سامح عاشور ومجلس نقابته 00 ماله وماعليه ( 2 )
استكمالا لما انقطع ، وعبرة بما نقول لا بمن نكون ، وشكر على ثناء أخجل تواضعنا ، وشرف تكسبه فخار أنسابنا أن تتوارد خواطرنا مع خواطر زميل بوزن زميلنا الأستاذ ثروت الخرباوى 000 وبعد
فقد حدد قانون المحاماة ــ فى المادة 121 ــ الأهداف التى يتعين على مجلس النقابة أن يسعى إلى تحقيقها ، وهى الأهداف التى يتعين أن يكون تقييم النقيب ومجلس النقابة من خلالها
ولعله من التزيد أن نشير إلى ضرورة النظر إلى هذه الأهداف بداية تقديما لفقه الأولويات ، فالحديث عن تكريم أبناء المحامين المتفوقين ، وعن عمل يوم للمحاماة ، وتوزيع الدروع للوزراء والمحافظين من النوافل المحمودة ، غير أن ترتيبها يجب أن يتأخر عقب تحقيق الأهداف الأصلية ، والتى تنزل منزلة الفرض فلايتتقدمها سنة ولا نافلة
ويكثر البعض الحديث عن مسألة العلاج ، والمعاشات ، ويرى فيهما من الانجازات التى يفاخر بها ، وفى ذلك خلط يجب تصحيحه وضعا للأمور فى نصابها ، وإثراء لمعرفة ضرورية
فالعلاج والمعاشات ليسا من الأهداف التى ناط القانون مجلس النقابة بتحقيقهما ، بل ناط القانون بهما صندوق الرعاية الاجتماعية والصحية ، وهو صندوق له الشخصية الاعتبارية المستقلة , ويختلف فى تشكيله عن تشكيل مجلس النقابة على مارسمته الماة 177 ، كما يضم بين اعضائه أربع من نقباء النقابات الفرعية
وفى ضوء ماتقدم ، فان القول بان من انجازات مجلس النقابة زيادة العلاج ، ورفع المعاشات يتضمن إنكارا لجهد أعضاء صندوق الرعاية الاجتماعية من غير أعضاء مجلس النقابة ، كما يتضمن نسبة إنجاز لأعضاء ليس من القائمين على هذا الصندوق
ومن وجه آخر ، فان القانون اذ ناط أمر العلاج والمعاشات بلجنة تنظم شئونهما فقد وضعهما فى موضعهما الصحيح ، فالعلاج والمعاشات من الأمور العارضة على مباشرة مهنة المحاماة ، فقد يباشر المحامى عمله لبضع عقود من الزمن ولايستفيد من الخدمات الصحية للنقابة مادام ان الله قد متعه بالصحة والعافية ، أو لقدرته الذاتيه على رعاية نفسه تجنبا لمشقة الحصول على هذه الخدمة
كما أن من يطلب إحالته للمعاش هو من أقعدته الحركة ، فمعاش النقابة ومهما بلغ لايلاحق المتطلبات اليومية للمحامى
وعندنا أن من يقصرون حديث انجازاتهم على العلاج والمعاش إنما ينطلقون من عدم وعى بدورهم النقابى ، فهم لايديرون نقابة للعجزة وأرباب المعاشات
وعودة إلى الأهداف التى ناط القانون بها مجلس النقابة يبين ان أول هذه الأهداف هو (( تنظيم ممارسة مهنة المحاماة وحسن أدائها )) 00 وهو هدف يمكن أن يستغرق جل الأهداف ، ويغنى عن ذكرها ، وبما يقتضى بداية ضرورة تحديد هذا الهدف تحديدا جامعا مانعا ، ثم نحلل ميزانية النقابة لبيان المبالغ التى صرفت تحقيقا لهذا الغرض
ونحن نعتقد أن تنظيم مهنة المحاماة حسن ادائها يجب أن ينظر فى تفسيره إلى نصوص قانون المحاماة ذاتها ، فنصوص القانون يفسر بعضها بعضا ، ويمكن أن نستخلص ان تنظيم ممارسة مهنة المحاماة يتعين أن يدور فى كنف ضوابط توضح طبيعتها ، ثم علاقتها بالجهات التى تتصل بمباشرتها ، وسأكتفى بالخطوط العامة فى هذه الدراسة بالقدر الذى يسمح بالتقييم دون التطرق إلى الدراسات الأكاديمية
فأما طبيعة المحاماة فقد نص القانون على أنها مهنة حرة هدفها تحقيق العدالة ، وتأكيد سيادة القانون ، وهى بهذه الصفة يجب أن تجد كل عون من الدولة ومن سلطاتها المختلفة ، ونبدأ بأكثر هذه السلطات صلة بالمحاماة وهى السلطة القضائية
علاقة المحاماة بالسلطة القضائية وتقييم لاداء النقيب ومجلس النقابة
تضمن القانون بأن المحاماة شريك مع السلطة القضائية فى تحقيق العدالة ، وصفة الشريك التى استخدمها القانون لغة من لفظ أشركه فى أمره أى أدخله فيه ، ومنه شاركه كان شريكه ، وفلان يشارك فى علم كذا له نصيب فيه
مؤدى ماتقدم ، أن يكون للمحاماة نصيب على قدم المساواة كل أمر يتعلق بشأن رسم السياسة القضائية ، فيجب أن يكون لها رأى فى شأن تعديل كافة القوانين ، وفى شأن تعيين رجال القضاء ، وتنظيم ممارستهم لعملهم ، فعمل المحاماة مرتبط بهذه السلطة
وليس قدحا فى أعضاء المجلس ولانقيبه أنهم لاينظرون هذه النظرة النقابية التى يمليها عليهم القانون ، والا فليوضحوا لنا معنى صفة الشريك التى نص عليها القانون ؟
ويرى البعض ان النقيب ومجلس نقابته قد افلحوا فى جعل عيد قومى للمحاماة، وهو عيد يحضره رئيس الوزراء والوزراء ، وهو أمر وان كان محمودا إلا أنه لايخرج عن كونه من المظاهر الشكلية ، فوزير العدل يصرح بأن المحاماة شريك للسلطة القضائية ، وليس لقوله صدى فى الواقع 0000 فهو مثلا يضرب الذكر عن تعيين المحامين بالدرجات القضائية المخصصة لهم ، ولم يثبت عن المجلس ولا عن نقيبه أنه طالب وزير العدل بإعمال مانص عليه قانون السلطة القضائية 000 ويرحم الله نقيبنا البرادعى الذى كان يطبق هذا النص فى عهده ، وبعض رجال القضاء الحاليين من الذين تم تعيينهم استنادا إلى هذه النسبة المخصصة للمحامين 000
ثم لننظر إلى من يقلون عن وزير العدل ، فهل اتصل بعلم أحدكم أن رئيس محكمة ابتدائية ، أو استئنافية ، قد طلب رأى مجلس نقابة المحامين فى شأن تنظيم الدوائر ، وعن عملها فى المساء والسهرة ، وعن أثر ذلك على المحامى ، وعلى مكتبه ، وعلى منزله ، وعلى علمه ، وعلى اطلاعه 0000
ان تنظيم علاقة المحاماة بهذه الجهات يتوقف على قوة نقيبها ، وقوة مجلسه ، وقدرته على أن يكون لهم صوت مسموع ، ومانحسب أن أحدا يسمع لمن يختلفون على مصالح شخصية ، ويتبادلون البلاغات إلى الجهات القضائية اتهاما لبعضهم بعضا
ولعل أحدث مانشر فى شأن هذه الخلافات أن الصحيفة التى يصدرها ويمولها النقيب ( لم تقل ذلك صحيفة معارضة ) قد تضمنت خبرا بأن أحد أعضاء المجلس ــ والذى منحه الله بسطة فى الجسم ــ قد قام بحمل زميله ( عضو مجلس النقابة ) بكرسيه وألقى به على الأرض ، ولم يحرك الأستاذ النقيب ساكنا فى شأن هذه المهزلة التى كانت بحضور جميع الوفود العربية بالسودان ، والمغزى معلوم بأن الأستاذ النقيب بحاجة إلى اصوات ذلك العضو المعتدى ، والى اصوات دائرته الانتخابية
ويسرى ماتقدم على علاقة المحاماة بغيرها من السلطات
فما هى المبالغ التى صرفت على تحقيق الهدف الأساسى لنقابة المحامين وهو تنظيم ممارسة مهنةالمحاماة
بالرجوع إلى ميزانية النقابة لعام 2001 إلى 2003 يبين أن الميزانية لم تتضمن صرف أى مبالغ مالية لتحقيق ذلك الهدف الأول الذى يتعين على مجلس النقابة ، وعلى من يخالف رأينا أن يدلنا على رقم فى الميزانية خصص لهذا الغرض 000 ونكتفى بهذاالقدر ، ونعرض للهدف الثانى والثالث فى الدراسة الثالثة حرصا على وقت الزملاء ، وأبلغ زميلى الاستاذ ثروت أننى لم أشرف قبلا بعضوية مجلس نقابة المحامين 000 ولست من الاعلام فى هذه المهنة ، فشأنى كغيرى من الكثيرين الذين يرقبون ويسجلون ويحصون عن كثب دون أن يعيروا عقولهم الى غيرهم يتصرف فيها وفقا لهواه 000 والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
 
|