كاتبني احد ابناء عمومتي من الفئه العمرية الصغيرة ( في منتصف العشرينات ) علي الفيس بوك متسائلا بسبب عدم وجود رؤية حقيقية اعلامية تغطي الاحداث المصرية للخارج حيث يكمل دراسته هل مصر فعلا اصبحت دولة علمانية وان الاجهزة الامنية تطارد المنتقبات واصحاب اللحي وتحاصر بيوت الله ؟ كان هذا السؤال والاصعب كانت الاجابة حيث انك تخاطب صبي صغير عمرك ثلاثة اضعاف عمرة وعليك ان تجد وسيلة واجابة سهله ومقنعة في نفس الوقت بعيدة عن الاصطلاحات والمصطلحات التي تعقد ولا تحل .
تذكرت يوم سفره اول مرة وكنت جالسا بمنزله مع والدة حيث اوصاة بتقوى الله في دينه وفي نفسه وفي وطنه وسمعته وحياته وكانت الجلسه عبارة عن وصية وموعظة من أب يعرف الغربه واثارها والمدنية الغربيه وتأثيرها علي نفوس الصغار وحالة الانبهار من تقدم تلك الدول مقارنة بما نحن عليه , وحتي لا يجد الشيطان له سبيلا .
فقلت له يابني اتتذكر وصية والدك ومازالت علي العهد والوعد في تنفيذها , قال نعم ورب الكعبة فما فوت فرض ولا اذيت جارا ولا سلكت طريقا للشيطان فانا احفظ الله في كل تصرفاتي حتي اجدة يكلل نجاحاتي واكون صورة مشرفة لديني واهلي ووطني.
قلت له يافتي العشرينات احتضنت الدين الاسلامي في قلبك خمسا وعشرون سنه ولا زلت علي العهد فما بالك بارض احتضنت الاسلام اكثر من 1400 سنه فكيف يكون حالها وهويتها ؟
يابني تعلم بان مصر بها ثلثي اثار العالم , فما بالك ان كان بمصر نصف عدد المأذن والمساجد والزوايا الموجودة في العالم كله , فماذا تكون هويتها ؟
يابني بلد فيها الازهر الشريف منارة العلم للاسلام الوسطي المعتدل فبماذ توصفها ؟
يابني تعلم بان غالبية الشعب المصرى من المسلمين ( 90% من سكانها ) وحتي الاخوة المسيحيين دائما وابدا بذكرون في تصريحاتهم واحاديثهم معنا بان ثقافتهم اسلامية فبالله عليك ماذا تكون هويتها ؟
يابني مازالت محطة القران الكريم الاذاعيه موجودة وتذيع ايات الله بل ومازالت كل الفضئايات الخاصه والعامه توقف برامجها لاذاعة اذان الصلا ة في مواقيتها فماذا تكون هويتها ؟
يا بني مازال والحمد لله ان اكثر الكتب انتشارا وتوزيعا وطباعة هو القران الكريم فما هي هويتها ؟
يابني مازالت بيوت الله عامره بالمؤمنين الذين يعمروا مساجد الله , فماذا تكون هويتها ؟
يابني هل هويتها سوف تتأثر ان لم يكن هناك مادة يراها البعض ضرورية للاعلان عن الهوية بينما يراها البعض ديكورية لان العبرة بالتطبيق وليس بنص في الدستور يمكن اهماله او التغافل عنه عند وجود مصلحة تتنافي ونص المادة؟
يابني مازال بعض اعمامك ممن اطلقوا لحاهم منذ زمن يحتفظون بها وتزين وجوههم السمحه الذى تشع نورا لانهم اطلقوها عبادة واسوة برسول الله , ولكن هناك من اطلقها بعد ان تولي الاخوان الحكم تقربا لهم وليس تقربا لله فحلقوها عندما تغير الحال ايضا تقربا للنظام الجديد وليس خوفا من الجهات الامنية وهي دعو باطلة فهذه الثورة كشفت لنا كثيرا من المنافقين , واصحاب اللحي مازالوا يسيرون في ارض الله بطمأنينة ويعيشون في وطنهم بأمان طالما لا تمتد ايديهم بسوء الي اخوانهم في الوطن , فماذا تكون هويتها ؟
يابني مازال بعض عماتك وخالاتك ومن ذوى القربي يرتدون النقاب فضلا للتقرب الي الله اما المنافقين فقد خلعوا نقابهم طواعية تلبية لشيطانهم وليس خوفا من الامن !
مازل يابني اهلك ونسائهن بين منتقبات ومحجبات وسافرات نقابهن العقه وعفتها عقلها الواعي الفاهم للدين ولا يهتمون للشائعات التي يحاول البعض ترويجها لمهاجمة بلدك بطريقة ملتوية حاقدة. سوف يظل الاسلام بخير وسفو تظل هوية مصر اسلامية شاء الغير أم أبي , سوف تظل نسائنا المنتقبات شرف وخير وبركة , وسوف يظل اصحاب اللحي زينة للمجتمع المصرى وفخرا لرجالها , فلا تعطي اذنيك لاحد حتي لا يصب فيهما احقادة وضلالة , وفي النهاية كن علي عهدك ووعدك بتنفيذ وصية والدك مهما امضيت من سنوات في الغربة , وتذكر بان تحتضن دائما هويتك الاسلامية وجنسيتك المصرية لن تكون يوما علمانية فليطمأن قلبك فلن يقبل بها المسيحي قبل المسلم..
سامي عبد الجيد احمد فرج
