار الانفجار ولذلك حرصنا علي تأمين السائحين أولا واصطحبنا بعضهم إلي الشاطئ بينما اصطحب البدو بعضهم الآخر إلي مخيماتهم أعلي الجبال للمبيت معهم وحمايتهم‏.‏
الشيخ عايش سليمان ‏(46‏ سنة‏)‏ صاحب قرية البادية وهو من بدو جنوب سيناء روى ما حدث قائلا‏:‏ كنت موجودا في أحد مخيمات المنتجع التي تطل علي البحر مباشرة مع عدد من السائحين وفجأة سمعت صوت انفجار هائل في قرية أرض القمر المجاورة‏‏ مما تسبب في تحطيم النوافذ الزجاجية بقرية البادية وعندئذ هرولت بابني الذي يبلغ من العمر‏(5‏ سنوات‏)‏ في اتجاه البحر واحتميت بإحدى الصخور واعتقدت من هول الموقف أن هناك طائرات تقصف المكان وظللت أصرخ في السائحين كي يتجهوا نحو شاطئ البحر رغم الظلام الحالك ولم تمر سوي‏3‏ دقائق حتى وقع انفجار آخر داخل قريتي البادية وشاهدت ألسنة النيران ترتفع أمام بوابة القرية علي الطريق وعلي الفور اتجهت نحو مكان الانفجار ووجدت عاملا اسمه أحمد حسين مصابا في ساقه وغارقا في الدماء أمام البوابة اثر إصابته بشظايا السيارة التي انفجرت فاحتضنته بشدة وأنا أبكي وأدعوه أن يحتمل الألم حتى يتم إسعافه بعد أن كتب القدر أن يكون موجودا أمام البوابة بعد انتهاء عمله الأساسي في إعداد الخبز لرواد القرية بينما كان الخفير الأساسي المعين للحراسة ينال قسطا من الراحة‏‏ وهو ما يعني أن المنفذين كانوا يراقبون القرية وعلي علم تام بالموعد الذي اعتاد فيه الخفير الحصول علي قسط من الراحة‏,‏ والغريب أنه لم يتم العثور علي أية أشلاء آدمية أو مستندات هوية لمنفذي العمليتين مما يرجح هروبهم قبل انفجار السيارتين بلحظات‏.‏
وفي حين وقع الانفجار الأول علي بوابة قرية‏(‏ البادية‏)‏ فقد جاء الانفجار الثاني داخل قرية أرض القمر علي مسافة نحو‏250‏ مترا من مدخلها وأكد شهود العيان أن سيارة مجهولة اقتحمت البوابة بسرعة ثم توقفت داخل موقف السيارات الخاص بالقرية وما هي إلا لحظات حتى دوي الانفجار مما تسبب في تطاير أجزاء السيارة بالكامل واحتراق سيارتي نقل كانتا تقفان إلي جوارها أيضا‏ وهما مملوكتان لاثنين من البدو يقومان بنقل مستلزمات الكافيتريا الخاصة بالقرية‏,‏ كما تحطمت أجزاء كبيرة من القرية وتهدمت مخيماتها‏,‏ ومن بينها مطعم القرية الذي كان يكتظ بالسائحين‏!‏
ويقول سليمان مكاوي عايد صاحب قرية‏(‏ مون لاند‏):‏ كنت داخل مقهى القرية الذي يبعد حوالي‏20‏ مترا عن موقع الانفجار وفي لحظة تهدمت المخيمات المجاورة فوق رؤوسنا نتيجة انفجار السيارة التي كانت بالموقف الخاص بالقرية وتسبب الانفجار في إصابتي بشظية في ساقي اليسرى ولم استطع رؤية أي شيء بسبب كثافة النيران والأدخنة المنبعثة من موقع الحادث‏, ويضيف‏:‏ لا أعلم كيف دخل منفذو العملية إلي القرية رغم وجود خفيرين علي البوابة الرئيسية لها‏,‏ لكنهما ربما اعتقدا أنها سيارة تقل سائحين إلي داخل القرية وهي عادة ما تقف داخل الموقف الخاص بالقرية‏

- منقــول -


  محامى مصر    عدد المشاركات   >>  56              التاريخ   >>  14/10/2004



                                               انفجارات طابا... نظره مختلفة

في الوقت الذي انشغل فيه الجميع بما حد ث في مدينة طابا المصرية الحدودية من تفجيرات في بعض فنادقها ومنتجعاتها السياحية مما أودى بحياة عدد كبير من الإسرائيليين وبعض الأجانب الآخرين وكذلك عدد من العاملين المصريين...
وفى الوقت الذي تصور فيه كبار بارونات الصحافة الحكومية ان دورهم الاساسى في مثل هذا النوع من الكوارث هو التركيز على إن كل شيء تمام وان لا مسؤليه على احد من السادة المسؤلين أصلا وان الأمن والأمان يغنيان معا و على ضفاف النيل أن مصر اليومفي عيد بفضل التوجيهات التي أمرت بتحريك الجميع في اتجاه الحدث والتي استطاعت بحكمتها احتواء الأمور و الوصول بها إلى بر الأمان...
وفى الوقت الذي راح أبناء الشعب المصري يبحثون ملهوفين عن اى أخبار دقيقه عن حقيقة ما حدث بينما قطاع أخبار الريادة والسيادة يطالعنا بوجوه مذيعيه الكالحة متحدثا عن انفجارات في أنابيب الغازفى احد الفنادق في طابا و في الوقت نفسه كانت الفضائيات العربية والاجنبيه تنقل لنا ما يحدث في بلادنا وعلى الهواء مباشرة ومن موقعالأحداث...
وبرغم أهمية وخطورة ما حدث وعلى كل المستويات المحلية والدولية خاصة في أيامنا السوداء هذه التي نعيشها في مصر....!! إلا اننى وأنا أتابع كل ما يحدث انشغلت بأمرين آخرين حول الموضوع وليس الموضوع نفسه وهو الانفجارات وما اتبعها من نتائج منقتلى و مصابين...
الأمر الأول: هو هذا العدد الهائل من سيارات الإسعاف الاسرائيليه التي شاهدناها على الشاشات الفضائية الغير مصرية وهو منظر يحتاج منا إلى الكثير من التفكير والتحليل...
الأمر الثاني: هو العدد المهول الذي ذكرته كثير من الصحف ووكالات الأنباء للسائحين الإسرائيليين في سيناء...!!!  
وعن الأمر الأول نلاحظ أن التواجد الاسرائيلى الطبي و الامنى كان هناك في طابا قبل أن تبلغ القيادات في القاهرة بوقت طويل جدا بما حدث مما يجعلنا نتساءل عن حقيقة أن طابا التي أرهقونا غناءا و تهليلا ومماحكة حول عودتها الظافرة إلينا بعد نضال في التحكيم الدولي لم تعد حقيقة ألا على الورق وفى عيون إعلامنا المزيف وان الحقيقة المرة أن طابا ظلت تحت الحماية و الإشراف المباشر للدولة العبرية من كل نواحي الأمن ولهذا لم تتوانى إسرائيل عن الحضور الكثيف والسريع إلى الموقع الذى سمعته و شاهدته قواتهم عبر نقطة العبور الحدودية والذي حدث به الانفجار...بل إن بعض وكالات الأنباء ادعت أن هناك سيارات جيب عسكريه اسرائيليه قد اقتحمت مسرعه لنقطة الحدود المصرية البائسة دون انتظار الإذن من اى احد ..!!!
لهذا السبب كان التواجد الملحوظ لسيارت الإسعاف الموسومة بنجمة   'داود ' والتي أحصينا منها العشرات و أيضا من خلال آلات التصوير الاسرائيليه التي نقلت الحدث إلى كل العالم بينما قطاع إخبارنا الشديد التطور والديناميكية كان يسامر مشاهديه المساكين بالمسرحيات الهادفة ثم لما فتح الله عليه بالخبر...كان الحديث حول انفجارأنبوبة بوتاغاز...!!!
ما الذى حدث في أثناء تواجد كثيف لقوى امن وإسعاف و دفاع مدني لدولة ليست صديقة باى شكل من الأشكال بل أنها على الأغلب عدوه تماما ومنافس شرس لأهم نشاط اقتصادي يحدث في المنطقة و هو السياحة..؟؟؟ . وفى الوقت نفسه غياب كامل للدولة صاحبة الأرض و المشكلة و المصلحة المباشرة في معرفة حقيقة ما حدث .

سؤال نطرحه بلا إجابة على السادة رافعي لواء كله تمام والفضل الأول طبعا للتوجيهات..!!! ؟؟؟
الغريب أيضا في هذا المنظر المخزي والمؤلم لنا كمصريين أن أصحاب الجلود السميكة ممن فقدوا الانتماء والهوية لم يروا في مثل هذا المنظر ما نرى ولم تتحرك لهم سواكن وهم ينقلون المنظر عبر شاشاتهم المحلية الأرضية للمواطن المصري البسيط الذى تسائل و هو جالس على المقاهي في دهشة بالغة..' آلا طابا دي .. مش في مصر يا اخونا وآلا إيه..؟؟؟ '
وملاحظة المواطن البسيط تستحق التوقف والاهتمام لأنه يعرف فعلا الإجابة عن سؤالة و لكنة يبكت وبذكاء كل الكذبة والذين باعوا الوطن و افهمونا زورا و بهتانا أنهم يشتروه..!!!
الملاحظة الثانية التي لفتت الأنظار و التي ألقت الحادثة عليها الأضواء هي هذا لعدد المبالغ فيه من الإسرائيليين في سيناء والذي لم يكن احد منا يتصوره أو حتى يتوقعه..!!!
أليس تواجد أكثر من خمسة وأربعون ألف اسرائيلى في سيناء وحدها أمر يدعو إلى التساؤل والاستغراب..!!! بل والملاحظة من قبل السادة المسولين عن امن وسلامة هذا الوطن خاصة وأنهم ــ الإسرائيليين ــ مستهدفين أصلا و بشكل معلن بعد فعلتهم الرخيصة في دمشق ومنذ أيام معدودة باغتيال احد قادة حماس في الشارع وبسيارة مفخخة أيضا..!!!
الم يتصور احد من السادة اليقظين جدا في مواجهة طلاب الجامعات أو المجتمعيين في اى ندوة بمقر حزب من الأحزاب والذين لم يعد لديهم اى اهتمام باى نوع من أنواع الأمن سوى امن الرئاسة والأسرة من بعدها و بعد ذلك فليأت الطوفان..!!! أن هناك خطر كبير في مجرد تواجد هذا العدد الكبير منهم على ارض سيناء ..!!!
أليس هذا الوجود الكبير والمسموح به في نفس الوقت من السلطة في مصر بأمر يدعو لان تدعى الدولة العبرية ــ خاصة بعد هذا الحادث ــ بأحقيتها في تواجد أمنى أكثر حجما و كثافة لحماية مواطنيها في سيناء و عندها ــ و سوف أذكركم ــ ستوافق سلطتنا الشديدة الحكمة على ذلك و بدون أن تطرف لها عين..!!!
أيها السادة احذروا القادم بعد هذا الحادث و راقبوه بدقة ولك الله يا مصر من حكامك....

د. محمد حامد عباس 

     الاسكندريه                          


محامى مصر


  سامح سمير    عدد المشاركات   >>  47              التاريخ   >>  16/10/2004



قراءة في احتمالات المسؤولية عن حادث طابا          

بقلم : منتصر الزيات المحامى
منذ أن وقعت التفجيرات في فندق هيلتون طابا ومنتجع رأس الشيطان بالقرب من نويبع ومخيم الطرابين أمس والتكهنات تتضارب بين احتمالات متباينة. ويبدو أن عنصر المفاجأة كان مذهلاً الى درجة أن التقديرات فى عدد القتلى والاصابات جاءت أيضاً متضاربة, سواء داخل الدوائر الاسرائيلية أو المصرية أو بينهما معاً. واللافت أيضاً أن أياً من حركات المقاومة الفلسطينية الإسلامية أو القومية لم تعلن مسؤوليتها عن التفجيرات الثلاثة ولم تقدم تفسيراً ولزمت الصمت تماماً. فيما أعلنت بعض المنظمات الإسلامية المغمورة والتي لم يُعرف لها حضور من قبل في المشهد السياسي للحركات الإسلامية مسؤوليتها عن تلك التفجيرات التي وقعت في شبه جزيرة سيناء المصرية, ومنها جماعة التوحيد, والجماعة الإسلامية العالمية, وكتائب الشهيد عبد الله عزام, وعلى رغم أن تنظيم 'القاعدة' يُعد أبرز التنظيمات الدينية التي برزت في مجال استهداف المصالح الأميركية والصهيونية منذ أعلن الشيخ أسامة بن لادن بالاشتراك مع الدكتور أيمن الظواهري زعيم جماعة الجهاد المصرية عن تأسيسهما معاً الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين في شباط (فبراير) 9819 وتفرع عنها ما سموه وقتها الجيش الإسلامي لتحرير المقدسات الذي نفّذ عملية تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي, ودار السلام, ثم تفجير المدمرة كول في المياه اليمنية, وصولاً إلى تفجيرات نيويورك وواشنطن الشهيرة في أيلول (سبتمبر) 2001. إلا أن اللافت عدم صدور عنه أى بيانات حتى الآن.
لكن مسؤولين اسرائيليين بادروا الى اتهام 'القاعدة' من دون أن يقدموا أدلة تعزز ما يدّعون به على رغم أن السلطات الإسرائيلية سبق أن أعلنت تحذيرا لرعاياها منذ أسبوعين بعدم السفر إلى سيناء في الأعياد اليهودية لمظنة وقوع تهديدات لهم. ولم يتضح أيضاً ما إذا كان الجانب الإسرائيلي قد أحاط السلطات المصرية بما لديه من معلومات حول حقيقة هذه التهديدات التي حملتها تلك المعلومات من عدمها, وبالتالي مدى جديتها حيث لم تحمل اهتماماً حقيقياً, وبالتالي لم ينعكس مثل هذا الاهتمام على السلطات المصرية.
ويبدو أن هناك توافقاً في الاوساط المعنية سواء الأمنية أو الإعلامية بعدم تصور تورط أي من منظمات المقاومة الفلسطينية في القيام بمثل هذه التفجيرات من داخل الأراضي المصرية. فمن المعلوم أن تلك الفصائل ارتضت الدور المصري في التنسيق والترتيب والحوار, بخاصة مع تأزم محطة دمشق بالنسبة لهم, فمن غير المتصور بالضرورة استعدادهم خسارة محطة القاهرة على الأقل كغطاء سياسي وأمني محتمل في مرحلة محددة.
يصعب تصور قيام 'القاعدة' بتنفيذ تلك التفجيرات بصورة احترافية دقيقة انطلاقاً من العمق المصري لأسباب عدة إن الحليف الرئيسي لـ'القاعدة' في مصر 'جماعة الجهاد' التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري لم يعد لها حضور مؤثر في مصر والثلة التي لم تزل على ولائها الفكري أو التنظيمي مقيدة الحرية داخل السجون. وكانت قد تعرضت لإخفاقات كبيرة في كل العمليات التي حاولت تنفيذها داخل مصر قبل تحالفها مع بن لادن وأجهضتها أجهزة الأمن وألقت القبض على أعداد كبيرة منهم, مما دفع الدكتور الظواهري لاتخاذ قرار اداري عام 1995 بوقف العمليات المسلحة داخل مصر للعجز وعدم القدرة, بحسب ما قرر عدد من المتهمين في قضية العائدين من ألبانيا عام 1999, ومنهم قياديون بارزون في جماعة الجهاد, منهم أحمد سلامة مبروك الذي يوصف, عادة بمساعد الظواهري وأحمد النجار الذي نفذت السلطات المصرية فيه حكماً بالإعدام بعدها. ولا يمكن تصور إمكان قيام 'القاعدة' بالدفع بعناصر أجنبية من الخارج أو مصرية ممن تعرفها أجهزة الأمن المصرية جيداً وقيامهم بهذه التفجيرات حيث لا يمكن إغفال يقظة جهاز الأمن المصري وترقبه دخول أي شخص يشتبه في توجهاته.
يبقى ان نناقش احتمالين آخرين وثيقي الصلة ببعضهما البعض: هو قيام قطاعات ممن يمكن تسميتها المقاومة الجهادية الشعبية, سواء في مصر أو فلسطين, بتنفيذ تلك التفجيرات تحت وطأة المشاعر الفياضة الغاضبة, والتي تأثرت بما يجرى في الأراضي المحتلة في فلسطين من مجازر ودهم وهدم. ونفذت التفجيرات هدياً على منهج 'القاعدة' وتأثراً بمنهجها. وفي هذا الخصوص, ذكر بإجهاض أجهزة الأمن المصرية قبل عامين عملية نظمتها مجموعة أفراد قالت أجهزة الأمن في المذكرة التي قدمتها آنذاك لجهات التحقيق القضائية إنهم لا ينتمون لجماعة الجهاد أو تنظيم 'القاعدة', وإن كانوا يعتنقون أفكاراً جهادية, حاولوا تفجير السفارتين الأميركية والإسرائيلية في القاهرة بتفخيخ سيارات سياحية, وكان على رأسهم شاب يدعى أحمد محمد دراج وأخرون بلغوا قرابة الثلاثين شاباً من محافظات عدة. والشيء نفسه يمكن تصور حدوثه من أفراد بالمواصفات ذاتها داخل الأراضي المحتلة حيث يسهل تسريب مثل هذه المفرقعات من على حدود مفتوحة بين إيلات وطابا ومسافة لا تتجاوز خمسين متراً.
يشير بعض المراقبين إلى تورط جهاز 'الموساد' في ارتكاب التفجيرات التي وقعت في طابا ونويبع تخفيفاً للضغوط الدولية التي تمارس ضد حكومة شارون لوقف العمليات الإجرامية التي يرتكبها ضد الشعب العربي المسلم في فلسطين, ولتحقيق غطاء دولي مناسب لاستمرار حملته فترة أخرى من الوقت. وتبقى مثل هذه القراءة تعتمد على مفردات نظرية المؤامرة الشائعة تاريخياً من دون أن تستطيع تقديم أدلة ملموسة في زمن سهل فيه اصطناع الأدلة. المؤكد أن استغراق الجميع فى تقصي الجهة التي صنعت الحدث في سيناء وتزايد الجدل حولها لن يصرف الانتباه عن ضرورة وضع حالة الاحتقان المزمنة والأوضاع القاسية التي يعانيها الشعب الفلسطيني, وتهميش سلطته واستهداف قياداته في أجندة البحث عن تفاقم الأوضاع وتزايد حالة العنف في المنطقة مهما حاول الاسرائيليون وحلفاؤهم في الادارة الاميركية التماس المبررات لتكريس السيطرة الأمنية الاسرائيلية إذ من غير المتوقع سهولة قبول فوز الاسرائيليين بالأمن والاحتلال معاً. لكن في كل الأحوال, ومع تشابك القراءات للحدث ستجد آية من القرآن الكريم طريقها لأفواه المسلمين على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم في التعاطي معه يرددونها برضى وإيمان (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).
موقع صحيفة الحياة اللندنية


سامح سمير المحامى


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2079 / عدد الاعضاء 62