اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
7/13/2004 2:39:16 PM
  ما هى اسباب اعتقال صدام حسين ؟      

المذكرة التي أرسلها جود وانيسكي أستاذ الاقتصاد السياسي الأمريكي إلى المدعي العام الأمريكي جون اشكروفت

 يسأله فيها عن أسباب استمرار اعتقال الرئيس صدام حسين طالما كان بريئا من كل التهم ؟

 

قال تعالى :  وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين


ارى في الاوراق ياجون ان حكومتنا قررت ان نحتفظ بالاحتجاز المادي لصدام حسين حتى بعد نقل السيادة الى حكومة العراق الانتقالية في 30 حزيران. وقد ابلغ مسؤول لم يكشف عن اسمه الاسوشيتد برس بأن السبب هو ان العراقيين لايملكون سجنا آمنا بما يكفي لاحتجاز صدام، واعتقد انه ربما كان هناك بعض القلق من انه لو وضعت الحكومة الانتقالية يدها عليه فلن تكون هناك حاجة الى (المحاكمة). فالافضل لديهم ان (يموت من اسباب طبيعية) في زنزانته بدلا من ان يدافع عن نفسه ضد تهم جرائم الحرب التي يجب ان تحضر ضده .

ولكني اتساءل الان لماذا نعتقله اساسا؟!

اذا فكرت في الموضوع. فقبل 18 شهرا كان صدام حسين يجلس في مكتبه رئيسا شرعيا ورئيس وزراء للعراق وهو مشغول بأمور بلده الخاصة. لم يكن للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع العراق ولهذا لم تكن تعترف رسميا به رئيسا للبلاد. ولكن بقية العالم كانوا يعترفون به وكان للعراق مقعد في الامم المتحدة وربما كان سيحتل حسب الدورة الروتينية مقعدا في مجلس الامن. كان ذلك عندما قرر الرئيس بوش ان صدام لديه اسلحة دمار شامل ويتآمر مع القاعدة لتهديد الشعوب المحبة للسلام مثل الولايات المتحدة. وقد اخذ اتهاماته الى مجلس الامن والمجلس صوت بالاجماع على مطالبة صدام بالسماح لمفتشي الامم المتحدة العودة الى العراق للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل. اذا تتبعت اجراءات الامم المتحدة خلال الاشهر التي تلت ستجد ان بغداد استجابت لكل المطالب التي أمر بها مجلس الامن.

وحتى اذا فاتتك التغطية التلفزيونية ، واذا قرأت الاوراق بعناية فلن تجد مثالا واحدا على تحدي صدام لمجلس الامن. فهوعندما قرأ تصريحات من الرئيس بوش ونائبه تشيني ووزير الخارجية كولن باول تدعي انه مازال يخفي اشياء عن المفتشين وان مخابراتنا المركزية تعلم بها، دعا المخابرات المركزية للقدوم الى العراق وتفتيش كل زاوية ومخبأ. هل تذكر ذلك ؟ وعندما اعطت المخابرات المركزية معلومات الى المفتشين حول اماكن يفترض ان يوجد فيها اسلحة دمار شامل، ذهب اليها المفتشون ولكنهم لم يجدوا شيئا حتى ولا اثر صغير من الادلة. ولذلك عندما طلب الرئيس بوش من مجلس الامن قرارا يدعم الحرب على العراق ، اجابه مجلس الامن بالرفض واشار الاعضاء الى ان دبلوماسية الامم المتحدة اتت مفعولها وان المفتشين يستطيعون ان ينظفوا المكان كله من الاسلحة في خلال اشهر قليلة بحيث يقدمون شهادة بخلو العراق من الاسلحة.

ولكن الرئيس بوش حصل على تخويل من الكونغرس بشن الحرب على العراق من اجل الحصول على اسلحة دماره الشامل ولكن القرار تطلب انه قبل ارسال القوات يجب ان يؤكد في رسائل الى مجلسي العموم والشيوخ بأن الدبلوماسية فشلت. ارسل بوش مثل هذه الرسائل الى المجلسين قبل يومين من تحرك جنرالاته وجنوده نحو العراق من الكويت . وقد عارض بعض اعضاء الكونغرس ولكن ماذا كان يمكنهم ان يفعلوا سوى الجلوس وانتظار ان تقهر قواتنا الجيش العراقي ثم تعثر على اسلحة الدمار الشامل؟

وكما نعرف الان فقد كان صدام حسين يقول الحقيقة. لم يكن لديه اسلحة دمار شامل فقد تخلص منها في 1991 عندما اصدرت الامم المتحدة قرارا تطالبه فيه بذلك . ثم ان الادارة التي تعمل انت فيها مسؤولا قانونيا رئيسيا اصرت على ان الحرب مبررة بسبب ارتباطات صدام حسين بالقاعدة. ونحن لانحتاج الى قرار من مجلس الامن اذا كنا نرى تهديدا خطيرا من حكومة ما في مكان ما قد تطور اسلحة دمار شامل ثم تسربها الى القاعدة التي بدورها سوف تتسلل بها الى الولايات المتحدة حيث تحدث دمارا كارثيا. ولكننا الان نجد ان صدام حسين كان يقول الحقيقة تماما فليس له ارتباط بالقاعدة او اسامة بن لادن وان الصلة الوحيدة كانت منذ سنوات عديدة حين التقى شخص من القاعدة بمسؤول عراقي طلبا للمساعدة ورفض طلبه. ومن الواضح ان وكالاتنا الاستخباراتية تعرف كل ذلك كما اكتشفت لجنة التحقيق في 11/9 بأن الادارة التي تخدمها اختارت ان تصدق عكس ذلك . واستمرت الحرب وانهيت المهمة على الاقل في المرحلة العسكرية الرسمية. وقدر عدد ضحايا العسكريين العراقيين في القتال بحدود 60 الف وقدر عدد الضحايا المدنيين من 16 الف الى 35 الف.

وقد عثر على صدام حسين واعتقل ووضع خلف قفل ومفتاح في سجن آمن بفكرة تسليمه فيما بعد الى محكمة دستورية ويحاكم باعتباره مجرم حرب. وقد قال الرئيس بوش في مناسبات عديدة ان العراق صار افضل بدون صدام حسين لأن نظامه كان معروفا باستخدام (غرف التعذيب والاغتصاب) في سجن ابو غريب.

والان نعرف ان الرئيس بوش لم يأمر جنودنا باستخدام تلك الغرف لاغتصاب وتعذيب المحتجزين العراقيين . انه يقول انه لم يصدر امرا بذلك ونحن نصدقه. ولكني اتساءل اذا ماكان لديك دليلا ماديا على ان صدام امر الشرطة العراقية بتعذيب واغتصاب السجناء او انه مثل السيد بوش سيقول انه كان رئيسا للحكومة وانه لو كان يعرف التجاوزات التي يقوم بها الشرطة المحليون لأوقفها ؟

اقول لك الحقيقة ياجون ، بمقدار تذكري لم يكن هناك تأكيد على (وحشية) صدام حسين من أي شخص سوى من المنفيين العراقيين المرتبطين بأحمد الجلبي او الاكراد الذين قاتلوا مع الجانب الايراني اثناء الحرب الايرانية العراقية . هناك اقاويل عديدة وكتب كاملة حول فظائع صدام حسين ولكن مصدرها كلها من نفس اوساط الناس الذين قدموا الينا (ادلة) مزيفة على وجود اسلحة دمار شامل وعلى علاقات النظام العراقي بالقاعدة. أليس ممكنا انه كل مايمكن ان يكون صدام فعله في تلك السنوات يمكن تبريره بافعال يقوم بها رأس الدولة لحماية شعبه؟ نعم لقد غزا الكويت عام 1990 ولكن ردا على هذا اقول : كانت تلك حربا يسهل الدفاع عنها باعتبارها ردا على الحرب الاقتصادية التي كان امير الكويت يشنها ضد العراق. اقول (يسهل الدفاع عنها) مقارنة بالغزو الامريكي ودمار بنية العراق بتبريرات كاذبة.

ثم ان الرئيس بوش مازال يحمل في نفسه ان صدام حاول اغتيال ابيه في 1993. ولكن اذا بحثت قليلا لوجدت ان هذه فرية اخرى اختلقها المحافظون الجدد. كما ان الرئيس يحمل في ذهنه ان صدام ارتكب مذبحة ضد الاكراد في 1988 وقتل عشرات الالوف منهم بغاز سام او بالمدافع. واذا بحثت ايضا في اصل هذه القصة ستجد انها مصنوعة من نسيج المحافظين الجدد. هذا ليس تخمينا مني ياجون لأني قضيت ساعات لاتعد في هذا الموضوع ولم اترك ثغرة فيه الا ونبشتها. ماعليك سوى ان تدعو هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الانسان)واسألهم اذا كانوا قد وجدوا قبورا جماعية لعشرات الالاف من الاكراد وسيقولون لك انهم مازالوا يبحثون.

علي ان اعترف انه ليس هناك طريقة سهلة لادارة بوش لتفسير كيف خدعت من الالف الى الياء في قضية صدام حسين. لا اقترح بهذا ان تلتقي بالرئيس بوش وتقول له ان يظهر على شاشة التلفزيون ويقول للشعب الامريكي انه ارتكب خطأ كبيرا. اني اقترح فقط ان تعود الى كتبك القانونية ولمصلحتك تحاول ان تجد مبررا معقولا لاعتقال صدام حسين وهو كما يبدو لم برتكب شيئا سيئا. وستكون عندها في وضع افضل لتقديم المشورة للرئيس بوش في كيفية تفادي الوقوع في مثل هذه الاخطاء الفادحة.


جود وانسكي – رئيس تحرير وول ستريت جورنال للفترة من 1972 – 1978 له عدة ابحاث وكتب في الاقتصاد السياسي وقد استندت ادارة ريجان على نظرياته في اطلاق سياسات تحويل الاقتصاد العالمي. له علاقات واسعة ومتشعبة مع اعضاء الكونغرس والشركات والهيئات الفدرالية . وقد اسس مركز الاقتصاد المتعدد الذي حاز شهرة عالمية

المصدر : 23/6/2004
اقرأ النص الانجليزي في هذا الرابط :
http:///iraqtunnel.com/php/index.php?showtopic=231


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2828 / عدد الاعضاء 62