اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
سالي الجباس
التاريخ
5/24/2010 11:51:39 AM
  المرض الانسانى فى نظرية الشجرة المثمرة      

  المرض الانساني في نظرية الشجرة المثمرة .

وحدها الأشجار المثمرة من يطلق عليها الصغار حجارهم بغية إسقاط شيئاً من لذيذ ثمرها فيلتقطوه فرحين، فالأشجار المثمرة وحدها محط اهتمام الناس وسعيهم للنيل منها، ومن ثمرها، أما ما عداها من الأشجار، وبالذات العادية فإنها تصلح فقط حطباً للنار.

الشجرة المثمرة وحدها هي من تقذف بالحجارة من أجل ثمرها .. أما تلك الأشجار الخاوية الخالية فلا احد يهتم بها .. لاأحد يقذفها .. ولاأحد يصنع لها مكانا في حساباته ...
أحد الذين امتطوا موجة النجاح .. جاء الى أحد الحكماء شاكيا .. وحاملا اليه عشرات المقالات التي تهاجمه .. طالباً منه المشورة في الرد ..
قال له الحكيم :
ــ افترش هذه المقالات ... وانظر مساحة رقعتك عن الأرض
وأكمل الحكيم قوله :
ــ ان كل إضافة من النقد والشتم توجه اليك تعني أنك تعلو .. أنك شئ مهم .. كبير .. يملأ الأسماع ويهز الأقلام .. ويحرك الأحقاد ..
فقال بعد ان سمع كلام الحكيم :
ــ من صدقهم لو صدقوا سنستفيد .. ومن كذبهم وزيفهم ــ وماأكثره ــ سوف يكون لنا منطق الرد .. رد الأقوياء العقلاء الواثقين من كل تصرفاتهم .


لاأدري كيف علي أن احلل النفس البشرية عندما تحل فيها عقدة التهديم عندما يسكنها هاجس الخوف الحقد القلق الغيرة الكبرياء وقذارة الروح وتلك المصيبة تهون امامها قذارة الجسد الف مرة ..
فالأنسان الذي خلق على أحسن تقويم ثم رد الى اسفل سافلين هو أصلا عبارة عن مجموعة من الكيانات المتصارعة والمتجاذبة والنشطة تسكن الكتلة الواحدة وتخضع لتأثيرات المجتمع والاسرة والظرف الاجتماعي والنفسي فتراه ينزع الى فعل الخير والشر بتأثير هذه العوامل ...

انا هنا لااريد ان اقف مع الخير لأنه سمة واضحة المعالم منذ كتب الانبياء وجمهورية افلاطون وحتى اليوم ..
فقد اقف على عقد العصر وامراضه الشريرة والتي صنعت بفعل هذا المتغير العجيب الذي توارثناه من مستجدات الحاضر والعولمة والمستعمر وفقه الفتاوي التي تتضارب في اهواء المذاهب وما تفعله المرئيات الجديدة والحضارية وكل ما أعتقد أنه آت من خلال التباس المشهد ورؤياه .وبفعل المستجد الجديد القادم مع الثروة المعلوماتية صار بمقدورك ان تنال من اي شخص .فقط لشعورك انك مريض وعليك ان تنقل فايروس مرضك هذا .!

فيما تبقى الرؤيا الاخيرة في هذا الأمر قائمة ، فالبعض الكثير يستحسن هذه المتغيرات ويستغلها في تقديم الخدمة العامة والانسانية على مستوى العون والتأليف والأختراع وتأسيس المنظومة النفعية المجتمعية والثقافية.

.ولكن ان اتحدث عن هؤلاء الكسالى المرضى والموهومون والذين ظلوا على الدوام يكرهون تلك العبارة الاثيرة بالرغم من انهم يطبقونها بحذاقة وجدارة ( الشجرة المثمرة ترمى بالحجر )...
وهاهو صديق لي يرمى بالحجر فقط لانه منتج ويعمل ويحب الخير ويقدم ويبتكر ويدعو للبناء مجتمع حر ومسالم وحضاري ...!
شكا الي من تضايقه من هذا الأمر ..شكا لي من اولئك التعساء الذين يضايقونه في المقهى والدائرة والانترنيت وأراد مني نصيحه .فلم ادرك معه سوى قول أحدهم: النفس المؤمنة بطاقة الايمان والقصد تمضي ولايهمها تعاسة المشاهد ..!

لاادري لماذا عبارة تعاسة المشاهد هذه تذكرني بأشياء كثيرة منها تذكرني لصفي المدرسي . عندما كانت للطالب الذكي نظرتان من قبل زملاءه ، قسم يحسده بحقد وآخر يحسده بمحبة .والقسم الاول هو سلبي وهدام ، والاخر هو ايجابي بالرغم من انه حاسد ايضاً...
لاأدري ان كان صاحبي قد ارتاح لشرحي بعد ان نصحته بالمضي في مشروعه بالرغم من تعاسة اولئك الذين يدعون بسبب ضعفهم وقلقهم انهم ضحايا وعليهم ان يهدوموا منجز من يعتقدوا انهم ضحيته ..

والحق انهم ليسوا ضحايا بل هم ارواح صنعها الله لتعيش كما البشر لكن النوازع حولتهم الى مزابل وعقد وخوف ورذيلة ...
اهمس هذا بأذن ( المها ) الطيب الذي استجاب لقلقه وخاف على نفسه ومنجزه وحبه للحياة بسبب وشوشة
اولئك التعساء ، المرضى الذين ينتشرون كذباب الحلوى البائتة .تاكل بكسل وتموت بكسل .وبالرغم من انهم منتشرون على طول الارض وعرضها وفي شتى الامكنة والانشطة والميادين .إلا انهم دائما وابدا سينتهون مع سعالهم وحشرجة العزلة والعنسوة الابدية ..!

ليس هناك من مفر أو مهرب من النقد، طالما كان الإنسان منتجًا وفعَّالًا وناجحًا وطموحًا، فكما قيل في المثل قديمًا: (الشجرة المثمرة لابد وأن تُقذف بالحجارة).

تحيااتي للجميع


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4412 / عدد الاعضاء 62