اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
4/18/2003 11:58:00 PM
  ضل من كانت العميان تهديه      

هذا العنوان ليس لي إنه عنوان مقال كتبه ناصر الصرامي في جريدة الرياض أجد فيه تعبيرا عن حالتنا العربيه الراهنه .... أليكم المقال

ضل من كانت العميان تهديه..!

التاريخ: 4/19/2003 م

هل حالات جلد الذات العربية الراهنة وفضحها في كل الوسائل الإعلامية ووسائط الاتصال والتواصل عبر الإنترنت وحتى رسائل الجوال حالة مؤقتة...؟، أو هل تكفي تلك الصدمات للإقناع بالمزيد من الحريات في التعبير والمشاركة والتعددية، نحو اعتبار أخلاقي وقانوني وإنساني للعربي.. للبشر الأحياء على الأرض العربية واحترام العقول والفكر والذوق، أو حتى الخوف من المرحلة وتهديداتها...؟!!
هل التعبير يتم الآن بإذن أو رضى رسمي وشعبي مؤقت لم يفق بعد من الصدمات المتتالية التي تساهم فيها بغباء وجهل أحزاب متطرفة وأخرى عبثية وثالثة بلا هوية..؟!
هل الطرح الإعلامي والمعلوماتي العربي يسير باتجاه الوعي والصدق والوضوح أو بعض الحقيقية، أم هو تنفيس مؤقت لحالة غير عادية في وقت غير عادي وفي مرحلة تهز الجميع وتخالف أو تتفق مع كل التوقعات واللغات والأصداء .. أصداء المعركة والتحدي وسخونة القادم وتهديده...؟!
أسئلة تنبعث من كل الاتجاهات تعلن الفهم أو التخلي عن الصمت والركود والتسليم بواقع يفترض الجهل أو يستسلم له.. أو واقع يفرض الجهل ويدعمه ويحميه، خوف من التغير، خوف من الوعي ذاته... خوف من الحقيقة والتبصير، والإعلان عن حالة فشل تامة بقيادة جهل تام.. عاجز عن رؤية الواقع والعالم والوسائل والتحديات بكل خطورتها وصخبها وتجليها:
أعمى يقود مبصراً لا أبا لكم
ضل من كانت العميان تهديه..
تتكاثر وتنمو الأسئلة من خلال الخوف، أو من خلال عدم القدرة العربية على فهم الأشياء، ومراحل التحول التاريخية التي لم تفق ولم تفعل بعد في ذروة التحدي الخطرة، والمراحل الأكثر وضوحاً في رعونة أو صخب اتجاهاتها.. قد يفقد وطن عربي أو أكثر، قد يتحول، قد تغفو الأمة لبعض الوقت، لكن الأكيد أن الصبر العربي لم يعد كافياً، إن كل التنازلات العربية، والثورات الخاسرة، والأوهام المريضة والمتراكمة القومية ليست رهناً بحل المشاكل، أو أن الصورة العربية شعبية كانت أو رسمية ليست بذات الوضوح، ليست بتلك القدرة على الاعتراف بخسائرها وفقدها للماضي القريب والمستقبل المجهول، ليست عملية بما يكفي، أو ليست مرتقية إلى مستوى المرحلة بكل دقتها وتنظيمها وخطورة ترتيبها، أو إعادة ترتيبها وصياغتها، ليست قادرة على المواجهة في الداخل والخارج لتعديل تشوهات هنا وأخرى هناك، أحدها دعا للجهاد في العراق وآخر ينصح قوة الشباب المتحمس بكل تطرفه بالبقاء حتى يكمل برنامجه الثوري العدائي لكل ما هو محلي أو داخلي، دون أن يعترف بأي حدود جغرافية، أو باسم الدولة والبلاد، باسم الجهاد تارة، وباسم النصرة تارة، وباسم المقاومة والحلم تارة أخرى، حالة فوضى حادة تحتاج إلى تشذيب حاد، أو البقاء في ذات الدائرة القديمة؟
يحق للجميع أن يسأل بخوف أو رغبة عن أي مؤشر ايجابي، هل تعلمنا الدرس فعلاً..؟ أو هل كانت الصدمة كافية لندرك حجم المخاطرة والتحول، خسارة المراهنة على شارع جاهل، ووعي مترد، وحجم أمية مخيف..؟ هل نملك القدرة على الحديث عن مشروع عربي أو إقليمي أو محلي لتنمية الوعي، لتمكين الفكر والمعلوماتية والدراسات والأبحاث على التدخل في القرار وصياغته على المشاركة في صياغة الرسالة الإعلامية والمعرفية وتنويرها وانفتاحها، على التخلي عن الجمود والركون إلى تقليد الجهل الثابت بالعالم والمستقبل والتطور الطبيعي للتاريخ والحياة ونموها وتطورها الطبيعي الفارض للتغير...؟
أسئلة تبعث علامات استفهام أخرى،،، أسئلة تنمو بين العجز والتخاذل والضعف والجهل وقلة الحيلة.
أسئلة يثيرها مثقف عربي عاجز، وإعلامي خائف يتلمس بعض الصور والملامح، وشعوب لا تنتظر إلا لحظة التعبير أو الانعتاق أو الانتقاد لعل وعسى أن تحمل البعض من الوجع أن تتحمل الألم بكل تبعاته.
صدمة بعد صدمة.. ولا جديد سوى حالة استنفار أخرى للحفاظ على بعض المتبقي من ركام الماضي، على البعض من جبروت الجهل ونهيقه والخوف من فقدانه. حيث الوعي حيث المعلومات المهملة شبح مخيف للواقع السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي لنكرر (ضل من كانت العميان تهديه..)!


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2281 / عدد الاعضاء 62